إدارة بايدن تشدد قوانين بيع الأسلحة النارية

تنظيم عمل الباعة والمشترين للحد من عمليات القتل الجماعية

زبائن يشترون أسلحة نارية من معرض في دي موين بولاية أيوا (رويترز)
زبائن يشترون أسلحة نارية من معرض في دي موين بولاية أيوا (رويترز)
TT

إدارة بايدن تشدد قوانين بيع الأسلحة النارية

زبائن يشترون أسلحة نارية من معرض في دي موين بولاية أيوا (رويترز)
زبائن يشترون أسلحة نارية من معرض في دي موين بولاية أيوا (رويترز)

في خطوة وصفتها إدارة الرئيس جو بايدن بأنها الأهم في تنظيم حمل الأسلحة النارية في الولايات المتحدة منذ عقود، أنجزت وزارة العدل الأميركية قواعد فيدرالية جديدة تغلق الثغرات القانونية التي تجيز بيع الأسلحة النارية عبر الإنترنت، وعروض الأسلحة في أماكن غير رسمية أخرى من دون فحص خلفيات الأشخاص الذين يشترونها.

وأشادت نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير العدل ميريك غارلاند بالقواعد، التي أكدا أنها ستبقي الأسلحة النارية بعيدة عن أيدي الأشخاص الذين يحتمل أن يكونوا عنيفين، والذين لا يُسمح لهم قانوناً بامتلاك أسلحة.

وبموجب هذه القواعد التي صدرت الخميس، سيطلب مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات من أي شخص «منخرط في تجارة» الأسلحة أن يسجل نفسه بوصفه تاجر أسلحة نارية مُرخّصاً فيدرالياً. وهذا يوجب على هؤلاء الباعة الخضوع لفحوص جنائية، بالإضافة إلى فحص الصحة العقلية لدى المشترين المحتملين.

التعديل الثاني

ويمكن أن تضيف هذه القواعد، التي يرجّح أن تواجه تحديات قانونية من أنصار التعديل الثاني في الدستور الأميركي الذي يجيز اقتناء الأسلحة النارية، نحو 23 ألف تاجر فيدرالي إلى 80 ألفاً موجودين أصلاً في سجلات مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات التابع لوزارة العدل. وسيبدأ العمل بالتشريعات الجديدة خلال شهر، استناداً إلى التغييرات الموضحة في «قانون المجتمعات الأكثر أماناً» الذي توافَق عليه الحزبان الديمقراطي والجمهوري، ووقّعه الرئيس بايدن ليصبح قانوناً في يونيو (حزيران) 2022. ولتطبيق هذا القانون؛ كلف المسؤولون مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات وضع قواعد من شأنها أن توضح لأصحاب الأسلحة كيفية تعامل السلطات مع هذه الأسلحة.

وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند يتحدث خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ب)

وقالت هاريس للصحافيين إنه «لكل شخص في أمتنا الحق في العيش متحرراً من رعب العنف المسلح»، مضيفة: «نحن نعرف كيفية منع هذه المآسي، ومن الخطأ القول بأنك إما تؤيد التعديل الثاني للدستور أو أنك تريد سحب أسلحة الجميع». وأوضحت أن اللائحة الجديدة تناولت «واحدة من أكبر الثغرات» في النظام الفيدرالي لفحص خلفية الأشخاص الذين يبيعون الأسلحة أو يشترونها. وإذ أشارت إلى أن العنف المسلح صار الآن السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال، قالت إن «هذه الفجوة الوحيدة في نظامنا الفيدرالي للتحقق من الخلفية تسببت في ألم ومعاناة لا يمكن تصورهما»، مضيفة أنه «في السنوات المقبلة، أعتقد أن عدداً لا يحصى من العائلات والمجتمعات ستتجنب الرعب والحسرة الناجمة عن العنف المسلح من خلال هذه القاعدة الجديدة».

