بايدن يؤيد تقييد السلاح ويغير جدوله ليكون بجوار ابنه بعد إدانته

حملة ترمب تكثف الهجمات ضد الرئيس وعائلته

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في العاصمة الأميركية واشنطن 11 يونيو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في العاصمة الأميركية واشنطن 11 يونيو 2024 (أ.ف.ب)
TT

بايدن يؤيد تقييد السلاح ويغير جدوله ليكون بجوار ابنه بعد إدانته

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في العاصمة الأميركية واشنطن 11 يونيو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في العاصمة الأميركية واشنطن 11 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

تجنب الرئيس الأميركي جو بايدن الحديث عن إدانة ابنه هانتر بايدن خلال خطابه حول تقييد استخدام الأسلحة في فندق هيلتون واشنطن، مسلطاً الضوء على الإنجازات التي حققتها إدارته بمكافحة انتشار العنف المسلح في الولايات المتحدة.

والتزم بايدن بالخطاب المكتوب، حيث أشار إلى انخفاض معدلات جرائم القتل وجرائم العنف والاعتداء والسرقة بعد قيام إدارته باستثمار 15 مليار دولار للحد من الجريمة.

وقد قوبل خطاب بايدن بكثير من التصفيق وصيحات التشجيع والمطالبة بانتخاب بايدن لأربع سنوات مقبلة، لكنه واجه أيضاً صيحات استهجان بسبب حرب الإبادة في قطاع غزة.

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة خلال مناسبة في واشنطن، 11 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

وكانت المفارقة بصدور قرار المحلفين بالإدانة في قضية ابنه هانتر بايدن في جميع التهم الثلاث المتعلقة بالإدلاء ببيان كاذب لشراء سلاح ناري عام 2018، وإفادة كاذبة بحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني، وحيازة سلاح ناري في أثناء تعاطيه للمخدرات، في اليوم نفسه الذي يلقي فيه بايدن خطابه حول تشديد قوانين حيازة السلاح.

وقال بايدن في بيان عقب صدور الحكم: «كما قلت الأسبوع الماضي، أنا الرئيس، لكنني أيضاً أب. أنا وجيل نحب ابننا، ونحن فخورون جداً بالرجل الذي هو عليه اليوم. العديد من العائلات التي كان لديها أحباء يحاربون الإدمان يتفهمون شعور الفخر برؤية شخص تحبه يخرج من الجانب الآخر ويكون قوياً ومرناً للغاية في الانتعاش».

وأضاف: «كما قلت أيضاً الأسبوع الماضي، سأقبل نتيجة هذه القضية وسأواصل احترام العملية القضائية عندما ينظر هانتر في الاستئناف. سنكون أنا وجيل دائماً هناك من أجل هانتر وبقية أفراد عائلتنا... حبنا ودعمنا لن يغيرا ذلك أبداً».

وكان الرئيس قد شدد في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأسبوع الماضي، على أنه سيقبل بحكم المحكمة ولن يصدا قرار عفو عن ابنه.

ويواجه هانتر بايدن عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات في التهمة الأولى، وخمس سنوات في التهمة الثانية، و10 سنوات أخرى في التهمة الثالثة. ومن المقرر أن يصدر القاضي حكمه خلال 120 يوماً، أي أن الحكم سيصدر قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وكان لصدور قرار الإدانة صدى واسع داخل البيت الأبيض حيث تم إلغاء الإحاطة الصحافية اليومية المقررة للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، كما أعلن البيت الأبيض تغييرات في جدول الرئيس اليومي، وقرر الرئيس السفر إلى منزله في ولاية ديلاوير بعد الخطاب للاجتماع مع ابنه هانتر وبقية العائلة قبل توجهه صباح الأربعاء إلى إيطاليا لحضور قمة مجموعة السبع.

المستشار الخاص لوزارة العدل الأميركية ديفيد فايس إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي، بجوار المدعين ليو وايز وديريك هاينز، بعد أن وجدت هيئة المحلفين أن هانتر بايدن مذنب في جميع التهم الثلاث في محاكمته بتهم جنائية تتعلق بالسلاح، في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، الولايات المتحدة، 11 يونيو 2024 (رويترز)

وأدى صدور حكم الإدانة إلى ردود فعل واسعة، وأبدى مساعدو الرئيس بايدن ومسؤولو حملته الانتخابية القلق والمخاوف من تأثير حكم الإدانة على حظوظ بايدن وما يمكن أن يتكبده من خسائر سياسية بسبب هذه القضية. وهي المرة الأولى التي يحاكَم فيها ابن رئيس أميركي في السلطة ويدان بارتكاب جرائم فيدرالية.

