هل حسم ترمب الانتخابات التمهيدية الجمهورية؟

تكهّنات حول هوية «نائبه»... وانتقادات حادّة لبايدن حول الهجرة وغزة

ترمب في حدث انتخابي في نيو هامبشاير في 20 يناير 2024 (أ.ب)
ترمب في حدث انتخابي في نيو هامبشاير في 20 يناير 2024 (أ.ب)
TT

هل حسم ترمب الانتخابات التمهيدية الجمهورية؟

ترمب في حدث انتخابي في نيو هامبشاير في 20 يناير 2024 (أ.ب)
ترمب في حدث انتخابي في نيو هامبشاير في 20 يناير 2024 (أ.ب)

مع انجلاء غبار عاصفة نيو هامبشاير، بات من الواضح أن الرئيس السابق دونالد ترمب هو المرشح الجمهوري المفضل. ففوزه الساحق في أول ولايتين تعقدان انتخابات تمهيدية وتجمعات انتخابية، هو الثاني فقط منذ 50 عاماً لمرشح جمهوري، الأول كان للرئيس الجمهوري جيرالد فورد في عام 1976. واقع أتى ليثبت أن ترمب، ورغم كل المشاكل والقضايا المحيطة به، تحدى كالعادة التوقعات، ولا يزال الجمهوري المفضل لدى الأميركيين الذين أرسلوا رسائل واضحة لمنافسيه دفعتهم للانسحاب واحداً تلو آخر وإعلان الولاء للرئيس السابق.

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، ما إذا كان ترمب قد ضمن فعلياً ترشيح حزبه، وينظر في لائحة المرشحين لاستلام منصب نائب أو نائبة له، بالإضافة إلى استعدادات الرئيس الحالي جو بايدن لمواجهة الخصم الجمهوري.

ترمب يحيي مناصريه خارج محكمة نيويورك في 25 يناير 2024 (رويترز)

ترمب هو المرشح الجمهوري

يرى مدير مكتب صحيفة «ذي غارديان» البريطانية في واشنطن، ديفيد سميث، أن السباق لانتزاع ترشيح الحزب الجمهوري انتهى فعلياً بفوز دونالد ترمب، مشيراً إلى فوز ترمب في تجمع أيوا بفارق وصل إلى 30 في المائة وتفوقه في نيو هامبشاير بأكثر من 10 في المائة. وقال: «لقد مرّت عقود كثيرة على فوز مرشّح بهذه الطريقة من دون أن يتم ترشيحه عن حزبه»، متابعاً: «هل سيترجم ذلك في الانتخابات العامة بفوزه؟ هذه مسألة مختلفة جداً. لكن مما لا شك فيه أن الحزب الجمهوري هو حزب دونالد ترمب».

إلا أن الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية والمديرة السياسية لمنظمة «فوروارد ماجوريتي»، تشاينا ديكرسن، تخالف سميث الرأي، وترى أن المفاجآت لا تزال واردة. كما استبعدت انسحاب المرشحة الجمهورية نيكي هايلي المتبقية في السباق، فتقول: «نحن في زمن الانتخابات المعاصرة في هذه البلاد حيث من الممكن لأي شيء أن يحصل في أي وقت».

موقف يختلف معه مدير حملة ترمب السابق في ولاية أريزونا، براين سايتشيك، الذي يرى أن «السباق انتهى فعلياً». ويفسّر سايتشيك الأسباب عارضاً الفوارق الكبيرة بين القاعدتين الانتخابيتين في ولايتي أيوا ونيو هامبشاير، فيقول: «هناك نسبة أعلى بكثير من المسيحيين المحافظين في أيوا، بينما تعد نيو هامبشاير أكثر اعتدالاً، مع العلم أن هناك أيضاً ناخبين مستقلين وديمقراطيين فيها، والواقع هو أن ترمب فاز في الولايتين... سواء أعجبنا الأمر أم لا».

ويرى سايتشيك أن الدعاوى القضائية التي يواجهها ترمب في المحاكم أسهمت في دفع الناخب الجمهوري إلى دعمه والتعاطف معه، وهو أمر يوافق معه سميث الذي أشار إلى أنه، في بداية السباق، بدا وكأن الحزب الجمهوري «أصبح مستعداً للابتعاد عن ترمب»، لكن أداء المرشحين الجمهوريين «الضعيف»، وتقدّم ترمب في استطلاعات الرأي مقابل بايدن، بالإضافة إلى قضايا المحاكم «زادت من حدة حملته» وأمّنت له الفوز.

متظاهرون معارضون لموقف بايدن حيال إسرائيل أمام البيت الأبيض في 13 يناير 2024 (أ.ف.ب)

نقاط ضعف بايدن

تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الهجرة تتصدر لائحة اهتمامات الناخب الجمهوري، كما أن السياسة الخارجية باتت تشكل عاملاً أساسياً في الانتخابات على خلاف الأعوام الماضية. ويؤكد سايتشيك أنه إذا ما استمر ملف الهجرة على حاله مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، «فهذا سيشكل مشكلة كبيرة لجو بايدن». ويشير إلى أن ترمب يظهر «صرامة» في مسألة الهجرة، بينما يظهر بايدن بمظهر «الضعيف جداً» فيما يتعلق بالحدود. ويضيف: «بالطبع هذه مسألة تعود بالفائدة على ترمب والحزب الجمهوري، فكلما زاد التركيز على مسألة الحدود، ساءت الأمور بالنسبة إلى جو بايدن».

