اغتيال ترمب: منفّذ الهجوم كان «انطوائياً»... كيف تتصرف مع الشخصيات المشابهة؟

توماس ماثيو كروكس الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
توماس ماثيو كروكس الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
TT

اغتيال ترمب: منفّذ الهجوم كان «انطوائياً»... كيف تتصرف مع الشخصيات المشابهة؟

توماس ماثيو كروكس الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
توماس ماثيو كروكس الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

منذ أن حاول توماس ماثيو كروكس اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 13 يوليو (تموز)، ظهرت تقارير توضح سلوكياته الاجتماعية، وحالته العقلية المحتملة، فقد وصف بعض سكان بيثيل بارك، بنسلفانيا -الضاحية الصغيرة في بيتسبرغ حيث عاش كروكس مع والديه- مطلِق النار البالغ من العمر 20 عاماً بأنه «انطوائي»، وذلك عند التحدث إلى منافذ الأخبار المحلية.

وكشف تقييم هاتف كروكس أنه بحث سابقاً عن أعراض اضطراب الاكتئاب، وفقاً للتقارير.

وخلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف يوم الاثنين، وصف كيفن روجاك، العميل الخاص المسؤول عن مكتب التحقيقات الفدرالي في بيتسبرغ، كروكس بأنه «انطوائي، فيما يتعلق بارتباطاته، أو أي أنشطة أخرى تتعلق بحالته العقلية».

وقال روجاك: «يبدو أن دائرته الاجتماعية الأساسية تقتصر على أسرته المباشرة، حيث نعتقد أنه كان لديه عدد قليل من الأصدقاء والمعارف طوال حياته».

ووصف جيسون كولر، الذي التحق بنفس المدرسة الثانوية الخاصة بكروكس، مطلِق النار، لقناة «فوكس نيوز» بأنه «منبوذ»، وقال: «كان دائماً وحيداً، ويتعرض للتنمر كل يوم».

وأفاد كولر للصحافيين بأن كروكس كان يجلس بمفرده وقت الغداء، وتعرّض للسخرية بسبب ملابسه، التي غالباً ما كانت تتضمن «ملابس صيد».

وقال طبيب إن نجاة ترمب كانت «معجزة»؛ نظراً لقرب الرصاصة من دماغه.

وأفاد بعض زملاء الدراسة، بأنه بالنظر إلى الوراء فإن هناك علامات تحذيرية على أن كروكس ربما كان لديه القدرة على التخطيط لنوع الهجوم العنيف، الذي أسفر عن مقتل رجل، وإصابة شخصين بجروح خطيرة، وإصابة رئيس سابق للولايات المتحدة.

وصرّح أحد زملائه بأنه «كانت العلامات موجودة، ولا بد أن شخصاً ما كان يعرف ذلك بالتأكيد».

متى يكون الشخص الانطوائي خطيراً؟

أشار جوناثان ألبرت، وهو معالج نفسي مقيم في مانهاتن، إلى أن العديد من الانطوائيين «غير مؤذين تماماً».

وقال لشبكة «فوكس نيوز ديجيتال» عبر البريد الإلكتروني يوم الاثنين: «إن كونك منعزلاً في حد ذاته ليس سمة خطيرة على الإطلاق، الانسحاب من المجتمع والعزلة الشديدة يمكن أن يكون مؤشراً على الاكتئاب، وهذا كل شيء».

ومع ذلك، ففي بعض الحالات قد يكون الأشخاص المعروفون بأنهم منعزلون «مضطربين للغاية»، كما لاحظ ألبرت.

وتابع إن أي سلوك متطرف أو تحولات غير منتظمة في المزاج تشير إلى عدم الاستقرار العاطفي، ولا ينبغي الاستخفاف بها، خصوصاً إذا كان لدى الشخص تاريخ من العداء الموجَّه للآخرين أو المجتمع.

وشرح ألبرت: «إذا دخلت في هذا المزيج من الهواجس المتعلقة بالعنف أو الأسلحة أو الموت، فستجد نفسك أمام فرد لديه القدرة على إلحاق الأذى بالآخرين».