وقال هانتر بايدن في بيان بعد الحكم: «أنا ممتن اليوم للحب والدعم اللذين حظيت بهما الأسبوع الماضي من ميليسا وعائلتي وأصدقائي ومجتمعي أكثر من خيبة أملي من النتيجة». وأضاف: «التعافي ممكن بفضل الله، وأنا سعيد بتجربة هذه النعمة يوماً بعد يوم».

حملة ترمب تستغل الموقف

واستغل الرئيس السابق دونالد ترمب الفرصة وأطلقت حملته الانتخابية السهام إلى الرئيس بايدن وعائلته، وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحافية الوطنية لحملة ترمب، في بيان، إن محاكمة هانتر بايدن ليست سوى إلهاء عن الجرائم الحقيقية لعائلة بايدن الإجرامية، التي جمعت عشرات الملايين من الدولارات من الصين وروسيا وأوكرانيا. وأضافت: «سينتهي عهد جو بايدن الملتوي والإمبراطورية الإجرامية لعائلته في الخامس من نوفمبر المقبل (موعد التصويت في الانتخابات الرئاسية) ولن يستطيع بايدن مرة أخرى تحقيق مكاسب شخصية».

وشكل قرار الإدانة للجمهوريين أخباراً سارة وفرحة واسعة، بعدما أمضى الجمهوريون في الكونغرس شهوراً طويلة في محاولة إثبات علاقات تجارية مشبوهة لعائلة بايدن وقادوا تحقيقاً بمجلس النواب عامي 2023 و2024 في علاقات هانتر بايدن بشركات أجنبية في محاولة لإثبات التربح واستغلال النفوذ، بما يقود إلى فتح تحقيق لعزل الرئيس، على أساس أنه استفاد مالياً من الصفقات التجارية التي أبرمها ابنه، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم أدلة تثبت هذا الادعاء وانتهى التحقيق في الكونغرس إلى لا شيء.

المرشح الرئاسي الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، في تجمع انتخابي، 9 يونيو 2024، في لاس فيغاس (أ.ب)

وأشاد رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب، جيمس كومر، الجمهوري عن ولاية كنتاكي، (وهو أحد المشرعين الذين قادوا تحقيق عزل بايدن)، بالحكم، لكنه قال إن وزارة العدل يجب أن تذهب أبعد من ذلك وتحاكم أفراد آخرين من عائلة بايدن. وقال كومر في بيان: «يعد حكم اليوم خطوة نحو المساءلة، ولكن إلى أن تحقق وزارة العدل مع كل من شارك في مخططات استغلال النفوذ الفاسدة لعائلة بايدن التي حققت أكثر من 18 مليون دولار من المدفوعات الأجنبية لعائلة بايدن، فسيكون من الواضح أن مسؤولي الوزارة يواصلون تغطية أموال عائلة بايدن».

ونشر النائب آندي بيجز، الجمهوري من ولاية أريزونا، وعضو كتلة الحرية في مجلس النواب المحافظ للغاية، تغريدة على موقع «إكس»، قال فيها: «مذنب». وأضاف: «لا بد من مساءلة عائلة بايدن الإجرامية». وقال النائب جوش بريشين، الجمهوري عن أوكلاهوما، إنه «سعيد لرؤية العدالة قد تحققت».

وأضاف بريشين: «لا أحد فوق القانون، بمن في ذلك نجل الرئيس».

وكتب السيناتور جوش هاولي، الجمهوري عن ولاية ميسوري: «لا تنس أبداً أن وزارة العدل حاولت تجنب هذه المحاكمة والحكم من خلال منح هانتر صفقة إقرار بالذنب. حتى كشفهم القاضي»، في إشارة إلى صفقة الإقرار بالذنب التي انهارت عندما أثارت قاضية المقاطعة الأميركية ماريلين نوريكا مخاوف بشأن هذه الصفقة.

وقالت إليز ستيفانيك، النائبة الجمهورية رقم 3 في مجلس النواب، إن الحكم ضد هانتر بايدن كان «الخطوة الأولى»، وإن الحزب «سيواصل» التحقيق مع العائلة.

