ترمب يطلب من نتنياهو «الانتصار بسرعة» .. وينتقد دعوة وقف إطلاق النار

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية لمكافحة معاداة السامية في بيدمينستر بنيوجرسي - 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية لمكافحة معاداة السامية في بيدمينستر بنيوجرسي - 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يطلب من نتنياهو «الانتصار بسرعة» .. وينتقد دعوة وقف إطلاق النار

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية لمكافحة معاداة السامية في بيدمينستر بنيوجرسي - 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية لمكافحة معاداة السامية في بيدمينستر بنيوجرسي - 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قال مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال أحدث لقاءاتهما، في يوليو (تموز)، إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة في أسرع وقت، لكن الرئيس السابق انتقد أيضاً المطالَبات بوقف إطلاق النار.

وقال ترمب لصحافيين خلال مؤتمر صحافي اليوم: «إنه يعرف ما يفعله... شجعته على إنهاء ذلك... يجب أن ينتهي الأمر بسرعة، لكن بانتصار... حقِّق انتصارك وأَنْهِ المسألة. يجب أن يتوقف ذلك... يجب أن يتوقف القتل».

كان ترمب يشير إلى اجتماعه مع نتنياهو بمقر إقامته في أواخر يوليو، عندما زار نتنياهو الولايات المتحدة. والتقى في ذلك الوقت أيضاً بالرئيس الأميركي جو بايدن ونائبة الرئيس والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس.

وتتنامى مخاطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً في منطقة الشرق الأوسط منذ اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية في إيران، والقائد العسكري لـ«حزب الله»، فؤاد شكر، في بيروت. واستتبع قتلهما تهديدات بالثأر ضد إسرائيل.

وخلال فعالية في وقت لاحق من يوم الخميس تتناول معالجة معاداة السامية، انتقد ترمب دعوات بايدن وهاريس التي استمرت شهوراً لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال ترمب: «منذ البداية، تعمل هاريس على تكبيل يد إسرائيل خلف ظهرها، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار... تطالب على الدوام بوقف إطلاق النار»، مضيفاً أن ذلك «ليس من شأنه إلا منح (حماس) الوقت لإعادة تجميع صفوفها وشن هجوم جديد، على غرار هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)».

وأضاف: «سأقدم لإسرائيل الدعم الذي تحتاج إليه للانتصار، لكنني أريدهم أن ينتصروا بسرعة».

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية لمكافحة معاداة السامية في بيدمينستر بنيوجرسي - 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وفي الفعالية ذاتها، وصف ترمب أيضاً المناصرين للفلسطينيين الذين يطالبون بإنهاء الدعم الأميركي لحرب إسرائيل بأنهم «بلطجية من أنصار (حماس)»، و«متعاطفون مع التطرُّف». وهدد باعتقالهم وترحيلهم من الولايات المتحدة إذا أصبح رئيساً.

ونفى مكتب نتنياهو وترمب في تصريحين منفصلين اليوم تقريراً لـ«أكسيوس» قال إنهما تحدثا في اليوم السابق بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن.

وطرح بايدن اقتراحاً لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل في خطاب ألقاه 31 مايو (أيار). وتحاول واشنطن والوسطاء من المنطقة منذ ذلك الحين ترتيب صفقة وقف إطلاق النار في غزة مقابل إعادة الرهائن، لكنهم يواجهون عقبات متكررة.

وكان التقرير الذي نشره «أكسيوس» مستنداً إلى تصريحات مصدرَيْن أميركيَّين. وقال أحدهما إن مكالمة ترمب كان الهدف منها تشجيع نتنياهو على قبول الاتفاق، لكنه قال إنه لا يعرف ما إذا كان هذا هو ما قاله الرئيس السابق لنتنياهو بالفعل.

وحددت مصر والولايات المتحدة وقطر جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع.

وقالت واشنطن، أهم حلفاء إسرائيل، إن وقف إطلاق النار في غزة سيحد من تنامي فرص اتساع رقعة الحرب.


