ترمب يلمّح إلى اختيار نائبه لانتخابات 2024

المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لحضور حدث في دي موين بولاية أيوا (أ.ب)
المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لحضور حدث في دي موين بولاية أيوا (أ.ب)
TT

ترمب يلمّح إلى اختيار نائبه لانتخابات 2024

المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لحضور حدث في دي موين بولاية أيوا (أ.ب)
المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لحضور حدث في دي موين بولاية أيوا (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أنه اختار بالفعل نائبه للسباق الرئاسي لعام 2024، حسبما كشف مساء أمس (الأربعاء)، لكنه رفض الإفصاح عن اسم المرشح، وفقاً لصحيفة «تليغراف».

تحدث الرئيس السابق ضمن حدث لمدة ساعة مع قناة «فوكس نيوز» في دي موين بولاية أيوا، قبل التجمع الحزبي يوم الاثنين لتحديد اختيار الولاية لمرشح الحزب الجمهوري.

وتباهى ترمب بأن العديد من الأشخاص سألوه عما إذا كان بإمكانهم العمل في إدارته الثانية، بمَن فيهم «أهم الأشخاص في الجيش».

ورداً على سؤال من مذيعة قناة «فوكس» مارثا ماك كالوم عما إذا كان قد اختار مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، أجاب ترمب: «حسناً، لا أستطيع أن أخبرك بذلك... أعني أنني أعرف من سيكون».

وهذا الاعتراف يعد المرة الأولى التي يتحدث فيها ترمب عن اختيار محدد لمنصب نائب الرئيس، وسط تكهنات بأنه قد يختار كريستي نويم، حاكمة داكوتا الجنوبية، أو مقدم برامج «فوكس» السابق تاكر كارلسون.

ومن بين الآخرين الذين يعتقد أنهم من المرشحين، سارة هاكربي ساندرز، السكرتيرة الصحافية السابقة لترمب والحاكمة الحالية لولاية أركنساس، وعضو الكونغرس عن نيويورك إليز ستيفانيك.

ليلة الأربعاء، قال ترمب مازحاً إنه يمكنه حتى اختيار كريس كريستي – حاكم ولاية نيوجيرسي السابق وناقد ترمب الصريح الذي انسحب من السباق التمهيدي للحزب الجمهوري في وقت سابق من اليوم.

وسألت ماك كالوم: «وماذا عن أي من الأشخاص الذين ترشحت ضدهم؟ ستكون منفتحاً لإصلاح العلاقات مع أي منهم؟». أجاب ترمب: «بالطبع، سأفعل... لقد بدأت بالفعل أحب كريستي بشكل أفضل».

وعلى الرغم من انتقاداته لواشنطن - المدينة التي أشار إليها باسم «المستنقع» خلال حملته الانتخابية عام 2016 - قال ترمب إنه تعلم من ولايته الأولى، وقد اصطف بعض المرشحين لوظائف في إدارته الثانية.

وتابع: «الآن تعرفت على واشنطن - أعرف الناس - أعرف الأفضل، أعرف الأذكياء، والضعفاء، والأقوياء».

الرئيس السابق دونالد ترمب يلتقط صورة مع أنصاره بعد حدث في ولاية أيوا (إ.ب.أ)

من المتوقع أن يطلق ترمب حملة تطهير من الحكومة الفيدرالية إذا فاز بولاية ثانية، ليستبدل العديد من المسؤولين الذين يعتقد أنهم منعوا بعض سياساته الرئيسية بين عامي 2016 و2020.

حتى الآن، لم يعلق إلا قليلاً على المتنافسين المحتملين لمنصب نائب الرئيس، واختار التحدث بشكل إيجابي عن معظم المرشحين المقترحين عليه دون الالتزام بأحدهم.

هيلي ترفض استبعاد نفسها

لم تستبعد نيكي هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة التي تتنافس ضد ترمب، قبول الوظيفة إذا عُرضت عليها.

لكنها قالت في مقابلة الأسبوع الماضي: «بادئ ذي بدء، من المهين للغاية الاعتقاد بأنني سأخوض كل هذا للترشح لمنصب نائب الرئيس... أكافح من أجل أن أصبح رئيسة وسأفوز».