وفي هذا السياق، يرى سميث أن الاستراتيجية الجمهورية ستتمحور، في الأيام والأشهر المقبلة، حول محاولة عرقلة أي مساعٍ في الكونغرس لحل أزمة الحدود، رغم المفاوضات الجارية بين الحزبين لمحاولة التوصل إلى تسوية. وأشار إلى صعوبة حل أي قضية خلال العام الانتخابي، مضيفاً: «هناك الكثير من الديمقراطيين الذين سيتهمون الجمهوريين بوقف إصلاح ملف الهجرة عن قصد، لأن ذلك يصب في مصلحتهم السياسية».

ولا يتوقف الأمر عند ملف الهجرة، إذ يبدو أن شعبية بايدن في تدهور مستمر بسبب سياساته الخارجية خاصة تجاه إسرائيل وأوكرانيا، مع تراجع دعم الأميركيين للحرب هناك. وتقول ديكرسن: «ملف الهجرة لا يُقارن بما يجري في إسرائيل وفلسطين، ومساعدة الولايات المتحدة لأوكرانيا... فلأول مرة منذ وقت طويل، أعتقد أن هذه الانتخابات ستتمحور حول المسائل الدولية، لذا يتوجب على الديمقراطيين السيطرة على ذلك». وتضيف ديكرسن، محذرة: «بايدن لا يتمتع بأي شعبية بسبب مواقفه حيال إسرائيل وفي أوكرانيا وعلى الحدود..».

أميركية داعمة لوقف إطلاق النار في غزة تقاطع خطاب بايدن في فيرجينيا في 23 يناير (أ.ف.ب)

ويتحدث سميث عن ازدياد اهتمام الأميركيين بالسياسة الخارجية، مشيراً إلى أن تراجع شعبية بايدن بدأ مع «الانسحاب الفاشل من أفغانستان، ويبدو أنه لم يتخطَّ ذلك حتى الآن»، على حد قوله. ويؤكد سميث أن الانقسام الحاد حول غزة وأوكرانيا «سيكلّفه أصوات الشباب وغير البيض»، مضيفاً: «لاحظنا ازدياد المقاطعة من متظاهرين اتهموا بايدن بأنه مجرم حرب بسبب دعمه الشديد لإسرائيل وتجاهل الكارثة الإنسانية في غزة، وهذا قد يكلّفه في الانتخابات».

ويفسّر سميث أن دخول مرشح من حزب ثالث في الانتخابات من داعمي وقف إطلاق النار مثلاً، من شأنه أن يسلب أصواتاً من بايدن، مذكّراً بأن النتيجة ستحسم بحسب نظام المجمع الانتخابي، وليس الأصوات الشعبية بهوامش ضيقة في نحو 6 ولايات متأرجحة.

وتذكر ديكرسن في هذا الإطار أهمية ولاية ميشيغن، حيث يواجه بايدن معارضة متزايدة من قبل داعميه السابقين بسبب موقفه من حرب غزة، واتهامات بأنه «مجرم حرب»، لكنها أيضاً تذكر أن الناخبين في ولايات أخرى سينظرون إلى الإنفاق الأميركي الهائل على أوكرانيا وإسرائيل، وتأثيره على السياسات الداخلية. وتقول: «صحيح أن السياسية الخارجية لا تتمتع عادة بشعبية كافية لكي تُحدث فارقاً في الانتخابات الرئاسية، لكنها بدأت تؤثر على السياسات الداخلية».

النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك من أبرز المرشحين لمنصب نائب ترمب (رويترز)

مَن سيختار ترمب نائباً؟

ومع اقتراب ترمب من انتزاع ترشيح حزبه، تزداد التكهنات حول خياراته لمنصب نائب الرئيس. وبينما يتكرر اسم النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك، رجّح سميث أن يختار ترمب امرأة على بطاقته، وذلك «بسبب حاجته لاستقطاب الناخبين المستقلين في الضواحي». ويفسّر سميث: «لدى ترمب مشكلة مع الكثير من النساء بسبب الصورة التي يعكسها، حيث عدّته محكمة مذنباً بتهمة الاعتداء الجنسي، بالإضافة إلى الأمور التي قالها وقام بها على مر السنوات... هذا يشكل إحباطاً كبيراً لملايين النساء الأميركيات. لذا، مع وجود نائبة له قد تتغير صورته إلى حد ما».

ويستبعد سميث أن يختار ترمب هايلي نائبة له، مشيراً إلى الفوارق الكبيرة في مواقفهما المتعلقة بالسياسة الخارجية. ويضيف أن الاحتمال الآخر هو أن يختار شخصاً من غير البيض، كالسيناتور تيم سكوت من كارولاينا الجنوبية، وهو الجمهوري الوحيد في مجلس الشيوخ من أصول أفريقية.

ورغم حظوظ ستيفانيك العالية في انتزاع المنصب، يذكر سايتشيك خيارات أخرى مثل حاكمة ولاية داكوتا الشمالية كريستي نويم، وهي من الداعمين الشرسين لترمب، بالإضافة إلى النائب الجمهوري من أصول أفريقية بايرون دونالدز المعروف بولائه للرئيس السابق، لكن سايتشيك الذي عمل إلى جانب ترمب لفترة طويلة يحذّر: «تذكروا أن هذا ترمب، لا يمكننا أن نجزم خياراته... فهناك دائماً احتمال حصول أمر غير وارد».


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

المشرق العربي جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)

البيت الأبيض: التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة لا يزال ممكناً

قال البيت الأبيض إن المحادثات وجهاً لوجه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل تحرير الرهائن انتهت دون التوصل إلى اتفاق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
أوروبا متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)

زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، عن «معارك عنيفة» على «طول خط الجبهة»، فيما أكدت واشنطن ثقتها بالجيش الأوكراني.