مقالات ذات صلة

واشنطن تتفاوض مع «البرهان» هاتفياً وتتحدث عن اختراقات إيجابية

شمال افريقيا سودانيات تجمعن أمام مقر «الأمم المتحدة» في جنيف دعماً لمفاوضات وقف الحرب (أ.ف.ب) play-circle 00:56

واشنطن تتفاوض مع «البرهان» هاتفياً وتتحدث عن اختراقات إيجابية

رغم غياب ممثلي الجيش السوداني عن محادثات وقف النار في جنيف، فإن المبعوث الأميركي توم بيرييلو يؤكد أن التواصل معهم يتم عبر الهاتف يومياً وبشكل مكثف.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الولايات المتحدة​ جو بايدن يتحدث خلال فعالية حول مفاوضات أسعار أدوية الرعاية الطبية في 15 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

بايدن يتحول من نجم إلى شخصية هامشية في مؤتمر الحزب الديمقراطي

بعد انسحابه من الانتخابات الرئاسية، أصبح الرئيس الأميركي جو بايدن شخصية هامشية، جلّ ما قد يقوم به هو إلقاء خطاب تمهيدي لكامالا هاريس في مؤتمر الحزب الديمقراطي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الحرفان الأولان من عبارة «الذكاء الاصطناعي» مع يد روبوت مصغرة في هذا الرسم التوضيحي الملتقط في 23 يونيو 2023 (رويترز)

5 خيارات للسيطرة على تهديدات الذكاء الاصطناعي للحق في الخصوصية

نشرت مؤسسة الأبحاث والتطوير الأميركية للدراسات الاستراتيجية «راند»، دراسة حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على قوانين حماية الخصوصية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ 
هاريس خلال فعالية انتخابية بنيفادا (رويترز)

بايدن وهاريس يعلنان خفضاً «تاريخياً» لأسعار الأدوية

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، المرشّحة عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، خفضاً تاريخياً في أسعار بعض الأدوية .

هبة القدسي (واشنطن) علي بردى
الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)

هاريس وترمب يتوافقان على إجراء مناظرتين رئاسيتين

أعلنت حملة المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس أنها ستجري مناظرتين تلفزيونيتين مع منافسها الجمهوري دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن يتحول من نجم إلى شخصية هامشية في مؤتمر الحزب الديمقراطي

جو بايدن يتحدث خلال فعالية حول مفاوضات أسعار أدوية الرعاية الطبية في 15 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
جو بايدن يتحدث خلال فعالية حول مفاوضات أسعار أدوية الرعاية الطبية في 15 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
TT

بايدن يتحول من نجم إلى شخصية هامشية في مؤتمر الحزب الديمقراطي

جو بايدن يتحدث خلال فعالية حول مفاوضات أسعار أدوية الرعاية الطبية في 15 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
جو بايدن يتحدث خلال فعالية حول مفاوضات أسعار أدوية الرعاية الطبية في 15 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

قبل أسابيع قليلة، كان من المقرر أن يكون الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، الشخصية الرئيسية في المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، لكن بعد انسحابه من الانتخابات الرئاسية أصبح بمثابة شخصية هامشية، جلّ ما قد يقوم به هو إلقاء خطاب تمهيدي لكامالا هاريس.

لكن بالنسبة لرجل أبيّ مثل الرئيس الأميركي، البالغ 81 عاماً، لا بد أن يحمل خطابه، الاثنين المقبل، في اليوم الأول من مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، مشاعر متضاربة، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

رغم أنّه لا يزال يشعر بالإحباط جراء خروجه من السباق إلى البيت الأبيض، فإنّه سيحاول إقامة توازن بين مشاعره والحاجة إلى مساعدة نائبة الرئيس في إلحاق الهزيمة بالمرشّح الجمهوري دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني).

ومع استعداد كامالا هاريس لقبول ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة رسمياً، الخميس المقبل، سيكون ظهور بايدن بمثابة «عرض افتتاحي في حفلة تايلور سويفت»، وفقاً لوليام غالستون الباحث في معهد بروكينغز.

وقال غالستون: «لن يكون خطاباً سهلاً»، وتابع: «لكن مثل كلّ رؤساء الولايات المتحدة، يضع بايدن نصب عينيه دخول التاريخ، ويعلم أنّ الطريق الأكيد لتأمين إرثه الآن يمر عبر هاريس».

وأضاف: «أنا متأكد أنّه يفهم أنّ فرص النظر إلى رئاسته على أنّها ناجحة سترتفع بشكل كبير في حال خلَفته كامالا هاريس».

جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في كلية مجتمع برينس جورج خلال فعالية حول مفاوضات أسعار أدوية الرعاية الطبية (د.ب.أ)

«أسوأ يوم»

في المقابل، لم يهدر ترامب وقتاً للسخرية من كون خصمه السابق لم يعد يحتل الصدارة.

