ترمب الاثنين تحت قوس المحكمة بتهم جنائية هي الأولى ضد رئيس أميركي

الحكم على المدير السابق لمنظمته بالسجن 5 أشهر… وتحريك لقضية الوثائق في فلوريدا

صورة مركبة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والممثلة الإباحية ستيفاني كليفورد المعروفة باسم ستورمي دانيالز (رويترز)
صورة مركبة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والممثلة الإباحية ستيفاني كليفورد المعروفة باسم ستورمي دانيالز (رويترز)
TT

ترمب الاثنين تحت قوس المحكمة بتهم جنائية هي الأولى ضد رئيس أميركي

صورة مركبة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والممثلة الإباحية ستيفاني كليفورد المعروفة باسم ستورمي دانيالز (رويترز)
صورة مركبة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والممثلة الإباحية ستيفاني كليفورد المعروفة باسم ستورمي دانيالز (رويترز)

يقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الاثنين المقبل، متهماً بارتكاب جرائم جنائية تحت قوس المحكمة في نيويورك، مسجلاً سابقة ضد رئيس سابق سيكون عليه انتظار عملية اختيار 12 شخصاً يشكلون هيئة المحلفين الكبرى في القضية المرفوعة ضده بدفع مبالغ مالية لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، ومنعها من الإدلاء بمعلومات عن علاقة معها خارج الزواج، خلال حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016.

وإذا لم تطرأ مفاجآت غير متوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة حتى موعد بدء المحاكمة في 15 أبريل (نيسان)، فسيحضر المئات من سكان نيويورك إلى قاعة المحكمة في مانهاتن لمباشرة عملية اختيار المحلفين من قبل المدعين العامين ووكلاء الدفاع، لتكون لهيئة المحلفين كلمة الفصل النهائية في المحاكمة الجنائية التي يواجهها المرشح الرئاسي المفضل لدى الجمهوريين.

وسيحاول الطرفان اكتشاف أي تحيز سياسي غير معلن لدى أي من المحلفين المحتملين، بالإضافة إلى آرائهم حول تطبيق القانون وغيرها من الأجندات الخفية، فضلاً عن تأثرهم المحتمل بالغضب العام والتهديدات، وقدرتهم على أن يكونوا منصفين إذا جرى اختيارهم.

رسم للقاضي خوان ميرشان خلال جلسة استماع بقضية ضد الرئيس السابق دونالد ترمب (رويترز)

وقال محامي الدفاع آرثر إيدالا الذي كان لدى شركته كثير من العملاء البارزين، وبينهم وكيل الدفاع السابق عن ترمب، رودي جولياني، إن «الجزء الأكثر أهمية، والجزء الأصعب أيضاً» هو اختيار المحلفين الـ12 الذين سيقررون ما إذا كان ترمب زوّر سجلات شركته لإخفاء طبيعة المدفوعات لوكيل الدفاع عنه سابقاً المحامي مايكل كوهين، الذي ساعده في دفن قصص سلبية خلال حملته الانتخابية لعام 2016، أم لا. وتضمنت نشاطات كوهين دفع مبلغ 130 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز لوقف ادعاءاتها عن علاقة أقامها ترمب معها خارج نطاق الزواج قبل سنوات.

ودفع ترمب العام الماضي بأنه غير مذنب في 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات الأعمال. ونفى وجود لقاء عاطفي مع دانيالز. ويفيد محاموه الآن بأن المدفوعات لكوهين كانت نفقات قانونية مشروعة.

المدعي العام الأميركي في نيويورك ألفين براغ (رويترز)

محاولات تأجيل

وكانت قاضية محكمة الاستئناف في نيويورك سينثيا كيرن، رفضت الثلاثاء، أحدث محاولة من ترمب لتأجيل محاكمته الجنائية، في حكم هو الثاني من نوعه خلال أيام، فيما يضيق على الرئيس السابق أي مسار معقول للتأخير الذي يسعى إليه.

وكانت القاضية المساعدة في محكمة الاستئناف إليزابيث غونزاليس رفضت الاثنين، الطلب الأول من محامي ترمب لتأجيل المحاكمة.