وصرح رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، للصحافيين، إن الحكم «مناسب لأن هناك أدلة دامغة ضد هانتر بايدن». وعند سؤاله عما إذا كانت النتيجة تقوض ادعاءاته بوجود نظام قضائي ذي مستويين، وهي تأكيدات رددها العديد من الجمهوريين وسط مشكلات ترمب القانونية، أجاب جونسون: «لا». وأضاف: «من الواضح أن جميع التهم الموجهة ضده (ترمب) موجهة لأغراض سياسية، أما هانتر بايدن فهو حالة منفصلة».


مقالات ذات صلة

ترمب يتعهد بمقاضاة «غوغل» لعرضها موضوعات سيئة فقط عنه

الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يتعهد بمقاضاة «غوغل» لعرضها موضوعات سيئة فقط عنه

اتهم دونالد ترمب الجمعة محرك البحث غوغل بعرض "مقالات سيئة" فقط عنه، متعهدا بمقاضاة عملاق التكنولوجيا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
الولايات المتحدة​ هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

استغلّ كل من ترمب وهاريس وجود قادة العالم في نيويورك لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

الولايات المتحدة توجه اتهامات لـ 3 إيرانيين بالقرصنة والتدخل في الانتخابات

كشفت الولايات المتحدة عن لائحة اتهام بحق 3 إيرانيين على خلفية القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها حملة ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (يسار) ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس (أ.ب)

هاريس تدفع بسياسات ضبط الهجرة من الحدود مع المكسيك

تدفع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بسياساتها للحدّ من الهجرة غير القانونية، خلال زيارة تقوم بها إلى الحدود الأميركية - المكسيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

واشنطن تفرض عقوبات على طهران بدعوى التدخل في الانتخابات الأميركية

قالت وزارة الخزانة الأميركية إن واشنطن فرضت، الجمعة، عقوبات جديدة مرتبطة بإيران بسبب ما قالت إنه تدخل في الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)
هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)
هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

شهدت نيويورك، هذا الأسبوع، اجتماعات مكثفة لقمة المستقبل تحت سقف الأمم المتحدة، شارك فيها زعماء العالم، وألقى خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن خطابه الأخير أمام الجمعية العامة قبل مغادرته منصبه وتسليم الشعلة إما لكامالا هاريس أو لخصمها دونالد ترمب.

في هذه الأثناء، لم يجلس هاريس وترمب ساكنين بانتظار نتيجة الانتخابات، فوجود قادة العالم على الأراضي الأميركية فرصة ذهبية لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية. وعقدا اجتماعات دلّت بشكل من الأشكال على أولوية كل منهما في ساحة الصراعات الدولية، التي لا تخلو من تحديات متزايدة، بدءاً من أوكرانيا مروراً بالمنافسة مع الصين، وصولاً إلى التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، نقاط الاختلاف بين المرشحين في هذه الملفات المعقدة، بالإضافة إلى مدى اهتمام الناخب الأميركي بالسياسة الخارجية.

التصعيد في الشرق الأوسط

بايدن في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (أ.ب)

يُخيّم شبح التصعيد في المنطقة على الانتخابات الأميركية. ويقول جيمس جيفري، السفير السابق إلى العراق وسوريا والمبعوث الخاص السابق للتحالف الدولي لهزيمة «داعش»، إن المرشحين يركزان لدى تطرقهما إلى هذا الملف على السياسة الأميركية تجاه إيران. ويشير جيفري إلى أنه سيكون على المرشحين التعامل مع هذا الواقع في المنطقة، مضيفاً: «إن الفارق الرئيسي بينهما هو أن ترمب سيكون مصراً جداً على فرض العقوبات، بينما ستتبع هاريس سياسة بايدن، وربما موقف أوباما، لمحاولة التوصل إلى اتفاق من أجل مشاركة المنطقة مع إيران».

وتعدُّ لورا كيلي، مراسلة صحيفة «ذي هيل» للشؤون الخارجية، أن إيران تُشكّل قضية أساسية في حملتي كل من ترمب وهاريس، مشيرةً إلى أن ترمب يقدم نفسه على أنه «الرجل القوي» الذي يستطيع مواجهة إيران إن وصل إلى البيت الأبيض ويرغمها على القيام بما يريد وبالتراجع، بينما ستحرص هاريس على إكمال ما بدأت به إدارة بايدن، وهو محاولة التنسيق بين مختلف اللاعبين في الشرق الأوسط، مضيفة: «لكن كما نرى حالياً، ما يجري على أرض الواقع يتغلب على كافة الجهود الدبلوماسية».

