وزيرة الخزانة الأميركية تحذّر من تهديد حزم الدعم الصناعية الصينية للاقتصاد العالمي

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تصافح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينغ في دار ضيافة قوانغدونغ تشوداو في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين في 5 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تصافح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينغ في دار ضيافة قوانغدونغ تشوداو في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين في 5 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

وزيرة الخزانة الأميركية تحذّر من تهديد حزم الدعم الصناعية الصينية للاقتصاد العالمي

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تصافح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينغ في دار ضيافة قوانغدونغ تشوداو في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين في 5 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تصافح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينغ في دار ضيافة قوانغدونغ تشوداو في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين في 5 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حذّرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال زيارتها الصين، اليوم (الجمعة)، من أن حزم الدعم الصناعية التي توفرها بكين لشركاتها، قد تشكّل تهديداً للمرونة الاقتصادية العالمية، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقوم يلين حالياً بزيارة إلى الصين هي الثانية لها في أقل من عام إلى القوة الاقتصادية الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة. وكانت الوزيرة الأميركية وصلت الخميس إلى مدينة قوانغتشو لعقد اجتماعات تهدف للضغط على بكين، على خلفية المخاوف من إمكانية تسبب حزم الدعم الصناعية التي تقدّمها البلاد لقطاعات الطاقة النظيفة والسيارات والبطاريات في إغراق الأسواق العالمية بسلع زهيدة الثمن.

وأعربت يلين الجمعة عن قلقها من «القدرة الفائضة» للإنتاج الصناعي في الصين، على اعتبار أن حزم الدعم قد تسبب فائضاً في المنتجات وبالتالي إغراق الأسواق العالمية وإضعاف إنتاج شركات الولايات المتحدة وغيرها.

وأوضحت خلال لقاء مع رجال أعمال أميركيين في المدينة الصينية: «الدعم الحكومي المباشر وغير المباشر يؤدي حالياً إلى قدرة إنتاجية تفوق بشكل كبير الطلب المحلي الصيني، إضافة إلى ما يمكن للسوق العالمية تحمّله».

وحذّرت من أن هذا الفائض «قد يوفر كميات كبيرة من الصادرات بأسعار منخفضة... ويمكن أن يؤدي إلى تركيز مفرط في سلاسل التوريد، ما يمثل تهديداً للمرونة الاقتصادية العالمية».

إلا أنها شددت على أن هذه المخاوف لا تعكس «سياسة مناهضة للصين»، وإنما تهدف إلى الحد من مخاطر «اضطراب اقتصادي عالمي حتمي»، في حال عدم حدوث أي تغيير في السياسات الصينية.

وأكدت أن واشنطن ترغب في إدارة علاقتها مع بكين بشكل يحافظ على «مرونتها» ويمنحها القدرة على «تحمل الصدمات والظروف الصعبة».

وخلال اللقاء مع رجال الأعمال الذي نظمته غرفة التجارة الأميركية في الصين، أشارت يلين إلى أنها ستثير مع المسؤولين «التحديات» التي تواجهها الشركات الأميركية العاملة في البلاد.

وكانت يلين التقت في وقت سابق صباح الجمعة حاكم قوانغدونغ، الإقليم الشاسع الذي أصبح رمزاً للإصلاحات والتنمية التي قادت نمو الاقتصاد الصيني خلال المراحل الماضية.

وأكدت الوزيرة الأميركية التزام بلادها بـ«علاقة اقتصادية صحية» مع الصين، لكنها شددت على أن ذلك يتطلب «تكافؤ الفرص للعمال والشركات الأميركيين»، إضافة إلى «تواصل مفتوح ومباشر في مجالات الاختلاف» بين القوتين العظميين.

إجراءات «وقائية»

إلا أن الصين ترفض الانتقادات الغربية لسياسة الدعم الحكومي للصناعة.

وقد عدّت، الشهر الماضي، أن التحقيق الذي فتحه الاتحاد الأوروبي بشأن دعم صناعة السيارات الكهربائية يأتي في إطار «الحمائية»، وضمن المساعي الغربية لتسييس التجارة العالمية.

تأتي المخاوف الأميركية من فائض في الصادرات الصينية، في ظل سعي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تعزيز الإنتاج المحلي في مجال الطاقة النظيفة، مع تحذير واضعي السياسات في واشنطن من أن القدرة الإنتاجية الفائضة للصين في هذا القطاع قد تؤثر على نموّه أميركياً.

كما تولي إدارة الرئيس الديمقراطي عناية خاصة بمخاوف قطاع صناعة السيارات الأميركي حيال الصين وإنتاجها من السيارات الكهربائية، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية التي يسعى بايدن خلالها للفوز بولاية ثانية.

وقال الشريك المساعد المسؤول عن الصين لدى «أولبرايت ستونبريدج غروب»»Albright Stonebridge Group بول تريولو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «من المرجح أن تتخذ الإدارة (الأميركية) بعض الخطوات لإظهار أنها مستعدة للعمل بشكل وقائي لتجنب مشاكل مستقبلية جراء فائض القدرة الإنتاجية للصين في مجال السيارات الكهربائية».

لكنه رجّح بأن الصين ستردّ «بشكل سيئ» على أي خطوة من هذا النوع.

تأتي زيارة يلين عقب اتصال هذا الأسبوع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ اختلفا خلاله على مسألة القيود التجارية الأميركية، لكنهما أعربا عن أملهما في إعادة الاستقرار إلى العلاقات.

وتنوي يلين في الصين عقد اجتماع مع رئيس الوزراء لي تشيانغ ونائب رئيس الوزراء هي ليفينغ إضافة إلى حاكم البنك المركزي بان غونغشينغ ووزير المال لان فوآن.

وستبحث مع «هي» بشكل معمّق الظروف الاقتصادية للبلدين كما أنهما سيتطرقان إلى القضايا الأكثر حساسية مثل مسائل الأمن القومي ودعم بكين المفترض للصناعات الدفاعية الروسية.

اختلفت بكين وواشنطن في السنوات الأخيرة على قضايا بارزة من التكنولوجيا والتجارة وصولاً إلى حقوق الإنسان وبشأن جزيرة تايوان الخاضعة لحكم ذاتي وبحر الصين الجنوبي.