«الشرق الأوسط» (كييف - واشنطن)
الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي الأميركي جون كيربي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، 6 مايو 2024 (أ.ف.ب)

البيت الأبيض: عملية كبرى في رفح لن تحقق هدف هزيمة «حماس»

قال المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي إن قيام إسرائيل بعملية كبرى في رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب إلحاق الهزيمة بحركة "حماس" في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب وجونسون خلال مؤتمر صحافي في فلوريدا 12 أبريل (أ.ف.ب)

ترمب يتدخل لدعم رئيس مجلس النواب أمام دعوات لإقالته

كبحت مارجوري تايلور غرين جماح سعيها لعزل رئيس مجلس النواب بعد أن طلب منها ترمب التراجع، محذّراً من تداعيات الصراع الجمهوري الداخلي على الانتخابات.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جونسون يتحدث مع الصحافيين في الكونغرس 30 أبريل 2024 (أ.ب)

«النواب» الأميركي يصوّت هذا الأسبوع لتنحية رئيسه

تهديدات النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين بالإطاحة برئيس المجلس الجمهوري مايك جونسون ستبصر النور هذا الأسبوع، مع توعدها بطرح القضية على التصويت في المجلس.

رنا أبتر (واشنطن)

شاهد... ترمب يقرأ كلمات أغنية «الثعبان» في حديثه عن المهاجرين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

شاهد... ترمب يقرأ كلمات أغنية «الثعبان» في حديثه عن المهاجرين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

قرأ الرئيس السابق دونالد ترمب المرشح لخوض السباق إلى البيت الأبيض، كلمات أغنية قال إنها تشبّه المهاجرين بثعبان، وذلك خلال تجمع انتخابي في نيوجيرزي، أمس (السبت).

وخاطب المرشح الجمهوري أنصاراً له تجمعوا في وايلدوود في واحد من أول تجمعات حملته الانتخابية منذ بدء محاكمته الجنائية في نيويورك، قائلاً: «إنها أغنية تسمى (الثعبان) وتتحدث عن الهجرة غير الشرعية ومدى غباء ما نفعله الآن».

وتحكي كلمات الأغنية التي تلاها ترمب قصة امرأة تهتم بثعبان ضعيف عثرت عليه قبل أن تموت مسمومة بلدغة منه. وعدّ ترمب أن «هذه هي قصة بلدنا»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أغنية «الثعبان» كتبها أميركي من أصل أفريقي ناشط في مجال الحقوق المدنية، ولاقت شهرة من خلال مغني السول آل ويلسون عام 1968. وهي لا تتحدث عن الهجرة، لكن ترمب يستخدم كلماتها بانتظام، وقد فعل ذلك أول مرة عام 2016.

والرئيس الجمهوري السابق الذي سيواجه الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، يستخدم خطاباً عنيفاً بشكل مزداد تجاه المهاجرين في الولايات المتحدة.

وقبل بضعة أشهر قال الجمهوري إن المهاجرين «يسمّمون دم» الولايات المتحدة، وهي تصريحات قوبلت بسيل من الانتقادات. واتهمه فريق حملة بايدن بتقليد أدولف هتلر.

وخلال حملته الرئاسية الأولى عام 2015، أثار ترمب صدمة بسبب تصريحات له حول المهاجرين غير الشرعيين الذين وصفهم بأنهم «مغتصبون».

ثم وعد ببناء جدار ضخم على الحدود البالغ طولها 3 آلاف كيلومتر مع المكسيك، لمنع المهاجرين من دخول الأراضي الأميركية وهو مشروع لم ينجز.


الجيش الأميركي يعلن تدمير 3 مسيّرات أطلقها الحوثيون باتجاه البحر الأحمر

أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)
أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)
TT

الجيش الأميركي يعلن تدمير 3 مسيّرات أطلقها الحوثيون باتجاه البحر الأحمر

أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)
أرشيفية لإطلاق صاروخ توماهوك من مدمرة أميركية في البحر الأبيض المتوسط (ا.ب)

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الأحد)، إن طائرة مسيرة أطلقت من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه خليج عدن يوم أمس، مضيفة أنه لم ترد بلاغات من التحالف الأميركي أو السفن التجارية بخصوص إصابات أو أضرار.

وفي وقت لاحق ذكرت القيادة المركزية أنها دمرت ثلاث طائرات مسيرة أطلقت من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن باتجاه البحر الأحمر.


بارون ترمب ينسحب من نشاطه الأول في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بارون ترمب ينسحب من نشاطه الأول في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)

انسحب بارون ترمب، أصغر أبناء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، من أول ظهور سياسي مقرر له بصفته مندوباً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يُعقد في يوليو (تموز).

وتصدر بارون (18 عاماً) الذي كان بعيداً عن عيون العامة، عناوين الأخبار العالمية هذا الأسبوع، عندما بدا أنه سيكون أحدث عضو في عائلة ترمب يدخل الساحة السياسية. لكنّ بياناً صادراً عن مكتب والدته ميلانيا، الزوجة الثالثة للرئيس السابق، سرعان ما وضع حداً لمخطط المؤتمر. وجاء في البيان: «بينما يتشرف بارون باختياره مندوباً من جانب الحزب الجمهوري في فلوريدا، فإنه يرفض بأسف المشاركة بسبب التزامات سابقة».

