ترمب يواجه بايدن... مَن فاز بالمناظرة الأولى؟

استطلاع لشبكة «سي إن إن» أظهر تفوق الرئيس السابق على منافسه الديمقراطي

إعلاميون يعملون قبل المناظرة الرئاسية الأولى لعام 2024 بين المرشح الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب (رويترز)
إعلاميون يعملون قبل المناظرة الرئاسية الأولى لعام 2024 بين المرشح الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يواجه بايدن... مَن فاز بالمناظرة الأولى؟

إعلاميون يعملون قبل المناظرة الرئاسية الأولى لعام 2024 بين المرشح الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب (رويترز)
إعلاميون يعملون قبل المناظرة الرئاسية الأولى لعام 2024 بين المرشح الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترمب (رويترز)

يبدو أن الأداء الذي وُصف بالمتعثر للرئيس الأميركي جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأولى مساء يوم الخميس دفع أغلبية كبيرة من المشاهدين للاعتقاد بأن المرشح الجمهوري دونالد ترمب قد تفوق على منافسه الديمقراطي، وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة «سي إن إن».

وبحسب استطلاع الشبكة الإخبارية مساء الخميس، شعر 67 في المائة من المشاهدين بأن ترمب قدم أداء أفضل، مقارنة بنسبة 33 في المائة التي حاز عليها بايدن.

الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه دونالد ترمب يظهران في أول مناظرة للانتخابات الرئاسية لعام 2024 في استوديوهات «سي إن إن» بأتلانتا (د.ب.أ)

وقبل الحدث في أتلانتا، قال الناخبون أنفسهم (بنسبة 55 في المائة مقابل 45 في المائة على التوالي) إنهم يتوقعون أن يقدم ترمب أداء أفضل من بايدن.

أنصار ترمب يشاهدون المناظرة الرئاسية بين المرشح الجمهوري ومنافسه الديمقراطي جو بايدن (أ.ب)

وعانى بايدن، الذي كشف فريق حملته الانتخابية أنه مصاب بنزلة برد، في المناظرة، وتعثر في الإجابات، وبدا أنه يعاني من انخفاض الطاقة.

جو بايدن يتحدث خلال المناظرة الرئاسية الأولى في أتلانتا (د.ب.أ)

وقالت الشبكة إن النتائج تمثل تحولاً بعيداً عن استطلاعات الرأي في عام 2020 التي أظهرت حينها أن بايدن تفوق على ترمب خلال مناظراتهما الرئاسية.

لكن ليلة الخميس، أوضح 57 في المائة ممن شاهدوا المناظرة إنهم ليس لديهم ثقة حقيقية في قدرة بايدن على قيادة الولايات المتحدة، بينما قال 44 في المائة إنهم لا يثقون بترمب.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يشارك في أول مناظرة للانتخابات الرئاسية لعام 2024 مع الرئيس جو بايدن (إ.ب.أ)

وتوضح «سي إن إن» أن الاستطلاع عبر الرسائل النصية تم إجراؤه مع 565 ناخباً مسجلاً في الولايات المتحدة شاهدوا المناظرة.

جو بايدن ومنافسه دونالد ترمب يشاركان في مناظرة رئاسية داخل استوديوهات «سي إن إن» بأتلانتا (د.ب.أ)

وفي أعقاب المناظرة، ترددت تقارير عن «ذعر عميق» بين الديمقراطيين بشأن أداء بايدن، حيث دعا البعض إلى استبدال الرئيس كمرشح الحزب.

وسُئل حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم بعد الحدث عن إمكانية توليه منصب المرشح لمواجهة ترمب، ليجيب: «لن أدير ظهري أبداً للرئيس بايدن، ولا أعرف ديمقراطياً في حزبي يمكنه أن يفعل ذلك».

وتابع نيوسوم: «وخاصة بعد الليلة، نحن ندعمه... سنضاعف جهودنا في الأشهر القليلة المقبلة. سنفوز بهذه الانتخابات».