استقرت العلاقات بعض الشيء منذ اجتمع الرئيسان بايدن وشي بسان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني)، من أجل محادثات وصفها الجانبان بأنها شكّلت نجاحاً حقيقياً.

ساهمت زيارة يلين في يوليو (تموز) 2023 في إعادة إطلاق الحوار بعد فترة من التوتر، لا سيما بشأن تايوان، وبلغ التقارب ذروته من خلال إطلاق مجموعات عمل ثنائية بشأن السياسة الاقتصادية والمالية.

يتوقع أيضاً بأن يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة أخرى إلى الصين في الأسابيع المقبلة، في مؤشر على أن الجانبين يستأنفان التواصل مع بعضهما البعض بشكل أكثر روتينية.


مقالات ذات صلة

أفضل وسائط التخزين الخارجية بالحالة الصلبة لعام 2024

تكنولوجيا "سان ديسك إكستريم بورتابل"

أفضل وسائط التخزين الخارجية بالحالة الصلبة لعام 2024

تعد وسائط التخزين ذات الحالة الصلبة المدمجة solid state drives (SSD) التي تعتمد على ذاكرة فلاشية ولا تضمّ أي مكوّنات متحرّكة، الخيار الأفضل للمستخدمين،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو، 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)

واشنطن: تغيير وزير الدفاع الروسي يظهر أن بوتين في حالة «يأس»

قالت واشنطن، اليوم (الاثنين)، إن إقالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير دفاعه دليل على حالة من «اليأس» إزاء التكاليف الباهظة لغزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق عبارة الذكاء الاصطناعي فوق شعار تطبيق «تشات جي بي تي» (رويترز)

مهرجان للسينما بالذكاء الاصطناعي يعطي لمحة عن مستقبل الفن السابع

فتح مهرجان نيويورك لأفلام الذكاء الاصطناعي الباب على الإمكانات المتاحة من خلال هذه التكنولوجيا التي أصبحت في متناول الجميع، عبر أفلام قصيرة تعكس خيال مبتكريها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شاهد... ترمب يقرأ كلمات أغنية «الثعبان» في حديثه عن المهاجرين

قرأ الرئيس السابق دونالد ترمب المرشح لخوض السباق إلى البيت الأبيض كلمات أغنية قال إنها تشبّه المهاجرين بثعبان وذلك خلال تجمع انتخابي في نيوجيرزي، أمس السبت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية ميسي يحطم الأرقام القياسية بالدوري الأميركي (غيتي)

ميسي يقدم أعظم موسم فردي في تاريخ الدوري الأميركي

إذا كانت هناك أي شكوك حول قدوم ليونيل ميسي إلى الدوري الأميركي للعب؛ فقد اختفت في المباراة الأولى لهذا الموسم.


البيت الأبيض: لا نعتقد أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية

مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)
مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)
TT

البيت الأبيض: لا نعتقد أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية

مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)
مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان (رويترز)

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، اليوم (الاثنين)، إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تعدّ مقتل الفلسطينيين في غزة على يد إسرائيل في حربها مع «حماس» إبادة جماعية.

وبحسب «رويترز»، قال سوليفان في تصريح للصحافيين بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تريد رؤية «حماس» مهزومة، مؤكداً ضرورة بذل إسرائيل المزيد لضمان حماية المدنيين، خصوصاً أن الفلسطينيين العالقين وسط الحرب يواجهون الجحيم.

وأضاف سوليفان أن «أي عملية عسكرية كبيرة تقوم بها إسرائيل في رفح ستكون خطأ، لكن تل أبيب قالت إن عملياتها الحالية محددة وليست عمليات عسكرية شاملة».

وفي السياق ذاته، أشار سوليفان إلى أن بلاده تكثف حالياً الجهود الدبلوماسية في سبيل وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، قائلاً: «لا يمكنني التنبؤ بموعد أو إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، لكننا عاقدون العزم على إعادتهم، وأتوقع اجتماعاً مباشراً مع مسؤولين إسرائيليين في غضون أيام وليس أسابيع».

وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي إلى ضرورة فتح المعابر لدخول مزيد من المساعدات، مؤكداً أن الولايات المتحدة تبحث عن أدوات للتعامل مع الهجمات على قوافل المساعدات التي أكد أنها تثير غضباً غارماً.

واعترض محتجون إسرائيليون طريق شاحنات مساعدات كانت متجهة إلى غزة اليوم (الاثنين)، وألقوا طرود المواد الغذائية على الطريق في أحدث حلقة من سلسلة الحوادث التي تأتي في وقت تعهدت فيه إسرائيل بالسماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع المحاصر دون انقطاع.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد ذكرت في وقت سابق، أن الولايات المتحدة أثارت مع إسرائيل واقعة قيام محتجين باعتراض طريق شاحنات مساعدات متجهة إلى غزة.


واشنطن: تغيير وزير الدفاع الروسي يظهر أن بوتين في حالة «يأس»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو، 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو، 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

واشنطن: تغيير وزير الدفاع الروسي يظهر أن بوتين في حالة «يأس»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو، 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو، 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قالت واشنطن، اليوم (الاثنين)، إن إقالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزير دفاعه، دليل على حالة من «اليأس» إزاء التكاليف الباهظة لغزو أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحافيين: «وجهة نظرنا هي أن هذا مؤشر آخر على رغبة بوتين اليائسة في مواصلة حربه العدوانية على أوكرانيا، على الرغم من كونها تستنزف الاقتصاد الروسي بشكل كبير والخسائر الفادحة للقوات الروسية».

وأضاف أن «تعبئة الكرملين لحربه العدوانية ضد أوكرانيا تتسبب بمعاناة لكثير من العائلات».
وأشار إلى أن «روسيا أطلقت هذه الحرب غير المبرّرة ضد أوكرانيا. يمكن لبوتين أن يضع حداً لها بسحب قواته من أوكرانيا».
ومع بدء ولايته الرئاسية الخامسة غير المسبوقة، أقال بوتين وزير الدفاع سيرغي شويغو واقترح تعيين الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف في المنصب خلفا له، وفقا لقائمة الترشيحات الوزارية التي نشرها مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي.