ومع غياب بارون، تتجه الأنظار إلى إيفانكا ابنة ترمب، التي شغلت منصباً استشارياً كبيراً في البيت الأبيض والتي لم تؤكد مشاركتها في المؤتمر حتى اليوم.


بايدن: وقف إطلاق النار بغزة ممكن «غداً» إذا أفرجت «حماس» عن الرهائن

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن: وقف إطلاق النار بغزة ممكن «غداً» إذا أفرجت «حماس» عن الرهائن

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم (السبت)، أنّ وقف إطلاق النار ممكن «غداً» في الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» إذا أفرجت الحركة الفلسطينية عن الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وخلال حفل لجمع التبرّعات أقيم خارج سياتل في منزل مدير تنفيذي سابق في شركة «مايكروسوفت»، قال بايدن بعد أن تجنّب الخوض في هذا الموضوع في ثلاث مناسبات مماثلة (الجمعة)، إنّه «إذا أطلقت (حماس) سراح الرهائن فسيكون هناك وقف لإطلاق النار غداً».


ترمب: لا أفكر في نيكي هايلي لمنصب نائب الرئيس

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
TT

ترمب: لا أفكر في نيكي هايلي لمنصب نائب الرئيس

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)

أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المرشح مجدداً للبيت الأبيض، السبت، أن منافسته الجمهورية السابقة نيكي هايلي ليست من بين الأشخاص الذين يفكر فيهم لمنصب نائب الرئيس.

وتكثر التكهنات حول من سيرشح الجمهوري السبعيني لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) التي سيخوضها ضد الديمقراطي جو بايدن.

ومن بين الأسماء الأكثر تداولاً: السيناتوران تيم سكوت وجيه دي فانس، والنائبة عن نيويورك إليز ستيفانيك، لكن بعض التقارير ذكرت أيضاً اسم نيكي هايلي، آخر منافسيه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

وقال المرشح الجمهوري، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تروث سوشال»: «نيكي هايلي ليست من الأشخاص الذين أفكر فيهم لمنصب نائب الرئيس». مضيفاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لكنني أتمنى لها كل السعادة في العالم».

كان اختيار نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، سيكون مفاجئاً، لكن الحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية تحظى بشعبية لدى الناخبين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين، وهي الأصوات التي قد يسحبها جو بايدن من دونالد ترمب.

وترفض أوساط دونالد ترمب تقديم تفاصيل حول الصفات التي يعتمدها المرشح السبعيني في اختيار نائبه.

وقال أحد مستشاريه: «أي شخص يدعي أنه يعرف من أو متى سيختار الرئيس ترمب نائبه فهو يكذب... ما لم يكن اسم هذا الشخص هو دونالد ترمب».


125 إعصاراً يضرب 22 ولاية أميركية بأقل من أسبوع

سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)
سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)
TT

125 إعصاراً يضرب 22 ولاية أميركية بأقل من أسبوع

سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)
سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)

ذكر تقرير إخباري أن 125 إعصاراً على الأقل ضربت 22 ولاية أميركية منذ الاثنين الماضي، بينما استمر الطقس السيئ حتى الجمعة بالتوقيت المحلي، في اجتياح أجزاء من الجنوب.

وكان هناك أكثر من 1400 تقرير، منذ الاثنين الماضي، بشأن سوء الأحوال الجوية بشكل عام، بما في ذلك أعاصير ورياح وبرد - من السهول والغرب الأوسط إلى الجنوب الشرقي، طبقاً لما ذكرته شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية الأميركية، الجمعة.

والجمعة، اجتاحت عواصف رعدية شديدة أجزاء من ولايتي جورجيا وفلوريدا. وجرى إصدار تحذير من هبوب إعصار، في مدينة تالاهاسي في مقاطعة ليون، صباح الجمعة، طبقاً لما ذكرته خدمة الأرصاد الجوية الوطنية.

وتوفيت امرأة في مدينة تالاهاسي بعد سقوط شجرة على منزل أسرتها، الجمعة، طبقاً لما ذكره مكتب عمدة مقاطعة ليون.

رجل يزيل متعلقاته من منزله المتضرر من العاصفة على طول بلاكبيرن لين (أ.ب)

وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 142 ألف شخص، في ولاية فلوريدا، مساء الجمعة، وكان 3 أشخاص قد لقوا حتفهم بسبب العواصف، يوم الأربعاء الماضي.

كما لقي 4 أشخاص على الأقل، حتفهم الشهر الماضي وذلك بعدما ضربت عدة أعاصير شديدة ولاية أوكلاهوما الواقعة في جنوب وسط الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكره حاكم الولاية كيفن ستيت في مؤتمر صحافي.

وكانت العشرات من الأعاصير قد بدأت تجتاح منطقة الغرب الأوسط الأميركية، وسوَّت أحياءً بأكملها بالأرض، لا سيما في مدينة أوماها وما حولها بولاية نبراسكا في 26 أبريل (نيسان) الماضي.

كان إعصار إيان الذي الذي ضرب الولايات المتحدة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قد قتل 100 شخص؛ ما يجعله ثالث أكثر الأعاصير فتكاً التي تضرب البر الرئيسي الأميركي خلال عقد من الزمان.


بارون ترمب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بارون ترمب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)

انسحب بارون ترمب، أصغر أبناء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، من أول ظهور سياسي مقرر له بصفته مندوباً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يُعقد في يوليو (تموز).