وحذّر ألبرت من أن التفكير الجنوني أو الوهمي قد يزيد من الخطر، «خصوصاً إذا كانوا يعتقدون أن لديهم مهمة خاصة لتنفيذها، أو إذا كانوا يعتقدون أن هناك آخرين يستهدفونهم».

5 نصائح للتعامل مع الشخصية «الانطوائية»

إذا كنت تشكّ في أن شخصاً تعرفه منعزل، ويُظهر علامات تحذيرية، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في تجنّب التصعيد:

تقييم الموقف

قال ألبرت: «لاحِظ السلوكيات والأنماط المحددة التي تقودك إلى الاعتقاد بأنه يشكّل تهديداً». وأضاف أن جزءاً من التقييم من المهم تجنّب التصرف بناءً على افتراضات.

عدم إصدار أحكام

وفقاً للخبراء، فإن أفضل طريقة للبدء هي مشاركة ملاحظات حول بعض السلوكيات المثيرة للقلق، دون تفسير ما قد تعنيه هذه السلوكيات.

ويمكنك الإعراب عن قلقك بشأن الشخص، وسؤاله عما يحدث، واسمح له بالتحدث؛ حتى يتمكن من ملء الفراغ، ومشاركة أفكاره.

عرض المساعدة

مجرد مشاركة مخاوفك، اسأله عما يمكنك فعله للمساعدة، بدلاً من افتراض ما يجب عليك فعله، أو ما قد تريده؛ لأنه قد يكون مختلفاً عما يريده حقاً.

الاتصال بالسلطات

قال ألبرت إنه إذا كنت تشكّ حقاً في أن شخصاً ما يشكّل خطراً على الآخرين، فمن الأفضل تجنّب المواجهة المباشرة مع هذا الشخص. ويحذّر: «لا تحاول إثارة غضبهم... بدلاً من ذلك اتصل بالسلطات لإبلاغهم بمخاوفك».

التحدث عند مشاهدة أي عمل غريب

غالباً ما لا نريد التدخل في خصوصية شخص ما أو انتهاكها، ولكن من خلال قول شيء ما عندما ترى أمراً مثيراً للقلق، سواء للشخص بشكل مباشر و/أو لسلطات إنفاذ القانون، يمكنك إنقاذ حياتهم، وكذلك حياة الآخرين.


مقالات ذات صلة

مصدر: أميركا نفذت ضربة دفاعية في العراق بسبب تهديد لقوات التحالف

المشرق العربي جندي من قوات التحالف الدولي خلال دورية قرب قاعدة «عين الأسد» الجوية في العراق (أرشيفية - سانتاكوم)

مصدر: أميركا نفذت ضربة دفاعية في العراق بسبب تهديد لقوات التحالف

قال مسؤول أميركي لرويترز إن الولايات المتحدة نفذت ضربة في العراق اليوم الثلاثاء دفاعا عن النفس بعد ساعات من تنفيذ إسرائيل ضربة لحزب الله المدعوم من إيران

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي أشخاص يتجمّعون بالقرب من موقع ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

واشنطن: نواصل المساعي لتجنّب التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية (الثلاثاء) أن الولايات المتحدة ستواصل المساعي الدبلوماسية؛ لتجنّب تصعيد الصراع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين سيترأس المباحثات المرتقبة (رويترز)

الحكومة السودانية تطالب باجتماع مع «الإدارة الأميركية» قبل محادثات سويسرا

ردّت الحكومة السودانية، الثلاثاء، رسمياً على المبادرة الأميركية لإنهاء الحرب في البلاد، مؤكّدة استعدادها للانخراط في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار.

محمد أمين ياسين (ودمدني- السودان)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

لماذا تنتخب أميركا عدداً كبيراً من السياسيين الكبار في السن؟

أنهى الرئيس الأميركي جو بايدن، البالغ من العمر81 عاماً، محاولته لإعادة انتخابه في عام 2024 مع تزايد القلق بشأن حيويته داخل الحزب الديمقراطي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس المرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية عن الحزب الديمقراطي خلال حدث لجمع التبرعات للحملة الانتخابية في بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس الأميركية 27 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

