«كرة ثلج» ديمقراطية دعماً لهاريس... وتساؤلات حول مرشَّحها لنائب الرئيس

المرأة الأولى من أصول أفريقية وهندية تنافس على الفوز بالرئاسة الأميركية

الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس على المسرح بالاجتماع الشتوي للجنة الوطنية الديمقراطية في 3 فبراير 2023 بفيلادلفيا (أ.ب)
الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس على المسرح بالاجتماع الشتوي للجنة الوطنية الديمقراطية في 3 فبراير 2023 بفيلادلفيا (أ.ب)
TT

«كرة ثلج» ديمقراطية دعماً لهاريس... وتساؤلات حول مرشَّحها لنائب الرئيس

الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس على المسرح بالاجتماع الشتوي للجنة الوطنية الديمقراطية في 3 فبراير 2023 بفيلادلفيا (أ.ب)
الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس على المسرح بالاجتماع الشتوي للجنة الوطنية الديمقراطية في 3 فبراير 2023 بفيلادلفيا (أ.ب)

ما إن أعلن الرئيس الأميركي انسحابه من المنافسة في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حتى بدأ الدعم بالتدفق سريعاً كـ«كرة ثلج» متعاظمة من حزبه الديمقراطي لنائبته كامالا هاريس، في مؤشر إلى الثقة بقدرتها على الفوز في المواجهة المرتقبة مع مرشح الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترمب.

وعلى رغم أن هذا الدعم الفوري لا يعني بصورة نهائية حسم أي منافسات محتملة بين الديمقراطيين، من الآن وحتى المؤتمر الوطني للحزب في 19 أغسطس (آب) المقبل، فإن المؤشرات الأولية ترجّح أن تكون هاريس المرأة السوداء الأولى، والشخص الأول من أصول هندية، في السباق المحموم بعد 105 أيام فحسب إلى البيت الأبيض.

وبدا من اللحظات الأولى لإعلان بايدن تنحّيه أن هاريس باشرت عملية الإمساك بدفة القيادة في حملة الديمقراطيين الانتخابية، التي جمعت زهاء 50 مليون دولار، في رقم قياسي للتبرعات في يوم واحد خلال عام 2024، غير أن هذا الدعم الاستثنائي لا يعني أن أمر الترشيح «مفروغ منه» لدى هاريس، التي قالت إنها تعتزم العمل من أجل «كسب الترشيح والفوز به»، ولا سيما خلال المؤتمر الحزبي بين 19 أغسطس و23 منه.

وحتى ذلك الحين، تواجه هاريس وفريقها العديد من الأسئلة، بما في ذلك حول تولّي كل الشؤون المتعلقة بالبنية التحتية الواسعة لحملة بايدن، التي تشمل نحو 1300 موظف، وعشرات المكاتب في كل أنحاء الولايات المتحدة، وظهرت على الفور دلائل على أن هذا يحدث بالفعل؛ ففي مكالمة أجرتها، الأحد، أكّدت رئيسة حملة بايدن الرئاسية جين أومالي ديلون، ومديرة الحملة جولي تشافيز رودريغيز، أن الجميع يعملون الآن لصالح هاريس لمنصب الرئيس.

وكانت تشافيز رودريغيز شغلت في السابق منصب مديرة أعمال لدى هاريس عندما كانت في مجلس الشيوخ، وكذلك في حملتها الرئاسية لعام 2020.

وبقيت هاريس على تواصل وثيق مع فريق حملتها الانتخابية من العام الماضي، وبينهم مدير الاتصالات في حملتها بريان فالون، الذي عمل سابقاً في الحملة الرئاسية لهيلاري كلينتون عام 2016، وكبيرة الموظفين شيلا نيكس، التي شغلت المنصب ذاته في مكتب السيدة جيل بايدن عندما كان بايدن نائباً للرئيس.

رجل أبيض؟

وإذا استقر الأمر عند هاريس بوصفها المرشحة الرئاسية، ينظر الناشطون الديمقراطيون إلى خياراتها المحتملة لمنصب نائب الرئيس، ويقول البعض إنه إذا تم ترشيح هاريس بوصفها أول امرأة أميركية سوداء وآسيوية لتولّي الرئاسة، فمن المرجّح أن توازن تذكرتها مع رجل أبيض لمنصب نائب الرئيس. ويجري التداول حالياً على أسماء مرشّحين بارزين، بينهم حاكم ولاية نورث كارولينا روي كوبر، وهو معتدل جنوبي، عمل لدى المجلس التشريعي الجمهوري، وانضم إلى هاريس في مهاجمة الجمهوريين بسبب القيود المفروضة على حقوق الإجهاض، وتعرّفت هاريس عليه عندما كانا مدَّعِيَين عامّين في ولايتيهما. وكانت هاريس سافرت الخميس الماضي إلى الولاية، حيث شاركت في تجمّع انتخابي مع كوبر.