المرشحة الرئاسية الجمهورية نيكي هيلي تشارك في مناظرة رئاسية تمهيدية للحزب الجمهوري في أيوا (أ.ف.ب)

ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أن يختار ترمب هيلي – سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة – حيث أصبحت الحملة الانتخابية بين الاثنين شرسة بشكل متزايد.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعاد الرئيس السابق نشر مقال على حسابه عبر «تروث سوشال» يشير إلى أن هيلي غير مؤهلة للترشح للرئاسة، لأن والديها لم يكونا مواطنين أميركيين عند ولادتها. ولا توجد مثل هذه القيود على المرشحين للرئاسة.

مع بقاء خمسة أيام على انعقاد المؤتمر الانتخابي في ولاية أيوا، لا يزال ترمب هو المرشح الأوفر حظاً في السباق، بفارق 52 نقطة في استطلاعات الرأي الوطنية، وفارق مزدوج في ولاية أيوا وحدها.


مقالات ذات صلة

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

تعهدّ دونالد ترمب، باتخاذ قرارات جذرية عند عودته إلى البيت الأبيض في مجالات شتّى، من الهجرة إلى المناخ والتجارة الدولية مروراً بأوكرانيا وغزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ما زالت الظروف خطيرة في المناطق المحترقة (أ.ب)

استمرار جهود البحث عن المفقودين من جراء حرائق لوس أنجليس

تم الإبلاغ عن فقدان 24 شخصا على الأقل في حريقي غابات كبيرين في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية.

الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يراقب انتشار الحرائق شمال غرب لوس أنجليس بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

حرائق لوس أنجليس: فرق الإطفاء تتأهب لعودة الرياح الشديدة

استعد رجال الإطفاء في لوس أنجليس، اليوم (الثلاثاء)، لعودة ريح جافة شديدة قد تؤجج مجدداً حريقي غابات هائلين أوديا بحياة 24 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يعود ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير في تزامن مع بدء منتدى دافوس السنوي الخامس والخمسين للقادة السياسيين ورجال الأعمال (رويترز)

ترمب يشارك بمنتدى دافوس الاقتصادي الأسبوع المقبل

قال منظمو المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم (الثلاثاء) إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيشارك عبر الإنترنت في اجتماع للمنتدى ينعقد الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث خلال فعالية في العاصمة الأميركية 14 يناير 2025 (أ.ف.ب)

بلينكن: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قريب للغاية وبانتظار كلمة «حماس»

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الثلاثاء)، إن الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بات وشيكاً جداً.

«الشرق الأوسط» (رويترز)

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

تعهّد دونالد ترمب، باتخاذ قرارات جذرية عند عودته إلى البيت الأبيض في مجالات شتّى، من الهجرة إلى المناخ والتجارة الدولية مروراً بأوكرانيا وغزة.

فيما يأتي لمحة عن أبرز التعهّدات التي قطعها الرئيس المنتخب، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»:

الهجرة

أكّد الملياردير الجمهوري خلال حملته: «حالما أحلف اليمين، فسأطلق أكبر حملة طرد في تاريخ الولايات المتحدة».

وينوي ترمب منذ اليوم الأوّل لعهدته الرئاسية أن يضع حدّاً لحقّ الأرض الذي يعده «سخيفاً»، لأنه يتيح للمولود في الولايات المتحدة الحصول على الجنسية الأميركية.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 11 مليون شخص يقيمون في الولايات المتحدة من دون التصريحات اللازمة.

وبغية تطبيق الخطّة، ينوي دونالد ترمب إعلان حالة الطوارئ والاستعانة بالجيش.

ويجوز لرئيس الولايات المتحدة أن يطبّق بعض القرارات بسرعة عبر إصدار مراسيم. ويتوقّع خبراء أن يلغي تطبيقاً يستخدمه طالبو اللجوء أو برنامجاً موجّهاً خصيصاً إلى المهاجرين الآتين من هايتي وكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا.

لكنْ لصلاحياته حدود، فحقّ الأرض مضمون في الدستور وكلّ برنامج طرد قد يكون عرضة للطعن في المحاكم أو يواجه برفض البلدان المعنية التعاون معه واستقبال مواطنيها.

تعريفات جمركية

في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن دونالد ترمب «في 20 يناير (كانون الثاني): «سأوقّع، في جملة المراسيم الأولى الكثيرة، كلّ المستندات اللازمة لفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على كلّ المنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا».

فهل التهديد بحرب تجارية مع البلدين المجاورين اللذين يربطهما بالولايات المتحدة اتفاق تجارة حرّة واقعي، أو أنه مجرّد تهويل قبل خوض مفاوضات، كما حال الاستفزازات المتكرّرة بشأن احتمال ضمّ كندا إلى الولايات المتحدة؟

ويبرّر دونالد ترمب مشروعه هذا متحجّجاً بدخول المخدّرات والمهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة.