هاريس تطلق حملة إعلانية بقيمة 50 مليون دولار مخصصة للسباق الرئاسي الأميركي

أطلقت كامالا هاريس مرشحة انتخابات الرئاسة الأميركية المنتمية للحزب الديمقراطي حملة إعلانية بقيمة 50 مليون دولار، اليوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تتهم إيران بمحاولة تقويض حملة ترمب

السيارة التي كان يستقلها سليماني مشتعلة بعد استهدافها بصواريخ أميركية في 3 يناير 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)
السيارة التي كان يستقلها سليماني مشتعلة بعد استهدافها بصواريخ أميركية في 3 يناير 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

واشنطن تتهم إيران بمحاولة تقويض حملة ترمب

السيارة التي كان يستقلها سليماني مشتعلة بعد استهدافها بصواريخ أميركية في 3 يناير 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)
السيارة التي كان يستقلها سليماني مشتعلة بعد استهدافها بصواريخ أميركية في 3 يناير 2020 (أرشيفية - أ.ف.ب)

تتوقّع أجهزة الاستخبارات الأميركية، أن «يتكيّف» أعداء الولايات المتحدة الذين يستهدفون الانتخابات التي ستُقام في نوفمبر (تشرين الثاني)، بالتغييرات التي جرت على سباق التنافس الرئاسي، بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، وحلول كامالا هاريس على بطاقة الترشيح، كما بات مرجحاً.

ويقول مسؤول في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، إن إيران، تحاول تخريب الحملة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترمب، عبر هجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. واستشهد المسؤول، بتقارير من جماعات غير حكومية أفادت بأن أطرافاً أجنبية استخدمت بالفعل محاولة اغتيال ترمب في 13 من هذا الشهر، «جزءاً من سرديتها».

وتنفي البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أن تكون طهران منخرطة في أي «أنشطة تهدف إلى التأثير في الانتخابات الأميركية». وقالت إن كثيراً من هذه الاتهامات «تتسم بكونها عمليات نفسية لأهداف ترويجية ضمن الحملات الانتخابية بشكل مصطنع».

ترمب تحدث عن مقتل سليماني خلال حملته الانتخابية بولاية تكساس في 2 نوفمبر الماضي (أ.ب)

طهران تريد تجنب التوتر

وقال المسؤول إن وكالات الاستخبارات الأميركية «لاحظت أن طهران تعمل على التأثير في الانتخابات الرئاسية، ربما لأن القادة الإيرانيين يريدون تجنّب زيادة التوترات مع الولايات المتحدة».

وفي حين لم يشر المسؤول بشكل مباشر إلى أن إيران كانت تحاول تقويض حملة ترمب فإنه أشار إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية، لم يلاحظوا تحولاً في تفضيلات طهران منذ عام 2020، ما يعني أن إيران لا تزال تستهدف ترمب.

وخلال الإحاطة، قال المسؤول الاستخباراتي، أيضاً، إن «إيران تستخدم شبكات واسعة من الأشخاص، والدعاية على الإنترنت لنشر المعلومات المضللة».

ينتقد ريتشارد غولدبيرغ كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية محسوبة على الجمهوريين في واشنطن، ما يعدّه تقليلاً من خطر التدخل الإيراني. وقال لـ«الشرق الأوسط»، هذا هو المجتمع الاستخباراتي نفسه الذي يخبرنا أن إيران لا تقوم ببناء سلاح نووي بشكل نشط، ولا يبدو أنهم يميلون إلى المبالغة بشأن التهديدات المتعلقة بإيران. وأضاف: «إذا كان هناك أي شيء، فإنهم عادة يقللون من شأن التهديدات».

تدخل إيران ليس جديداً

من جهته، يقول مايكل روبن كبير الباحثين في معهد «أميركان إنتربرايز» في واشنطن، إن تلك الاتهامات حقيقية، لكنها ليست جديدة ولا مفاجأة. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «لقد كانت إيران دائماً سبّاقة في قراءة السياسة الأميركية لمعرفة كيف يمكن أن تستفيد منها أكثر». وأضاف: «لنتأمل هنا أزمة الرهائن في الفترة 1979 - 1981: فقد احتجز الخميني الرهائن عمداً حتى ترك الرئيس السابق جيمي كارتر منصبه، ثم أطلق سراحهم. لماذا؟ لأنه أراد تقويض حظوظ كارتر، لكنه في الوقت نفسه كان قلقاً بشأن ما قد يفعله الرئيس رونالد ريغان».

