ترمب يطلب شطب قضية الوثائق السرية ويقول إن من حقه الاحتفاظ بها

محاموه يجادلون حول تفسير مصطلحات قوانين السجلات الرئاسية والتجسس

الرئيس السابق دونالد ترمب طالب بإسقاط قضية الوثائق السرية (رويترز)
الرئيس السابق دونالد ترمب طالب بإسقاط قضية الوثائق السرية (رويترز)
TT

ترمب يطلب شطب قضية الوثائق السرية ويقول إن من حقه الاحتفاظ بها

الرئيس السابق دونالد ترمب طالب بإسقاط قضية الوثائق السرية (رويترز)
الرئيس السابق دونالد ترمب طالب بإسقاط قضية الوثائق السرية (رويترز)

طالب دونالد ترمب بإسقاط قضية الوثائق السرية المرفوعة ضده، والتي تتضمن 41 تهمة تزعم سوء تعامل الرئيس السابق مع وثائق سرية وعرقلة جهود الحكومة الأميركية لاستعادتها.

وتزعم لائحة الاتهام احتفاظ ترمب بعشرات الصناديق التي تحوي وثائق سرية تتعلق بالأمن القومي الأميركي بعد مغادرته البيت الأبيض، ورفضه تسليمها للأرشيف الوطني.

وفي جلسة الاستماع التي حضرها ترمب مع فريق محاميه، صباح الخميس في فورت بيرس بولاية فلوريدا، استمعت القاضية إيلين كانون لمرافعات قانونية من الجانبين، وقد طالب فريق ترمب القانوني بإسقاط بعض التهم أو جميعها، وشطب القضية. كما شكّك المحامون في سلطة المحقق الخاص جاك سميث، ودفعوا بحجة أن ترمب محمي من الملاحقة القضائية بفضل حصانته الرئاسية، وأن من حقه الاحتفاظ بوثائق بعد تركه منصب رئيس الولايات المتحدة.

وقدّم فريق الدفاع الخاص بالرئيس السابق حججا بأن قانون السجلات الرئاسية أعطى ترمب سلطة تقديرية غير قابلة للمراجعة لتحديد ما إذا كانت السجلات المعنية شخصية أم لا. وبموجب هذا التفسير يقول المحامون إن الوثائق التي حصل عليها ترمب هي وثائق شخصية مملوكة له.

المرشح الرئاسي الجمهوري لدى وصوله إلى قاعة المحكمة لحضور جلسة الاستماع في ولاية فلوريدا يوم 14 مارس 2024 (رويترز)

ويلزم قانون السجلات الرئاسية، الذي صدر عام 1978 عقب فضيحة «ووترغيت»، الرؤساء عند ترك مناصبهم بتسليم السجلات الرئاسية إلى الحكومة الأميركية، عبر إرسالها لإدارة المحفوظات والسجلات الوطنية. ويُسمح لهم فقط بالاحتفاظ بالسجلات الشخصية، كاليوميات والمذكرات الخاصة.

ودفع فريق دفاع ترمب أيضا بتفسيرات لقانون التجسس الذي ينص على أن أي شخص (غير مرخص له) يقوم بالاحتفاظ عمداً بوثائق الدفاع الوطني يكون مذنباً بارتكاب جريمة. وجادل محامو ترمب حول تفسيرات نص القانون ومصطلحات «غير مصرح له»، أو غير مرخص له، وماهية الوثائق «المتعلقة بالدفاع الوطني»، ومصطلح «المتعمد»، التي وصفوها بأنها «كلمة ذات معانٍ كثيرة».

وجادل المحامون بأن القانون لا يقدم أي توجيهات بشأن نوع المعلومات التي يمكن اعتبارها ذات صلة بالدفاع الوطني، ومن يحق له الحصول عليها. وانتقد محامو ترمب اتجاه القضاة لتفسير القانون لصالح «المدعين العامين المتحمسين ذوي الدوافع السياسية»، وحضوا القاضية ايلين كانون على الإحجام عن ذلك.

حجج فريق الادعاء

في المقابل، وصف المستشار الخاص جاك سميث حجج الفريق القانوني لترمب بـ«الواهية»، وقال إنها «لا تستند إلى القانون. وتعكس وجهة نظر أن الرئيس الأميركي فوق القانون المطبّق على كل مواطن آخر». ودحض المحقّق الخاص جاك سميث هذا التفسير لقانون السجلات الرئاسية، الذي تم سنه جزئيا لمنع الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون من تدمير السجلات المتعلقة بالتحقيق في «ووترغيت».

تجمع أنصار ترمب خارج قاعة المحكمة في فورت بيرس بفلوريدا في 14 مارس 2024 (رويترز)

وشدّد فريق الادّعاء على توصيف الوثائق بأنها «رئاسية وليست شخصية»، دون التشكيك في ذلك. وأضاف أنه «حتى لو كان ترمب قد حولها من جانب واحد إلى ملفات شخصية عن طريق إخراجها من البيت الأبيض، كما يقول محاموه، فإن أمرا تنفيذيا وحده الذي كان يمكن أن يسمح له بالاحتفاظ بها».

