مرتبط بإيران... اتهام رجل باكستاني بالتخطيط لاغتيال ترمب

مسؤولون أميركيون لا يرون أي صلة له بمحاولة اغتيال الرئيس السابق الشهر الماضي

الباكستاني آصف ميرشانت (رويترز)
الباكستاني آصف ميرشانت (رويترز)
TT

مرتبط بإيران... اتهام رجل باكستاني بالتخطيط لاغتيال ترمب

الباكستاني آصف ميرشانت (رويترز)
الباكستاني آصف ميرشانت (رويترز)

كشف مسؤولون أميركيون ووثائق قضائية أن رجلاً باكستانياً يشتبه في أنه خطط نيابة عن إيران لقتل سياسيين أو مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى - بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترمب - أصبح قيد الاحتجاز في الولايات المتحدة بعد اتهامه بمحاولة توظيف قتلة مأجورين لتنفيذ المؤامرة.

وقال ممثلو الادعاء إن آصف ميرشانت (46 عاماً) اعتقل في تكساس في 12 يوليو (تموز) بينما كان يستعد لمغادرة البلاد، وفقاً لصحيفة «بوليتيكو».

وأعلن مسؤولون أميركيون، الثلاثاء، أن المؤامرة لم تكن مرتبطة بمحاولة اغتيال ترمب في تجمع حاشد في مقاطعة بتلر بولاية بنسلفانيا، في اليوم التالي لاعتقال ميرشانت. وبدلاً من ذلك، قال المسؤولون إن المؤامرة تبدو مرتبطة بجهود إيران للانتقام لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة بطائرة دون طيار أميركية أمر بها ترمب في العراق عام 2020.

تشير ملفات المحكمة التي تم إصدارها مع نشر القضية يوم الثلاثاء إلى الهدف المحتمل بعبارات مختصرة كسياسي أميركي أو مسؤول عام، دون ذكر ترمب بشكل محدد. ولكن في المناقشات التي أجراها ميرشانت مع آخرين، ظهر اسم ترمب بوصفه هدفاً محتملاً، وفقاً لمسؤول إنفاذ القانون الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة تفاصيل حساسة حول التحقيق.

قال مسؤول كبير سابق في إدارة ترمب إنه تلقى إحاطة «واجب التحذير» من مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن ميرشانت قبل الكشف عن لائحة الاتهام.

ومن بين المؤشرات على أن ميرشانت كان يستهدف مسؤولاً رفيع المستوى تعليق أدلى به حول كون الهدف محمياً جيداً.

في الرابع من يونيو (حزيران)، أثناء عملية سرية شنها مكتب التحقيقات الفيدرالي، أخبر ميرشانت مصدراً سرياً أنه سيكون هناك أمن «في كل مكان» حول الهدف، وفقاً لما ذكره العميل الخاص لمكتب التحقيقات الفيدرالي، أنتوني سيبرانو، في إفادة خطية قدمت إلى محكمة اتحادية في بروكلين، نيويورك.

مثل ميرشانت أمام المحكمة الفيدرالية هناك في السابع عشر من يوليو وأمر قاضي الصلح باحتجازه دون كفالة، وفقاً لسجلات المحكمة. وفي خطوة غير عادية، تم إبقاء الشكوى الجنائية ورسالة من المدعين العامين تحث على احتجاز ميرشانت سرية حتى يوم الثلاثاء بناءً على طلب الحكومة.

خلال زيارة للمدعين العامين ووكلاء إنفاذ القانون في ولاية أيوا، يوم الثلاثاء، ندد المدعي العام ميريك غارلاند بالمؤامرة، لكنه أكد أن المحققين لا يرون صلة بمحاولة اغتيال ترمب في بنسلفانيا. يعتقد المسؤولون أن إطلاق النار نفذه توماس ماثيو كروكس، وهو أميركي يبلغ من العمر 20 عاماً، من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا، الذي قُتل برصاص قناص من الخدمة السرية في مكان الحادث.

حسب وثائق المحكمة، أصبح مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بمؤامرة ميرشانت في أبريل (نيسان) بعد أن سافر إلى إيران وباكستان قبل أن يصل إلى الولايات المتحدة ويتواصل مع شخص أبلغ سلطات إنفاذ القانون أن ميرشانت طلب منه المساعدة في سرقة المعلومات وتنظيم الاحتجاجات وتنفيذ عملية اغتيال. وتقول وثائق المحكمة إن هذا الشخص الذي لم يتم الكشف عن اسمه وافق على أن يصبح مصدراً سرياً لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

ولا تؤكد ملفات المحكمة أن ميرشانت أعلن صراحة أنه كان يتصرف نيابة عن إيران، لكنها تقول إنه «أشار إلى تقارب مع إيران»، وسافر إلى هناك كثيراً، وكان لديه أطفال وزوجة في إيران وباكستان.