وقال أمام تجمّع انتخابي، الأربعاء: «الاثنين هو اليوم الأسوأ» لتولي الكلام في المؤتمر «لم يمنحوه حتى وقتاً جيداً لإلقاء خطابه».

واتهم الرئيس السابق هاريس بـ«محاولة التخلّص منه».

ومنذ قراره الانسحاب من الانتخابات الرئاسية في 21 يوليو (تموز) في أعقاب مناظرة كارثية ضدّ ترمب، آثر بايدن الجلوس في الصفوف الخلفية مفسحاً المجال أمام هاريس.

في حين تعمل هذه الأخيرة على تنشيط الحزب الديمقراطي، فإن الرئيس الأميركي أمضى فترات طويلة بمنزله في ديلاوير، حيث شوهد وهو يركب الدراجة الهوائية، ويسترخي على البحر مع عائلته في نهاية الأسبوع الماضي.

وقد سخر في بعض الأحيان من النهاية المفاجئة لمسيرته السياسية التي استمرّت خمسة عقود.

وقال أمام شخصيات نافذة في البيت الأبيض، الأربعاء: «دعوتكم إلى البيت الأبيض لأنّني أبحث عن عمل».

ولكن كانت ثمة فترات من الإحباط أيضاً. فقد أفيد بأنّ بايدن غاضب من الدور الذي لعبته رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في إخراجه من السباق الرئاسي، كما أُفيد بأنّه يشعر بخيبة أمل لأن الرئيس الأسبق باراك أوباما لم يقم بالمزيد لمساندته.

وبينما أقرّ بايدن بأنّ الديمقراطيين في الكونغرس يخشون أنّه قد يضرّ بفرصهم الانتخابية في نوفمبر (تشرين الثاني)، فقد قال لمحطة «سي بي إس»، الأحد: «كنت أشعر بالقلق من أنني إذا بقيت في السباق، فسيكون هذا هو الموضوع».

وأضاف: «ستسألونني لماذا قالت نانسي بيلوسي هذا؟ لماذا فعل فلان وفلان؟ وظننت بأنّ هذا سيكون بمثابة تشتيت حقيقي».

الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«التعايش بسلام»

ومن المتوقّع أن يذهب بايدن في عطلة مباشرة بعد خطابه خلال المؤتمر، ما سيجنّبه رؤية الآلاف من المندوبين الذين سيهتفون ويصفّقون للمرشحّة الجديدة كامالا هاريس وسط إطلاق البالونات.

ولكن رغم كلّ ذلك، سيظلّ بايدن موضع ترحيب من جانب الحزب في شيكاغو. كذلك، سيلعب دوراً حاسماً في السعي إلى تحقيق الهدف الذي يقول إنّه كان في صميم قراره ألا وهو هزيمة ترمب.

وفي هذا السياق، قال كايسي بورغارت، من جامعة «جورج واشنطن» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بعد التفكير، فإنّه قد يصل إلى وضع مريح بالفعل بشأن إرثه وقراره، خصوصاً في حال فازوا (الديمقراطيون)».

في الأثناء، سيتمثّل التحدّي أمام بايدن في إلقاء خطاب يساعد هاريس، من دون إثقالها بالحمولة التي خلّفتها إدارته.

وتسعى نائبة الرئيس البالغة من العمر 59 عاماً إلى شقّ طريقها الخاص، خصوصاً فيما يتعلق بالاقتصاد الذي يعدّ إحدى القضايا التي أضرّت بشدّة بشعبية بايدن.

أمّا بالنسبة لبايدن فسيكون ذلك بمثابة تحوّل وداعي.

وفي هذا الإطار، قال غالستون: «ربما سنرى أنّ بايدن أقرب إلى التعايش بسلام مع كلّ ذلك، أكثر ممّا يمكننا تخيّله».

ومن المتوقع أن يتطرّق بايدن إلى فكرة الانتقال إلى جيل جديد، خصوصاً أنّ الجمهوريين يمثّلهم حالياً أكبر مرشح سنّاً في تاريخ الولايات المتحدة، مع بلوغ ترمب 78 عاماً.

وبعدما تمكنت هاريس من تقليص أو حتّى إلغاء تقدّم ترمب في استطلاعات الرأي، ينظر الديمقراطيون إلى بايدن بإيجابية أكبر ممّا كانوا ينظرون إليه عندما كان مرشحاً عن الحزب.

وفي السياق، قال غالستون: «بصراحة، يمكنه توقع استقبال أكثر حرارة ممّا إذا كان قد بقي في السباق الرئاسي».