السجن 15 عاماً لسفير أميركي سابق أدين بالتجسس لحساب كوبا

احتجاجات للمطالبة بالعقوبة القصوى لفيكتور مانويل روشا المتهم بالتجسس لصالح كوبا خارج محكمة ويلكي دي فيرجسون جونيور في ميامي (أ.ف.ب)
احتجاجات للمطالبة بالعقوبة القصوى لفيكتور مانويل روشا المتهم بالتجسس لصالح كوبا خارج محكمة ويلكي دي فيرجسون جونيور في ميامي (أ.ف.ب)
TT

السجن 15 عاماً لسفير أميركي سابق أدين بالتجسس لحساب كوبا

احتجاجات للمطالبة بالعقوبة القصوى لفيكتور مانويل روشا المتهم بالتجسس لصالح كوبا خارج محكمة ويلكي دي فيرجسون جونيور في ميامي (أ.ف.ب)
احتجاجات للمطالبة بالعقوبة القصوى لفيكتور مانويل روشا المتهم بالتجسس لصالح كوبا خارج محكمة ويلكي دي فيرجسون جونيور في ميامي (أ.ف.ب)

حُكم على السفير الأميركي السابق فيكتور مانويل روشا أمس (الجمعة) في ميامي بالسجن 15 عاماً بعد إدانته بتهمة التجسس على مدى سنوات لحساب كوبا عدو الولايات المتحدة اللدودـ بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقف فيكتور مانويل روشا البالغ 73 عاماً مطلع ديسمبر (كانون الأول) ووجهت إليه تهمة التجسس لحساب الحكومة الشيوعية الكوبية فيما كان يصعد سلّم الدبلوماسية الأميركية، إذ كان له الوصول إلى وثائق سرية، ونفوذ على السياسة الخارجية.

وحكم على الدبلوماسي السابق الذي اعترف بالتهم الموجهة إليه «بالعقوبة القصوى المنصوص عليها في القانون» على ما أفادت القاضية بيث بلوم في ختام جلسة استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة. وأرفقت العقوبة بغرامة قدرها نصف مليون دولار.

وقال وزير العدل ميريك غارلاند لدى توجيه الاتهام إليه إن هذه القضية «هي من أطول الاختراقات التي تطال أعلى المستويات، لعميل أجنبي داخل الدولة الأميركية».

وأضاف غارلاند: «على مدى أكثر من 40 عاماً عمل روشا عميلاً سرياً للدولة الكوبية» قبل أن يكشف أمره تحقيق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).

أشخاص يتجمعون أمام مبنى العدالة الفيدرالية لجيمس لورانس كينغ حيث تُعقد محاكمة الدبلوماسي الأميركي السابق الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى بوليفيا فيكتور مانويل روشا (إ.ب.أ)

عميل متخف

وشغل فيكتور مانويل روشا مناصب رفيعة المستوى في الخارجية الأميركية. فقبل أن ينهي مسيرته المهنية في وزارة الخارجية سفيراً في بوليفيا بين العامين 2000 و2001، كان خصوصاً عضواً في مجلس الأمن القومي، الهيئة التابعة للبيت الأبيض، بين سنتي 1994 و1995 خلال رئاسة بيل كلينتون.

وكانت له مناصب في سفارات أميركية كثيرة في أميركا اللاتينية من بنيها هافانا، على ما جاء في وثيقة قضائية.

ولد روشا في كولومبيا، وحصل على الجنسية الأميركية، وبدأ يعمل لحساب جهاز الاستخبارات الرئيسي في حكومة كوبا الشيوعية اعتباراً من العام 1981 على ما كشف التحقيق.

حتى بعد مغادرته وزارة الخارجية في 2002 بعدما خدم فيها مدة ثلاثين عاماً، واصل عمله جاسوساً لحساب كوبا على ما أوضحت وزارة العدل الأميركية.

وقد كشف أمره عنصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي قدم نفسه في 2002 و2023 على أنه عميل في أجهزة الاستخبارات الكوبية على ما ورد في وثيقة قضائية.

وتوجه روشا متجنباً بعناية إمكان تعقبه إلى موعد مع هذا العميل المتخفي الذي أخفى مذياعاً وكاميرا لتسجيل الحديث بينهما.

هائل

وتحدث مع العميل المتخفي عن «الرفاق» في كوبا، وطلب منه أن ينقل «تحياته الحارة» إلى قيادة الاستخبارات في هافانا، وتحدث عن «التضحية الكبيرة» التي قدمها خلال حياته كعميل سري.

