المحقق الخاص في ممارسات بايدن يمْثل أمام الكونغرس

عُمر الرئيس الأميركي و«ذاكرته الضعيفة»... سلاح الجمهوريين

يمْثل المحقق الخاص روبرت هير أمام الكونغرس لمساءلته حول تقريره بشأن تعاطي بايدن مع وثائق سرية (أ.ف.ب)
يمْثل المحقق الخاص روبرت هير أمام الكونغرس لمساءلته حول تقريره بشأن تعاطي بايدن مع وثائق سرية (أ.ف.ب)
TT

المحقق الخاص في ممارسات بايدن يمْثل أمام الكونغرس

يمْثل المحقق الخاص روبرت هير أمام الكونغرس لمساءلته حول تقريره بشأن تعاطي بايدن مع وثائق سرية (أ.ف.ب)
يمْثل المحقق الخاص روبرت هير أمام الكونغرس لمساءلته حول تقريره بشأن تعاطي بايدن مع وثائق سرية (أ.ف.ب)

يعود عُمر الرئيس الأميركي جو بايدن، مجدداً إلى واجهة الأحداث في الولايات المتحدة، فلأول مرة منذ إصدار التقرير المتعلق بممارسات الرئيس الأميركي، يمْثل المحقق الخاص روبرت هير أمام الكونغرس في جلسة استماع مفتوحة لمساءلته حول تفاصيل تقريره.

ورغم أن هير لم يوصِ في تقريره بتوجيه أي تهم إلى بايدن، فإن سبب هذه الخطوة شكّل ضربة مؤلمة للرئيس الأميركي تتخطى توجيه أي تهم بحقه، إذ عزا هير السبب إلى أن بايدن «رجل مسنّ نيته صافية وذاكرته سيئة». وهذا ما ركز عليه الجمهوريون منذ إصدار التقرير قبل شهر تقريباً. فكبر سن بايدن هو السلاح الذي يستعمله الحزب الجمهوري في السباق الرئاسي المحتدم بينه وبين منافسه دونالد ترمب، لكنهم يرفضون في الوقت نفسه إعفاءه من أي تهم متعلقة بمشاركته معلومات سرّية بحجة كبر سنه، فيقول النائب الجمهوري بايرون دونالدز، إن «الذاكرة الضعيفة لا تُعفي من انتهاك قانون التجسس». وتابع دونالدز في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «كبر السن لا يحمي من أي انتهاكات متعلقة بقانون التجسس».

بايدن خلال خطاب حال الاتحاد في 7 مارس 2024 (إ.ب.أ)

خطاب حال الاتحاد سلاح بيد الديمقراطيين

لكنّ الديمقراطيين يرفضون هذه المقاربة وأي اتهامات متعلقة بعُمر بايدن والادعاءات بأنه لن يتمكن من أن يخدم ولاية ثانية في البيت الأبيض، وأتى خطاب حال الاتحاد ليدعم حججهم، إذ رأى كثيرون منهم أن أداء بايدن في الخطاب دحض كل الادعاءات المتعلقة بتراجع أدائه بسبب سنه المتقدمة، فقال النائب الديمقراطي تيد ليو مهاجماً المحقق الخاص بعد الخطاب: «الرئيس جو بايدن أظهر في خطاب حال الاتحاد بشكل مباشر أنه ذكي ونشيط وقوي. أتعلمون مَن ظهَر أبله وأداةً سياسية؟ د.روبرت هير».

كلمات لاذعة سيكررها الديمقراطيون في جلسة الاستماع المفتوحة التي تعقدها اللجنة القضائية في مجلس النواب، صباح يوم الثلاثاء، بتوقيت واشنطن، فيما سيعيد الجمهوريون حجتهم القائلة إن تقدم السن يجب ألا يكون عائقاً أمام توجيه التهم إلى بايدن، مكررين ما ورد في تقرير هير الذي قال إن بايدن «احتفظ عن عمد بوثائق سرية وكشف عنها خلال فترة خدمته نائباً للرئيس وعندما كان مواطناً عادياً»، منها وثائق تتعلق بأفغانستان.

يأتي هذا فيما تحتل قضية العمر مساحة واسعة من النقاش في موسم انتخابي حامٍ، إذ أصبحت القضية من أهم القضايا الانتخابية.

فحسب آخر استطلاعات الرأي، يرى 61 في المائة من الناخبين الذين دعموا بايدن في عام 2020 أن كبر سنه لن يُمكّنه من الخدمة في منصبه بشكل فعال، وذلك في استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع جامعة «سيينا».

ترمب مع النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا مارجوري غرين في حدث انتخابي 9 مارس 2024 (أ.ف.ب)

انتخابات جورجيا

وتتزامن جلسة الاستماع مع انتخابات جورجيا التمهيدية، الثلاثاء، حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لأول مرة منذ انسحاب نيكي هايلي، من السباق الرئاسي، لتصبح ساحة الصراع محدودة بين ترمب وبايدن.