وأراد وكلاء الدفاع عن ترمب إرجاء المحاكمة حتى تتمكن لجنة كاملة من قضاة محكمة الاستئناف من الاستماع إلى المرافعات، بخصوص رفع أو تعديل أمر حظر النشر الذي يمنعه من الإدلاء بتصريحات عامة عن المحلفين والشهود وغيرهم من الأشخاص المرتبطين بقضية دفع «أموال الصمت» خلال الحملات لانتخابات عام 2016.

وقال محامي ترمب، أميل بوف، في جلسة استماع طارئة الثلاثاء، إن «الأضرار» المحتملة للتعديل الأول من الدستور الأميركي الذي يكفل حرية التعبير بسبب أمر حظر النشر «لا يمكن إصلاحها»، مضيفاً أنه «لا ينبغي تكميم ترمب بينما يهاجمه منتقدوه بشكل روتيني»، وبينهم كوهين ودانيالز.

ورد رئيس الاستئناف في مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن ستيفن وو، بالإشارة إلى «تاريخ المدعى عليه الذي لا جدال فيه في الإدلاء بتعليقات تحريضية ومشوهة لسمعة الأشخاص المعنيين بالقضية. هذا ليس نقاشاً سياسياً. هذه إهانات». وأوضح أن حظر النشر لا يزال يمنح ترمب «حرية الحديث عن مجموعة من القضايا»، فضلاً عن التعليق على القاضي خوان ميرشان والمدعي العام ألفين براغ، و«إثارة الحجج السياسية كما يراها مناسبة».

ويدعي ترمب أن القاضي ميرشان متحيز ضده، ولديه تضارب في المصالح بسبب عمل ابنته لورين كرئيسة لشركة «أوثانتيك كامبينز»، التي يوجد لديها عملاء بينهم الرئيس جو بايدن وديمقراطيون آخرون.

حكم بالسجن

ألان ويسلبرغ بعيد الحُكم عليه بالسجن لمدة 5 أشهر بتهمة الحنث باليمين في محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب بمانهاتن (رويترز)

إلى ذلك، واجه المدير التنفيذي السابق لإمبراطورية ترمب العقارية ألان ويسلبرغ (76 عاماً) حكماً بالسجن لـ5 أشهر بعدما اعترف الشهر الماضي، بأنه كذب تحت القسم، مدعياً أنه لا يعرف كيفية تحديد قيمة شقة ترمب في مانهاتن، والتي تفيد بياناته المالية بأن سعرها هو 3 أضعاف قيمتها الفعلية.

وخلال المحاكمة المدنية بالاحتيال التي ترأسها القاضي آرثر أنغورون، أفاد ترمب في بياناته المالية، بأن مساحة شقته تبلغ 30 ألف قدم مربع (2800 متر مربع)، وأن قيمتها 327 مليون دولار. وتبين أن الحجم الحقيقي هو 10996 قدماً مربعاً (1022 متراً مربعاً)، وقيمتها هي 117 مليون دولار. وانتهت المحاكمة بالحكم على ترمب بدفع مبلغ 455 مليون دولار. بينما أمر القاضي ويسلبرغ بدفع مليون دولار.

وهذه هي المرة الثانية التي يجد ويسلبرغ نفسه خلف القضبان، إذ أمضى مائة يوم في سجن جزيرة رايكرز سيئ السمعة في نيويورك خلال العام الماضي، بتهمة التهرب من دفع الضرائب على 1.7 مليون دولار من امتيازات الشركة، ومنها شقة مجانية في مانهاتن وسيارات فاخرة.

القاضي في نيويورك آرثر أنغورون (أ.ب)

مخلص لترمب

وأدلى ويسلبرغ، وهو موالٍ مخلص لترمب منذ نحو 50 عاماً، بشهادته مرتين في محاكمات الرئيس السابق. وبذل في كل مرة قصارى جهده لتأكيد أن رئيسه لم يرتكب أي مخالفات جسيمة. ولا يتطلب اتفاق الإقرار بالذنب منه الإدلاء بشهادته في محاكمة ترمب الجنائية المتعلقة بأموال الصمت بدءاً من الاثنين.