خطوة تاريخية

وقال غارلاند إنه «بموجب هذه اللائحة، لن يهم إذا بيعت الأسلحة على الإنترنت، أو في معرض للأسلحة أو في متجر فعلي. إذا كنت تبيع الأسلحة في الغالب لتحقيق الربح، فيجب أن تكون مرخصاً، ويجب عليك التصرف». وعدّ أن «هذه اللائحة هي خطوة تاريخية في معركة وزارة العدل ضد العنف المسلح. سينقذ الأرواح».

وعلى أثر إصدار القواعد الجديدة، اتهم السناتور الجمهوري جون كورنين، الذي اقترح التسوية التي أدت إلى إقرار مشروع قانون 2022، الإدارة بـ«الاستيلاء على السلطة»؛ مما أدى إلى توسيع لغة القانون لتشمل «المنخرطين في الأعمال التجارية»، وما هو أبعد بكثير من هدفها الأصلي. وقال: «كان هدفنا تزويد الشعب الأميركي بإمكانية التنبؤ والوضوح في القانون، وليس إعطاء مكتب مكافحة الأسلحة والمخدرات «فرصة لفرض نظام للسيطرة على الأسلحة على الأميركيين الملتزمين القانون».

وتمكّن البائعون الخاصون غير المرخصين في الكثير من الولايات من البيع بشكل قانوني في معارض الأسلحة، وخارج منازلهم ومن خلال منصات الإنترنت دون الحاجة إلى الخضوع لنظام فحص الخلفية الذي أنشئ لمنع هذه المبيعات للأطفال والمجرمين والمعتدين المنزليين والأشخاص المصابين بأمراض عقلية أو المدمنين على المخدرات.

ناشطات يتظاهرن خارج مبنى مجلس الشيوخ بولاية تينيسي (رويترز)

تضمنت أربع من كل 10 قضايا أسلحة غير قانونية تتبعها المكتب من عام 2017 إلى عام 2021 مثل هذه المبيعات غير المنظمة، بما في ذلك الآلاف من تجار الظل الذين استخدموا ثغرات قانونية للتهرب من عمليات التحقق من الخلفية، وفقاً لتحليل الاتجار بالأسلحة النارية الذي صدر الأسبوع الماضي.

الحماية القانونية

وقال المسؤولون إن الغرض من القواعد الجديدة ذو شقين: أولاً، إلزام البائعين الشرعيين بتنظيم عملهم، وثانياً، حرمان الوسطاء الذين يتاجرون عن عمد في مبيعات الأسلحة الإجرامية من الحماية القانونية التي توفرها تقلبات قوانين الأسلحة النارية الفيدرالية.

وكان يُطلب من التجار في السابق الانضمام إلى النظام الفيدرالي فقط إذا كانوا يستمدون رزقهم الرئيسي من بيع الأسلحة. وأصبح المعيار أقل بكثير الآن؛ إذ يتعين على الحكومة أن تثبت فقط أنهم باعوا الأسلحة من أجل «جني الربح في الغالب» من أفعالهم.

ويؤدي عدم التسجيل إلى عقوبة تصل إلى خمس سنوات في السجن وغرامة قدرها 250 ألف دولار.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي كثّفت فيه الإدارة جهودها لإيجاد حلول بديلة للوفاء بوعودها السياسية للدوائر الانتخابية الرئيسية، مثل الناخبين الشباب والمجتمعات الملونة، في شأن قضايا مثل العنف المسلح.


مقالات ذات صلة

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

الولايات المتحدة​ هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

استغلّ كل من ترمب وهاريس وجود قادة العالم في نيويورك لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يلتقي زيلينسكي في نيويورك. (أ.ب)

ترمب يلتقي زيلينسكي وسط مخاوف أوكرانية من عدم استمرار الدعم الأميركي

زيلينسكي يلتقي ترمب في نيويورك صباح الجمعة، وخطة النصر التي قدمها زيلينسكي تعدّ خطة مبادئ رمزية أكثر من كونها استراتيجية.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)

بايدن يستبق لقاءه زيلينسكي بإعلانه عن 8 مليارات دولار مساعدات عسكرية جديدة لكييف

استبق الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، اجتماعه مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بإعلانه عن «زيادة» في الدعم لأوكرانيا.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتصافحان خلال اجتماع ثنائي في أثناء قمة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي في واشنطن بالولايات المتحدة في 11 يوليو الماضي (رويترز)