وبحسب هذه الاتهامات فإن ترمب هو الطرف الأكثر استهدافاً من قبل إيران. وفي وقت سابق من شهر يوليو (تموز)، اتُّهمت طهران بمؤامرة منفصلة لقتل ترمب، بعد أن أطلق مسلح النار على الرئيس السابق في تجمع جماهيري في بتلر بولاية بنسلفانيا. وردّت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة على هذه الاتهامات بقولها إنها «خبيثة، ولا أساس لها من الصحة».

طهران تخشى عودة ترمب

ويقول غولدبيرغ لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان مجتمع الاستخبارات يتتبع بالفعل مؤامرة نشطة من طهران لاغتيال ترمب، فمن المنطقي أن ينخرط النظام في عمليات نفوذ للتدخل في الانتخابات أيضاً». وأضاف قائلاً: «نحن نتحدث عن رئيس سابق أطاح بسليماني، وحاول إيقاف صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، فهل هذا مفاجئ حقاً لأي شخص؟».

صورة أرشيفية لسليماني القيادي الذي كان مقرّباً من المرشد الإيراني (موقع المرشد)

وهو ما يؤكده روبن، الذي قال إن الإيرانيين يعدّون فريق بايدن، بمَن في ذلك كامالا هاريس، «ضعيفاً، وعديم الخبرة»، لكنهم يرون أن ترمب «غريب الأطوار». وهو الرجل الذي اغتال قاسم سليماني. وإذا كان قد قام بالفعل باغتيال هذا المسؤول الكبير في ولايته الأولى، فما الذي يمكن أن يفعله في حال عاد إلى البيت الأبيض؟

وقال المسؤول الاستخباري الكبير في تعليقاته إلى الصحافيين يوم الاثنين، إن وكالات الاستخبارات الأميركية تتوقّع أن تحوّل أطراف أجنبية تركيز تأثيرها على نائبة الرئيس كامالا هاريس. وأضاف أن أطرافاً أجنبية لم يكشف عنها ركزت تحديداً على «أحداث وقعت هذا الشهر تتعلق بالسباق الرئاسي»، دون الإشارة مباشرة إلى قرار الرئيس بايدن بالانسحاب.

وقال إن طهران وموسكو تحافظان على تفضيلاتهما الرئاسية نفسها كما في السباقات الماضية، مشيراً إلى أن عملاء إيرانيين يسعون لتمزيق بطاقة الحزب الجمهوري، في حين تبذل روسيا جهوداً لتشويه سمعة الديمقراطيين، وذلك وفقاً لتقييمات سابقة لمجتمع الاستخبارات.

وفي السابق، حاولت روسيا وإيران توظيف أميركيين في عملياتهما من خلال شركات وهمية ومواقع إلكترونية تابعة لأطراف ثالثة. وأوضح مسؤول آخر أن القيام بذلك يوفر لهما غطاء ويمنحهما صوتاً أكثر أصالة.

وقال مسؤولون إن أعداء الولايات المتحدة الذين يستهدفون الانتخابات الأميركية، يستعينون بشركات تسويق واتصالات للاضطلاع بعمليات التأثير، وتستخدم موسكو شركات روسية متخصصة في التأثير مقابل المال لتشكيل الرأي العام الأميركي.

وأضاف المسؤولون أن هناك أيضاً مجموعة متنوعة من الشركات المماثلة في مختلف أنحاء أميركا اللاتينية وفي الشرق الأوسط، التي قد يتم استخدامها لإخفاء المسؤولية.

وقال المسؤولون إن كيانات حكومية صينية تستخدم شركة تكنولوجيا مقرها الصين؛ لتعزيز عمليات نفوذها المستترة في الولايات المتحدة. وأضافوا أن الحكومة الصينية لا تخطط على الأرجح للتأثير في نتائج الانتخابات الأميركية، لكنها تستغل وسائل التواصل الاجتماعي؛ لبث الانقسامات بين الأميركيين.