ودفعت التهديدات من إيران جهاز الخدمة السرية إلى زيادة الأمن حول ترمب وغيره من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين في الأشهر الأخيرة.


مقالات ذات صلة

بعد تهديده باستعادة القناة... هل يدفع ترمب بنما لمزيد من التقارب مع الصين؟

الولايات المتحدة​ الرئيس البنمي حينها خوان كارلوس فاريلا يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن... 19 يونيو 2017 (رويترز)

بعد تهديده باستعادة القناة... هل يدفع ترمب بنما لمزيد من التقارب مع الصين؟

حذّر مسؤولون أميركيون سابقون من أن تهديد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بالقوة العسكرية لاستعادة قناة بنما قد ينفّر الحكومة البنمية ويدفعها للاقتراب من الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ف.ب)

غوتيريش: البشرية أطلقت العنان للشرور

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، أن البشرية «أطلقت العنان لكل الشرور»، متحدثاً عن «التقنيات الخارجة عن السيطرة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يحتفي بإنجاز «اتفاق غزة»: بداية لأشياء عظيمة قادمة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخبب دونالد ترمب اليوم (الأربعاء) عبر منصته «تروث سوشيال» التوصل الى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تظهر أيقونتي تطبيقي الهواتف الذكية «تيك توك» و«شاوهونغشو» في بكين... 14 يناير 2025 (أ.ب)

«لاجئو تيك توك» في أميركا يجتاحون تطبيق «شاوهونغشو» الصيني المنافس

في ظل القلق من احتمال حظر تطبيق «تيك توك» الصيني في أميركا، يُقبل مستخدمون أميركيون للإنترنت بأعداد كبيرة على تحميل تطبيق صيني آخر هو «شاوهونغشو».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر (رويترز)

إيفانكا ترمب تكشف سبب عدم رغبتها في العودة للبيت الأبيض

أصبح من الواضح أن إيفانكا ترمب، ابنة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، لا تخطط للعودة إلى البيت الأبيض لمساعدة والدها في إدارة البلاد خلال ولايته الثانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روبيو: الصين «التهديد الأكبر»... والنظام العالمي تحوّل «سلاحاً ضدّنا»

روبيو خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ 15 يناير (رويترز)
روبيو خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ 15 يناير (رويترز)
TT

روبيو: الصين «التهديد الأكبر»... والنظام العالمي تحوّل «سلاحاً ضدّنا»

روبيو خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ 15 يناير (رويترز)
روبيو خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ 15 يناير (رويترز)

حرص ماركو روبيو، الذي اختاره دونالد ترمب لوزارة الخارجية في إدارته الجديدة، أمام مجلس الشيوخ، الأربعاء، على مهاجمة الصين التي اتهمها «بالغش» و«السرقة»، وعدّها «التهديد الأكبر» للولايات المتحدة. وقال روبيو، الذي يبلغ 53 عاماً، أمام لجنة الشؤون الخارجية إنّ الصين «غشّت» لكي تصبح قوة عظمى، وإنّ النظام الليبرالي العالمي «عفّى عليه الزمن».

ويُنظر إلى روبيو على أنه أكثر مرشح دفع به ترمب لمناصب وزارية رفيعة، يحظى بقبول جمهوري وديمقراطي. وتأتي أولى جلسات المصادقة على روبيو غداة جلسة شديدة التوتّر للمصادقة على المرشّح لمنصب وزير الدفاع، بيت هيغسيث.

النظام العالمي «سلاح»

قال روبيو إنّ «النظام العالمي بعد الحرب لم يُعفِّ عليه الزمن فحسب، بل بات سلاحاً يُستخدم ضدّنا». وأضاف السيناتور عن ولاية فلوريدا: «لقد رحّبنا بالحزب الشيوعي الصيني في هذا النظام العالمي، فاستغلّوا كلّ فوائده ومنافعه، لكنّهم تجاهلوا كلّ واجباتهم ومسؤولياتهم... بدلاً من ذلك، مارسوا الكذب والخداع وتسللوا وسرقوا لبلوغ مكانة القوة العظمى العالمية، على حسابنا».

روبيو خلال جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ 15 يناير (أ.ب)

وتابع روبيو أن «الديكتاتوريين في موسكو وطهران وبيونغ يانغ يزرعون الفوضى وعدم الاستقرار». وقال إن سياسته الخارجية ستسعى إلى اعتماد «الدبلوماسية القوية» لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا. وأضاف أن الإدارة الأميركية الجديدة ستعتمد سياسة خارجية مدفوعة فقط بما إذا كانت القرارات تجعل الولايات المتحدة أكثر أماناً وقوة وازدهاراً. وأكد أنه «في حين استمرت أميركا في كثير من الأحيان في إعطاء الأولوية للنظام العالمي على حساب مصالحنا الوطنية الأساسية، استمرت الدول الأخرى في التصرف بالطريقة نفسها كما فعلت دائماً وستظل تفعل دائماً، وفق ما ترى فيه مصلحتها الفضلى».

