مستشار الأمن القومي الأميركي يحدد أربع خطوات لتقوية «الناتو»

سوليفان يلوح بخطط الاستعداد للحرب في مواجهة روسيا والصين

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (أ.ف.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (أ.ف.ب)
TT

مستشار الأمن القومي الأميركي يحدد أربع خطوات لتقوية «الناتو»

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (أ.ف.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (أ.ف.ب)

«الأمن عبر الأطلسي لا يحدث صدفة وإنما يحدث بالاختيار»... استعار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان هذه العبارة المنسوبة للرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان في حديثه أمام غرفة التجارة الأميركية مساء الثلاثاء على هامش قمة حلف الأطلسي، مشدداً على أن كل حليف في الناتو يجب أن يستمر في اتخاذ خطوة تلو أخرى لتعزيز الدفاع المشترك للحلف، وجعل الناتو أقوى وأكثر اتحاداً وديناميكية في مواجهة التهديدات واتخاذ وضع الاستعداد للحرب.

وفي رسالة مباشرة لكل من روسيا والصين، لوَّح مستشار الأمن القومي الأميركي باستعدادات حلف الناتو للتحول إلى وضع الحرب في وقت سريع وحشد القوات والأسلحة لإرسال رسالة قوية إلى العالم أن الناتو مستعد للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو الآن وفي المستقبل. وأشار إلى التعاون الدفاعي بين روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية لتوسيع صناعة الدفاع الروسي بأكبر توسع منذ ذروة الحرب الباردة، محذراً من أن حلف شمال الأطلسي يستطيع مواجهة هذا التحدي دون أي أضرار لاقتصاديات دول الحلف مع تنفيذ الحلف لخطة عمل إنتاج دفاعي، وإنفاق دفاعي متزايد وزيادة الإنتاج في الذخيرة.

واستعرض سوليفان أربع خطوات اتخذتها إدارة بايدن لتقوية الحلف، ركزت الخطوات الثلاث الأولى على تقوية أوكرانيا وقدرات حلف الناتو العسكرية والمالية فيما ركزت الخطوة الرابعة على مواجهة الصين وتعزيز الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي: «الخطوة الأولى كانت العمل على تحديث التحالفات في الردع والدفاع لأنه حينما تولى الرئيس بايدن منصبه كانت تحالفاتنا قد ضمرت وقمنا خلال ثلاث سنوات ونصف ببذل الجهد لدفع الحلفاء للاستثمار في حلف شمال الأطلسي ما يزيد عن 500 مليار دولار في مجال الدفاع وخلال عام 2020 استثمر حلفاؤنا في الناتو ما يزيد على 325 مليار دولار، أي بزيادة 175 مليار».

وأضاف: «حينما تولى بايدن منصبه كان تسعة حلفاء فقط أوفوا باستثمار 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ومع انعقاد قمة واشنطن في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الناتو يستثمر 23 حليفاً 2 في المائة لمواجهة التحديات في الإرهابيين إلى الطغاة إلى التكنولوجيا».

استعدادات الحرب

وشدد مستشار الأمن القومي الأميركي على أهمية خطوة تحديث هيكل الناتو وحصول الحلف على الأسلحة التي يحتاجها لمواجهة التهديدات من اتجاهات متعددة في وقت واحد، والاستعداد لتسهيل قدرات القيادة والسيطرة لمواجهة أي أزمة والتحول إلى وضع الحرب وما يستدعيه الأمر من تعريف القوات منذ اللحظة الأولى، وتلقي الأوامر من خلال تنفيذ نموذج للقوات، وبالتالي يعرف الحلفاء عدد القوات التي من المتوقع أن يتم حشدها وسرعة حشد تلك القوات. وأعطى سوليفان مثالاً قائلاً: «يمكن في غضون عشرة أيام أن يكون لدى الحلفاء 100 ألف جندي يتم حشدهم في غضون شهر ويتضاعف العدد في الأسابيع التالية حتى يصل إلى 500 ألف جندي».