كوهين يعترف للمحكمة باستخدام الكذب والتهديد لحماية ترمب

المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)
المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)
TT

كوهين يعترف للمحكمة باستخدام الكذب والتهديد لحماية ترمب

المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)
المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)

دخلت محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الاثنين، منعطفاً حاسماً مع تأكيد محاميه السابق مايكل كوهين أمام المحكمة أنهما تآمرا مع آخرين لطمس القصص المؤذية لحملة ترمب الرئاسية عام 2016 من خلال دفعات مالية شملت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز وعارضة الأزياء السابقة لدى مجلة «بلاي بوي» كارين ماكدوغال، لقاء سكوتهما عن علاقات غير مرغوبة مع ترمب.

وبشهادة كوهين، الذي يعتبر «الشاهد الملك» في القضية التي صارت تعرف بـ«أموال الصمت»، أمام القاضي المشرف على القضية خوان ميرشان وهيئة المحلفين المؤلفة من 12 شخصاً و6 بدلاء في محكمة جنايات نيويورك، وصلت إلى الذروة محاكمة ترمب، الذي بات أول رئيس أميركي سابق يواجه محاكمة تتضمن 34 تهمة جنائية تتمحور حول تزوير سجلات تجارية لإخفاء دفع 130 ألف دولار لدانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، عبر كوهين خلال فترة حاسمة من انتخابات 2016 التي أوصلت ترمب إلى البيت الأبيض، ويصفه الادعاء بأنه محاولة للتأثير بشكل غير قانوني على السباق ضد المرشحة عن الحزب الديمقراطي عامذاك وزيرة الخارجية سابقاً هيلاري كلينتون.

وطبقاً للقرار الاتهامي الذي أصدره المدعي العام في مانهاتن، يعد كوهين إلى حد بعيد الشاهد الأكثر أهمية في هذه المحاكمة، نظراً إلى أنه كان محامي ترمب قبل أن يصير عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لدانيالز ثم استعاده من ترمب. ويشير مثوله إلى أن المحاكمة تدخل مرحلتها النهائية. وأكد ممثلو الادعاء أنهم ربما ينتهون من تقديم الأدلة بحلول نهاية الأسبوع الحالي.

رسم لاستجواب المدعية العامة سوزان هوفينغر أمام القاضي خوان ميرشان بحضور الرئيس السابق دونالد ترمب في نيويورك (رويترز)

لم يدفع الفاتورة

وخلال استجوابه، عرض كوهين (57 عاماً) لعلاقته مع ترمب وتركه وظيفته في مكتب للمحاماة من أجل الانضمام إلى شركة «منظمة ترمب» العقارية في نيويورك عام 2007. وأفاد بأن ترمب عرض عليه وظيفة، بعدما قدم له فاتورة بقيمة 100 ألف دولار. وقال كوهين: «أتشرف. فاجأتني. ووافقت»، مضيفاً أن ترمب لم يدفع تلك الفاتورة قط. ورأى أنه من المنصف وصف دوره كمصلح لترمب، لأنه كان يعتني بكل ما يريده». وبدلاً من العمل محامياً تقليدياً للشركات، كان كوهين يقدم تقاريره مباشرة إلى ترمب ليصير أبرز المدافعين عنه من أجل حمايته من القصص الضارة، ولم يكن قط جزءاً من مكتب المستشار العام لمنظمة ترمب. وأوضح أن من مهماته إعادة التفاوض على مشروعات يقدمها شركاء الأعمال، والتهديد بمقاضاة الأشخاص، ونشر قصص إيجابية في الصحافة. وأكد أن ترمب كان يتواصل في المقام الأول عبر الهاتف أو شخصياً ولم ينشئ عنوان بريد إلكتروني على الإطلاق. وقال: «كان (ترمب) يعلق بأن رسائل البريد الإلكتروني تشبه الأوراق المكتوبة، وأنه يعرف الكثير من الأشخاص الذين سقطوا كنتيجة مباشرة لوجود رسائل بريد إلكتروني يمكن للمدعين العامين استخدامها في قضية ما».

خيوط المؤامرة

وبينما جلس ترمب مسترخياً على كرسيه وعيناه مغمضتان طوال هذه الشهادة، أفاد كوهين أمام هيئة المحلفين بأنه تآمر مع ترمب وناشر صحيفة «ناشونال إنكوايرير» الشعبية ديفيد بيكر لقمع القصص السلبية التي يمكن أن تضر بحملته الانتخابية لعام 2016، موضحاً أنه علم من الصحيفة الشعبية في يونيو (حزيران) 2016، أي قبل شهر من انعقاد المؤتمر العام للحزب الجمهوري، أن ماكدوغال كانت تسوق لقصة عن علاقة أقامتها لمدة عام مع ترمب. ونقل عن ترمب عبارة «تأكدوا من عدم نشر» الخبر. وادعى أن ترمب وبيكر اتفقا بالفعل على استخدام صحيفة «ناشونال إنكوايرير» لتعزيز ترشيح ترمب للرئاسة مع قمع أي قصص سلبية يمكن أن تضر بفرصه. ووصف كوهين مكالمة هاتفية أخبر فيها بيكر ترمب أن الصحيفة ستحتاج إلى دفع 150 ألف دولار لتأمين شراء قصة ماكدوغال. وأضاف كوهين: «رد عليه ترمب: لا مشكلة، سأهتم بالأمر».

وشهد بيكر سابقاً في المحاكمة حول دوره في الحصول على قصة ماكدوغال ضمن ما يسمى مخطط «القبض والقتل»، التي تقتضي دفع أموال لشراء مثل هذه القصص السلبية من أجل ضمان عدم نشرها.

وانتهت علاقة كوهين بترمب بعد بدء ولايته الرئاسية عام 2017 عنه عندما ركز المدعون الفيدراليون الذين يحققون في حملة ترمب الرئاسية لعام 2016 على كوهين.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قاعة محكمة نيويورك (أ.ب)

اعترافات كوهين

واعترف كوهين بالذنب عام 2018 بانتهاك قانون تمويل الحملات الفيدرالية من خلال دفع أموال لدانيالز. وشهد بأن ترمب أمره بدفع المبلغ. ولم يتهم المدعون الفيدراليون ترمب بأي جريمة عامذاك.

