في أول مقابلة رئيسية لها... لماذا قررت هاريس إحضار والز؟

المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز (رويترز)
المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز (رويترز)
TT

في أول مقابلة رئيسية لها... لماذا قررت هاريس إحضار والز؟

المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز (رويترز)
المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز (رويترز)

قبل 3 أسابيع، وبعد أيام فقط من اختيارها رسمياً مرشحةً رئاسيةً ديمقراطيةً، طُلب من كامالا هاريس إجراء مقابلة معها.

وقالت للصحافيين على مدرج المطار في ديترويت: «لقد تحدثت إلى فريقي. أريد أن نحدد موعداً للمقابلة قبل نهاية الشهر».

والليلة، ستفي هاريس بوعدها، بالجلوس مع دانا باش من شبكة «سي إن إن»؛ لإجراء أول مقابلة رئيسية لها، لكنها لن تكون هناك بمفردها. سينضم إلى نائبة الرئيس زميلها في الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، في المقابلة التي ستُذاع في الساعة 21:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (02:00 بتوقيت غرينتش)، وفقاً لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ومع وجود والز في المقابلة، فإن قرار الظهور المشترك قد يؤدي أيضاً إلى تأجيج الانتقادات المتزايدة بأنها بعد أن نجحت في الهروب من صرامة الانتخابات التمهيدية الرئاسية التي استمرت لأشهر عدة، فهي الآن تتجنب التدقيق الذي يأتي مع مقابلة منفردة.

وقال سكوت جينينغز، المساعد الخاص السابق للرئيس جورج دبليو بوش: «أعتقد بأن الظهور مع زميلك في الترشح أمر ضعيف للغاية»، مضيفاً أن هاريس تعاني من «نقص مقلق في الثقة» في قدرتها السياسية.

لكن أنصار هاريس يصرون على أنها تأخذ الأمور بوتيرة ذكية نظراً للطبيعة غير المسبوقة لترشحها بعد رحيل الرئيس الأميركي جو بايدن المفاجئ عن السباق.

وقال بيتر جيانجريكو، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي المقيم في شيكاغو: «أعتقد بأن الإيقاع كان صحيحاً. الفوز بالترشيح، واختيار مرشحك، وتحديد خطتك الاقتصادية، وإقامة مؤتمر، والآن إجراء بعض المقابلات».

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وزميلها في الترشح حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز يصعدان على متن طائرة (أ.ف.ب)

قرار «غير استثنائي»

المقابلات المشتركة التي تضم كلاً من عضوَي تذكرة الرئاسة ليست غير عادية.

جلس الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وجو بايدن لإجراء مقابلة مع 60 دقيقة بعد اختيار الأخير مرشحاً لمنصب نائب الرئيس في عام 2008. وبعد 8 سنوات، فعلت هيلاري كلينتون وزميلها في الترشح تيم كين الشيء نفسه. بالنسبة لهاريس وبايدن في عام 2020، اختارا برنامج «20 - 20» على قناة «إيه بي سي». وبعد أقل من أسبوع من إعلان ترمب جيه دي فانس زميلاً له في الترشح، تم إجراء مقابلة مشتركة معهما على قناة «فوكس».

ولكن منذ أن سلّم بايدن الشعلة لهاريس في أواخر الشهر الماضي، حدّت المرشحة من معظم مشاركاتها الصحافية. وكانت آخر مقابلة رسمية لها في 24 يونيو (حزيران).

لم تفعل تفاعلاتها العرضية مع المراسلين - إجابات موجزة عن أسئلة في طريقها من وإلى أحداث الحملة - كثيراً لقمع مزاعم الجمهوريين بأنها تتجنب أي فرصة لوضع سجلها وأجندتها تحت المجهر.

انتقادات جمهورية

تأتي أشد الانتقادات لها من خصومها الجمهوريين، الذين أجروا مقابلات عدة في الشهر الماضي.

وقال المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، لوسائل الإعلام في وقت سابق من أغسطس (آب): «هي ليست ذكية بما يكفي لإجراء مؤتمر صحافي. ولن تجري مقابلات مع أشخاص ودودين لأنها لا تستطيع أن تكون أفضل من بايدن».

«لقد استمتعت المرشحة الديمقراطية بزيادة في الزخم منذ دخولها السباق. والآن، تحتاج إلى تعزيز هذه الطاقة»، كما قال الخبير الاستراتيجي الجمهوري وناقد ترمب، تشيب فيلكيل.

وأوضح: «يتعين عليها أن تخرج إلى هناك. عليها أن تُظهِر أنها تستطيع التفكير تحت الضغط، لأن هذا جزء مما يتعين على الرئيس أن يفعله».

من خلال إجراء مقابلة مشتركة، ربما تكون حملة هاريس قد حسبت أن الضغط والأسئلة الصعبة سيتم تقاسمها على الأقل بينهما، وهذا يضمن أن يكون كلاهما على المستوى نفسه عندما يتعلق الأمر بشرح السياسة.