ترمب يتحدث مع الصحافيين في نيويورك في 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

ويوافق روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سوريا والجزائر، على أن سياسة هاريس ستكون «استكمالاً لسياسة بايدن في الشرق الأوسط، على الأقل في البداية»، مضيفاً: «إنها لا تملك خبرة واسعة في العمل على قضايا المنطقة، ولا تعرف القادة كما كان يعرفهم بايدن، وبصراحة أعتقد أن اهتماماتها تصب أكثر على القضايا المحلية والصين وحتى روسيا». واستبعد فورد أن تتخذ هاريس أي مبادرات رئيسية فيما يتعلق بالشرق الأوسط. وفيما يتعلق بترمب، ذكّر فورد بأنه من الصعب توقّع مواقف الرئيس السابق في القضايا الدولية، مضيفاً: «لقد صرح مرتين خلال حملته هذا الشهر بأنه قد ينظر في رفع العقوبات عن طهران، ليس بسبب طريقة تصرّف هذه الأخيرة تحديداً، لكن لأنه قلق حول انتشار استخدام العملة الصينية في الأسواق العالمية».

ويوافق جيفري الذي عمل في إدارة ترمب على أنه من الصعب التكهن بمواقف الرئيس السابق، مُذكّراً بإعلانه مرتين عن نيته سحب القوات الأميركية من سوريا، وتراجعه عن ذلك، لكنه شدد على أهمية الفريق المحيط بالرئيس، عادّاً أن ترمب كان لديه فريق متميز في السياسة الخارجية. وأضاف: «عندما يكون لديك فريق عمل كهذا، من الأرجح أن نرى سلوكاً يسهل التنبؤ به في إطار رؤية دونالد ترمب للعالم».

وهنا عقّبت كيلي على تصرفات ترمب التي لا يمكن توقعها في بعض الأحيان، مشيرةً إلى تصريح أدلى به مؤخراً قال فيه إن إيران «ترغب بأن تكون طرفاً في اتفاقات إبراهام»، مضيفة: «لقد ألقى هذا التصريح ضوءاً مثيراً للاهتمام على طريقة تفكيره وشعوره حول كيفية تغيير الأوضاع في الشرق الأوسط». لكن كيلي أشارت في الوقت نفسه إلى أنه في حال وصول ترمب إلى البيت الأبيض، فإن عدداً كبيراً من مستشاريه السابقين لن يكونوا معه بسبب توتر العلاقات بينهم، أما بالنسبة لهاريس فثمّة توقعات بأن يتسلم مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز منصب وزير الخارجية، على حد قولها.

«الضغط» على نتنياهو

تتزايد الدعوات لإدارة بايدن بوقف الأسلحة لاسرائيل (أ.ب)

وفيما تواجه إدارة بايدن انتقادات حول تعاطيها مع ملفات المنطقة، وفشلها في وقف التصعيد في غزة ولبنان، يعدُّ فورد أن سياسة بايدن تجاه إسرائيل هي انعكاس لآراء الرئيس «الذي يتمتع بتاريخ طويل مع منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن القرارات المتعلقة بهذا الملف مرتبطة باعتقاداته.

وتحدث فورد عن التوتر في العلاقة بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأشار إلى فارق أساسي في مقاربة الطرفين، قائلاً: «يبدو أن نتنياهو يؤمن بوجود حل أمني لمشكلة غزة، وللمشاكل في لبنان، ويعتقد أنه لا يجب أن يكون هناك وجود للدولة الفلسطينية، وأنه على إسرائيل أن تحكم هذه الأراضي إلى الأبد، وأن الفلسطينيين في هذه الأراضي لن يكون لهم الحق بتقرير مصيرهم. إنها ببساطة رؤية يملكها رئيس وزراء إسرائيل مع قسم كبير من حكومته، إن لم يكن معظمهم. إذن هذا هو الفارق الرئيسي مع العديد من الديمقراطيين، لكن هناك أيضاً جمهوريين يدعمون حل الدولتين، من حيث المبدأ على الأقل. وطالما هناك هذا الفارق بين الأميركيين الذين يدعمون حل الدولتين والحكومة الإسرائيلية المحافظة، دائماً ما سيكون هناك احتكاك في ما يتعلق بالاستراتيجيات والسياسات».

ويرجح فورد أن نتنياهو «يفضل عودة ترمب إلى البيت الأبيض»، لكن رغم ذلك «فهو مضطر إلى التعاون مع إدارة بايدن لقرابة الأربعة أشهر المتبقية في ولايته».

ترمب يتحدث أمام المجلس الأميركي الإسرائيلي في 19 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

ويواجه بايدن دعوات من أعضاء حزبه التقدميين لفرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، واستعمالها ورقة ضغط على نتنياهو، وهو ما رفضه بايدن ونائبته هاريس. وهنا، تقول كيلي إنه من غير المؤكد أن حجب الولايات المتحدة للأسلحة عن إسرائيل سوف يؤدي إلى دفع نتنياهو لاتخاذ قرارات تتماشى أكثر مع إدارة بايدن، مضيفة: «لكن إن نظرنا إلى إدارة ترمب، فهو قد يعطي المجال لنتنياهو لإطلاق العنان للقوة العسكرية على نطاق واسع دون أي قيود قد تفرضها إدارة بايدن».

أوكرانيا

زيلينسكي مع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر (يمين)، وزعيم الأقلية ميتش ماكونيل (أ.ف.ب)

تحتل أوكرانيا مساحةً كبيرةً من النقاش في الموسم الانتخابي، وقد سلّطت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي للولايات المتحدة الضوء على التجاذبات الداخلية الحادة المحيطة بالملف. ففيما اجتمع الزعيم الأوكراني بهاريس ومن المتوقع أن يلتقي ترمب، فإن مواقف كل منهما مختلفة فيما يتعلق بحل الصراع هناك.

وبينما يعرب جيفري عن تفاؤله في قضية أوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا لم تحقق الفوز «فهي متوترة وتحارب دولة أصغر منها»، على حد تعبيره، تشير كيلي إلى أن السباق الانتخابي الحالي يعكس «أوقاتاً عصيبةً جداً لأوكرانيا»، مشيرة إلى الجدل الذي ولدته زيارة زيلينكسي إلى بنسلفانيا لدى الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس الأوكراني بمحاولة التدخل في الانتخابات الأميركية من خلال زيارته لولاية متأرجحة. وقالت كيلي إن هذه الخطوة ساهمت في «تغذية التعصب الحزبي المتزايد بشأن السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا»، مشيرةً إلى أن زيلينكسي «تلقى أبرد استقبال على الإطلاق في الكونغرس خلال زيارته إلى واشنطن».

الناخب الأميركي والسياسة الخارجية

هاريس في حدث انتخابي في ويسكونسن في 20 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

رغم القضايا الخارجية العالقة والتوترات المتزايدة، فإن الناخب الأميركي لا يركز عادة على السياسة الخارجية لدى توجهه إلى صناديق الاقتراع. وهذا ما تحدث عنه فورد قائلاً: «عندما فكر كيف تنظر أميركا إلى العالم وهي على مشارف الانتخابات، أعتقد أن السؤال الأكبر هو ما مقدار الاهتمام الذي يريد الشعب الأميركي أن توليه واشنطن للسياسة الخارجية مقارنة بالقضايا الداخلية؟ وبرأيي هذه الانتخابات في 2024 تتمحور بشكل أساسي حول القضايا المحلية مثل الاقتصاد والهجرة، وهذا التفضيل الشعبي سيؤثر على الوقت الذي يمضيه إما الرئيس ترمب أو الرئيسة هاريس على السياسة الخارجية».

أما جيفري فلديه مقاربة مختلفة، ويقول «إن الأميركيين يتجاهلون السياسة الخارجية حتى تأتي هذه الأخيرة وتهز كيانهم». وأعطى مثالاً على ذلك في هجمات سبتمبر التي «جرّت أميركا إلى حرب كبيرة أدت إلى سقوط عدد هائل من الضحايا في العراق و أفغانستان». وأضاف جيفري: «في الواقع رغم التجاذبات التي نتحدث عنها لدينا سياسة حول العالم من خلال حلفائنا ومعهم، تسعى للحفاظ على هدوء العالم». ويحذر قائلاً: «إن تزعزع الأمن في العالم، يحدث أمران: أولاً التجارة والعولمة واستخدام الدولار الأميركي وغيرها من الفوائد التي يستفيد منها الأميركيون ستختفي. ثانياً وهي النقطة الأهم هناك 20 أو 30 دولة، إن لم تستطع الاعتماد على الولايات المتحدة في الحالات الطارئة، فهي ستجد بديلاً نووياً مما سيؤدي إلى عالم مسلح نووياً سينعكس سلباً على السلام العالمي وعلى فرص نجاة الولايات المتحدة».