وقال خلال لقاء ثانٍ مع العميل المزيف نفسه في ميامي إن ما قام به «على مدى نحو أربعين عاماً» لحساب الحكومة الكوبية «هائل».

وشددت وزارة العدل الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على أن السفير السابق المقيم في ميامي «كان يشير على الدوام إلى الولايات المتحدة على أنها (العدو) وكان يستخدم كلمة (نحن) للإشارة إلى نفسه وكوبا».

وشهدت العلاقات بين البلدين العدوين منذ الثورة الشيوعية فقي كوبا العام 1959 في خضم الحرب الباردة الكثير من قضايا التجسس.

في العام 2001، أوقفت آنا مونتيس المحللة في أجهزة الاستخبارات العسكرية بتهمة التجسس، وأقرت بأنها جمعت معلومات استخباراتية لحساب كوبا على مدى عقد من الزمن. في 2010 حكم على الدبلوماسي الأميركي كندال مييرز بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بتهمة التجسس لحساب هافانا طيلة 30 عاماً.

وحاولت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مرات كثيرة اغتيال مسؤولين كوبيين بعد فشل الإنزال في خليج الخنازير العام 1961.

وتفرض الولايات المتحدة حصاراً على كوبا منذ العام 1962، وتدرجها على قائمة الدول الداعمة للإرهاب.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب

الولايات المتحدة​ 
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب

بلقائه الرئيس الأميركي السابق، وربما اللاحق، دونالد ترمب، أكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مظلته الأميركية، التي شملت وقفة في الكونغرس

هبة القدسي (واشنطن) نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ 
بايدن وهاريس في فيلادلفيا 3 فبراير 2023 (أ.ب)

بعد دعم أوباما... هاريس تقترب من الترشيح الديمقراطي

اقتربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس من انتزاع ترشيح الحزب الديمقراطي رسمياً لخوض سباق الرئاسة أمام دونالد ترمب، بعد التأييد الذي حظيت به علناً من الرئيس.

علي بردى (واشنطن) هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ 
الرئيس الأميركي جو بايدن بالمكتب البيضاوي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

بايدن «يحمي» اللبنانيين في أميركا من الإبعاد

أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن اللبنانيين الموجودين في بلاده «حماية من خطر الإبعاد لمدة تصل إلى 18 شهراً»، عازياً القرار إلى «تدهور الأوضاع الإنسانية في جنوب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا يوم الاثنين

كشفت صحيفة «بوليتيكو» أن الرئيس الأميركي سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا، يوم الاثنين، حيث سيدعم تحديد فترات ولاية القضاة وقواعد أخلاقية قابلة للتنفيذ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

استطلاع: ترمب يتقدم بفارق ضئيل على هاريس في السباق للبيت الأبيض

أظهر استطلاع لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن مرشح الجمهوريين للبيت الأبيض دونالد ترمب يتقدم بفارق نقطتين مئويتين على كامالا هاريس المرشحة المحتملة عن الديمقراطيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب


ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب


ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)

بلقائه الرئيس الأميركي السابق، وربما اللاحق، دونالد ترمب، أكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مظلته الأميركية، التي شملت وقفة في الكونغرس ولقاءين مع الإدارة الديمقراطية، برئيسها جو بايدن، ونائبته، وربما خليفته بعد أشهر قليلة، كامالا هاريس، آملاً في الحصول على تجديد التعهد المطلق بأمن إسرائيل.

وقال ترمب بحضور نتنياهو: «لقد قمت بتأييد حقّ إسرائيل في مرتفعات الجولان والقدس، ونقلنا السفارة، وأوقفنا الاتفاق النووي الإيراني، وهو ربما أفضل شيء قمنا به، ولم نمنحهم أموالاً... ولم يكن أحد يشتري نفطهم، والآن أصبحوا دولة غنية، وهذا أمر مؤسف، لأنه كان من الممكن أن تكون هناك صفقة تنقذ الشرق الأوسط».

في تل أبيب، قالت مصادر سياسية إن المسؤولين الأميركيين أظهروا «عدم تأثر» من خطاب نتنياهو في الكونغرس، وبدا أنهم يعدّونه عرضاً مسرحياً لساعة انقضت، وراحوا يتحدثون معه في «أمور العمل بجدية»، وأن المطلوب الآن الكفّ عن الانجرار وراء اليمين المتطرف في حكومته وإنقاذ صفقة وقف إطلاق النار في غزة.