والمرشح الآخر المحتمل هو حاكم كنتاكي آندي بشير، الذي فاز مجدداً خلال العام الماضي في الولاية المحافِظة، ويمكن لحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو أن يساعد الديمقراطيين في كسب الولاية المتأرجِحة، التي تعتبر حاسمة لتحقيق النصر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وهناك احتمال آخر، وهو حاكم إلينوي جاي بي بريتزكر، وهو ملياردير يمكنه توفير تمويل كبير للحملة الديمقراطية.

ولم يُعرف ما إذا كانت هاريس مستعدة لاختيار حاكمة ميتشغان غريتشين ويتمور، التي ستختبر ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لوضع امرأتين في البيت الأبيض.

وفي أوقات مختلفة عندما ظهرت ملامح ضعف في رئاسة بايدن، عملت هاريس على تعديل فريقها من المساعدين الكبار، وعام 2022 جلبت نشطاء سياسيين مخضرمين إلى دائرتها الداخلية، فقامت بترقية لورين فولز، التي شغلت منصب مديرة الاتصالات لنائب الرئيس آل غور، لتكون رئيسة موظفيها، علماً بأن فولز خبيرة في اتصالات الأزمات، وقدمت المشورة سابقاً لهاريس، وعملت في الحملات الرئاسية لمايكل دوكاكيس عام 1988، ووالتر مونديل عام 1984.

وكذلك قامت هاريس أيضاً بترقية كيرستن ألين، التي عملت في حملة هاريس الرئاسية عام 2020، من ناطقة باسمها إلى مديرة اتصالات.

وانضمت ستيفاني يونغ إلى فريق عمل هاريس العام الماضي مستشارةً كبيرة تركز على التواصل والرسائل، من خلال عملها مع منظمة حقوق التصويت التي أسَّستها السيدة الأولى سابقاً ميشال أوباما.

وعملت هاريس أيضاً بشكل وثيق مع كبير موظفي البيت الأبيض جيفري دي زينتس، بالإضافة إلى اعتمادها على الناشطين الديمقراطيين والمانحين والمشرّعين الذين عملت معهم في أدوارها السابقة للحصول على المشورة، فنصحوها بالاعتماد على صوتها، والتقرب من الكتل التصويتية الحاسمة، بما في ذلك قادة الأعمال والرجال السود.

أموال الحملة

كامالا هاريس تتحدث عندما كانت سيناتورة في مجلس الشيوخ عام 2017 (أ.ب)

مع إعلانه التنحّي شدّد الرئيس بايدن، الأحد، على أن هاريس ستتولى السيطرة على جزء على الأقل من جهاز حملته، فنشر رابطاً لصفحة التبرع الخاصة به «بايدن - هاريس»، وكتب عليها بالخط العريض: «تبرّعوا لانتخاب كامالا هاريس».

وبالإضافة إلى مبلغ الـ96 مليون دولار الذي جمعته حملة بايدن - هاريس منذ 30 يونيو (حزيران) الماضي، حصلت حملة هاريس خلال يوم الأحد على 49.6 مليون دولار، في مبلغ هو الأكبر خلال يوم واحد من التبرعات للانتخابات الرئاسية عام 2024، وهذا ما سيمكّن هاريس من مواصلة المواجهة ضد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

دعم الديمقراطيين؟

وعلى رغم أن هاريس حصلت على تأييد مجموعة من الديمقراطيين المؤثّرين بدءاً من الأحد، فيما شبّهته صحف مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» بـ«كرة الثلج» المتعاظمة، بما في ذلك دعم الرئيس السابق بيل كلينتون، وزوجته هيلاري كلينتون، وتجمّع السود في الكونغرس، ورؤساء الحزب الديمقراطي في الولايات الأميركية الـ50، بقي ديمقراطيون بارزون آخرون صامتين، مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي أعلنت سابقاً أنها تفضل مسابقة تمهيدية مفتوحة، تتنافس فيها هاريس مع مرشحين محتملين آخرين. ومن غير الواضح ما إذا كانت بيلوسي ستستمر في تفضيل مثل هذه المنافسة، وما إذا كان أي مرشحين محتملين سيكونون على استعداد لتحدي هاريس، وخلق المزيد من عدم اليقين في الحزب.

وكذلك تجنّب الرئيس السابق باراك أوباما ذكر هاريس في بيان أصدره الأحد إشادةً ببايدن. وقال أوباما: «سوف نُبحر في مياه مجهولة في الأيام المقبلة». وأضاف: «لكن لديّ ثقة غير عادية في أن قادة حزبنا سيكونون قادرين على خلق عملية يخرج منها مرشح متميز».

