«ادفع لتشاهد»... أميركيون يصطفون ويدفعون لحضور محاكمة ترمب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال محاكمته في محكمة مانهاتن الجنائية بمدينة نيويورك (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال محاكمته في محكمة مانهاتن الجنائية بمدينة نيويورك (رويترز)
TT

«ادفع لتشاهد»... أميركيون يصطفون ويدفعون لحضور محاكمة ترمب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال محاكمته في محكمة مانهاتن الجنائية بمدينة نيويورك (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال محاكمته في محكمة مانهاتن الجنائية بمدينة نيويورك (رويترز)

يواجه عدد من الأشخاص الطقس بكل حالاته في نيويورك لدى اصطفافهم خارج قاعة المحكمة؛ سعياً لحضور ولو جزءاً من جلسات محاكمة دونالد ترمب الجنائية؛ إذ يدفعون مبالغ كبيرة أحياناً لأشخاص يطلبون منهم حجز أماكنهم في الطابور.

ووصف ريتشارد بارتنغتن (43 عاماً) الذي وصل إلى خارج مقرّ المحكمة قبل يومين من بدء الإجراءات لزيادة فرصه في الدخول، المحاكمة بأنها «إحدى التجارب الأكثر سحراً وإثارة في حياتي».

وبعد مرورهم عبر سلسلة نقاط تفتيش ومصاعد قديمة وممر طويل، تمكن بارتنغتن إلى جانب ستة أو سبعة أشخاص آخرين من متابعة مجريات أول قضية جنائية في التاريخ يواجهها رئيس أميركي سابق، يومياً، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويواجه ترمب اتّهامات بتزوير سجلات تجارية لإخفاء تعوضيات دفعها لمحاميه السابق مايكل كوهين لدفع الأخير المال لشراء صمت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز التي يتّهم قطب العقارات بإقامة علاقة جنسية معها.

وانضم المتفرّجون من العامة إلى نحو 50 صحافياً على مقاعد خشب وحلفاء ترمب من كبار الشخصيات الجمهورية وأنصاره وعائلته لمتابعة تطوّرات القضية التاريخية.

وقال بارتنغتن: «عرفت الكثير من خلال متابعة الأخبار، لكنني أعتقد أن هناك جزءاً من الحقيقة تكتشفه عندما تكون داخل قاعة المحكمة، عندما ترى دونالد ترمب يمر من المكان ثماني مرّات يومياً وترى القاضي وهيئة المحلّفين».

وأضاف أنه «يرجّح أن تؤثّر نتيجة هذه المحاكمة على الانتخابات في اتّجاه ما»، مؤكداً خشيته من ولاية رئاسية ثانية لترمب.

وإلى جانب بعض المحتجين، سواء مع ترمب أو ضده، يتوافد متفرجون ساعون إلى حضور الجلسات من أنحاء الولايات المتحدة.

قطع المحامي المتقاعد بيتر أوسيتيك مسافة نحو 4800 كيلومتر من سان دييغو لزيارة نجله في نيويورك ومتابعة «التاريخ أثناء صناعته».

«ادفع لتشاهد»

يحالف الحظ متابعي المحاكمة أكثر في غرفة احتياطية، حيث تبث مجرياتها مباشرة لنحو 30 شخصاً من العامة والصحافيين غير القادرين على أن يكونوا موجودين في قاعة المحاكمة الرئيسية.

وأفاد جاستن فورد من كونيتيكت الذي يعمل في تكنولوجيا المعلومات، بأنه اصطف من أجل فرصة لرؤية «رئيس الولايات المتحدة السابق الذي تجري محاكمته، وهي ليست متلفزة. أريد أن أشاهدها بعينَي».

لم يتمكن فورد (42 عاماً) من دخول قاعة المحكمة رغم وصوله عند منتصف الليل.

وبات ملمّاً بالتفاصيل الجنائية للمحاكمة؛ إذ يقرأ المحاضر النصية كاملة التي تنشر على موقع المحكمة الإلكتروني يومياً.

يقوم طابور الدخول على أساس منح الأولوية لمن يسبق؛ ما يدفع بكثر إلى جني المال عن طريق الانتظار مكان أشخاص يدفعون لهم.

ويصطف أشخاص احترفوا الأمر مكان الساعين للدخول إلى المحكمة لقاء مبلغ مقداره 50 دولاراً للساعة تقريباً، علماً أن المواقع الأفضل في الطابور بيعت بمبلغ وصل إلى ألفي دولار عندما أدلى خصم ترمب اللدود مايكل كوهين بشهادته.

وصف فورد ظاهرة «ادفع لتشاهد» بأنها «مؤسفة».

ودفعت فونك سانغوديي (48 عاماً) التي وصفت نفسها بأنها «مدمنة تماماً على السياسة» مبلغاً مقداره 700 دولار للحصول على مكان في الغرفة الاحتياطية.

وقالت فونك، وهي مستشارة من بروكلين: «كان أمراً رائعاً أن ترى النظام القضائي الأميركي يحاسب رئيساً. إنها لحظة تاريخية».

وعلى غرار الكثير من الأشخاص الذين تحدّثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية، ترى سانغوديي أن النظام القضائي قادر على منع عودة ترمب إلى البيت الأبيض، معربة عن أملها في أن تدفع إدانته الناخبين الذي لم يحسموا مواقفهم بعد إلى تجنّب التصويت له.

وتؤكد المحاكمة قبل كل شيء أن «لا أحد فوق القانون»، بحسب طبيبة الأطفال سيندي موبلي (64 عاماً) التي سافرت ساعتين ونصف الساعة في قطار، قادمة من بالتيمور.

وقالت بعدما أمضت جزءاً من الليل في كيس نوم عند المحكمة «هناك شعور بأن هذا آخر أمر تبقّى يمكنه أن يوحد صفوفنا».


مقالات ذات صلة

الانتخابات الأميركية: تنافُس حزبي شرس لانتزاع الأغلبية في الكونغرس

الولايات المتحدة​ يشهد سباق انتخابات الكونغرس تنافساً حادّاً وسط مساعٍ جمهورية لانتزاع الأغلبية في «الشيوخ» (أ.ب) play-circle 07:37

الانتخابات الأميركية: تنافُس حزبي شرس لانتزاع الأغلبية في الكونغرس

يراهن الجمهوريون على 7 ولايات لانتزاع الأغلبية التشريعية في مجلسي الشيوخ والنواب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مناصرون لترمب يتظاهرون في فلوريدا في 2 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

أميركا: تنافس شرس على تسخير «منصات التواصل» في الحملات الانتخابية

يتزايد نفوذ وسائل التواصل الاجتماعي ويتصاعد تأثيرها في الانتخابات الأميركية، وسط تنافس شرس بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري لاستمالة عقول الناخبين وقلوبهم.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (أ.ف.ب)

ترمب: لست عنصرياً ولديّ الكثير من الأصدقاء السود

نفى الجمهوري دونالد ترمب المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل كونه «عنصرياً» وأكد في مقابلة أن لديه الكثير من «الأصدقاء السود»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يصل لإلقاء خطاب حملته في فينيكس بولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية، 6 يونيو 2024 (رويترز)

ترمب يحتفل بعيد ميلاده اﻟ78 وتبدو عليه علامات تقدم السن

يُحيي الرئيس السابق الجمهوري، دونالد ترمب، الجمعة، عيد ميلاده الثامن والسبعين، في حين تظهر عليه علامات تباطؤ، من الناحيتين الجسدية والذهنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي دونالد ترمب يرفع يديه أمام الكاميرا خلال مناظرة تلفزيونية في 3 مارس 2016 (رويترز)

علامة «ترمب صغير للغاية» التجارية ممنوعة بأمر المحكمة العليا

حكمت المحكمة العليا في كاليفورنيا الأميركية بعدم أحقية شخص في امتلاك عبارة «ترمب صغير للغاية» التي تحمل إيحاءً.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

بايدن يجهز للعراق سفيرة مناهضة لنفوذ إيران

جاكوبسون كانت سفيرة واشنطن في أثيوبيا في 2022 (الخارجية الأميركية)
جاكوبسون كانت سفيرة واشنطن في أثيوبيا في 2022 (الخارجية الأميركية)
TT

بايدن يجهز للعراق سفيرة مناهضة لنفوذ إيران

جاكوبسون كانت سفيرة واشنطن في أثيوبيا في 2022 (الخارجية الأميركية)
جاكوبسون كانت سفيرة واشنطن في أثيوبيا في 2022 (الخارجية الأميركية)

فاجأت تريسي جاكوبسون، مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب السفير لدى العراق، الأوساط العراقية الرسمية والسياسية، بتصريحات غير مألوفة عن النفوذ الإيراني والميليشيات الموالية لطهران.

جاكوبسون، التي ستخلف إلينا رومانسكي، أكدت في كلمتها الافتتاحية أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أنها ستعمل بشكل وثيق مع اللجنة لتعزيز المصالح الأميركية في العراق.

وقالت: «يقدم جيشنا دعماً حيوياً لقوات الأمن العراقية والبيشمركة في إقليم كردستان. وبعد عشر سنوات من عودة قواتنا إلى العراق لمحاربة (داعش)، حان الوقت لجيشنا لأن ينتقل إلى دور جديد. سأضمن أن يكون أي انتقال من عملية (العزم الصلب) إلى ترتيب أمني ثنائي موجهاً نحو هزيمة (داعش) وضمان أمن العراق».

وأضافت أن «إيران ممثل خبيث في العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة، وندرك أن التهديد الرئيسي للعراق مصدره الميليشيات المتحالفة مع إيران».