وشدد المدعون على أن ترمب، بصفته رئيسا سابقا، كان عليه أن يفهم أهمية حماية الأمن القومي والأسرار العسكرية للبلاد، وأن الوثائق التي أخذها تضمنت معلومات حول القدرات الدفاعية والأسلحة للولايات المتحدة والدول الأجنبية؛ ووثائق تتعلق بالبرامج النووية الأمريكية؛ ونقاط الضعف المحتملة للولايات المتحدة وحلفائها أمام هجوم عسكري؛ وخطط الرد المحتمل على هجوم أجنبي. وقال سميث إنه لم يكن هناك تصريح يسمح لترمب بالاحتفاظ بهذه الوثائق في مارالاغو، وهو «ناد اجتماعي يرتاده آلاف الموظفين والأعضاء والزوار».


مقالات ذات صلة

ترمب يعيّن بام بوندي وزيرة للعدل

الولايات المتحدة​ أرشيفية لبام بوندي التي رشحها ترمب وزيرة للعدل (أ.ف.ب)

ترمب يعيّن بام بوندي وزيرة للعدل

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الخميس أنه اختار بام بوندي المقربة منه وعضو فريق الدفاع عنه خلال المحاكمة البرلمانية لتولي منصب وزيرة العدل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مات غايتز (أ.ف.ب)

انسحاب مات غايتز مرشح ترمب لوزارة العدل على خلفية تجاوزات أخلاقية

أعلن مرشّح الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، لتولي وزارة العدل، مات غايتز، الخميس، سحب ترشّحه لهذا المنصب بعدما واجهت تسميته معارضة واسعة.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سوتشي بروسيا 18 مايو 2018 (رويترز)

ماذا قالت ميركل في مذكراتها عن بوتين وترمب وأوكرانيا؟

بعد ثلاثة أعوام على تقاعدها عادت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل إلى الأضواء بكتاب مذكرات عن حياتها تحدثت فيه عن أوكرانيا وعلاقتها ببوتين وترمب

راغدة بهنام (برلين)
الولايات المتحدة​ رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو خلال مؤتمر صحافي في 9 أغسطس (أ.ف.ب)

إدارة بايدن تعترف بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيساً منتخباً

اعترفت الولايات المتحدة رسمياً بمرشح المعارضة الفنزويلية رئيساً منتخباً للبلاد، في محاولة لزيادة الضغوط على كاراكاس.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيفية/ رويترز)

واشنطن ترفض قرار «الجنائية الدولية» بحق نتنياهو وغالانت

أعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن رفض الولايات المتحدة، بشكل قاطع، قرار المحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الولايات المتحدة تؤكد أنها «لا تسعى إلى حرب» مع روسيا

لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
TT

الولايات المتحدة تؤكد أنها «لا تسعى إلى حرب» مع روسيا

لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)
لقطة من فيديو تظهر القصف الذي طال مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى روسي (أ.ب)

أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها "لا تسعى إلى حرب مع روسيا"، متهمة موسكو بـ"إثارة التصعيد" في أوكرانيا بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الصراع في هذا البلد اكتسب "عناصر ذات طابع عالمي".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن "روسيا هي من يتسبب بالتصعيد" في أوكرانيا، بينما تتهم موسكو واشنطن بتصعيد النزاع عبر السماح للجيش الأوكراني بقصف عمق الأراضي الروسية. وأضافت جان-بيار "التصعيد الأساسي يتمثل في أن روسيا تستعين ببلد آخر"، في إشارة إلى مشاركة جنود كوريين شماليين في قتال كييف.

من جهتها، أكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى صراع إقليمي أوسع" في أوروبا. وقالت "نحن لا نسعى إلى الحرب مع روسيا" ، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستواصل "تسليح أوكرانيا ودعمها".

وغداة تنفيذ أوكرانيا أولى ضرباتها على الأراضي الروسية مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية، قال بوتين الخميس إنّ "النزاع في أوكرانيا اكتسب عناصر ذات طابع عالمي". وحذّر من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية. وأعلن بوتين أنّ قواته قصفت أوكرانيا بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة منه إلى القصف الذي طال مدينة دنيبرو، ردا على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا.

وكانت روسيا قد حذّرت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاق الصاروخ، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين. وأكدت سينغ أن واشنطن "أُبلِغت قبل فترة وجيزة من إطلاق" روسيا للصاروخ، وذلك عبر "قنوات الحد من المخاطر النووية". وعندما سئلت عن تصريحات بوتين، أجابت سينغ "سنكون دائما قلقين حيال الخطاب الخطير" لموسكو وإزاء "إجراءات التصعيد".