ويقول وكلاء الدفاع عن ترمب إن كوهين تصرف من تلقاء نفسه عندما دفع لدانيالز، في محاولة لإبعاد ترمب عن القضية.

واعترف كوهين بالكذب تحت القسم مرات عدة، مما وفّر مادة كبيرة للدفاع لتقويض صدقيته. واعترف بالكذب على الكونغرس عام 2017 في شأن مشروع عقاري لمنظمة ترمب في موسكو، لكنه يؤكد منذ ذلك الحين أنه فعل ذلك لحماية ترمب. كما اعترف بأنه مذنب في انتهاك قانون الضرائب عام 2018، لكنه يدعي الآن أنه لم يرتكب تلك الجريمة.

وكان ترمب قد وصل صباحاً إلى قاعة المحكمة، الاثنين، برفقة العديد من المشرعين الجمهوريين، وبينهم السيناتوران جيمس ديفيد فانس وتومي توبرفيل والنائبة نيكول ماليوتاكيس.

وأجرى وكلاء الدفاع عن ترمب استجواباً مؤلماً لكوهين. وأخبروا المحلفين خلال البيانات الافتتاحية أن الوسيط الذي تحول إلى عدو هو «كاذب معترف به» ولديه «هوس بالنيل من الرئيس ترمب».

وقال وكيل الدفاع عن ترمب المحامي تود بلانش إن كوهين «تحدث بشكل مكثّف عن رغبته في رؤية الرئيس ترمب يذهب إلى السجن. تحدث بشكل مكثف عن رغبته في رؤية عائلة الرئيس ترمب تذهب إلى السجن. تحدث باستفاضة عن إدانة الرئيس ترمب في هذه القضية».

وتعقد هذه المحاكمة قبل أقل من 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) حين يتواجه ترمب مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن.


مأزق بايدن بين حرب غزة والاقتصاد والانتخابات الرئاسية

صورة تجمع الرئيس الديمقراطي جو بايدن والمرشح الجمهوري الرئيس السابق الرئيس دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع الرئيس الديمقراطي جو بايدن والمرشح الجمهوري الرئيس السابق الرئيس دونالد ترمب (أ.ب)
TT

مأزق بايدن بين حرب غزة والاقتصاد والانتخابات الرئاسية

صورة تجمع الرئيس الديمقراطي جو بايدن والمرشح الجمهوري الرئيس السابق الرئيس دونالد ترمب (أ.ب)
صورة تجمع الرئيس الديمقراطي جو بايدن والمرشح الجمهوري الرئيس السابق الرئيس دونالد ترمب (أ.ب)

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن تحديات كثيرة تعرقل فرص فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث يتقدم الرئيس السابق دونالد ترمب في استطلاعات الراي في خمس ولايات حاسمة، رغم كل مشاكله القانونية، فيما يواجه بايدن تراجع الدعم بين الناخبين الشباب والسود الغاضبين من الاقتصاد وسياساته المساندة لإسرائيل.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، الاثنين، إلى مجموعة من استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم ترمب على بايدن في خمس ولايات حاسمة هي ميشيغان وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا، بينما يتقدم بايدن في ولاية واحدة هي ولاية ويسكنسن. وهو ما يخالف سباق انتخابات 2020، حيث فاز بايدن على ترمب في جميع الولايات الست.

وقالت الصحيفة إنه يتعين على بايدن تحقيق الانتصار في ثلاث ولايات حاسمة (بنسلفانيا وميشيغان وويسكنسن) من تلك الولايات الست، إضافة إلى الفوز في كل الولايات الأخرى، حتى يضمن إعادة انتخابه لولاية ثانية.

وأرجعت الصحيفة أسباب تآكل الدعم لبايدن إلى الغضب بشأن الاقتصاد والحرب في غزة بين الناخبين الشباب والسود واللاتينيين، مما يهدد بتفكيك الائتلاف الديمقراطي للرئيس بايدن. ولم يغير ارتفاع سوق الأسهم والمحاكمة الجنائية التي يواجهها ترمب في نيويورك، من توجهات الناخبين الأميركيين، كما لم تغير تلك الأحداث من تحسين حظوظ بايدن أو الأضرار بحظوظ ترمب.

وتظهر استطلاعات الرأي زيادة تأييد ترمب بين الناخبين الشباب والأقليات، خصوصاً في أريزونا وجورجيا ونيفادا، وهي الولايات التي تسمي ولايات «حزام الشمس» التي ساعد الناخبون فيها بايدن على الفوز بانتخابات 2020. ولا يزال بايدن يحتفظ بدعم الناخبين الأكبر سناً والبيض وأكثر قدرة على المنافسة في ثلاث ولايات متأرجحة (ميشيغان وبنسلفانيا وويسكنسن)، لكنه يخسر بين الناخبين المعتدلين.

ويواجه ترمب أكبر مشاكله مع الناخبات الأكثر تعليماً، خاصة أن علاقة ترمب مع ممثلة إباحية أثناء زواجه من ميلانيا ترمب، تسبب له أضراراً مع تلك الفئة الديمغرافية الرئيسية.

ووجد استطلاع للرأي أجرته «نيويورك تايمز» مع «كلية سيينا» أن 78 في المائة من الناخبات يشعرون بالاستياء مع تعامل ترمب مع النساء. وتعود للذاكرة الفضيحة الجنسية التي عصفت بالرئيس الأسبق بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي المتدربة في البيت الأبيض.

الحرب في غزة

دبابة قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي تتخذ موقعاً في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في 13 مايو 2024 (أ.ف.ب)

وتعد قضية الحرب الإسرائيلية في غزة التحدي الأكبر الذي يواجه بايدن، حيث قال 13 في المائة من الناخبين الذين صوتوا في السابق لصالح بايدن، إنهم لن يصوتوا له في نوفمبر المقبل، وأشاروا إلى أن سياساته الخارجية، وبصفة خاصة الحرب في غزة، كانت أهم قضية أدت إلى تغيير تصويتهم، فيما أشار 17 في المائة فقط من الناخبين إلى أنهم يتعاطفون مع إسرائيل.