وتصدر بارون (18 عاماً) الذي كان بعيداً عن عيون العامة عناوين الأخبار العالمية هذا الأسبوع، عندما بدا أنه سيكون أحدث عضو في عائلة ترمب يدخل الساحة السياسية. لكنّ بياناً صادراً عن مكتب والدته ميلانيا، الزوجة الثالثة للرئيس السابق، سرعان ما وضع حداً لمخطط المؤتمر. وقال البيان: «بينما يتشرف بارون باختياره مندوباً من جانب الحزب الجمهوري في فلوريدا، فإنه يرفض بأسف المشاركة بسبب التزامات سابقة».

ترمب مع زوجته ميلانيا في فلوريدا (أرشيفية - أ.ب)

اعتذار بارون

سيشهد المؤتمر في ميلووكي تتويج ترمب رسمياً منافساً جمهورياً للرئيس الديمقراطي جو بايدن، حيث يقوم مندوبو كل ولاية بتسمية مرشحهم لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وكان رئيس الحزب الجمهوري في فلوريدا، إيفان باور، قد أكد، الأربعاء، انضمام بارون إلى أشقائه دونالد جونيور وإريك وتيفاني بوصفهم جزءاً من وفد فلوريدا الذي يشمل 41 مندوباً.

بارون ترمب يقف في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في اليوم الرابع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في واشنطن 27 أغسطس 2020 (أ.ب)

وبعد اعتذار بارون، الذي سيتخرج في المدرسة الثانوية الأسبوع المقبل وعاش في البيت الأبيض عندما كان والده رئيساً، تساءل مراقبون عما إذا كان سيحضر المؤتمر الذي سيعقد في الفترة من 15 إلى 18 يوليو في ميلووكي بولاية ويسكونسن. وكان من اللافت، الأسبوع الماضي، موافقة القاضي المشرف على محاكمة دونالد ترمب في نيويورك، تعليق جلسات يوم 17 مايو (أيار)، حتى يتمكن الرئيس السابق من حضور حفل تخرج ابنه.

وفي حديثه عن نجله الأصغر، قال ترمب في مقابلة الجمعة: «إنه طالب عظيم، وهو يحب السياسة». وأضاف مازحاً: «يقول لي أحيانا: هذا ما ينبغي لك فعله (في قضية ما) يا والدي».

هل تغيب إيفانكا؟

ومع غياب بارون، تتجه الأنظار إلى إيفانكا التي لم تؤكد مشاركتها في المؤتمر حتى اليوم.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (في الوسط) وابنته إيفانكا وابنه دونالد ترمب جونيور يشقون طريقهم إلى طائرة الرئاسة (أ.ف.ب)

وكانت إيفانكا ترمب، التي شغلت منصباً استشارياً كبيراً في البيت الأبيض بمعية زوجها جاريد كوشنر خلال ولاية والدها، قد أكدت علنا أنها لن تكون جزءاً من حملة إعادة انتخاب الرئيس السابق.

أما ميلانيا، وهي زوجة ترمب الثالثة، فاكتفت بالمشاركة في المناسبات السياسية التي استضافها ترمب في منتجع مارالاغو في بالم بيتش، لكنها لم تنضم إلى الرئيس السابق في الحملة الانتخابية أو في محاكمته الجنائية الجارية في نيويورك.


واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية بغزة

امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
TT

واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية بغزة

امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)

انتقد تقرير لوزارة الخارجية الأميركية، طريقة استخدام إسرائيل للأسلحة الأميركية في حرب غزة، لكنه لم يجد أدلة كافية على وجود انتهاكات من اجل تعليق الشحنات.

وقال التقرير إنه «كان منطقياً التقييم» بأن إسرائيل «استخدمت أسلحة بطرق لا تتفق مع القانون الإنساني الدولي»، لكن الولايات المتحدة لم تتمكن من التوصل إلى «نتائج قاطعة».

وأدى نقاش بشأن التقرير في وزارة الخارجية إلى إرجاء إصداره لأيام عدة، قبل ان يُنشر أخيراً بعد التهديد العلني للرئيس جو بايدن، بحجب بعض القنابل وقذائف المدفعية عن إسرائيل إذا مضت قدماً في هجومها على مدينة رفح المكتظة.

ولا يؤثر التقرير في هذا القرار، حيث أعاد البيت الأبيض الجمعة تأكيد شعوره بالقلق إزاء عملية عسكرية إسرائيلية ضد رفح حيث لجأ نحو 1,4 مليون فلسطيني.

وفي رد على منتقدين للحرب في غزة داخل حزبه الديموقراطي، كان بايدن قد أصدر في فبراير (شباط) مذكرة تعرف باسم «أم أس أم-20» تطلب من الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية أميركية تقديم ضمانات «ذات صدقية وجديرة بالثقة» بأنها تلتزم قوانين حقوق الإنسان.

وقدمت ضمانات للولايات المتحدة و«حددت عدداً من الإجراءات لضمان الامتثال تم تضمينها في جميع مستويات صنع القرار في قواتها العسكرية»، وفق ما جاء في النسخة العامة من التقرير الذي تم تقديمه إلى الكونغرس.

وأضاف التقرير أن «طبيعة النزاع في غزة تجعل من الصعب تقييم الحوادث الفردية أو التوصل إلى نتائج حاسمة بشأنها».

وتابع التقرير «مع ذلك، ونظراً لاعتماد إسرائيل الكبير على مواد دفاعية أميركية الصنع، من المنطقي التقييم بأن المواد الدفاعية المشمولة بمذكرة +أن أس أم-20+ تم استخدامها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول ) في حالات لا تتفق مع التزاماتها بالقانون الإنساني الدولي أو مع أفضل الممارسات المعمول بها للتخفيف من الأضرار»، في إشارة إلى القانون الإنساني الدولي.