وقال شخص مطّلع على تفكير أوباما في وقت لاحق، الأحد، إن الرئيس السابق كان يتبع سياسة الحياد نفسها التي اعتمدها خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020، عندما واجه بايدن عدداً من المنافسين، وأراد المساعدة في توحيد الحزب، والاصطفاف خلف بايدن مرشحاً رسمياً للحزب.


مقالات ذات صلة

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا سكان أمام منزل متضرر بهجوم طائرة مسيّرة في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا (أ.ف.ب)

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت صاروخاً «باليستياً» متوسط ​​المدى من طراز «أوريشنيك» لأول مرة في أعمال قتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن: أوامر اعتقال الجنائية الدولية ضد زعماء إسرائيل «أمر شائن»

ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بإصدار الجنائية الدولية أوامر لاعتقال نتنياهو وغالانت، وقال في بيان: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مجلس الشيوخ الأميركي (رويترز)

مجلس الشيوخ الأميركي يجهض حظر إرسال أسلحة هجومية إلى إسرائيل

أحبط مجلس الشيوخ مساعي صدّ تسليم الأسلحة الهجومية لإسرائيل بسبب ممارساتها خلال الحرب في غزة، وفشل داعمو الطروحات في الحصول على الأصوات اللازمة لإقراره.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

أتم الرئيس الأميركي جو بايدن 82 عاماً، اليوم (الأربعاء)، وهو عمر لم يسبق لرئيس أميركي بلوغه وهو في السلطة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)
صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)
TT

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)
صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب بينما يستعد للعودة إلى البيت الأبيض.

وأدين ترمب بارتكاب 34 تهمة جنائية في مايو (أيار) بعد أن خلصت هيئة محلفين إلى أنه قام بالتلاعب بشكل احتيالي بسجلات تجارية للتغطية على دفع مبالغ لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، مقابل صمتها عن علاقة جنسية مفترضة حتى لا تضر بحملته في انتخابات عام 2016.

وعدّ الادعاء أن إخفاء العلاقة المفترضة كان يهدف إلى مساعدته على الفوز بأول ولاية رئاسية له، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاء هذا التطور، وفقاً لصحيفة «الغارديان»، بعد تقديم ملفات من قبل المدعين ومحامي الدفاع حول آرائهم بشأن كيفية مضي قضية ترمب قدماً بعد فوزه في انتخابات 2024 ضد كامالا هاريس.

وكان من المقرر أن يصدر الحكم على ترمب في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد بذل قصارى جهده لإرجاء صدور الحكم قبل عودته إلى الرئاسة في يناير (كانون الثاني).

وقال القاضي خوان ميرشان في قراره: «أمرت المحكمة بالموافقة على الطلب المشترك بإرجاء إصدار الحكم».

طلب محامو ترمب، يوم الثلاثاء، من ميرشان، إلغاء القضية، متمسكين بأن الإلغاء ضروري «لتسهيل انتقال السلطة التنفيذية بشكل منظم».

ارتكز الفريق القانوني لترمب في طلبه إلى حكم صادر عن المحكمة العليا يمنح الرؤساء حصانة شاملة فيما يتعلق بأفعالهم الرسمية.

وقد أكد الحكم التاريخي للمحكمة العليا التي يعد غالبية أعضائها من القضاة المحافظين، أن الرؤساء يتمتعون بحصانة شاملة من الملاحقة القضائية عن مجموعة من الأفعال الرسمية التي ارتكبوها في أثناء توليهم مناصبهم.

في قراره، الجمعة، منح القاضي ترمب الإذن بالسعي إلى إلغاء الإدانة، وهو ما يعني على الأرجح عقد عدة جلسات استماع أخرى قد تتأخر بمجرد أداء ترمب اليمين الدستورية.

وفي قضية منفصلة تتعلق بالتدخل في انتخابات عام 2020، طلب المدعي العام جاك سميث إلغاء المواعيد النهائية، ما أدى إلى تأخير القضية إلى أجل غير مسمى، ولكن لم يتم إسقاطها بعد.

تأتي هذه الخطوة تماشياً مع سياسة وزارة العدل الأميركية القائمة منذ فترة طويلة على عدم مقاضاة الرؤساء الأميركيين المباشرين لمهامهم.

وقد سخر ترمب مراراً من قضية الأموال السرية، ووصفها بأنها جاءت في إطار حملة سياسية، قائلاً: «يجب إسقاطها».

إلى جانب قضية نيويورك التي رفعها ممثلو الادعاء على مستوى الولاية، يواجه ترمب قضيتين فيدراليتين: واحدة تتعلق بجهوده في قلب نتائج انتخابات عام 2020، والأخرى مرتبطة بوثائق سرية يتهم بأنه أساء التعامل معها بعد ترك منصبه. لكن بصفته رئيساً سيكون بوسعه التدخل لإنهاء القضيتين الفيدراليتين.