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض ومنظمة حقوقية ينددان برسائل عنصرية استهدفت أميركيين من ذوي البشرة السمراء

الولايات المتحدة​ الرسائل حثت المتلقين في عدد من الولايات على التوجه إلى الحقول لجمع القطن (رويترز)

البيت الأبيض ومنظمة حقوقية ينددان برسائل عنصرية استهدفت أميركيين من ذوي البشرة السمراء

نددت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين والبيت الأبيض برسائل نصية عنصرية تشير إلى العبودية، وأُرسلت من مصدر مجهول إلى الأميركيين ذوي البشرة السمراء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الجهود المبذولة بشأن تداعيات المستجدات الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية يحيئيل لايتر سفير إسرائيل الجديد لدى الولايات المتحدة (متداولة)

نتنياهو يعيّن يحيئيل لايتر سفيراً لدى الولايات المتحدة

عيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحيئيل لايتر، وهو مسؤول كان يشغل سابقاً منصب كبير الموظفين بوزارة المالية، سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ جزء من فريق حملة ترمب خلال إعلان دونالد ترمب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية في 6 نوفمبر 2024 بولاية فلوريدا (رويترز)

مَن هم المرشحون لتولي المناصب العليا في إدارة ترمب الثانية؟

بدأ دونالد ترمب عملية اختيار أعضاء إدارته بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفيما يلي كبار المتنافسين على بعض المناصب الرئيسية في الإدارة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يحيي الضيوف عند وصولهم لحضور اجتماع غير رسمي لرؤساء دول أو حكومات الاتحاد الأوروبي في بودابست - المجر - 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوربان يتوقع إنهاء إدارة ترمب الدعم الأميركي لأوكرانيا

قال رئيس الوزراء المجري إن أوكرانيا خسرت بالفعل الحرب ضد روسيا، مضيفاً أنه يعتقد أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سينهي الدعم الأميركي لكييف.

«الشرق الأوسط» (بودابست)

بعد عودته... علاقة ترمب العدائية مع الإعلام إلى فصل ثانٍ

يشاهد المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترمب شاشة فيديو في تجمع انتخابي بمركز سالم سيفيك (أ.ب)
يشاهد المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترمب شاشة فيديو في تجمع انتخابي بمركز سالم سيفيك (أ.ب)
TT

بعد عودته... علاقة ترمب العدائية مع الإعلام إلى فصل ثانٍ

يشاهد المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترمب شاشة فيديو في تجمع انتخابي بمركز سالم سيفيك (أ.ب)
يشاهد المرشح الرئاسي الجمهوري السابق دونالد ترمب شاشة فيديو في تجمع انتخابي بمركز سالم سيفيك (أ.ب)

عُرف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بعلاقته المشحونة بالتوتّر مع الإعلام التي تخلّلتها انتقادات لاذعة وملاحقات قضائية ومنع صحافيين من دخول البيت الأبيض، ما ينذر بتهديدات جديدة قد تحدق بحرية الصحافة مع عودته إلى سدّة الرئاسة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ الخطاب الأوّل الذي ألقاه ترمب احتفاء بفوزه، استخدم عبارة «معسكر العدوّ» للإشارة إلى قناتي «سي إن إن» و«إم إس إن بي سي»، حيث لم يسلم يوماً من نقد بعض المعلّقين، معيداً إلى الذاكرة عبارة «أعداء الشعب الأميركي» التي درج على استعمالها منذ بداية عهدته الرئاسية الأولى. وخلال تجمّع انتخابي الأحد، استهزأ بإعلاميين ينبغي من خلالهم «التصويب» لبلوغه، في تلميح إلى محاولتي الاغتيال اللتين نجا منهما. وردّ فريق حملته بالقول إنه تمّ تحريف معنى أقواله.

وهدّد الملياردير الأميركي خلال حملته، بسحب رخصة البثّ من كلّ من قناة «سي بي إس» و«إيه بي سي»، متّهماً إياهما بمحاباة كامالا هاريس. وتعدّ إجراءات كهذه جدّ معقدّة، وينبغي لها أن تمرّ بالهيئة الناظمة للاتصالات.