بايدن يعلن «زيادة» في المساعدات العسكرية لأوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن «زيادة» في المساعدات لأوكرانيا، بما في ذلك نحو 8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية والذخائر الجديدة البعيدة المدى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي 
ألسنة الدخان تتصاعد بعد غارات إسرائيلية على قرية كفر رمان بجنوب لبنان أمس (أ.ب)

تحرك أميركي لتفادي الحرب الشاملة

تحركت الولايات المتحدة دبلوماسياً لتفادي الحرب الشاملة في المنطقة، إذ تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على إعداد مبادرة جديدة تهدف إلى «إيقاف مؤقت» للقتال في لبنان.

ثائر عباس (بيروت ) علي بردى (نيويورك)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)
هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)
هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

شهدت نيويورك، هذا الأسبوع، اجتماعات مكثفة لقمة المستقبل تحت سقف الأمم المتحدة، شارك فيها زعماء العالم، وألقى خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن خطابه الأخير أمام الجمعية العامة قبل مغادرته منصبه وتسليم الشعلة إما لكامالا هاريس أو لخصمها دونالد ترمب.

في هذه الأثناء، لم يجلس هاريس وترمب ساكنين بانتظار نتيجة الانتخابات، فوجود قادة العالم على الأراضي الأميركية فرصة ذهبية لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية. وعقدا اجتماعات دلّت بشكل من الأشكال على أولوية كل منهما في ساحة الصراعات الدولية، التي لا تخلو من تحديات متزايدة، بدءاً من أوكرانيا مروراً بالمنافسة مع الصين، وصولاً إلى التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، نقاط الاختلاف بين المرشحين في هذه الملفات المعقدة، بالإضافة إلى مدى اهتمام الناخب الأميركي بالسياسة الخارجية.

التصعيد في الشرق الأوسط

بايدن في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (أ.ب)

يُخيّم شبح التصعيد في المنطقة على الانتخابات الأميركية. ويقول جيمس جيفري، السفير السابق إلى العراق وسوريا والمبعوث الخاص السابق للتحالف الدولي لهزيمة «داعش»، إن المرشحين يركزان لدى تطرقهما إلى هذا الملف على السياسة الأميركية تجاه إيران. ويشير جيفري إلى أنه سيكون على المرشحين التعامل مع هذا الواقع في المنطقة، مضيفاً: «إن الفارق الرئيسي بينهما هو أن ترمب سيكون مصراً جداً على فرض العقوبات، بينما ستتبع هاريس سياسة بايدن، وربما موقف أوباما، لمحاولة التوصل إلى اتفاق من أجل مشاركة المنطقة مع إيران».

وتعدُّ لورا كيلي، مراسلة صحيفة «ذي هيل» للشؤون الخارجية، أن إيران تُشكّل قضية أساسية في حملتي كل من ترمب وهاريس، مشيرةً إلى أن ترمب يقدم نفسه على أنه «الرجل القوي» الذي يستطيع مواجهة إيران إن وصل إلى البيت الأبيض ويرغمها على القيام بما يريد وبالتراجع، بينما ستحرص هاريس على إكمال ما بدأت به إدارة بايدن، وهو محاولة التنسيق بين مختلف اللاعبين في الشرق الأوسط، مضيفة: «لكن كما نرى حالياً، ما يجري على أرض الواقع يتغلب على كافة الجهود الدبلوماسية».

ترمب يتحدث مع الصحافيين في نيويورك في 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

ويوافق روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سوريا والجزائر، على أن سياسة هاريس ستكون «استكمالاً لسياسة بايدن في الشرق الأوسط، على الأقل في البداية»، مضيفاً: «إنها لا تملك خبرة واسعة في العمل على قضايا المنطقة، ولا تعرف القادة كما كان يعرفهم بايدن، وبصراحة أعتقد أن اهتماماتها تصب أكثر على القضايا المحلية والصين وحتى روسيا». واستبعد فورد أن تتخذ هاريس أي مبادرات رئيسية فيما يتعلق بالشرق الأوسط. وفيما يتعلق بترمب، ذكّر فورد بأنه من الصعب توقّع مواقف الرئيس السابق في القضايا الدولية، مضيفاً: «لقد صرح مرتين خلال حملته هذا الشهر بأنه قد ينظر في رفع العقوبات عن طهران، ليس بسبب طريقة تصرّف هذه الأخيرة تحديداً، لكن لأنه قلق حول انتشار استخدام العملة الصينية في الأسواق العالمية».