وتشكل الولاية التي كانت حمراء بامتياز تحدياً كبيراً بالنسبة إلى الجمهوريين، فهي التي كلّفتهم الأغلبية في مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية، حيث صوّت الناخبون لصالح الديمقراطيين بعد موجة الانتقادات والاتهامات التي وجَّهها ترمب إلى الولاية حول وجود غش في الانتخابات، الأمر الذي عرّضه بالتالي إلى دعوى قضائية في مقاطعة فولتون في الولاية، بتهمة محاولة التدخل في نتيجة الانتخابات.

فقد فاز بايدن في عام 2020 في الولاية بفارق لم يتخطَّ الـ12 ألف صوت، مما دفع ترمب إلى الاتصال بمسؤول انتخابي في الولاية طالباً منه «العثور» على بضعة آلاف من الأصوات الإضافية، وقد جرى تسريب الاتصال الهاتفي المذكور.

ويسعى ترمب حالياً إلى استبعاد المدعية العامة في مقاطعة فولتون فاني ويليس من المحاكمة بسبب علاقة شخصية جمعتها بالمدعي الخاص الذي عيّنته للإشراف على القضية. ويتوقع أن يصدر قرار بهذا الشأن في الأيام المقبلة.


مقالات ذات صلة

بايدن سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا يوم الاثنين

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا يوم الاثنين

كشفت صحيفة «بوليتيكو» أن الرئيس الأميركي سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا، يوم الاثنين، حيث سيدعم تحديد فترات ولاية القضاة وقواعد أخلاقية قابلة للتنفيذ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن في المكتب البيضوي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

بايدن يأمر بـ«حماية» اللبنانيين من الإبعاد عن أميركا

أمر الرئيس جو بايدن بحماية اللبنانيين الموجودين على الأراضي الأميركية من خطر الإبعاد مدة تصل إلى 18 شهراً، فيما يؤثر على زهاء 12 ألف شخص، بينهم 1700 طالب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ غيّرت حملة ترمب استراتيجيتها لمواجهة هاريس (أ.ف.ب)

هاريس توحّد صفوف الديمقراطيين وتستعد لمواجهة «حتمية» مع ترمب

نجحت حملة كامالا هاريس في توحيد صفوف حزبها وحشد دعم واسع، لكن هل يستمر حماس الناخبين الديمقراطيين تجاهها؟ وما حظوظها في الفوز على دونالد ترمب؟

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في الغرفة الشرقية من البيت الأبيض في واشنطن في 5 أبريل 2022 (أ.ف.ب)

هاريس تقترب من انتزاع الترشيح الديمقراطي بعد تأييد أوباما

حظيت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، على تأييد الرئيس الأسبق باراك أوباما لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

ترمب لن يناظر هاريس قبل تثبيت الحزب الديمقراطي ترشيحها رسمياً

أعلنت الحملة الانتخابية لدونالد ترمب أن الرئيس الأميركي السابق يرفض في الوقت الراهن تحديد أيّ جدول زمني لمناظرة منافسته الديمقراطية المفترضة كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

لم تمض سوى أيام، على اختيار السيناتور عن ولاية أوهايو، جيمس دي فانس، نائباً للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، على بطاقة السباق الرئاسي، حتى بدأت الاعتراضات تتصاعد عن احتمال أن يكون هذا الاختيار خاطئاً؛ فقد أعرب العديد من أعضاء الحزب الجمهوري عن استيائهم منه، بعد انتشار مقاطع فيديو قديمة وثقت انتقاده من وصفهن بـ«نساء القطط»، في إشارة إلى نساء الحزب الديمقراطي. ونشرت العديد من الصحف الأميركية، بينها مجلة «بوليتيكو» وصحيفة «نيويورك تايمز»، تصريحات مسؤولين جمهوريين، ورسائل بريد إلكتروني ونصية، تشير إلى تحولاته السياسية من خصم قوي لترمب إلى نائب له، وتحولاته «الثقافية» بعد تأييده الحظر الذي فرضته ولاية أركنساس عام 2021 على الرعاية الصحية للمتحولين جنسياً.

نساء القطط

تقول مجلة «بوليتيكو»، إن فانس واجه أسبوعاً صعباً بعد انتشار تصريحات قديمة، يصف فيها نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، وديمقراطيات أخريات بأنهن «نساء قطط بلا أطفال»، ويقترح أن الآباء يجب أن «يتمتعوا بسلطة سياسية أكبر» ممن لا أطفال لهم.

دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضافت المجلة أن جمهوريين أعلنوا عن إحباطهم وقلقهم من تلك التصريحات (الحديثة نسبياً)، من بينهم المعلق المحافظ بن شابيرو الذي تساءل عما إذا كان يجب على ترمب اختيار فانس، قائلاً: «إذا كانت هناك آلة زمن، وإذا عاد الوقت أسبوعين إلى الوراء، فهل كان ترمب سيختار جي دي فانس مرة أخرى؟ أشك في ذلك».

وتساءل جمهوريون آخرون عما إذا كانت حملة ترمب قد توقعت حقاً الموجة العارمة من التعليقات القديمة للسيناتور فانس، وعمّا إذا كان انسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق، وحلول كامالا هاريس شبه المؤكد على بطاقة السباق، من شأنه أن يغير اختيار ترمب له؟

وقال الاستراتيجي الجمهوري من ولاية ويسكونسن، بيل مكوشين: «من بين الأشخاص الذين تم ذكرهم بوصفهم مرشحين محتملين لتولي منصب نائب ترمب، كان فانس أكبر مخاطرة، لأنه لم يتم اختباره على المستوى الوطني من قبل». وأضاف: «سنرى خلال الأيام الـ100 المقبلة كيف سيصمد تحت الأضواء الساطعة في الحملة الانتخابية».

دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية (أرشيفية - أ.ب)

لا يوجد جمهوري يدعمه

قال أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين إن هذه المخاوف لم تأت فقط من المنتقدين، متسائلاً: «اعثر لي على مسؤول منتخب علناً في مجلس الشيوخ يدعم جي دي فانس، غير السيناتور مايك لي».

وتأتي هذه التعليقات، فيما حملة هاريس تحطم أرقاماً قياسية في جمع التبرعات، وتقدمها في استطلاعات الرأي، مزيلة تفوق ترمب السابق. وفي ردها على تعليقات فانس، أصدرت حملة هاريس بياناً بعنوان «يوم سعيد للتلقيح الاصطناعي للجميع باستثناء جيه دي فانس».

ومنذ أن بدأت هاريس حملتها الانتخابية، بدأ الديمقراطيون في شن هجمات على فانس، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن هذه الهجمات بدأت تؤثر عليه. وقال محلل شبكة «سي إن إن»، هاري إنتن، إن فانس «حصل على نسبة تأييد (سالب 5 في المائة) في استطلاعات الرأي، وهو أقل من أي مرشح لمنصب نائب الرئيس في التاريخ».

وكانت شعبية فانس أقل بنحو 3 نقاط مئوية في استطلاعين للرأي أصدرتهما هذا الأسبوع صحيفة «نيويورك تايمز/كلية سيينا»، والإذاعة الوطنية «إن بي آر» مع «بي بي إس نيوز/ كلية ماريست»، حيث وجد الأخير أن 28 في المائة من الناخبين المسجلين لديهم وجهة نظر إيجابية لفانس، بينما نظر إليه 31 في المائة بشكل سلبي، و41 في المائة غير متأكدين أو لم يسمعوا عنه.

جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

المعركة تغيرت

يقول خبراء إن اختيار فانس جاء خلال مرحلة مختلفة تماماً من السباق الرئاسي، حين كانت المنافسة بين بايدن وترمب قبل أسبوع واحد فقط، كوسيلة لتنشيط قاعدة كانت بالفعل موحدة بقوة خلف ترمب بدلاً من استقطاب أي دوائر انتخابية جديدة.

وقال جوشوا نوفوتني، وهو استراتيجي جمهوري: «لم يكن فانس اختياراً سياسياً. لم يتم اختياره للحصول على أفضلية في بعض المجالات، بل تم اختياره كشخص يثق به ترمب، ويريد أن يخدم معه».

ورغم ذلك، يصر ترمب على أنه «لا يشعر بأي ندم» على اختياره لفانس. وقال لشبكة «فوكس نيوز»، الخميس، إنه لم يكن ليختار بشكل مختلف، حتى لو كان يعلم أن هاريس ستكون هي مرشحة الديمقراطيين.

ويخشى الجمهوريون من أن يؤدي التركيز على سجل فانس وتعليقاته اليمينية المتشددة، تجاه قضايا الإجهاض والمرأة والجندر والمتحولين جنسياً، إلى حرمانهم، ليس فقط من الفوز في انتخابات الرئاسة، بل خسارة سباقات مهمة في مجلسي الشيوخ والنواب أيضاً. وغني عن الذِّكْر أن المعارك الانتخابية تدور على الفوز فيما يسمى بالولايات المتأرجحة، وغالبيتها تضم ناخبين لا يحملون توجهات اجتماعية متشددة، وقد لا يكفي تحريضهم على قضايا الاقتصاد وأمن الحدود، للفوز بأصواتهم.