القاضي يتريث في الحكم على ترمب بانتهاك حظر النشر مجدداً

المرشح الجمهوري سيقبل نتائج الانتخابات «إذا كان كل شيء سليماً»

الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)
TT

القاضي يتريث في الحكم على ترمب بانتهاك حظر النشر مجدداً

الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب ووكيل الدفاع عنه المحامي تود بلانش بقاعة المحكمة في نيويورك (أ.ب)

لمّح القاضي الفيدرالي في نيويورك خوان ميرشان إلى إمكان فرض غرامات جديدة على الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب انتهاكه حظر الإدلاء بتصريحات ومواقف عن الشهود والمحلفين ذوي الصلة بقضية «أموال الصمت»، التي تشمل 34 تهمة حول تزوير وثائق بهدف إخفاء علاقة مع ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، خلال موسم انتخابات عام 2016.

وعاد الرئيس السابق، الخميس، إلى المحكمة في نيويورك بعد استراحة ليوم واحد، الأربعاء، اغتنمها للقيام بحملات انتخابية في ولايتي ميشيغان وويسكونسن المتأرجحتين، حيث سعى إلى حشد الناخبين استعداداً لانتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

حظر النشر

وفي مستهل الجلسة الجديدة التي لم يشارك فيها الأعضاء الـ12 لهيئة المحلفين والبدلاء الستة، طلب القاضي ميرشان من وكلاء الدفاع عن ترمب تأكيد أنه لم ينتهك أمر حظر النشر خلال الأسبوع الماضي عندما صرح أن غالبية المحلفين من مناطق ذات غالبية ديمقراطية. وسأل: «هل انتهك أمر حظر النشر؟ هذا كل ما أريد معرفته». وردّ وكيل الدفاع عن ترمب، المحامي تود بلانش: «حسناً، أنا أجادل بأنه لم يفعل». فأجاب ميرشان: «حسناً، أنا لا أتفق مع هذه الحجة». ولكنه لم يصدر حكمه على الفور في هذه الشكوى الفرعية التي قدّمها ممثلو الادعاء، طالبين تغريم ترمب 4 آلاف دولار بسبب التعليقات التي أدلى بها الأسبوع الماضي حول هيئة المحلفين والشهود في أول محاكمة جنائية لرئيس أميركي سابق. ولم يطلب الادعاء سجن ترمب، على رغم تلويح القاضي بهذا الاحتمال قبل أيام.

رسم للقاضي خوان ميرشان مترئساً جلسة محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب في قضية «أموال الصمت» (رويترز)

وكان ميرشان قد حكم بتغريم ترمب 9 آلاف دولار لانتهاكه حظر النشر.

وقال المدعي العام كريستوفر كونروي، للمحكمة، إن تصريحات ترمب «طلقات متعمدة لأي شخص يمكن أن يأتي إلى قاعة المحكمة ليقول الحقيقة عن المتهم وما فعله».

ويهدف حظر النشر إلى منع المرشح الأوفر حظاً لدى الجمهوريين من تخويف الشهود والمحلفين وغيرهم من المشاركين في المحاكمة، علماً أن الأمر لا يمنعه من انتقاد المدعين العامين أو القاضي نفسه.

ولم يعلق القاضي ميرشان على قول ترمب خلال تجمع انتخابي في ميشيغان: «لا أعتقد أن هناك قاضياً أكثر تضارباً (من ميرشان). محتال ومتضارب».

وبعد ذلك، عاد وكيل الدفاع السابق عن دانيالز (اسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد)، المحامي كيث ديفيدسون، إلى منصة الشهود لعرض تفاصيل تسويق دانيالز لقصة علاقتها المزعومة مع ترمب، ودوره كمحامٍ تفاوض على دفع مبلغ 130 ألف دولار لها مقابل سكوتها عن العلاقة مع ترمب، موضحة تفاصيل ذلك الاتفاق مع محامي ترمب آنذاك مايكل كوهين.

شرط «النزاهة»

المرشح الجمهوري الأوفر حظاً الرئيس السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في ميشيغان (أ.ف.ب)

واغتنم الرئيس السابق استراحة الأربعاء من محاكمته في نيويورك، ليتوجه إلى ويسكونسن وميشيغان حيث حشد الناخبين في هاتين الولايتين المتأرجحتين للتصويت له في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتزامنت زيارته للولايتين مع مقابلة أجرتها معه صحيفة «ميلووكي جورنال سينتينل»، وفيها رفض ترمب الكشف عما إذا كان سيقبل نتيجة الانتخابات إذا خسرها ضد المرشح الديمقراطي المرجح الرئيس جو بايدن، محذراً من أنه إذا لم تكن الانتخابات «نزيهة»، إذاك «عليك أن تقاتل من أجل حق البلاد»، مضيفاً: «سألحق الضرر بالبلاد إذا قلت خلاف ذلك (...) لكن لا، أتوقع انتخابات نزيهة، ونتوقع أننا ربما نفوز بغالبية كبيرة».

وعلى غرار ما فعله سابقاً، ترك ترمب انطباعاً بأن الانتخابات لا يمكن أن تكون نزيهة إلا إذا كان هو الفائز، فقال: «لكن إذا كان كل شيء سليماً، وهو ما نتوقعه، إذ حصل كثير من التغييرات طوال السنوات القليلة الماضية، ولكن إذا كان كل شيء سليماً، فسأقبل النتائج تماماً»، رافضاً القبول بأن انتخابات 2020 التي فاز فيها بايدن كانت نزيهة، على رغم عدم وجود دليل على التزوير.