ويوافق جيفري الذي عمل في إدارة ترمب على أنه من الصعب التكهن بمواقف الرئيس السابق، مُذكّراً بإعلانه مرتين عن نيته سحب القوات الأميركية من سوريا، وتراجعه عن ذلك، لكنه شدد على أهمية الفريق المحيط بالرئيس، عادّاً أن ترمب كان لديه فريق متميز في السياسة الخارجية. وأضاف: «عندما يكون لديك فريق عمل كهذا، من الأرجح أن نرى سلوكاً يسهل التنبؤ به في إطار رؤية دونالد ترمب للعالم».

وهنا عقّبت كيلي على تصرفات ترمب التي لا يمكن توقعها في بعض الأحيان، مشيرةً إلى تصريح أدلى به مؤخراً قال فيه إن إيران «ترغب بأن تكون طرفاً في اتفاقات إبراهام»، مضيفة: «لقد ألقى هذا التصريح ضوءاً مثيراً للاهتمام على طريقة تفكيره وشعوره حول كيفية تغيير الأوضاع في الشرق الأوسط». لكن كيلي أشارت في الوقت نفسه إلى أنه في حال وصول ترمب إلى البيت الأبيض، فإن عدداً كبيراً من مستشاريه السابقين لن يكونوا معه بسبب توتر العلاقات بينهم، أما بالنسبة لهاريس فثمّة توقعات بأن يتسلم مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز منصب وزير الخارجية، على حد قولها.

«الضغط» على نتنياهو

تتزايد الدعوات لإدارة بايدن بوقف الأسلحة لاسرائيل (أ.ب)

وفيما تواجه إدارة بايدن انتقادات حول تعاطيها مع ملفات المنطقة، وفشلها في وقف التصعيد في غزة ولبنان، يعدُّ فورد أن سياسة بايدن تجاه إسرائيل هي انعكاس لآراء الرئيس «الذي يتمتع بتاريخ طويل مع منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن القرارات المتعلقة بهذا الملف مرتبطة باعتقاداته.

وتحدث فورد عن التوتر في العلاقة بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأشار إلى فارق أساسي في مقاربة الطرفين، قائلاً: «يبدو أن نتنياهو يؤمن بوجود حل أمني لمشكلة غزة، وللمشاكل في لبنان، ويعتقد أنه لا يجب أن يكون هناك وجود للدولة الفلسطينية، وأنه على إسرائيل أن تحكم هذه الأراضي إلى الأبد، وأن الفلسطينيين في هذه الأراضي لن يكون لهم الحق بتقرير مصيرهم. إنها ببساطة رؤية يملكها رئيس وزراء إسرائيل مع قسم كبير من حكومته، إن لم يكن معظمهم. إذن هذا هو الفارق الرئيسي مع العديد من الديمقراطيين، لكن هناك أيضاً جمهوريين يدعمون حل الدولتين، من حيث المبدأ على الأقل. وطالما هناك هذا الفارق بين الأميركيين الذين يدعمون حل الدولتين والحكومة الإسرائيلية المحافظة، دائماً ما سيكون هناك احتكاك في ما يتعلق بالاستراتيجيات والسياسات».

ويرجح فورد أن نتنياهو «يفضل عودة ترمب إلى البيت الأبيض»، لكن رغم ذلك «فهو مضطر إلى التعاون مع إدارة بايدن لقرابة الأربعة أشهر المتبقية في ولايته».