وفي نيويورك، تعدّ شهادة الزور جناية يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 7 سنوات. واعترض وكلاء الدفاع عن ترمب على محاكمة ويسلبرغ بتهمة الحنث باليمين، متهمين مكتب المدعي العام في مانهاتن باستخدام «تكتيكات غير أخلاقية وقوية ضد رجل بريء في أواخر السبعينات من عمره»، بينما «غض الطرف» عن ادعاءات الحنث باليمين ضد محامي ترمب سابقاً مايكل كوهين، الذي صار الآن شاهد إثبات رئيسياً في قضية أموال الصمت.

شهود في فلوريدا

وفي فلوريدا، وافقت القاضية الفيدرالية أيلين كانون، التي تترأس قضية الوثائق السرية ضد الرئيس السابق على طلب للمدعين العامين هدفه حماية هويات الشهود الحكوميين المحتملين. غير أنها رفضت التقييد «الكاسح» و«الشامل» على إدراجهم في طلبات ما قبل المحاكمة.

ويركز الأمر المؤلف من 24 صفحة على نزاع بين فريق المستشار القانوني الخاص المعين من وزارة العدل جاك سميث، ووكلاء الدفاع عن ترمب حول مقدار المعلومات المتعلقة بالشهود وأقوالهم التي يمكن نشرها قبل المحاكمة. وهذا واحد من خلافات كثيرة تراكمت أمام القاضية كانون، ما أدى إلى إبطاء وتيرة القضية المرفوعة ضد ترمب.

المستشار القانوني الخاص المعين من وزارة العدل الأميركية جاك سميث والرئيس السابق دونالد ترمب في صورة مركبة (رويترز)

ولا تزال القضية من دون موعد محدد للمحاكمة، رغم أن إعلان كل من الطرفين أنهما قد يكونان جاهزين هذا الصيف. وأوضحت كانون - التي واجهت سابقاً انتقادات لاذعة بسبب قرارها الموافقة على طلب ترمب تعيين محكم مستقل لمراجعة الوثائق التي جرى الحصول عليها أثناء تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) لمقر إقامة ترمب في مارالاغو - شكوكها المستمرة بنظرية الادعاء الحكومية.

ومن خلال إعادة النظر في أمر سابق والوقوف إلى جانب المدعين العامين في شأن حماية هويات الشهود، يحتمل أن تتجنب كانون زيادة للتوترات مع فريق سميث، الذي وصف الأسبوع الماضي الأمر المنفصل الصادر عن القاضية بأنه «معيب بشكل أساسي».


مقالات ذات صلة

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية عائلات الأطفال ضحايا عصابة حديثي الولادة في وقفة أمام المحكمة في إسطنبول رافعين لافتات تطالب بأقصى عقوبات للمتهمين (أ.ف.ب)

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

انطلقت المحاكمة في قضية «عصابة الأطفال حديثي الولادة» المتورط فيها عاملون في القطاع الصحي والتي هزت تركيا منذ الكشف عنها وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بمتابعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا رئيس مجلس إدارة شركة نيسان السابق كارلوس غصن خلال مؤتمر صحافي في مدينة جونية بلبنان، 29 سبتمبر 2020 (أ.ف.ب)

طلب محاكمة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي وكارلوس غصن بتهمة الفساد

طلبت النيابة العامة المالية الوطنية الفرنسية محاكمة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي ورئيس مجموعة «رينو - نيسان» السابق كارلوس غصن أمام محكمة الجنايات.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
TT

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

استعرضت صحيفة «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة؛ مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودول حليفة مثل تركيا، ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، في كتابين صدرا مؤخراً.

وأضافت أن هيغسيث الذي سيقود الجيش الأميركي ربط السياسة الخارجية الأميركية بالكامل تقريباً بأولوية إسرائيل، التي يقول عنها: «إذا كنت تحب أميركا، فيجب أن تحب إسرائيل».

وذكر أن الجيش الأميركي يجب أن يتجاهل اتفاقيات جنيف وأي قوانين دولية تحكم سلوك الحرب، وبدلاً من ذلك «يجب إطلاق العنان له ليصبح قوة قاسية وفتاكة ومجهزة لكسب حروبنا وفقاً لقواعدنا الخاصة».