وأشار سوليفان إلى أهمية خطوة الاستثمار في الترسانة العسكرية للحلف من غواصات وسفن حربية وأنظمة مدفعية لرفع وضع الاستعداد في كل المجالات البرية والبحرية والجوية والإلكترونية وتحويل مراكز حلف الناتو إلى مراكز جاهزة للدفع عن أراضي الحلفاء.

وأكد سوليفان على فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سعيه الإمبريالي لإخضاع أوكرانيا، مما أدى إلى تعظيم وحدة الناتو وانتشار تحالف يضم أكثر من 50 شريكاً بقيادة الولايات المتحدة للوقوف مع أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. وأوضح أن القمة ستعلن عن إجراءات جديدة منها إنشاء قيادة عسكرية جديدة لحلف شمال الأطلسي في ألمانيا وإطلاق برامج تدريب وتجهيز وتطوير القوات الأوكرانية وتقدم 40 مليار يورو من المساعدات الأمنية من الحلف سنوياً، إضافة إلى تعيين ممثل للحلف في كييف يختاره الأمين العام ستولتنبرغ وتوفير طائرات «إف 16» لبناء القوة الجوية لأوكرانيا.

الخطوة الرابعة

وركزت الخطوة الرابعة في التصور الذي طرحة سوليفان على تعميق تعاون حلف شمال الأطلسي مع الشركاء في منطقة المحيط الهادئ والهندي، مشيراً إلى أن ما يحدث في أوروبا يؤثر على المحيطين الهندي والهادئ، والعكس صحيح، وأشار إلى قيام كوريا الشمالية بتوفير الصواريخ الباليستية لروسيا التي تستخدمها في قتل المدنيين الأوكرانيين وإلى التجارة بين الصين وروسيا في مجال الإلكترونيات الدقيقة المستخدمة في صواريخ كروز التي تمكن آلة الحرب الروسية، مشيراً إلى أن مشاركة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية في القمة واستعداد تلك الدول إلى استثمار 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي في المجال الدفاعي.



ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)

في السابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، عندما توجّه الناخبون الديمقراطيون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات ولاية ميشيغان التمهيدية، لم يكن جو بايدن مرشّح الحزب الديمقراطي حينها يتوقع النتيجة؛ فرغم أنه فاز بدعم نحو 81 في المائة من الأصوات، فإن نسبة عدم الملتزمين الذين رفضوا التصويت له وصلت إلى 13 في المائة. والسبب سياساته في حرب غزة.

اليوم، ومع تولِّي كامالا هاريس مهمة استكمال مشوار السباق الرئاسي بدل الرئيس الأميركي، لا تزال هذه الفئة الانتخابية مترددة في الإعراب عن تأييدها للمرشحة الديمقراطية، في ولاية كانت تعد «زرقاء» بامتياز، إلى حين فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب بها في عام 2016. أسباب جعلت من هذه الولاية، وأصواتها الـ15 في المجمع الانتخابي، ولاية متأرجحة يتنازع عليها المرشحان بشراسة، لكسب أصوات الناخبين فيها.

وأصبحت ولاية ميشيغان من أهم ولايات «الجدار الأزرق» الديمقراطي، إلى جانب ويسكونسن، في العقود الماضية، بعدما كانت تُحسب على الجمهوريين في السبعينات والثمانينات؛ لكن انتخابات عام 2016 وضعتها في خانة الولايات المتأرجحة، بعد أن فاز فيها ترمب بأقل من 11 ألف صوت، مُنتزعاً الفوز من منافسته حينها، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

تكثّف حملة هاريس الجهود لحشد الدعم بين الناخبين في ميشيغان (أ.ف.ب)

ضمن هذا الفوز لترمب طريقه إلى البيت الأبيض، وثبَّت المعادلة القائلة بأن الطريق إلى المكتب البيضاوي تمر عبر ميشيغان التي انتزعها الفائز في السباق الرئاسي في 9 من 12 جولة انتخابية سابقة.

