ترمب ينتزع تفويض الجمهوريين... ويختار فانس نائبا له

مع انطلاق مؤتمرهم العام في ميلووكي

ترمب ينتزع تفويض الجمهوريين... ويختار فانس نائبا له
TT

ترمب ينتزع تفويض الجمهوريين... ويختار فانس نائبا له

ترمب ينتزع تفويض الجمهوريين... ويختار فانس نائبا له

اختار دونالد ترمب، اليوم، السناتور اليميني من ولاية أوهايو، جيمس ديفيد فانس ليخوض بصفته نائبا له الانتخابات الرئاسية الأميركية، مكافأة منه لأحد منتقديه الذي صار أحد أكثر مؤيديه ولاء في الكونغرس. وكشف ترمب عن اختياره على منصته «تروث سوشال» بينما تجمع أنصاره في ميلووكي لحضور مؤتمر الحزب الجمهوري الذي اختار ترمب رسميا مرشحا للرئاسة.

وفي حين أدخلت محاولة اغتيال ترمب الحياة السياسية الأميركية في منعطف جديد وسط مساعٍ من إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية إلى تهدئة المخاوف والتوترات التي عمت أنحاء البلاد، تعهد ترمب، عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، عدم السماح لـ«مطلق النار» عليه في بنسلفانيا، الشاب الأبيض توماس ماثيو كروكس، أو أي «قاتل محتمل» آخر، بفرض تغييرات على الجدول الزمني أو «أي شيء آخر». وهو قد وصل الأحد إلى ميلووكي، متخلياً عن خطط سابقة لتأجيل رحلته لمدة يومين. وأكد وأنصار حركته: «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وأنهم سيظلون «صامدين في إيماننا ومتحدين في وجه الشر». وفاجأ العاملين لديه بتوجيهات لإظهار رسالة «وحدة» في المؤتمر التي يستمر حتى ليل الخميس. وقال إنه سيعلن اسم نائب الرئيس في اليوم الأول من المؤتمر.

بيع «تيشيرتات» عليها صور دونالد ترمب خلال اليوم الأول من «المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري» في ميلووكي (ويسكونسن) الاثنين (أ.ب)

حال متغيرة

ورغم أن خطط مؤتمر الجمهوريين لا تزال في حال تغير مستمرة، فإنه يُتوقع أن يركز المؤتمر بشكل أكبر على «شجاعة ترمب وصموده». وسعت حملة ترمب إلى طمأنة المساعدين. ووجه كريس لاسيفيتا وسوزي ويلز، وهما من المستشارين الكبار للرئيس السابق، رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين تفيد بأن المؤتمر «سيستمر كما هو مخطط له» بينما يستعد المندوبون الجمهوريون، الذين يصل عددهم إلى 2400 شخص، «لترشيح رئيسنا... المرشح الشجاع لحزبنا».

وفي مكالمة هاتفية الأحد، أخبرت ويلز الموظفين أن الرئيس ترمب «متفائل وفي حال معنوية جيدة». وشجعتهم على المضي في عملهم والحذر، لكنها وصفت الساعات الـ24 التي تلت محاولة الاغتيال بأنها «صعبة».

ولم تنشر حملة ترمب أي لائحة بأسماء الأشخاص الذين التقاهم بعد وصوله إلى ويسكونسن. غير أن شخصاً اجتمع معه هناك قال، بعدما طلب عدم نشر اسمه، إن الرئيس السابق بدا «روحانياً»؛ إذ إنه «يعتقد أنه حصل على هبة من الله»؛ لأن الرصاصة أصابت أذنه اليمنى ولم تخترق رأسه.

ولا يزال «مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)» يحقق في حادث إطلاق النار مساء السبت على تجمع انتخابي لترمب في بلدة باتلر بولاية بنسلفانيا، بوصفه محاولة اغتيال نفذها المشتبه فيه توماس ماثيو كروكس (20 عاماً) من بلدة بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا.