ولم يستبعد ترمب احتمال وقوع أعمال عنف من مؤيديه إذا لم ينجح في الانتخابات المقبلة. وقال في مقابلة مع مجلة «تايم»: «أعتقد أننا سنفوز، وإذا لم نفز، كما تعلمون، فالأمر يعتمد دائماً على نزاهة الانتخابات»، مضيفاً: «أعتقد أننا سنحقق نصراً كبيراً ولن يكون هناك عنف». ولكن حين ضغطت المجلة عليه في شأن احتمال وقوع أعمال عنف مماثلة لهجوم الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، بدا ترمب غير واضح في شأن المستقبل، فواصل ادعاءاته بخصوص انتخابات 2020، التي اعتبر أنها أثارت الغوغاء العنيفين. وكرر أنه سيفي بوعده المتعلق بالعفو عن مئات الأشخاص المحكوم عليهم لارتكابهم جرائم ارتكبت في هجوم الكابيتول، واصفاً هؤلاء بأنهم «رهائن».

وعند هبوط طائرته في مطار ميشيغان، الأربعاء، استحضر ترمب رؤية «الرجل القوي» في أميركا المستقبل، فقال: «عندما أعود إلى البيت الأبيض، سنوقف النهب والاغتصاب والذبح وتدمير الضواحي والمدن والبلدات الأميركية»، متعهداً الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وقمع البيروقراطية والتعليم العالي عند من وصفهم بأنهم «شيوعيون ومجرمون» في الحزب الديمقراطي.

من الحضور الشعبي لمهرجان انتخابي في ميشيغان تأييداً للرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

«المذبحة الأميركية»

وفي اليوم ذاته في ويسكونسن، تحدث ترمب عن «المذبحة الأميركية»، محذراً من أن الأمة تعاني الحصار من «المتطرفين والمحرضين اليساريين الذين يرهبون الأحرام الجامعية»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تجتاح الجامعات في كل أنحاء البلاد. واعتبر أن «نيويورك كانت تحت الحصار» ليل الثلاثاء - الأربعاء، مشيداً بعناصر الشرطة لتفريقهم الاعتصام في جامعة كولومبيا. وقال: «كان أمراً جميلاً يستحق المشاهدة، إنه الأفضل في نيويورك. رأيتهم يصعدون السلالم ويحطمون النوافذ ويدخلون، وهذا أمر خطير».

ويواجه ترمب 3 محاكمات جنائية أخرى، على رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان ستجرى أي منها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويواجه في اثنتين منها تهماً تتعلق بمحاولته قلب نتائج انتخابات 2020 التي فاز فيها الرئيس جو بايدن، بينما يتهم في دعوى ثالثة بسوء التعامل مع وثائق سرية بعد تركه البيت الأبيض عام 2020.


مقالات ذات صلة

ترمب يتخلص من مشكلاته القانونية قبل تنصيبه

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتخلص من مشكلاته القانونية قبل تنصيبه

بعد فوزه في الانتخابات، يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيتخلّص من مشكلاته القانونية بعد طلب الادعاء إسقاط دعوى قلب نتائج انتخابات 2020.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب خلال جلسة محاكمة ضده في نيويورك (أ.ف.ب)

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

أسقطت وزارة العدل الأميركية قضيتين جنائيتين رفعتا ضد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتهم محاولته قلب نتائج انتخابات عام 2020، ونقل وثائق سرية إلى منزله في فلوريدا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

القضاء يردّ دعوى التآمر المرفوعة ضد ترمب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات

وافقت قاضية أميركية، الاثنين، على طلب النيابة العامة ردّ الدعوى المرفوعة ضدّ الرئيس المنتخب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها قبل 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

بايدن: أميركا تبذل جهداً آخر للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة

فلسطينيون يبكون أمام جثث أقاربهم الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة قبل تشييع جنازتهم (د.ب.أ)
فلسطينيون يبكون أمام جثث أقاربهم الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة قبل تشييع جنازتهم (د.ب.أ)
TT

بايدن: أميركا تبذل جهداً آخر للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة

فلسطينيون يبكون أمام جثث أقاربهم الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة قبل تشييع جنازتهم (د.ب.أ)
فلسطينيون يبكون أمام جثث أقاربهم الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة قبل تشييع جنازتهم (د.ب.أ)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأربعاء، إن بلاده ستبذل جهداً آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين؛ للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن.

وأضاف، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «بالإضافة إلى إنهاء الحرب دون وجود (حماس) في السلطة».

من جانبه، صرّح مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، في مقابلة على قناة «إم إس إن بي سي» الأميركية، بأن بايدن يعتزم بدء العمل نحو وقف إطلاق النار المحتمل في غزة، اليوم. يأتي هذا غداة دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، حيز التنفيذ، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، بعد أن وافق الجانبان على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، في انتصار نادر للمساعي الدبلوماسية في منطقة تعصف بها الحرب منذ أكثر من عام.

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم، إن الهدف الأبرز لتل أبيب، بعد وقف إطلاق النار في لبنان، يتمثل بصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن المحتجَزين في غزة.

وقال كاتس، خلال مؤتمر عُقد بوزارة الدفاع: «نتائج الحملة في الشمال تخلق ضغوطاً إضافية على (حماس)، ونعتزم بذل كل جهد ممكن لتهيئة الظروف لصفقة رهائن جديدة، وإعادة الجميع إلى بيوتهم. هذا هو الهدف الأبرز والأكبر أهمية لنا الآن»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».