تقييد حرّية الصحافة

وخلال ولايته الرئاسية الأولى (2017 - 2021)، مُنع صحافيون من دخول البيت الأبيض، لا سيّما الإعلامي الشهير جيم أكوستا، الذي تسنّت له استعادة شارة الدخول إثر نزاع قضائي. وأقرّت كاثرين جاكوبسن، المسؤولة عن شؤون الولايات المتحدة بلجنة حماية الصحافيين في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن قلقون. ويساورنا القلق منذ استخدامه (دونالد ترمب) خطاباً تهجمياً معادياً للإعلام في حملته الأولى سنة 2015».

وفي تقرير صدر سنة 2020، ندّدت لجنة حماية الصحافيين باستغلال ترمب الملاحقات بتهمة التشهير لتخويف الصحافيين، فضلاً عن مساعي البيت الأبيض إلى انتهاك الحماية المناطة بالمصادر الصحافية بعد تسريبات.

ولا شكّ في أن ترمب سيقوم بعد عودته إلى الرئاسة «بتعيين مزيد من القضاة الذين سيحاولون تقييد حرّية الصحافة»، بحسب مارك فلدستين الأستاذ المحاضر في أصول الصحافة بجامعة ماريلاند. وفي الولايات المتحدة، تحظى حرّية التعبير بحماية بموجب التعديل الأوّل من الدستور، وقد كرّست المحكمة العليا حقّ النقد الإعلامي في قرار شهير يعود لعام 1964.

تقويض الثقة

ورأت كاثرين جاكوبسن أن ترمب من خلال اتهاماته المتواصلة للصحافيين بالكذب قوّض ثقة الجمهور بالإعلام في سياق اقتصادي صعب أصلاً على الصحافة، لا سيما المحلية منها. وقالت إن «ترمب اعتمد بامتياز خطاباً معادياً للنظام ومعادياً للمؤسسات في الولايات المتحدة، وزجّ فيه الإعلام على نحو مقلق».

وخير مثال على ذلك هو حادثة 6 يناير (كانون الثاني) 2021، عندما اقتحم الآلاف من مؤيدي ترمب مبنى الكابيتول في واشنطن لمنع التصديق على نتائج الانتخابات بعد خسارة مرشّحهم في وجه جو بايدن، «فقُدّمت روايتان مختلفتان بالكامل، الأولى من الصحافيين الذين وثّقوا الحدث وأظهروه على حقيقته، والثانية من تأليف ترمب» الذي أزاح المسؤولية عن كاهل مؤيّديه، «مبتعداً عن الحقيقة على نحو مقلق».

ويؤكّد مستشارو ترمب في المقابل، أن وسائل الإعلام التقليدية منفصلة بالكامل عن واقع الحال في أوساط المجتمع الأميركي.

تبرّم

خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترمب، تسنّى لعدّة صحف كبيرة تقديم استقصاءات سياسية اعتُبرت سبقاً صحافياً، لا سيّما فيما يخصّ العلاقات الوطيدة بين دونالد ترمب وروسيا، ما زاد من مبيعاتها وعائداتها الإعلانية.

وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» المملوكة لقطب الإعلام المحافظ روبرت مردوخ النقاب عن المدفوعات التي تلقّتها الممثّلة الإباحية ستورمي دانييلز، في قضية أفضت إلى إدانة دونالد ترمب أمام القضاء الجنائي في نيويورك.

وصرّح دان كيندي الأستاذ المحاضر في أصول الصحافة بجامعة نورث إيسترن في بوسطن: «لا أدري إن كنا سنشهد الاتجاه التعاظمي نفسه الذي شهدناه خلال الولاية الأولى لترمب، أم لا، لأن الناس سئموا من الأمر».

ولفت مارك فلدستين بدوره إلى أن «التبرّم بلغ حدّاً بحيث سيتعذّر على وسائل الإعلام التعويل على هذه الانتعاشة الاقتصادية في المستقبل».

وخلال الحملة الانتخابية الأخيرة، قرّرت صحيفة «واشنطن بوست» ألا تدعم أيّاً من المرشّحين، في قرار لقي انتقاداً لاذعاً، وفُسّر على أنه أتى نتيجة ضغوطات مارسها صاحبها الملياردير جيف بيزوس مؤسس «أمازون» كي لا يناصبه ترمب العداء. ودافع بيزوس عن هذا الموقف، بوصفه أفضل ما يمكن فعله في وقت «لم يعد فيه الأميركيون يثقون بوسائل الإعلام الإخبارية».