وبينما تمكَّن الديمقراطيون من الفوز في الولاية في كل انتخابات منذ عام 1992، باستثناء انتخابات عام 2016، فإن النتائج المتقاربة نسبياً في انتخابات عام 2020 التي فاز بها بايدن، أثبتت مجدداً أنها ستكون «كعب أخيل» الديمقراطيين في انتخابات هذا العام. لهذا السبب، يُكثِّف ترمب ونائبه جاي دي فانس نشاطهما الانتخابي في الولاية، مركِّزين بشكل أساسي على ملفين أساسيين يشغلان بال ناخبيها: الاقتصاد، والحرب في الشرق الأوسط. أما حملة هاريس فتكثّف جهود إصلاح علاقة حزبها بالناخبين العرب الأميركيين، المستائين من سياسات إدارة بايدن الداعمة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أزمة الشرق الأوسط

ترمب خاطب أنصاره خلال فعالية انتخابية في ساغيناو بميشيغان يوم 3 أكتوبر (رويترز)

ورغم أهمية ملف غزة للناخب من أصول عربية ومسلمة، فإن هؤلاء لا يعدُّون الأغلبية في الولاية. ويتركز وجود الجالية العربية في مدينة ديترويت؛ حيث تسعى الحملتان الانتخابيتان لحشد دعم أكبر عدد من الناخبين، ووظّفت هاريس المحامية من أصول مصرية بريندا عبد العال لمساعدتها على التقرب من الجالية العربية، والمحامية الأفغانية الأصل نسرينا بارغزي، لاستقطاب دعم المسلمين الأميركيين؛ لكن غياب أي تمثيل لهؤلاء في فعاليات المؤتمر الحزبي الديمقراطي، أثار موجة غضب وانتقادات واسعة، من شأنها أن تؤثر على تصويت هؤلاء في الانتخابات الرئاسية.

من ناحيتها، تعمد حملة ترمب التي جندت صهر الرئيس السابق مسعد بولس -من أصول لبنانية- لحشد دعم الجالية العربية، إلى ترويج إعلانات انتخابية تُصوِّر هاريس بمظهر الداعم الشرس لإسرائيل، في استراتيجية انتخابية تهدف إلى تعزيز موقف المنتقدين لسياسة هاريس تجاه تل أبيب.

الاقتصاد

هاريس تلقي خطاباً انتخابياً في فلينت بميشيغان يوم 4 أكتوبر (أ.ف.ب)

حسب أحدث الاستطلاعات، يتصدَّر الاقتصاد لائحة اهتمامات الناخبين في الولاية. وقال أكثر من 30 في المائة من الناخبين، في استطلاع أجرته جامعة إيمرسون، بالتعاون مع صحيفة «ذي هيل»، إن الاقتصاد هو على رأس أولوياتهم عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، تأتي من بعده الهجرة، ثم تهديد الديمقراطية، تتبعها تكاليف السكن والتعليم والجريمة والإجهاض.

أرقام ليست مستغربة في الولاية التي تعتمد بشكل أساسي على صناعة السيارات، وتُعدّ معقل شركتي «فورد» و«جنرال موتورز»، والتي يشكل الناخبون البيض فيها نسبة 74 في المائة من السكان، من بعدهم الأميركيون السود بنسبة 14.1 في المائة، ثم الناخبون من أصول لاتينية بنسبة 5.7 في المائة. وتراجع عدد السكان في الولاية بشكل كبير في الأعوام الماضية، ما أدّى إلى خسارتها لأصوات في المجمع الانتخابي، دفعت بها للتراجع من 21 صوتاً في السبعينات لـ15 في هذا الموسم الانتخابي.

يأمل ترمب في انتزاع ولاية ميشيغان من «الجدار الأزرق» الديمقراطي (رويترز)

تتقارب نتائج الاستطلاعات بشكل كبير بين ترمب وهاريس؛ لكن الرئيس السابق يتفوّق على منافسته في الملفات الأبرز التي تُهمّ الناخبين هناك كالاقتصاد والهجرة، إذ يرى 58 في المائة من الناخبين أن ترمب سيساعد في تحسين الاقتصاد، مقابل 42 في المائة لهاريس. كما تدل الأرقام على أن 83 في المائة من الناخبين يعتقدون أن ترمب سيخدم مصالح الأميركيين البيض في الولاية، بينما يرى 72 في المائة أن هاريس ستخدم مصالح الأميركيين السود، و68 في المائة يرون أنها أفضل لمصالح الأميركيين من أصول لاتينية.