وأشار التقرير أيضاً إلى أنه رغم امتلاك القوات الإسرائيلية «المعرفة والخبرة والأدوات لتقليل الضرر، فإن النتائج على الأرض، بما في ذلك المستويات العالية من الضحايا المدنيين، تثير تساؤلات جوهرية حول ما إذا كان جيش الدفاع الإسرائيلي يستخدمها بشكل فعال في جميع الحالات».

ولكن على الرغم من بعض «المخاوف الجدية»، أفاد التقرير بأن جميع الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية أميركية قدمت ضمانات ذات صدقية وموثوقة بما يكفي «للسماح بمواصلة تقديم المواد الدفاعية المشمولة بموجب أن أس أم-20».

ووصف مسؤول أميركي التقرير بأنه مجرد لمحة سريعة، قائلاً إن وزارة الخارجية لا تزال تراقب استخدام الأسلحة.

والدول الأخرى التي يغطيها التقرير باعتبار أنها تلقت مساعدات عسكرية أميركية هي كولومبيا والعراق وكينيا ونيجيريا والصومال وأوكرانيا.


الانتخابات الأميركية: ترمب وبايدن يحشدان لـ«معركة 6 أشهر»

تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)
تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)
TT

الانتخابات الأميركية: ترمب وبايدن يحشدان لـ«معركة 6 أشهر»

تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)
تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)

6 أشهر تفصل الولايات المتحدة عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية، تحتدم خلالها المواجهة بين المتنافسين الأساسيين الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترمب، فاستطلاعات الرأي تُظهر تقارباً حاداً بين المرشحين في قضايا أساسية تهم الناخب الأميركي، في إشارة إلى سباق محموم قد تحسم فيه النتيجة بفارق ضئيل من شأنه أن يعزز الانقسامات الموجودة في الشارع الأميركي والكونغرس، وأن يتسبب بتكرار سيناريو رفض نتائج الانتخابات.

وبالتزامن مع السباق، تأتي محاكمة ترمب في نيويورك مصحوبة بعاصفة «ستورمي دانيالز» لتصب الزيت على نار التجاذبات الحزبية، التي بلغت ذروتها في تهديد جديد بعزل رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، دلالات أرقام الاستطلاعات وتلويح الرئيس السابق باحتمال رفضه نتائج الانتخابات في حال فوز بايدن، بالإضافة إلى الانقسامات الحزبية مع عودة قضية عزل رئيس مجلس النواب إلى الواجهة.

بايدن في حدث انتخابي بويسكنسن في 2 مايو 2024 (رويترز)

استطلاعات الرأي والسباق المتقارب

تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقارباً في شعبية ترمب وبايدن، وتأرجحاً في مواقف الناخب الأميركي من ملفات جوهرية كالاقتصاد والهجرة والدفاع عن الديمقراطية، ما يدل على سابق متقارب للغاية بين المرشحين.

وتقول لورن بيلور، المديرة المساعدة في جمعية «بروسبيرتي ناو» إن هذه الأرقام لا تفاجئها، لأنها تظهر أن «النتيجة تتغير باستمرار»، مشيرة إلى أنه سيكون هناك مزيد من الاستطلاعات المماثلة التي «لا تُشكّل مؤشراً دقيقاً في هذه المرحلة، لكنها ستلعب دوراً في تحديد الثغرات التي ينبغي التطرّق إليها في دورة الانتخابات حتى نوفمبر». وتضيف بيلور أن «الأرقام لا تفاجئني أبداً مع موقف إدارة بايدن الأخير فيما يتعلّق بإسرائيل وفلسطين؛ فهذا سيلعب دوراً كبيراً وأساسياً في المعركة الانتخابية».

أنصار ترمب في مواجهة مع شرطة الكابيتول في 6 يناير 2021 (أ.ب)

ومن ناحيته، يتحدث دانيال ليبمان، مراسل البيت الأبيض في صحيفة «بوليتيكو»، عن اهتمام الناخب الأميركي بقضية حماية الديمقراطية التي يتعادل فيها كل من ترمب وبايدن، وفق استطلاع لشبكة «إي بي سي» بالتعاون مع «إبسوس»، وقال إن «الديمقراطيين والجمهوريين مهتمون بالقضية لأسباب مختلفة؛ فالديمقراطيون يخشون من أن عودة ترمب إلى الرئاسة ستعني نهاية الديمقراطية، أما الجمهوريون فيشككون بـ(نزاهة الانتخابات)، وهم لا يعتقدون أن جو بايدن رئيس شرعي».

لكن هال لامبرت، العضو السابق في لجنة تنصيب ترمب، يرى أن الملفين الأساسيين اللذين يُهمّان الناخب الأميركي هما الاقتصاد والهجرة، مشيراً إلى عدم رضا الناخب عن أداء بايدن فيهما، وهو «أمر كارثي» بالنسبة للرئيس الأميركي. وأضاف لامبرت: «سيُحسم السباق في الولايات الست المتأرجحة، وهي أريزونا ونيفادا وويسكونسن وميتشيغان وبنسلفانيا ونيوهامبشير».

ويشير لامبرت إلى أن الديمقراطيين يسعون لتسليط الضوء على قضية الإجهاض، «لكن ذلك لا يصبّ في مصلحتهم، لأن هناك أحداثاً كثيرة في الشرق الأوسط أو متعلقة بالاقتصاد». ويرى لامبرت أن بايدن «يائس»، إذ يسعى لـ«شراء أصوات» الناخبين دون الثلاثين من العمر من خلال العفو عن القروض الطلابية. وأضاف: «إذا نظرنا إلى قاعدته، التي لا تدعمه في قضية إسرائيل وفلسطين، نراه يتأرجح في مواقفه، ويتخذ قرارات مختلفة كل يوم لأن قاعدته لا تدعمه في هذه القضية».

ومن ناحيته، يرى ليبمان أن مشكلة بايدن الأساسية في جذب الناخبين تتعلق بأدائه، مشيراً إلى أنه «غير واثق بنفسه، ويتلعثم، كما أنه لا يشارك في فعاليات كثيرة». كما تحدث عن تأثير حرب غزة الكبير على الفعاليات الانتخابية، قائلاً: «لقد اضطر فريق بايدن إلى تقليص الفعاليات بسبب الاحتجاجات الموالية لفلسطين. (...) فنقلوا المناسبات إلى أماكن أصغر، وهذا يؤدي إلى عدم الوصول إلى أغلبية الناخبين المتأرجحين». كما ذكر ليبمان نقطة اختلاف مهمة بين انتخابات 2020 وانتخابات هذا العام، حيث كانت عملية التصويت أسهل في الانتخابات السابقة بسبب جائحة «كورونا»، إذ تمكّن الأميركيون من التصويت من منازلهم، بينما هذا العام سيتوجب عليهم التوجه إلى صناديق الاقتراع، الأمر الذي قد يدفع البعض لعدم التصويت.

ترمب خلال محاكمته في قضية «اموال الصمت» في 9 مايو 2024 (رويترز)

ترمب: محاكمات وتهديدات

بالتزامن مع السباق الانتخابي، يمثل ترمب أمام محكمة نيويورك في قضية «أموال الصمت»، ويغيب عن الأحداث الانتخابية. لكن هذا لم يؤثر في آراء مناصريه. وتشير بلور إلى أن قاعدة ترمب الانتخابية لن تتأثر مهما كانت القضايا التي يواجهها، مشددة على أهمية أن يرسم الحزب الديمقراطي استراتيجية واضحة للتعامل مع المسألة.

ويرى ليبمان أن سبب دعم قاعدة ترمب إياه بمواجهة القضايا المختلفة يعود إلى أن هذه القاعدة ترى أنه «يعامل بطريقة غير منصفة، وقد بدأ ذلك منذ اللحظة التي انتخب فيها مع قضية التواطؤ مع روسيا». ويشير ليبمان إلى أن محاكمة «أموال الصمت» تساعد ترمب كذلك في استقطاب المستقلين، وهي فئة انتخابية ستحسم نتيجة الانتخابات. ويُفسّر قائلاً: «من خلال تغطية المحاكمة، يرى هؤلاء أنها قضية غريبة وغير منصفة وسياسية، لذا لا أعتقد أن ذلك يساعد الديمقراطيين، بل يؤذيهم مع المستقلين».

أنصار ترمب في مواجهة مع شرطة الكابيتول في 6 يناير 2021 (أ.ب)

ولم يمنع انشغال ترمب بالمحاكمة من تلويحه باحتمال رفض نتائج الانتخابات في حال فوز بايدن، ما أثار مخاوف من اندلاع أعمال عنف مشابهة لأحداث السادس من يناير (كانون الثاني) لدى اقتحام الكابيتول. لكن ليبمان رأى أنه رغم الاحتمالات الكبيرة بعدم اعتراف ترمب بنتائج الانتخابات، فإن ذلك لن يؤدي إلى تكرار أحداث السادس من يناير. ويُفسّر: «لقد دُمرت حياة داعمي ترمب الذين دخلوا الكابيتول بطريقة غير شرعية، وواجهوا المحاكم جراء ذلك. بعضهم دخل السجن وخسروا وظائفهم وعائلاتهم؛ لذا لا يمكنني أن أتخيل أن هناك العديد من داعمي ترمب يفكرون بأن مساعيهم نجحت بالفعل في المرة السابقة».

انتخابات تشريعية وانقسامات حزبية

بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، تشهد الولايات المتحدة انتخابات تشريعية يسعى فيها الديمقراطيون والجمهوريون لانتزاع الأغلبية في مجلسي الكونغرس الذي يعيش حالياً انقسامات عميقة أدّت إلى إعادة إحياء مساعي عزل رئيس مجلس النواب مايك جونسون من قبل النائبة الجمهورية المناصرة لترمب مارجوري تايلور غرين.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون برفقة ترمب في مارلاغو في 12 أبريل 2024 (أ.ب)

وأعرب لامبرت عن مفاجأته من إصرار غرين على المضي قدماً بمساعي العزل، رغم إعلان ترمب دعمه لجونسون ومعارضته لمساعيها، مشيراً إلى أن الحزب الجمهوري قد تنفس الصعداء بعد فشل مساعي غرين، وانضمام الديمقراطيين إلى صفوفهم. وأضاف: «سنرى ما سيحدث في انتخابات نوفمبر. فإذا استطاع الجمهوريون الفوز بمقاعد إضافية في مجلس النواب وفاز ترمب، فإنه يمكن حينها إعادة النظر في رئيس المجلس، لكن برأيي لم يكن هذا الوقت المناسب».