ترمب يتحدث أمام المجلس الأميركي الإسرائيلي في 19 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

ويواجه بايدن دعوات من أعضاء حزبه التقدميين لفرض قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، واستعمالها ورقة ضغط على نتنياهو، وهو ما رفضه بايدن ونائبته هاريس. وهنا، تقول كيلي إنه من غير المؤكد أن حجب الولايات المتحدة للأسلحة عن إسرائيل سوف يؤدي إلى دفع نتنياهو لاتخاذ قرارات تتماشى أكثر مع إدارة بايدن، مضيفة: «لكن إن نظرنا إلى إدارة ترمب، فهو قد يعطي المجال لنتنياهو لإطلاق العنان للقوة العسكرية على نطاق واسع دون أي قيود قد تفرضها إدارة بايدن».

أوكرانيا

زيلينسكي مع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر (يمين)، وزعيم الأقلية ميتش ماكونيل (أ.ف.ب)

تحتل أوكرانيا مساحةً كبيرةً من النقاش في الموسم الانتخابي، وقد سلّطت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي للولايات المتحدة الضوء على التجاذبات الداخلية الحادة المحيطة بالملف. ففيما اجتمع الزعيم الأوكراني بهاريس ومن المتوقع أن يلتقي ترمب، فإن مواقف كل منهما مختلفة فيما يتعلق بحل الصراع هناك.

وبينما يعرب جيفري عن تفاؤله في قضية أوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا لم تحقق الفوز «فهي متوترة وتحارب دولة أصغر منها»، على حد تعبيره، تشير كيلي إلى أن السباق الانتخابي الحالي يعكس «أوقاتاً عصيبةً جداً لأوكرانيا»، مشيرة إلى الجدل الذي ولدته زيارة زيلينكسي إلى بنسلفانيا لدى الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس الأوكراني بمحاولة التدخل في الانتخابات الأميركية من خلال زيارته لولاية متأرجحة. وقالت كيلي إن هذه الخطوة ساهمت في «تغذية التعصب الحزبي المتزايد بشأن السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا»، مشيرةً إلى أن زيلينكسي «تلقى أبرد استقبال على الإطلاق في الكونغرس خلال زيارته إلى واشنطن».

الناخب الأميركي والسياسة الخارجية

هاريس في حدث انتخابي في ويسكونسن في 20 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

رغم القضايا الخارجية العالقة والتوترات المتزايدة، فإن الناخب الأميركي لا يركز عادة على السياسة الخارجية لدى توجهه إلى صناديق الاقتراع. وهذا ما تحدث عنه فورد قائلاً: «عندما فكر كيف تنظر أميركا إلى العالم وهي على مشارف الانتخابات، أعتقد أن السؤال الأكبر هو ما مقدار الاهتمام الذي يريد الشعب الأميركي أن توليه واشنطن للسياسة الخارجية مقارنة بالقضايا الداخلية؟ وبرأيي هذه الانتخابات في 2024 تتمحور بشكل أساسي حول القضايا المحلية مثل الاقتصاد والهجرة، وهذا التفضيل الشعبي سيؤثر على الوقت الذي يمضيه إما الرئيس ترمب أو الرئيسة هاريس على السياسة الخارجية».

أما جيفري فلديه مقاربة مختلفة، ويقول «إن الأميركيين يتجاهلون السياسة الخارجية حتى تأتي هذه الأخيرة وتهز كيانهم». وأعطى مثالاً على ذلك في هجمات سبتمبر التي «جرّت أميركا إلى حرب كبيرة أدت إلى سقوط عدد هائل من الضحايا في العراق و أفغانستان». وأضاف جيفري: «في الواقع رغم التجاذبات التي نتحدث عنها لدينا سياسة حول العالم من خلال حلفائنا ومعهم، تسعى للحفاظ على هدوء العالم». ويحذر قائلاً: «إن تزعزع الأمن في العالم، يحدث أمران: أولاً التجارة والعولمة واستخدام الدولار الأميركي وغيرها من الفوائد التي يستفيد منها الأميركيون ستختفي. ثانياً وهي النقطة الأهم هناك 20 أو 30 دولة، إن لم تستطع الاعتماد على الولايات المتحدة في الحالات الطارئة، فهي ستجد بديلاً نووياً مما سيؤدي إلى عالم مسلح نووياً سينعكس سلباً على السلام العالمي وعلى فرص نجاة الولايات المتحدة».