وفي إحدى الإضافات البارزة لبرنامج هذا الأسبوع في ميلووكي، ستتحدث نيكي هايلي؛ حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة التي ترشحت عن الحزب الجمهوري ضد ترمب، في المؤتمر، وفقاً لمصادر مطلعة على التخطيط، في إشارة إلى توجه القادة الجمهوريين نحو محاولة رأب الصدع داخل الحزب.

أرشيفية لدونالد ترمب والسناتور جيمس ديفيد فانس (أ.ب)

دور مزدوج

في المقابل، اندفع بايدن، الذي لا يزال يحاول التعافي من أدائه المتعثر في مناظرة أواخر يونيو (حزيران) الماضي، إلى دور مزدوج دقيق بعد إطلاق النار، متصرفاً بصفته رئيساً حذر منذ فترة طويلة من العنف السياسي، ومرشحاً يخوض الانتخابات ضد رجل استهدفه هذا العنف.

ومع ذلك، أضفت عملية إطلاق النار غمامة قاتمة على الحدث الذي أحيط بإجراءات أمنية استثنائية حوّلت ميلووكي، وهي مدينة معروفة تقليدياً بولائها للديمقراطيين، إلى قوة جاذبة للجمهوريين، وسط تساؤلات عن مستقبل المنافسة غير العادية بين بايدن وترمب، الذي يؤكد أن انتخابات 2020 «سُرقت» ولم يستطع استعادتها، رغم اقتحام أنصاره مبنى «الكابيتول» في واشنطن العاصمة سعياً إلى وقف مصادقة الكونغرس على انتخاب بايدن في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.

وبعد دقائق من وصول ترمب إلى ميلووكي، خاطب بايدن الأمة الأميركية من «المكتب البيضاوي»، واصفاً محاولة اغتيال منافسه بأنها جزء من سلسلة من أحداث العنف التي شملت اقتحام الكونغرس، ومؤامرة خطف حاكمة ولاية ميتشيغان الديمقراطية غريتشين ويتمر، ومهاجمة بول بيلوسي؛ زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والتهديدات ضد مسؤولي الانتخابات.

وحاول مساعدو كل من ترمب وبايدن احتواء الغضب والانتقادات الحزبية اللاذعة التي ظهرت فور إطلاق النار، لا سيما بعدما لجأ كثير من مؤيدي ترمب إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليقولوا إن خطاب بايدن وأنصاره – الذين وصفوا ترمب بأنه تهديد للديمقراطية – أدى إلى «أحداث السبت».

لحظات التحدي

وأطلق ترمب نبرة تحدٍّ في اللحظات التي أعقبت إطلاق النار مباشرة، حيث رفع قبضته بعدما أصيب بطلق ناري، ودعا إلى «القتال» مراتٍ عدة مع إخراج عناصر «الخدمة السرية» له من المسرح. لكن لاسيفيتا وويلز سعيا إلى تهدئة الأمور في مذكرتهما الليلية، وطلبا من مساعديهما عدم التعليق علناً على إطلاق النار. وقالا: «نحن ندين جميع أشكال العنف، ولن نتسامح مع الخطاب الخطر على وسائل التواصل الاجتماعي».

وكان كثير من حلفاء ترمب؛ بينهم السيناتور جيمس ديفيد فانس، الذي يحتمل اختياره لمنصب نائب ترمب، ألقوا تبعات إطلاق النار على معارضي ترمب السياسيين.

وانخفض عدد المرشحين لمنصب نائب الرئيس إلى ثلاثة، هم؛ بالإضافة إلى فانس: السيناتور ماركو روبيو، وحاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم. ومن غير المقرر أن يتحدث المرشح لمنصب نائب الرئيس حتى الأربعاء.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى «مطار ميلووكي ميتشل الدولي» بولاية ويسكونسن مساء الأحد لحضور «المؤتمر العام للحزب الجمهوري»... (رويترز)

ميزانية أمنية

وخلال مكالمة مع أعضاء الكونغرس، قال رقيب مجلس النواب إن الأعضاء يجب أن يتوقعوا زيادة الإجراءات الأمنية في «المؤتمر الجمهوري» في ميلووكي، وأن المشرعين الحاضرين ستراقَب تحركاتهم، وفقاً لما ذكره أحد المشرعين في المكالمة.