وفي موضوع حرب غزة، يواجه بايدن انتقادات من داخل حزبه الديمقراطي من التيارات اليسارية والتقدمية، وأكثر حدة من الجانب الآخر من المشرعين الجمهوريين، إضافة إلى الانتقادات من منظمات حقوقية والجاليات العربية والشباب في الجامعات.

وأشار السيناتور تيم كين الديمقراطي من فيرجينيا إلى أنه حث إدارة بايدن على توفير احتياجات إسرائيل العسكرية الدفاعية. وقال السيناتور جون فينزمان، الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، إن إعلان بايدن وقف السلاح لإسرائيل يعد «خيانة»، وشدد على أن القرار مخيب للآمال، كما كتب 20 عضواً ديمقراطياً بمجلس النواب، بقيادة النائب جوش جوتهايمر، خطاباً إلى البيت الأبيض يعربون عن القلق العميق بشأن قرار بايدن حجب المساعدات العسكرية إلى إسرائيل.

وتزايدت سهام الجمهوريين ضد بايدن بعد تهديده بوقف الأسلحة لإسرائيل إذا شنت القوات الإسرائيلية غزواً واسعاً في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال النائب الجمهوري مايك والتز عن ولاية فلوريدا إن تهديد بايدن بوقف الأسلحة لإسرائيل يستهدف تحقيق أهداف سياسية مع اقتراب الانتخابات بعد أقل من ستة أشهر.

مسيرة مؤيدة لإسرائيل بالقرب من مخيم احتجاج لدعم الفلسطينيين في غزة في جامعة واشنطن في سياتل بولاية واشنطن (رويترز)

وقال السيناتور بيت ريكيتس، الجمهوري عن ولاية نبراسكا وعضو لجنة العلاقات الخارجية، لشبكة «فوكس نيوز»، الأحد، إن قرار بايدن حجب القنابل عن إسرائيل يظهر عدم كفاءة إدارة بايدن ويصب في مصلحة «حماس» الإرهابية التي كانت تتفاوض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة الرهائن، وبعد إعلان بايدن حجب الأسلحة تراجعت «حماس» عن التفاوض.

وشدد ريكيتس على أنه يجب تدمير بقية كتائب «حماس» في رفح.

وطالب جيمس كومر، الجمهوري عن ولاية كنتاكي ورئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، بعقد جلسة إحاطة مع مسؤولي البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي حول المساعدات لإسرائيل، حيث تم تحديد موعد نهائي بحلول الرابع والعشرين من مايو الجاري، وقال في رسالة وقعها الجمهوريون في اللجنة إن إدارة بايدن تمارس ألعاباً سياسية بمنع الإمدادات الأساسية إلى إسرائيل في حربها ضد إرهابيي «حماس» الذين ما زالوا يحتجزون رهائن إسرائيليين وأميركيين.

وأكد السيناتور توم كوتون، الجمهوري عن ولاية أركنسا، أن الرئيس السابق دونالد ترمب سيكون أقدر «على الأرجح» على إنهاء الحرب في غزة بوتيرة أسرع من الرئيس جو بايدن، مشيراً إلى تصريحات ترمب بأنه سيزود إسرائيل بالأسلحة التي تحتاجها لإنهاء مهمة القضاء على «حماس»، وأكد أنه لو كان ترمب هو الرئيس لكانت الحرب قد انتهت مع عدد قتلى أقل بين المدنيين. وانتقد كوتون طريقة تعامل بايدن مع الاحتجاجات في الجامعات، مشيراً إلى أنها ستكون أحد أسباب خسارة بايدن لإعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.

الاقتصاد

بايدن يتحدث عن أجندته للاستثمار في أميركا في كلية جيتواي التقنية في ستورتيفانت بولاية ويسكنسن في 8 مايو 2024 (أ.ف.ب)

وعلى صعيد السياسة الداخلية، يتعرض بايدن لانتقادات حول الاقتصاد وارتفاعات الأسعار والتضخم، وهو ما يشير 80 في المائة من الناخبين إلى أنه أكثر قضية تزعجهم، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته جريدة «فاينانشيال تايمز» وجامعة ميشيغان حيث رفض 58 في المائة من الناخبين نهج بايدن في التعامل مع الاقتصاد، ويقول الاستطلاع إن الناخبين يلومون بايدن على ارتفاع أسعار السلع الغذائية والبنزين، ولا يتقبلون الترويج الذي تقوم به حملة بايدن الانتخابية حول نمو الوظائف وقوة الاقتصاد الأميركي.

وأشار مسؤول بحملة بايدن الانتخابية إلى مشاركة نجوم هوليوود في حفل لجمع التبرعات في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الشهر المقبل، في محاولة لدفع حظوظه بين الناخبين.

وتخطط الحملة لمشاركة نجوم مثل جورج كلوني وجوليا روبرتس وآخرين، وتكرار نجاح حملة جمع التبرعات لبايدن التي شارك فيها الرئيس الأسبق بيل كلينتون والرئيس الأسبق باراك أوباما، في قاعة راديو سيتي في نيويورك التي جمعت 26 مليون دولار. ولا تزال قدرة حملة بايدن على جمع التبرعات هي الميزة المالية التي يتمتع بها بايدن على منافسه ترمب.


الجيش الأميركي يعلن تدمير مسيرة للحوثيين فوق خليج عدن

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين (أ.ب)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين (أ.ب)
TT

الجيش الأميركي يعلن تدمير مسيرة للحوثيين فوق خليج عدن

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين (أ.ب)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر تعترض هجوماً للحوثيين (أ.ب)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أنها دمرت اليوم الأحد مسيرة للحوثيين فوق خليج عدن، مشيرة إلى أنه لا توجد إصابات أو أضرار.

وقالت في بيان عبر منصة «إكس»، أنه تم تدمير الطائرة في الثالثة والنصف صباحا بتوقيت صنعاء.