وتوقّع جيانجريكو أن تحاول هاريس مع والز تحويل التركيز على خطتهما الاقتصادية، وهي أجندة لخفض تكاليف المعيشة وتوفير الأمن الاقتصادي، التي أعلنتها لأول مرة في تجمع حاشد في رالي بولاية نورث كارولاينا قبل أسبوعين. وأشار جيانجريكو أيضاً إلى فائدة محتملة أخرى من المقابلة المشتركة: رسم تباين بين والز ونظيره الجمهوري جيه دي فانس الذي وصفه بأنه «غريب».


مقالات ذات صلة

البنتاغون يوافق على دعم جهاز الخدمة السرية خلال الانتخابات الأميركية

الولايات المتحدة​ مبنى البنتاغون (رويترز)

البنتاغون يوافق على دعم جهاز الخدمة السرية خلال الانتخابات الأميركية

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الخميس إن الوزير لويد أوستن وافق على طلب لتزويد جهاز الخدمة السرية بقدرات دعم عسكري إضافية تخصص للمرشحين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
شمال افريقيا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو خلال مؤتمر صحافي في جنيف 12 أغسطس (إ.ب.أ)

المبعوث الأميركي يحذر من تمديد الحرب في السودان إقليمياً

حذر المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو من احتمالات اتساع رقعة الحرب في السودان لتهدد دول الإقليم، وحمّل استمرار الحرب لـ«قوى سياسية سلبية» في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
الولايات المتحدة​ المرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب خلال زيارته مقبرة آرلينغتون الوطنية (وسائل إعلام أميركية)

الجيش الأميركي ينتقد سلوك مرافقي ترمب خلال زيارة مقبرة للجنود

انتقد الجيش الأميركي، الخميس، مرافقي دونالد ترمب، على خلفية زيارة قام بها مرشّح الرئاسة الجمهوري للمقبرة الأكثر أهمية المخصصة لقتلى الحروب في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الرئيس الصيني شي جينبينغ ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان 29 أغسطس 2024 (أ.ب)

شي يطالب أميركا بمعاملة الصين «بأسلوب عقلاني» ... وبايدن «يتطلع» للتواصل معه

أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم (الخميس)، أن التزام بكين بعلاقات جيدة مع واشنطن لم يتغير، حسبما ذكر إعلام رسمي.

«الشرق الأوسط» (بكين - واشنطن)
أوروبا سيدتان تسيران بالقرب من الكرملين (رويترز)

بينهم صحافيون... روسيا تحظر دخول 92 مواطناً أميركياً

أعلنت روسيا، اليوم (الأربعاء)، منع 92 مواطناً أميركياً من دخول أراضيها، بينهم صحافيون في وسائل إعلام بارزة متهمون بنشر «معلومات خاطئة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هاريس وترمب يخوضان سباقاً متقارباً في الولايات المتأرجحة

ترمب يتحدث خلال المؤتمر العام الـ146 لجمعية الحرس الوطني في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث خلال المؤتمر العام الـ146 لجمعية الحرس الوطني في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

هاريس وترمب يخوضان سباقاً متقارباً في الولايات المتأرجحة

ترمب يتحدث خلال المؤتمر العام الـ146 لجمعية الحرس الوطني في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث خلال المؤتمر العام الـ146 لجمعية الحرس الوطني في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

مع دخول السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض شوطه الأخير، أظهر استطلاع جديد أعدته كلية إيمرسون في بوسطن مع موقع «ذا هيل» الإلكتروني، وأعلنت نتائجه الخميس، أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب يخوضان سباق «الأنف على الأنف» عبر الولايات السبع المتأرجحة، علماً بأن استطلاعاً آخر لمؤسسة «يوغوف» أفاد بأن المرشح الجمهوري لديه أفضلية على منافسته الديمقراطية بين الناخبين المستقلين.

صورة مركّبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)

ووجد استطلاع إيمرسون - «ذا هيل» أن هاريس تتفوق على ترمب في جورجيا (49 في المائة مقابل 48 في المائة)، وميشيغان (50 في المائة مقابل 47 في المائة)، ونيفادا (49 في المائة مقابل 48 في المائة). وفي المقابل، يتقدم ترمب في أريزونا (50 في المائة مقابل 47 في المائة)، ونورث كارولاينا (49 في المائة مقابل 48 في المائة)، وويسكونسن (49 في المائة مقابل 48 في المائة). وتعادل الاثنان بنسبة 48 في المائة لكل منهما في بنسلفانيا.

وتقع كل هذه النسب ضمن هامش الخطأ، مما يعني أن السباق متعادل في كل من هذه الولايات التي ستحسم نتيجة الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال المدير التنفيذي لقسم الاستطلاعات في كلية إيمرسون سبنسر كيمبال في بيان، إن «السباق بين كامالا هاريس ودونالد ترمب لا يزال متقارباً، ضمن هامش الخطأ في كل ولاية».