وأشار رئيس بلدية ميلووكي، كافالير جونسون، إلى أن مدينته انضمت إلى تحالف من الحزبين أمام «اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري»، الذي نجح في الضغط على الكونغرس لزيادة المنحة المخصصة لأمن «اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري»؛ من 60 مليون دولار إلى 75 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترمب مجدّداً في سبتمبر

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب خلال مناظرتهما الأولى (أ.ف.ب)

بايدن يؤكد عزمه على مناظرة ترمب مجدّداً في سبتمبر

أكّد الرئيس الأميركي عزمه على أن يخوض في سبتمبر المقبل مناظرة ثانية مع منافسه الجمهوري بعد مناظرتهما الأولى التي جرت في نهاية يونيو وكان أداؤه فيها كارثياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يضع ضمادة على أذنه اليمنى حيث أصيب بالرصاص (إ.ب.أ)

ترمب يظهر علناً للمرة الأولى منذ نجاته من محاولة الاغتيال

ظهر المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترمب، علناً ​​لأول مرة في مؤتمر الحزب في ميلووكي بولاية ويسكونسن منذ نجاته من محاولة اغتيال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الدم يسيل من أذن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد إصابته جراء إطلاق النار عليه (رويترز)

أجهزة أمنية أميركية تعرب عن قلقها من «أعمال عنف انتقامية» بعد محاولة اغتيال ترمب

أعربت وزارة الأمن الداخلي الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي عن قلقهما بشأن احتمال وقوع أعمال عنف لاحقة أو انتقامية، في أعقاب محاولة اغتيال دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي كيمبرلي تشيتل (وسائل إعلام أميركية)

مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي لن تستقيل من منصبها

قالت مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي كيمبرلي تشيتل إن إطلاق النار على تجمع للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترمب «غير مقبول» وإنها لن تستقيل من منصبها

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن: كان من الخطأ استخدام مصطلح «بؤرة الهدف» في الإشارة إلى ترمب

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إنه أخطأ في استخدام مصطلح «بؤرة الهدف» في الإشارة إلى المرشح الجمهوري دونالد ترمب، الذي تعرض بعد ذلك لحادث إطلاق نار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أجهزة أمنية أميركية تعرب عن قلقها من «أعمال عنف انتقامية» بعد محاولة اغتيال ترمب

الدم يسيل من أذن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد إصابته جراء إطلاق النار عليه (رويترز)
الدم يسيل من أذن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد إصابته جراء إطلاق النار عليه (رويترز)
TT

أجهزة أمنية أميركية تعرب عن قلقها من «أعمال عنف انتقامية» بعد محاولة اغتيال ترمب

الدم يسيل من أذن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد إصابته جراء إطلاق النار عليه (رويترز)
الدم يسيل من أذن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد إصابته جراء إطلاق النار عليه (رويترز)

ذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية أن وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ما زالا «قلقين بشأن احتمال وقوع أعمال عنف لاحقة أو انتقامية» في أعقاب محاولة اغتيال المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب.

وأضاف التقرير أن «بعض المجموعات عبر الإنترنت هددت أو شجعت أو أشارت إلى أعمال عنف رداً» على إطلاق النار على تجمع ترمب الانتخابي، يوم السبت، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأحدثت المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس الأميركي السابق ترمب، مساء السبت، صدمة وزلزالاً سياسيين داخل الولايات المتحدة وخارجها.

فقد أقدم شاب مسلح في العشرينات من العمر، حدد «مكتب التحقيقات الفيدرالي» اسمه بأنه توماس ماثيو كروكس، على إطلاق النار على الرئيس السابق خلال تجمع حاشد في مقاطعة باتلر بولاية بنسلفانيا.

وأعلنت السلطات مقتل الشاب إضافة إلى مقتل اثنين من الحاضرين، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطرة.