حذّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إثر محاكمته الجنائية التاريخية، من أن صدور عقوبة بالسجن بحقه سيكون «نقطة تحول» بالنسبة لمؤيديه. وقال ترمب في مقابلة، بثّتها شبكة «فوكس» الأميركية، إنه «يتقبل الأمر، لكنه غير واثق بقبول الرأي العام لها». وأضاف: «سيكون من الصعب على الجمهور تقبل» عقوبة السجن، مضيفاً: «كما تعلمون، في وقت من الأوقات، هناك نقطة تحول».
كما أقرّ الرئيس السابق بأن محاكمته الجنائية كانت «قاسية للغاية» على زوجته ميلانيا، أبرز الغائبين عن حضور الجلسات التي انتهت بإدانته.وأصبح ترمب، الأسبوع الماضي، أول رئيس سابق يدان جنائياً. ففي ختام مداولات استمرت يومين، أعلنت هيئة محلفين تضم 12 مواطناً عادياً من نيويورك الخميس بالإجماع إدانة ترمب بجميع التهم الأربع والثلاثين الموجهة إليه في قضية تزوير مستندات محاسبية، بهدف إخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية تُدعى ستورمي دانيالز، تفادياً لفضيحة جنسية قبل انتخابات 2016، التي خاضها وفاز بها الجمهوري ضد هيلاري كلينتون. ويضع هذا الظرف غير المسبوق حملة الانتخابات الرئاسية، المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري، في أجواء من الشكوك.
تنافس على «تيك توك»
في سياق آخر، انضمّ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب إلى تطبيق «تيك توك»، وهو تحول كبير في مسار التطبيق الذي يتعرض لانتقادات حادة من واشنطن، بسبب علاقاته المزعومة مع الصين.
وليلة السبت، نشر ترمب مقطع فيديو على حسابه الذي جرى توثيقه في التطبيق «@realDonaldTrump»، يظهر فيه الرئيس السابق وهو يلوّح للجماهير خلال حضوره لحدث «UFC» للفنون القتالية، الذي أقيم في مدينة نيوارك بنيوجيرسي. وقال دانا وايت، الرئيس التنفيذي لـ«UFC»، وهو يقدم ترمب في الفيديو: «الرئيس الآن على (تيك توك)»، وأجاب ترمب: «إنه لشرف لي»، وفق ما نقلته صحيفة «بوليتيكو» الأميركية.
وتأتي خطوة ترمب للانضمام إلى «تيك توك» في محاولة منه للوصول إلى الناخبين، خصوصاً الشباب، في الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة الأميركية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه تطبيق الفيديو واسع الانتشار، حظراً محتملاً في الولايات المتحدة إذا لم يسحب استثماراته من الشركة الصينية الأم المالكة له «بايت دانس». وقال أحد مستشاري حملة ترمب الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «الحملة تلعب في جميع المجالات... إن القدرة على التواصل على منصات ومنافذ متعددة أمر مهم... وهذه مجرد واحدة من الطرق الكثيرة التي سنتواصل بها مع الناخبين... (تيك توك) يتوجه نحو الجمهور الأصغر سناً».
ويعد انضمام ترمب إلى «تيك توك» فوزاً آخر للتطبيق المحاصر، الذي انضمت إليه حملة الرئيس جو بايدن في فبراير (شباط)، ويُعدّ أيضاً علامة على أن كلتا الحملتين تعدّان «تيك توك»، بمستخدميه البالغ عددهم 170 مليوناً في الولايات المتحدة، وسيلة تواصل تستحق المتابعة، بغض النظر عن الجدل الدائر حول التطبيق.
وبدأ نجل ترمب، دونالد ترمب جونيور، بدوره، في استخدام التطبيق، الأسبوع الماضي. وقال مسؤول في «تيك توك» لم يرد الإفصاح عن هويته، إن التطبيق جذاب بشكل خاص لحملة ترمب؛ نظراً لأن المحتوى المؤيد لترمب على التطبيق يعادل ضعف المحتوى المؤيد لخصمه الرئيس الحالي جو بايدن.
وكان ترمب من أوائل المطالبين بحظر التطبيق المملوك لشركة صينية في الولايات المتحدة، وأصدر خلال فترة رئاسته في عام 2020 أمراً تنفيذياً يطالب فيه باتخاذ الإدارة الأميركية إجراءات صارمة ضد مالكي «تيك توك» لحماية الأمن القومي في البلاد، إلا أن القضاء الأميركي أوقفه حينها، وفق وسائل إعلام أميركية.