وقالت إن وجهات نظر هيغسيث السياسية قد تثير مخاوف بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي، وتصعيد التوترات مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، وإفلات مجرمي الحرب الأميركيين من العقاب، مثل أولئك الذين أقنع ترمب بالعفو عنهم في ولايته الأولى.

وقال توم هيل، المدير التنفيذي لمركز السلام والدبلوماسية، لـ«الغارديان»، إن ترشيح هيغسيث يعكس حقيقة مفادها أن «أحد أسس الدعم التي يدين بها دونالد ترمب هي الحركة الإنجيلية القومية المسيحية».

وقال هيل إن هيغسيث «يقدم سياسة إسرائيل وتشويه السياسة الخارجية لصالح إسرائيل مكافأة لهذه القاعدة القومية المسيحية».

وفي كتابه «الحملة الصليبية الأميركية»، الذي نُشر عام 2020، يسأل هيغسيث: «لماذا نمول الأمم المتحدة المناهضة لأميركا؟ لماذا تركيا الإسلامية عضو في (الناتو)؟».

وفي هذا الكتاب، ينتقد هيغسيث قوة حفظ السلام التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي أُرسلت إلى أفغانستان في عام 2006، مع ادعاءات تستند إلى خدمته الخاصة في أفغانستان: «على زي التمويه الخاص بي، ارتديت العلم الأميركي على كتفي وشارة إيساف على الآخر»، يكتب، مضيفاً: «كانت النكتة الجارية للقوات الأميركية في أفغانستان أن شارة إيساف تعني في الواقع (رأيت الأميركيين يقاتلون)».

ومثل ترمب، يصف هيغسيث حلفاء «الناتو» بأنهم لا يدفعون أموالاً: «حلف (الناتو) ليس تحالفاً، إنها ترتيبات دفاعية لأوروبا، تدفعها وتمولها الولايات المتحدة».

كما يدمج هيغسيث انتقاداته لحلف شمال الأطلسي في مزاعم عن نهاية العالم على غرار «الاستبدال العظيم» للهجرة الأوروبية.

ويقول: «لقد سمحت أوروبا لنفسها بالفعل بالغزو. لقد اختارت عدم إعادة بناء جيوشها، وتقبلت بسعادة استعداد أميركا للقتال والفوز بالحروب».

ويشعر هيغسيث بالغضب بشكل خاص من ضم تركيا إلى حلف شمال الأطلسي، ويزعم أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «يحلم علانية باستعادة الإمبراطورية العثمانية»، وهو «لديه رؤى إسلامية للشرق الأوسط».

وكتب هيغسيث: «إن الدفاع عن أوروبا ليس مشكلتنا؛ لقد كنا هناك وفعلنا ذلك مرتين»، مضيفاً: «حلف شمال الأطلسي هو من بقايا الماضي ويجب إلغاؤه وإعادة صياغته من أجل الدفاع عن الحرية، وهذا ما يقاتل من أجله ترمب».

من ناحية أخرى، يصف الأمم المتحدة بأنها «منظمة عالمية بالكامل تعمل بقوة على تعزيز أجندة معادية لأميركا وإسرائيل والحرية، وهذه مجموعة من القواعد للولايات المتحدة وإسرائيل، ومجموعة أخرى للجميع».

وعن وصف هيغسيث لتركيا بأنها «إسلامية»، وهو الوصف نفسه الذي يستخدمه لتنظيمات مسلحة مثل «داعش»، قال هيل: «هذا خطاب متطرف يحاول تصوير الحلفاء باعتبارهم جهات فاعلة غير شرعية».

ويعكس اعتقاد هيغسيث بتحيز الأمم المتحدة ضد إسرائيل أعمق التزاماته الواضحة: أي رؤية للتعاون الدولي متجذرة في دعمه لإسرائيل، الذي يصوغه في بعض الأحيان بمصطلحات دينية.

ففي فقرة بكتابه «العالم في زمن الحرب»، يقدم دعمه لإسرائيل باعتباره تجديداً للحروب الصليبية في العصور الوسطى.