وخلافاً لما أظهره استطلاع «يوغوف»، أكدت نتائج ايمرسون - «ذا هيل» أن هاريس تتقدم على ترمب بين الناخبين المستقلين في ست من الولايات السبع، باستثناء نيفادا، حيث تقدم ترمب على هاريس بين المستقلين. وكذلك يحقق المرشح الجمهوري نتائج أفضل قليلاً مع الناخبات في أريزونا. لكن أداء هاريس أفضل منه مع النساء في الولايات الست الأخرى. كما تحقق هاريس نتائج أفضل مع الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً في كل الولايات المتأرجحة. لكن الرئيس السابق يحقق نتائج أفضل عبر الولايات السبع مع الناخبين الذكور.

فارق بين الجنسين

ولاحظ كيمبال وجود «انقسام صارخ بين الجنسين، مماثل لذلك الذي حدث عام 2020»؛ إذ إنه «في ست من الولايات السبع المتأرجحة، تتقدم هاريس على ترمب بين النساء، ومع ذلك، في أريزونا، يتمتع ترمب بميزة نقطتين على هاريس بين الناخبات، وهي المجموعة التي تقدمت لصالح بايدن بنحو ثلاث نقاط في عام 2020، وفقاً للاستطلاعات».

كامالا هاريس خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي (أرشيفية - رويترز)

وتظهر الاستطلاعات أن حظوظ الديمقراطيين تحسنت بسرعة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي في 21 يوليو (تموز) الماضي. وكان الديمقراطيون قلقين بشأن قدرتهم على الفوز في ميشيغان لو بقي بايدن مرشحاً، ولكن مع ترشيح هاريس، تبدو هذه الولايات أكثر تنافسية مرة أخرى. وتحظى هاريس بموجة من الزخم بعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو. ويترقب كثيرون لمعرفة ما إذا كان ذلك سيترجم إلى أرقام أفضل لها في الاستطلاعات. لكن ذلك لم يظهر فعلاً في استطلاع إيمرسون - «ذا هيل». ومع ذلك، يظهر مجموع الاستطلاعات على الصعيد الوطني التي جمعتها مؤسسة «ديسيجين ديسك» أن هاريس تتقدم على ترمب بنسبة 50 في المائة مقابل 45 في المائة.

تقدم ديمقراطي

كما عزز الاستطلاع الجديد قوة الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية، وهو الاتجاه الذي شوهد في الاستطلاعات السابقة. ويتقدم المرشحون الديمقراطيون على منافسيهم الجمهوريين في السباقات على مقاعد مجلس الشيوخ هذا العام.

كينيدي يعلن دعمه لحملة ترمب خلال فعالية انتخابية بأريزونا في 23 أغسطس (إ.ب.أ)

ففي أريزونا، يتقدم النائب روبين غاليغو على المرشحة الجمهورية كاري لايك بنسبة 49 في المائة مقابل 42 في المائة. وفي ميشيغان، تتقدم النائبة إليسا سلوتكين على الجمهوري مايك روجرز بنسبة 47 في المائة مقابل 41 في المائة. وفي نيفادا، يتقدم السيناتور جاكي روزن على منافسه الجمهوري سام براون بنسبة 50 في المائة مقابل 40 في المائة. وفي بنسلفانيا، يتقدم السيناتور بوب كيسي على ديفيد مكورميك بنسبة 48 في المائة مقابل 44 في المائة. وفي ويسكونسن، تتفوق السيناتورة تامي بالدوين على إريك هوفيد بنسبة 49 في المائة مقابل 48 في المائة.

وفي السباق على منصب الحاكم في نورث كارولاينا، يتقدم الديمقراطي جوش شتاين على نائب الحاكم الجمهوري مارك روبنسون بنسبة 47 في المائة مقابل 41 في المائة.

أعلن ماسك عن تأييده لترمب في السباق الرئاسي (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، أظهر استطلاع مؤسسة «يوغوف» أن 42 في المائة من الناخبين المستقلين قالوا إنهم يخططون للتصويت لترمب، مقابل 37 في المائة قالوا إنهم سيصوتون لصالح هاريس. وقال 13 في المائة من المستقلين إنهم غير متأكدين من الشخص الذي سيصوتون له.

وحصل كل من هاريس وترمب على كل دعمهما تقريباً من حزبيهما. وقال 95 في المائة من الديمقراطيين إن هاريس حصلت على أصواتهم، وقال 91 في المائة من الجمهوريين إنهم يخططون للتصويت لصالح ترمب.

وتأتي هذه الاستطلاعات في وقت تكتسب فيه هاريس أرضية في استطلاعات أخرى. بعد أسابيع فقط من إعلان حملتها، قلصت هاريس تقدم ترمب في العديد من الولايات الرئيسية.