وأضافت: «لم يتم الإبلاغ عن وقوع أية إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية».


عودة ترمب إلى البيت الأبيض تثير مخاوف داخلية وخارجية

صورة أرشيفية لترمب وستولتنبيرغ خلال قمة «الناتو» في واتفورد البريطانية ديسمبر 2019 (أ.ب)
صورة أرشيفية لترمب وستولتنبيرغ خلال قمة «الناتو» في واتفورد البريطانية ديسمبر 2019 (أ.ب)
TT

عودة ترمب إلى البيت الأبيض تثير مخاوف داخلية وخارجية

صورة أرشيفية لترمب وستولتنبيرغ خلال قمة «الناتو» في واتفورد البريطانية ديسمبر 2019 (أ.ب)
صورة أرشيفية لترمب وستولتنبيرغ خلال قمة «الناتو» في واتفورد البريطانية ديسمبر 2019 (أ.ب)

تُثير عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، مخاوف داخلية وقلق حلفاء واشنطن في الخارج.

وفاقم حوار خصّ به ترمب مجلة «تايم» الأميركية من حدّة هذه المخاوف، إذ يخشى حلفاء الولايات المتحدة تراجع الالتزام الأميركي بأمنهم في حال فوز المرشح الجمهوري بولاية رئاسية ثانية.

داخلياً، تثير تصريحات ترمب على صعيد قضية الهجرة قلقاً واسعاً، خصوصاً مع تلويحه حديثاً بترحيل «ملايين» المهاجرين غير القانونيين. وعكَسَ حديث «الشرق الأوسط» مع موظفيْن حكوميين، طلبا عدم نشر اسميهما، جانباً آخر من المخاوف الداخلية. يقول الأول إن «عودة ترمب، المحتملة هذه المرة، ستكون مختلفة تماماً عن مجيئه عام 2016»، موضحاً أنه «بخلاف المرة السابقة حين استوجب الأمر كثيراً من الوقت كي يتعرف فريق ترمب على هيكلية المؤسسات الفيدرالية وكيفية عملها، ومن ثم كيفية اتخاذ القرارات فيها»، فإن هؤلاء «باتوا يعرفون الآن كل التفاصيل والعمليات المعقدة التي تقوم بها الإدارات الفيدرالية،سواء أكان لجهة رسم السياسات واتخاذ القرارات، أم لجهة النشاطات الإدارية والمالية».

ويعتقد الموظف الثاني، الذي يعمل في السلك الحكومي منذ نحو 15 عاماً واشتغل لدى إدارات ديمقراطية وجمهورية، أن ترمب في حال انتخابه رئيساً: «سيقوم على الفور بعملية (تطهير) للأشخاص الذين يُشكّك في ولائهم له». ورأى أن «الخطوات التي ستُتخذ يمكن أن تكون لها انعكاسات؛ ليس على الداخل الأميركي فحسب، بل أيضاً على علاقات الولايات المتحدة مع بقية أطراف المجتمع الدولي وأطرافه».

سياسات وأولويات

اجتماع سابق لترمب مع قادة «الناتو» في بروكسل (أرشيفية - رويترز)

وفي خضم المشكلات القضائية التي يعانيها، ولا سيما في المحاكمة الجنائية التي تشهدها نيويورك بقضية «أموال الصمت»، وجد الرئيس ترمب متسعاً من الوقت لإجراء حوار شامل وُصف بأنه «صريح» على دفعتين مع مجلة «تايم» في شأن السياسات التي سيعتمدها ويطبقها إذا جاءت نتيجة انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لمصلحته. وإذ وضع على رأس أولوياته عمليات ترحيل جماعية لملايين المهاجرين، أعلن أن الولايات المتحدة لن تدافع عن حلفائها الأجانب من العدوان في ظروف معينة، وهذا ما أثار مخاوف عدد من الدول، بما فيها الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو».

داخلياً، تعهّد ترمب بالقضاء على البيروقراطية الفيدرالية وتوظيف مُوالين له سياسياً في المناصب المدنية الرئيسية.

وكان لافتاً تكرار ترمب تحذيره من تداعيات خسارة الانتخابات، ونشر صورة قاتمة لمستقبل أميركا إذا لم يعد إلى البيت الأبيض.

وخلافاً للمرات السابقة التي تحدّث فيها بطريقته الشعبوية المحبَّبة لدى مؤيديه، عن قضايا مهمة مثل تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية، أو قوانين الإجهاض وحق الأجنّة بالحياة، أو تحفيز الاقتصاد في مواجهة التحديات المختلفة مع الصين، وغيرها من القضايا المتعلقة بالحلفاء والأعداء على حد سواء، قدَّم ترمب تصوراً شاملاً للسياسات التي سيعتمدها فور انتخابه. وتطرَّق إلى عدد من الموضوعات التي تُعدّ عوامل مهمة للناخبين قبل نوفمبر المقبل، ومنها تعليقات مثيرة حول العنف السياسي، واستخدام الجيش ضد المدنيين، وصولاً إلى القضايا الجنائية المرفوعة ضده.

وفيما يلي بعض النقاط التي حدّدها ترمب بوصفها سياسة له في ولايته الثانية، إذا فاز في الانتخابات بعد ستة أشهر.

حقوق الإجهاض

أنصار «الحق في الإجهاض» يتظاهرون بولاية أوهايو في أكتوبر 2023 (أ.ب)

بعد قرار المحكمة العليا الأميركية بغالبيتها المحافظة إلغاء قضية «رو ضد وايد»، ملغيةً بذلك الحق الفيدرالي في الإجهاض، تجنّب ترمب، إلى حد كبير، الإجابة عن أسئلة حول السياسة التي سيعتمدها بصفته رئيساً، بحجة أن القرارات المتعلقة بهذا الشأن تتخذ الآن على مستوى كل ولاية. وقال إنه «لن يضطر إلى التزام» قيود الإجهاض الفيدرالية «أولاً لأن ذلك لن يحدث أبداً. وثانياً، يتعلق الأمر بحقوق الولايات. لا نريد العودة إلى الحكومة الفيدرالية».

ويلتزم ترمب جانب الحذر في هذا الأمر؛ لأنه يحتاج بشدة إلى أصوات النساء، وهن الطرف المعنيُّ بصورة رئيسية بأي قرارات يمكن أن تُتخذ في هذا الشأن، علماً بأن الناخبين والناخبات انحازوا حتى الآن إلى المدافعين عن حقوق الإجهاض في كل مرة تُطرَح فيها هذه القضية على بطاقات الاقتراع.

أزمة الهجرة

يشكل موقف ترمب العدائي من الهجرة حجر الزاوية في حملته لعام 2024، فضلاً عن كونها قضية رئيسية لدى عدد من الناخبين الجمهوريين. غير أن الأمر لا يقتصر على هؤلاء، بل على كثيرين آخرين لديهم مخاوف في شأن تدفق آلاف المهاجرين عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وفي خطاباته الانتخابية، تعهّد ترمب تنفيذ «أكبر عملية ترحيل» في التاريخ، وإلغاء كل سياسات إدارة بايدن تقريباً حول الحدود. وذهب أخيراً إلى أنه سيستخدم الحرس الوطني والجيش الأميركي لملاحقة المهاجرين، وهو ما قد يشكل انتهاكاً لـ«قانون بوسي كوميتاتوس» الأميركي الذي يمنع استخدام القوات الفيدرالية ضد المدنيين.

توقيف مهاجرين عند الحدود الأميركية المكسيكية في 3 يناير الماضي (أ.ب)

وعندما سُئل عن هذا البند، شرح أن الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني «ليسوا مدنيين». ولم يستبعد بناء معسكرات إضافية لاحتجاز المهاجرين.

العنف السياسي

عندما استضافه شون هانيتي في برنامجه على شبكة «فوكس نيوز» للتلفزيون، أعلن ترمب أنه لا يريد أن يصير ديكتاتوراً، «إلا في اليوم الأول: أريد إغلاق الحدود». وبرَّر هذا التصريح، في وقت لاحق، بأنه كان «على سبيل المزاح»، وادعى أن كثيرين «يحبون» اللغة التي تتحدث عن كونهم ديكتاتوريين.

تجمع لأنصار ترمب قبل زيارته الحدود الأميركية المكسيكية في إيغل باس بولاية تكساس 29 فبراير 2024 (أ.ف.ب)

وإذ أكد أنه ليس قلقاً في شأن العنف السياسي، خلال الانتخابات الرئاسية لهذا العام، لكنه ربط ذلك بسبب فوزه، متجاهلاً الأحكام التي صدرت على أكثر من 800 من أنصاره لارتكاب جرائم مختلفة مرتبطة باقتحام «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، سعياً إلى وقف المصادقة على انتخاب الرئيس جو بايدن.

وفي مرات عدة، خلال السنوات القليلة الماضية، أعلن ترمب أنه سيلاحق المعارضين السياسيين، وسيسعى إلى محاكمتهم، بدءاً من بايدن، إلى المدّعين العامّين المحليين الذين لا يتوافقون مع آرائه في شأن الجريمة. ومع أنه قال إنه لن يلاحق بايدن، أضاف أنه إذا لم تجد المحكمة العليا أن الحصانة الرئاسية مطبقة على جهوده لإلغاء انتخابات 2020، فإن بايدن «سيحاكَم على كل جرائمه؛ لأنه ارتكب عدداً من الجرائم».

وإذا انتخب مرة أخرى، أكّد ترمب أنه سيُنهي البيروقراطية الفيدرالية ويعيد تشكيلها، كما أنه لن يوظف «أي شخص يعتقد أن بايدن فاز في انتخابات 2020».


طلاب يغادرون حفل تخرج جامعة أميركية لحضور الممثل ساينفيلد الداعم لإسرائيل

الممثل الفكاهي جيري ساينفيلد (رويترز)
الممثل الفكاهي جيري ساينفيلد (رويترز)
TT

طلاب يغادرون حفل تخرج جامعة أميركية لحضور الممثل ساينفيلد الداعم لإسرائيل

الممثل الفكاهي جيري ساينفيلد (رويترز)
الممثل الفكاهي جيري ساينفيلد (رويترز)

غادر عشرات الطلاب حفل التخرج بجامعة ديوك الأميركية، اليوم (الأحد)، وهتف بعضهم: «فلسطين حرة» تعبيراً عن احتجاجهم على ضيف الحفل الممثل الفكاهي جيري ساينفيلد لدعمه إسرائيل خلال الحرب التي تشنّها على قطاع غزة، وذلك وفقاً لما أظهرته مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب «رويترز»، صاح خريجون آخرون: «جيري!... جيري!»، بينما تلقى ساينفيلد شهادة فخرية، وألقى كلمة.

زار ساينفيلد إسرائيل، وأيّدها علناً منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى لمقتل 1200 شخص، وخطف 252 آخرين، حتى في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية التالية في القطاع، التي أدت إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني.

وواقعة جامعة ديوك أحدث مظاهر الاحتجاج التي تهزّ الجامعات الأميركية، والتي يدعو فيها الطلاب جامعاتهم إلى سحب استثماراتها من موردي الأسلحة والشركات الأخرى التي تستفيد من الحرب، وكذلك العفو عن الطلاب وأعضاء هيئات التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو طردوا بسبب التظاهر.


بلينكن: إسرائيل ليست لديها خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين في رفح

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

بلينكن: إسرائيل ليست لديها خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين في رفح

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

دافع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، عن قرار وقف تسليم 3500 قنبلة لإسرائيل بسبب مخاوف من إمكانية استخدامها في مدينة رفح بقطاع غزة، قائلاً إن إسرائيل ليست لديها «خطة ذات مصداقية» لحماية نحو 1.4 مليون مدني يحتمون هناك.

ووفق «رويترز»، أضاف بلينكن في حديث لشبكة «إيه بي سي نيوز» أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال عاقداً العزم على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأن شحنة القنابل، ومنها ما يبلغ وزنها 500 رطل (نحو 227 كيلوغراماً)، وأخرى يبلغ وزنها ألفي رطل (907 كيلوغرامات)، هي حزمة الأسلحة الأميركية الوحيدة التي حُجبت.

وأوضح أنه إذا شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على رفح التي تقول إسرائيل إنها تعتزم اجتياحها للقضاء على مقاتلي حركة «حماس»، فإن الموقف الأميركي المتعلق بمساعدة إسرائيل قد يتغير.

وقال بلينكن إن بايدن أوضح لإسرائيل أنها إذا «شنت هذه العملية العسكرية الكبرى في رفح، فهناك أنظمة (أسلحة) معينة لن ندعمها أو نوفرها من أجل هذه العملية».

وتابع: «لدينا مخاوف حقيقية بشأن الطريقة التي تُستخدم بها». وأضاف أنه يجب على إسرائيل «أن تكون لديها خطة واضحة وذات مصداقية لحماية المدنيين، وهو ما لم نره».

وحذر بلينكن من أن هجوماً إسرائيلياً واسعاً على رفح سيزرع «الفوضى» من دون القضاء على «حماس»، مقراً بأن عدد المدنيين الذين قضوا في الحرب أكثر من عدد القتلى في صفوف الحركة الفلسطينية.

ورأى بلينكن أن الخطة الحالية التي تدرسها إسرائيل في رفح «قد تلحق أضراراً هائلة في صفوف المدنيين من دون حل المشكلة».

ومضى يقول: «سيبقى آلاف العناصر المسلحين من (حماس)» حتى مع حصول هجوم في رفح.

ويلوذ بمدينة رفح نحو 1.4 مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا من أماكن أخرى في غزة بسبب القتال والقصف الإسرائيلي، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها «حماس» في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على القطاع قبل نحو 7 أشهر تجاوز 35 ألف شخص على الأقل.

واندلعت الحرب بسبب الهجوم الذي قادته «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أدى، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية، إلى مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وتقول إسرائيل إن 620 من جنودها قُتلوا في المعارك.


السجن 27 عاماً لأميركي هاجم شرطيين بالساطور

المتهم تريفور بيكفورد مع أداة الجريمة (متداولة)
المتهم تريفور بيكفورد مع أداة الجريمة (متداولة)
TT

السجن 27 عاماً لأميركي هاجم شرطيين بالساطور

المتهم تريفور بيكفورد مع أداة الجريمة (متداولة)
المتهم تريفور بيكفورد مع أداة الجريمة (متداولة)

حُكم على أميركي يبلغ 20 عاماً، الخميس، بالسجن 27 عاماً لمهاجمته شرطيين بساطور ليلة رأس سنة 2023 في نيويورك، وفق ما أعلنت وزارة العدل. وأقر تريفور بيكفورد، وهو شاب اعتنق مبادئ متطرفة أراد تنفيذ هجوم مساء 31 ديسمبر (كانون الأول) 2022، بالذنب في مهاجمة 3 شرطيين قرب ساحة «تايمز سكوير»، حيث يتجمع سنوياً عدد كبير من سكان نيويورك وزائريها من جميع أنحاء العالم للاحتفال برأس السنة، وقد أصاب الشرطيين في الرأس والكتفين من دون تعريض حياتهما للخطر، قبل تحييد خطره.

وقال النائب العام للولايات المتحدة القاضي ميريك غارلاند في بيان إن هذا الحكم «يحمّل تريفور بيكفورد المسؤولية عن هجومه الإرهابي المتعمّد في (تايمز سكوير)، والذي حاول خلاله قتل 3 من عناصر شرطة نيويورك في أثناء اندلاع أعمال عنف». وقد أظهر الشاب المنحدر من ولاية ماين في شمال شرقي الولايات المتحدة، علامات تطرف إسلاموي قبل الأحداث.

وبعد أن فكّر في السفر إلى الخارج للالتحاق بتنظيمات جهادية، قرر في نهاية المطاف تنفيذ هجوم في الولايات المتحدة، وفق وثائق قضائية.


شاهد... ترمب يقرأ كلمات أغنية «الثعبان» في حديثه عن المهاجرين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

شاهد... ترمب يقرأ كلمات أغنية «الثعبان» في حديثه عن المهاجرين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

قرأ الرئيس السابق دونالد ترمب المرشح لخوض السباق إلى البيت الأبيض، كلمات أغنية قال إنها تشبّه المهاجرين بثعبان، وذلك خلال تجمع انتخابي في نيوجيرزي، أمس (السبت).

وخاطب المرشح الجمهوري أنصاراً له تجمعوا في وايلدوود في واحد من أول تجمعات حملته الانتخابية منذ بدء محاكمته الجنائية في نيويورك، قائلاً: «إنها أغنية تسمى (الثعبان) وتتحدث عن الهجرة غير الشرعية ومدى غباء ما نفعله الآن».

وتحكي كلمات الأغنية التي تلاها ترمب قصة امرأة تهتم بثعبان ضعيف عثرت عليه قبل أن تموت مسمومة بلدغة منه. وعدّ ترمب أن «هذه هي قصة بلدنا»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أغنية «الثعبان» كتبها أميركي من أصل أفريقي ناشط في مجال الحقوق المدنية، ولاقت شهرة من خلال مغني السول آل ويلسون عام 1968. وهي لا تتحدث عن الهجرة، لكن ترمب يستخدم كلماتها بانتظام، وقد فعل ذلك أول مرة عام 2016.

والرئيس الجمهوري السابق الذي سيواجه الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، يستخدم خطاباً عنيفاً بشكل مزداد تجاه المهاجرين في الولايات المتحدة.

وقبل بضعة أشهر قال الجمهوري إن المهاجرين «يسمّمون دم» الولايات المتحدة، وهي تصريحات قوبلت بسيل من الانتقادات. واتهمه فريق حملة بايدن بتقليد أدولف هتلر.

وخلال حملته الرئاسية الأولى عام 2015، أثار ترمب صدمة بسبب تصريحات له حول المهاجرين غير الشرعيين الذين وصفهم بأنهم «مغتصبون».

ثم وعد ببناء جدار ضخم على الحدود البالغ طولها 3 آلاف كيلومتر مع المكسيك، لمنع المهاجرين من دخول الأراضي الأميركية وهو مشروع لم ينجز.