البيت الأبيض يحذِّر من نفاد المساعدات لأوكرانيا قبل نهاية العام

إدارة بايدن حثت الكونغرس على التحرك العاجل

شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)
شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)
TT

البيت الأبيض يحذِّر من نفاد المساعدات لأوكرانيا قبل نهاية العام

شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)
شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)

​وجّهت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً إلى الكونغرس، الاثنين، من مخاطر التأخر في توفير عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا. وقال البيت الأبيض في رسالة إلى زعماء مجلسي النواب والشيوخ، إن الأموال المخصصة لإرسال أسلحة ومساعدات إلى أوكرانيا توشك أن تنفد بحلول نهاية العام الجاري، وهو ما قد يعني هزيمة أوكرانيا في ساحة المعركة إذا لم تتم الموافقة على التمويل. وحذر البيت الأبيض من عواقب وخيمة على ساحة المعركة في حال فشل المشرّعون في التحرك بشكل عاجل.

شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)

وكتبت شالاندا يونغ، مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة «ستنفد لديها الأموال لتلبية احتياجات أوكرانيا من الأسلحة والمساعدات بحلول نهاية العام»، مضيفة أن هذا يجعل أوكرانيا جاثمة في ساحة المعركة، ويؤدي إلى مخاطر أمنية وطنية حرجة.

وشددت يونغ في الرسالة على أنه من دون تحرك الكونغرس بشكل عاجل وسريع لتوفير الأموال، فإن الموارد اللازمة لشراء مزيد من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا ستنفد، وأن الوقت أيضاً ينفد لتوفير المعدات من المخزونات العسكرية الأميركية، مضيفة أنه «لا يوجد وعاء سحري متاح للتمويل لتلبية هذه اللحظة». وقالت يونغ لقيادات الكونغرس: «لقد نفد المال لدينا، ونفد الوقت تقريباً».

وشددت يونغ على مخاطر عدم الموافقة على التمويل، قائلة إن وقف إمدادات الأسلحة والمعدات الأميركية سيزيد من «احتمالية الانتصارات العسكرية الروسية»، وإن استمرار التمويل لأوكرانيا «هو المفتاح لتجنب صراع أكبر في المنطقة». وتابعت قائلة: «يجب أن أؤكد أن مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وتأمين مستقبلها كدولة ذات سيادة وديمقراطية ومستقلة ومزدهرة، يعزز مصالح أمننا القومي».

وحاولت يونغ استمالة أعضاء الكونغرس ولوبي الصناعات العسكرية أمام الجمهوريين المتشككين في الكونغرس، بقولها إن التمويل سيقدم فوائد مباشرة للولايات المتحدة، من خلال تعزيز صناعة الدفاع الأميركية، وإن 60 في المائة من الأموال التي وافق عليها الكونغرس حتى الآن دعمت القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية. وقالت إن طلب الرئيس بايدن الأخير بالحصول على أموال إضافية من شأنه أن يحوّل عشرات المليارات من الدولارات الإضافية إلى صناعة الدفاع الأميركية.

وخلال الشهور الماضية ضغطت إدارة بايدن من أجل الحصول على مساعدات إضافية لأوكرانيا، وأرسلت طلباً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتوفير أكثر من 100 مليار دولار للأمن القومي، بما في ذلك 61.4 مليار دولار لأوكرانيا و14.3 مليار دولار لإسرائيل، بينما طالب الجمهوريون بالقيام بمزيد من الإجراءات الأمنية على الحدود، وتغييرات في سياسة الهجرة مقابل الموافقة على الأموال الإضافية لأوكرانيا.

ورأى محللون أنه على الرغم من الجدل المستمر بين الجمهوريين والبيت الأبيض حول تمويل أوكرانيا، فإن الرسالة الجديدة تمثل إلحاحاً متزايداً لما وصفه الرئيس بايدن بأنها مسألة تتعلق بمستقبل الديمقراطيات في العالم.

وتقول التقديرات الرسمية إن الوكالات الفيدرالية الأميركية أنفقت ما يقرب من 111 مليار دولار، من التمويل الإضافي الذي وافق عليه الكونغرس لدعم أوكرانيا. وحتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، استخدمت وزارة الدفاع 97 في المائة من الأموال التي تلقتها، بينما أنفقت وزارة الخارجية 100 في المائة من التمويل المتعلق بالمساعدة العسكرية التي تلقتها، كما استُنفدت أوعية مساعدات أخرى. وقال مسؤولو «البنتاغون» إنهم أصدروا عقوداً لجميع الأموال المتاحة البالغة 10.5 مليار دولار للأسلحة الجديدة لأوكرانيا، ولم يتبقَّ سوى القليل لتجديد المخزونات الأميركية، بعد إنفاق 16.8 مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي وقذائف المدفعية والدبابات وغيرها من المعدات.

اجتماع الرئيس الأميركي بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر الماضي (أ.ب)

وقال بيل لابلانت، رئيس قسم المشتريات في «البنتاغون» الذي كان يتحدث على هامش «منتدى ريغان للدفاع الوطني» في جنوب كاليفورنيا، إن هناك بالفعل طلبات قائمة للحصول على مزيد من الدعم لأوكرانيا، تصل إلى أربعة أضعاف التمويل المتاح.


مقالات ذات صلة

مرشح موالي لروسيا يتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا

أوروبا كالين جورجيسكو المرشح لمنصب الرئيس يتحدث لوسائل الإعلام في بوخارست (ا.ب)

مرشح موالي لروسيا يتصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا

أثار مرشح مؤيد لروسيا مفاجأة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، بحصوله على نتيجة متقاربة مع تلك التي حققها رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

أكدت موسكو، الأحد، عزمها الرد على ما سمّته التصعيد الأميركي «غير المسبوق»، فيما دعا الرئيس الأوكراني إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده بعدما أسقطت وحدات الدفاع…

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا القوات الروسية تتقدم بأسرع وتيرة بأوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022 (تاس)

تقارير: روسيا تقيل قائداً عسكرياً في أوكرانيا بسبب تقارير مضللة

قال مدونون ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً في أوكرانيا لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع إقصاء القادة غير الأكفاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

قال الكرملين، الأحد، إن موسكو يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته واشنطن، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يختار بوندي لـ«العدل» بعد انسحاب غايتز

بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)
بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)
TT

ترمب يختار بوندي لـ«العدل» بعد انسحاب غايتز

بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)
بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بام بوندي، المقربة منه والعضوَ في فريق الدفاع عنه خلال محاولة عزله الأولى عام 2020، لتولي منصب وزيرة العدل بعد انسحاب مرشحه المثير للجدل النائب السابق مات غايتز.

وكتب ترمب على منصته «تروث سوشال» بعد انسحاب غايتز: «يُشرّفني أن أعلن المدعية العامة السابقة لفلوريدا، بام بوندي، لتكون وزيرة العدل المقبلة»، مضيفاً: «لفترة طويلة جداً، استُخدمت وزارة العدل أداة ضدي وضد جمهوريين آخرين، لكن ليس بعد الآن. ستعيد بام تركيز وزارة العدل على هدفها المقصود المتمثل في مكافحة الجريمة وجعل أميركا آمنة مرة أخرى».

في سياق آخر، منح القاضي في المحكمة العليا لولاية نيويورك، خوان ميرشان، أمس، ترمب، الإذن بالسعي إلى إسقاط قضية «أموال الصمت»، وأرجأ بذلك النطق بالحكم الذي كان مقرراً الأسبوع المقبل.