وأشار ليبمان إلى أن الحزب الجمهوري «قلق حيال سلوك غرين في محاولتها لإثارة الفوضى». وأضاف: «الأمر المثير للاهتمام هنا هو أن الديمقراطيين دعموا جونسون، بينما لم يساعدوا سلفه كيفن مكارثي عندما تمت الإطاحة به؛ فالحزب الديمقراطي لديه علاقة جيدة مع جونسون، إذ إنه أمّن المساعدات لأوكرانيا ولإسرائيل والمساعدات الإنسانية لغزة وشحنة الأسلحة إلى تايوان، ويرونه رجلاً يحترم كلمته على خلاف مكارثي».

أما بيلور، فترى أن هذه الأزمة في صفوف الحزب الجمهوري تعكس أزمة هوية فعلية، ينبغي للحزب النظر فيها لإعادة بناء هويته.


ترمب غاضباً: أنا بريء

الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)
TT

ترمب غاضباً: أنا بريء

الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)

غداة الشهادة النارية التي قدمتها الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قضية «أموال الصمت» التي تدعي أنه دفعها لها خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لقاء سكوتها عن علاقة عام 2006، شخصت الأنظار داخل محكمة جنايات نيويورك وخارجها في نهاية الأسبوع الثالث من استجوابات الشهود الجمعة إلى «الشاهد الملك» في القضية؛ محامي ترمب السابق مايكل كوهين.

واستمع القاضي المشرف على القضية وهيئة المحلفين المؤلفة من 12 شخصاً و6 بدلاء، إلى الرواية الدرامية التي قدمتها دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، خلال عملية استجواب نارية استمرت 7 ساعات، الخميس، مع وكلاء الدفاع عن ترمب، الذي بات أول رئيس أميركي سابق يواجه محاكمة جنائية، تتضمن 34 تهمة، وتركز على تزوير وثائق وسجلات تجارية.

استجواب حاد

وكانت رواية دانيالز عن لقائها الوجيز مع ترمب بمثابة حجر أساس للمدعين العامين الذين يسعون إلى كشف ملابسات ما فعله المرشح الأبرز لنيل بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، لإخفاء دفعه مبلغ 130 ألف دولار لدانيالز عبر كوهين خلال فترة حاسمة من انتخابات 2016 التي أوصلت ترمب إلى البيت الأبيض، في ما يصفه الادعاء بأنه محاولة للتأثير بشكل غير قانوني على السباق ضد المرشحة عن الحزب الديمقراطي عامذاك وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

ومن المقرر أن يمثل كوهين أمام المحكمة، الاثنين، ليقدم شهادته في هذه القضية ضد ترمب. وعرضت دانيالز بالتفصيل للقاء مع ترمب في نادي غولف عند بحيرة تاهو، مؤكدة أنها شعرت بالمفاجأة والخوف والانزعاج، حتى عندما وافقت على العلاقة معه. وعندما سعت وكيلة الدفاع عن ترمب المحامية سوزان نيتشلز الضغط على دانيالز وتصويرها على أنها كاذبة وتبتغي التربح، رفضت دانيالز بشدة هذه الاتهامات. وسعى فريق الدفاع إلى إظهار أن المبالغ المالية المدفوعة نيابة عن ترمب إنما كانت محاولة لحماية سمعته وعائلته، وليس لحماية حملته الرئاسية.

تمسك بالبراءة

وبعد انتهاء دانيالز من شهادتها أمام المحكمة، خرج ترمب ليقول للصحافيين بغضب: «أنا بريء» من تهم العلاقة مع دانيالز.

ودفع وكلاء الدفاع عن ترمب من أجل إعلان بطلان المحاكمة بسبب التفاصيل غير ذات الصلة التي قدمها دانيالز على منصة الشهود، لكن القاضي ميرشان رفض الطلب. وكذلك ضغط محامو ترمب على القاضي ميرشان لتعديل أمر حظر النشر الذي يمنعه من التحدث عن الشهود في القضية، حتى يتمكن من الرد علناً على أقوال دانيالز أمام المحلفين. ورفض القاضي هذا الطلب أيضاً.

وخسر ترمب، الجمعة، أيضاً محاولة للحصول على سجلات من المدعي العام السابق في مانهاتن مارك بومرانتز، الذي ألّف كتاباً، العام الماضي، يشرح فيه بالتفصيل التوترات مع المدعي العام ألفين براغ حيال ما إذا كان ينبغي إصدار قرار اتهامي لترمب. ولكن المدعين العامين طلبوا من القاضي ميرشان رفض استدعاء بومرانتز. وبالفعل وافق ميرشان على طلب الادعاء، رافضاً بالتالي طلب وكلاء الدفاع عن ترمب.

رسم للرئيس السابق دونالد ترمب خلال شهادة مساعدته السابقة التي كانت تعمل في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مادلين ويسترهوت (رويترز)

وبعد شهادة دانيالز، عادت إلى منصة الشهود، الجمعة مادلين، ويسترهوت، مساعدة ترمب التي كانت تعمل في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري عندما جرى تسريب شريط «الوصول إلى هوليوود» عن علاقات ترمب مع النساء قبيل انتخابات عام 2016 مباشرة. ويركز الادعاء على هذا الشريط لأن العاصفة السياسية التي سببها أدت إلى تسريع دفع مبلغ الـ130 ألف دولار لدانيالز. وشهدت ويسترهوت، الخميس، أن الشريط هز قيادة الحزب الجمهوري إلى درجة «إجراء محادثات حول كيفية وإمكان استبداله كمرشح».

وباستثناء دانيالز، شملت لائحة الشهود حتى الآن محاسبين ومصرفيين قدموا شهادات جافة في كثير من الأحيان في محاكمة تركز في جوهرها على تزوير المعاملات التجارية والمدفوعات التي قدمت للتأثير بشكل غير قانوني على انتخابات عام 2016.