وذكر: «لحظتنا الحالية تشبه إلى حد كبير القرن الحادي عشر، ونحن لا نريد القتال، ولكن مثل إخواننا المسيحيين قبل ألف عام، يجب أن نفعل ذلك. نحن بحاجة إلى حملة صليبية أميركية».

ويضيف: «نحن المسيحيين - إلى جانب أصدقائنا اليهود وجيشهم الرائع في إسرائيل - بحاجة إلى الدفاع عن أنفسنا، وبالنسبة لنا كصليبيين أميركيين، تجسد إسرائيل روح حملتنا الصليبية الأميركية».

وتابع: «إذا كنت تحب هذه الأشياء: الإيمان، والأسرة، والحرية، فتعلم أن تحب دولة إسرائيل».

صورة أرشيفية لبيت هيغسيث خلال توجهه إلى المصعد للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنيويورك في 15 ديسمبر 2016 (أ.ب)

وقال هيل إن القومية المسيحية التي يتبناها هيغسيث، والتي ترجع جذورها إلى المسيحية الأصولية، تشكل مفتاحاً لفهم وجهة نظره بشأن إسرائيل.

وأضاف: «هو يركز على إسرائيل في كل شيء بسبب اللاهوت ونهاية العالم وتفسير نبوي لسفر الرؤيا - المجيء الثاني، وهرمجدون، وعودة المسيح، وهو أمر مهم حقاً، وإسرائيل تشكل محوراً لهذا العلم نهاية العالم».

وذكرت الصحيفة في وقت سابق أن هيغسيث، يحمل وشماً لشعار الصليبيين على نحو مماثل للصراع ضد «الأعداء الداخليين» بوصفه «حملة صليبية» أو «حرباً مقدسة».

وفي كتابه «الحرب الصليبية»، يربط بشكل صريح بين هذه الحملة الصليبية المحلية ودعمه لإسرائيل، فكتب: «لدينا أعداء محليون، ولدينا حلفاء دوليون، لقد حان الوقت للوصول إلى الأشخاص الذين يقدرون المبادئ نفسها، وإعادة تعلم الدروس منها، وتكوين روابط أقوى».

وأضاف أن «النزعة الأميركية حية في إسرائيل، حيث يقف بنيامين نتنياهو بجرأة ضد معاداة السامية الدولية والإسلاموية».

وتابع: «النزعة الأميركية حية في قلوب مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالمملكة المتحدة الذين يتوقون إلى السيادة الوطنية. والنزعة الأميركية حية في أماكن مثل بولندا، التي ترفض الرؤى العالمية للبيروقراطيين اليساريين في أوروبا القديمة، وفي الوقت نفسه تواصل إسرائيل هزيمة أعدائها الإسلاميين - بفضل الجدار الكبير الجميل والجيش الكبير الجميل الذي بنته».

وفي كتاب «الحرب على المحاربين» الصادر في عام 2024، يزعم هيغسيث أن القوات الأميركية لا بد أن تتجاهل اتفاقيات جنيف وغيرها من عناصر القانون الدولي التي تحكم سلوك الحرب.

ويتساءل هيغسيث: «إن السؤال الرئيسي الذي يطرحه جيلنا عن الحروب في العراق وأفغانستان أكثر تعقيداً: ماذا تفعل إذا لم يحترم عدوك اتفاقيات جنيف؟ ولم نحصل على إجابة قط، فقط المزيد من الحروب، والمزيد من الضحايا ولا انتصار»، وكانت إجابة هيغسيث أنه لا بد أن نتجاهل الاتفاقيات.

وقال: «ماذا لو تعاملنا مع العدو بالطريقة التي تعاملوا بها معنا؟ وألا يشكل هذا حافزاً للطرف الآخر لإعادة النظر في همجيته؟ مهلاً، أيها القاعدة: إذا استسلمتم فقد ننقذ حياتكم، وإذا لم تفعلوا فسوف ننزع أسلحتكم ونطعمها للخنازير».

وكتب هيغسيث، الذي أقنع ترمب في عام 2019 بالعفو عن الجنود الأميركيين المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب: «سترتكب قواتنا أخطاء، وعندما تفعل ذلك، يجب أن تحصل على الاستفادة الساحقة من الشك».