ومن البلدان الأخرى التي يستهدفها ترمب، الصين أبرز منافسي الولايات المتحدة التي هدّدها الرئيس المنتخب بزيادة جمركية نسبتها 10 في المائة تضاف إلى تلك التي فرضها على بعض المنتجات خلال ولايته الأولى.

العفو عن الأنصار

في 6 يناير 2021، اقتحم حشد كبير من أنصار دونالد ترمب مبنى الكابيتول في مسعى إلى عرقلة إجراءات التصديق على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.

ووجّهت التهم إلى أكثر من 1500 شخص أدين 1270 منهم، في حين ما زال البعض ينتظرون صدور الحكم في حقّه، بحسب أرقام وزارة العدل.

وكشف الرئيس المنتخب في الفترة الأخيرة عن نيّته اتّخاذ تدابير عفو «كبيرة» بالنسبة إلى من يسمّيهم «رهائن» لكنّ الالتباس ما زال يحيط بمصير هؤلاء الذين حُكم عليهم على خلفية أعمال عنف إزاء الشرطة.

حروب ودبلوماسية

توعّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حركة «حماس» بفتح «بوابات الجحيم» إذا لم تفرج عن الرهائن المحتجزين في غزة، متعهّداً بتقديم دعم ثابت لإسرائيل في الحرب التي اندلعت قبل نحو 15 شهراً.

لكنّه لم يوضّح ما المقصود تحديداً من أقواله.

وأعرب ترمب أيضاً عن نيّته إنهاء الحرب في أوكرانيا التي اندلعت بهجوم روسي في فبراير (شباط) 2022.

لكنه أشار في بادئ الأمر إلى قدرته على وضع حدّ للصراع «في خلال 24 ساعة» قبل أن يتطرّق مؤخّراً إلى مهلة ستة أشهر.

المناخ

لا يخفي دونالد ترمب المعروف بتشكيكه بدور الإنسان في تغيّر المناخ رغبته في تعزيز استخراج مصادر الطاقة الأحفورية منذ اليوم الأوّل لولايته الرئاسية الجديدة.

وأكّد أنه سيلغي «فوراً» قراراً صدر مؤخّراً عن جو بايدن يحظر بموجبه التنقيب عن الهيدروكربونات في عرض البحر على نطاق واسع. لكن ليس من المؤكّد أن يتسنّى له ذلك من دون أن يضطر للمرور بالكونغرس.

وينوي ترمب فور عودته إلى البيت الأبيض إلغاء ما يعده «واجباً» وهو شراء مركبات كهربائية. وما من «واجب» من هذا القبيل في الولايات المتحدة لكن الرئيس الجمهوري قد يوجّه اللوائح التنظيمية في اتّجاه لا يشجّع كثيراً على اقتناء مركبات كهربائية.

«زعزعة النظام العالمي»

وقبل حتّى أن يصبح رسمياً الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، زعزع دونالد ترمب النظام العالمي بإحراجه الحلفاء في أوروبا وكندا، لكن ليس من المتوقع أن تتبدّل السياسة الأميركية المعهودة إزاء الصين وروسيا والشرق الأوسط في جوهرها، بحسب تحليلات خبراء، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويتوقّع المطلعون على الشأن الأميركي استمرارية نسبية في النهج السياسي المتعدّد الأطراف بين جو بايدن وترمب.

ورأى روبرت بنسون من مركز التحليلات Center for American Progress أن دونالد ترمب أحسن فعلاً بتسليطه الضوء على «التهديدات التي تشكّلها روسيا ذات المآرب الانتقامية والصين ذات المطامع التوسّعية» منتهجاً نهج الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.

لكنّ السيّد الجديد للبيت الأبيض «مخطئ تماماً في إثارة ضغينة حلفائنا مع دفع الأوروبيين إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة».

ويطلق الملياردير الجمهوري التصريحات المدويّة واحداً تلو الآخر.

وخلال مؤتمر صحافي في السابع من يناير، هدّد بضمّ إقليم غرينلاند الخاضع للسيادة الدنماركية وطلب من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) زيادة الميزانية الدفاعية بنسبة 5 في المائة من الناتج المحلّي الإجمالي، وقال إن كندا ينبغي أن تكون الولاية الأميركية الحادية والخمسين ولوّح باحتمال سيطرة واشنطن على قناة بنما.