تحذير للصين

وروبيو، المولود في ميامي لأبوين كوبيّين، معروف بمواقفه المعادية لكلّ من الصين وإيران، وسيكون حال المصادقة على تعيينه أول وزير خارجية من أصول أميركية لاتينية، وأول وزير خارجية يتحدث الإسبانية بطلاقة. ووزير الخارجية المقبل مؤيّد شرس لتايوان، وقد فرضت عليه الصين عقوبات بسبب معارضته الحادة لسياسات بكين في منطقتي شينغيانغ وهونغ كونغ.

وقال روبيو، الأربعاء، إن الصين يجب أن تدرك أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا غزت تايوان، مشيراً إلى أن بكين، إذا لم يتم تحذيرها بشكل كافٍ، فقد تهاجم بحلول نهاية العقد. وتابع روبيو في الجلسة: «أعتقد أننا بحاجة إلى أن ندرك حقيقة مفادها أنه ما لم يحدث تغيّر لافت، مثل حدوث توازن (بين الصين وتايوان)، يجعلهم يستنتجون أن تكاليف التدخل في تايوان مرتفعة للغاية، فسوف نضطر إلى التعامل مع هذا قبل نهاية هذا العقد».

إيران «نظام إرهابي»

روبيو في لقاء مع رئيسة الوزراء الإيطالية خلال زيارتها لمارلاغو في 5 يناير 2025 (أ.ف.ب)

أما في الملف الإيراني، فروبيو حاسم في موقفه: إيران «نظام إرهابي» و«لإسرائيل حق الرد عليه بقوة»، ما يعكس أيضاً مواقفه الداعمة بشراسة لإسرائيل. ويعود للذاكرة مشهد مواجهته لأحد المعارضين لحرب غزة في الكونغرس، عندما قال إنه يعارض وقف إطلاق النار ويدعم سعي إسرائيل لـ«تدمير كل عنصر من (حماس)».

ولعلّ الملف الأبرز الذي قد يشهد بعض التجاذبات بين روبيو من جهة، وترمب وفريقه من جهة أخرى، هو ملف الحرب الروسية - الأوكرانية. فروبيو دعم كييف في بداية الحرب، واستمر في مواقفه المعارضة لروسيا، لكن هذا الدعم بدأ بالتراجع تدريجياً عندما صوّت ضد حزمة بقيمة 6 مليارات دولار لتمويل لأوكرانيا، ليؤكد بعد ذلك ضرورة إنهاء هذه الحرب «واتخاذ قرارات صعبة جداً» على حد قوله، في إشارة إلى تقارب موقفه أكثر فأكثر من موقف ترمب.

ونظراً للدعم الواسع لروبيو من قبل الحزبين، يتوقع أن تتم عملية المصادقة عليه قريباً، على أن ينضم إلى فريق ترمب في البيت الأبيض يوم التنصيب في العشرين من يناير (كانون الثاني).

وجه مألوف

روبيو يتحدث مع الصحافيين في الكونغرس في 13 يناير 2025 (أ.ف.ب)

روبيو ليس غريباً عن مجلس الشيوخ، فهو السيناتور الحالي عن ولاية فلوريدا، وخدم في المجلس منذ عام 2011، وقبل ذلك في مجلس النواب. يعرفه زملاؤه من الحزبين جيداً ويحظى باحترامهم، كما يعلمون مواقفه الثابتة نسبياً في ملفات السياسة الخارجية، وهي مواقف غير مفاجئة عرضها بالتفصيل في جلسات استماع سابقة بصفته عضواً في لجنة العلاقات الخارجية.

ويُصنّف روبيو أنه من صقور الجمهوريين في السياسة الخارجية، ويعد الصين أكبر تهديد بالنسبة للولايات المتحدة، ويدعم فرض عقوبات قاسية عليها، كما يُدافع بشراسة عن تايوان. ووصلت معارضته الحادة للصين، لدرجة جعلت بكين تحظر عليه دخول البلاد وفرضت عقوبات عليه. وبشكل عام، يعارض روبيو بحدة الأنظمة الشيوعية خاصة في أميركا اللاتينية، إذ لديه شغف بهذا الملف نظراً لكونه ابناً لمهاجرين كوبيين أتيا إلى الولايات المتحدة في عام 1956 في عهد باتيستا. وسيكون في حال المصادقة عليه وزير الخارجية الأول من أصول لاتينية.

ومن المتوقع أن يباشر روبيو عمله بسرعة. وتقول مصادر إن الاستعدادات جارية لاجتماع رباعي فوري، الثلاثاء، في واشنطن مع نظراء روبيو من الحوار الأمني الرباعي (كواد) أستراليا والهند واليابان. ولطالما عدّت الصين «كواد» منصّة تقودها الولايات المتحدة لتطويقها، على الرغم من نفي زعماء تلك الدول.