يهود أميركا يهرعون لمساعدة إسرائيل بالسترات الواقية والمال

متدينون يهود يستمعون لدعاء لنصرة إسرائيل في نيويورك (أ.ب)
متدينون يهود يستمعون لدعاء لنصرة إسرائيل في نيويورك (أ.ب)
TT

يهود أميركا يهرعون لمساعدة إسرائيل بالسترات الواقية والمال

متدينون يهود يستمعون لدعاء لنصرة إسرائيل في نيويورك (أ.ب)
متدينون يهود يستمعون لدعاء لنصرة إسرائيل في نيويورك (أ.ب)

بعد ساعة من توجيه الحاخام جوناثان لينر نداء للتبرع في كنيس يهودي صغير في بروكلين، جمع خمسة آلاف دولار. وسرعان ما حصل على ما يكفي من الإمدادات لملء سيارة دفع رباعي.

وتضمنت المساهمات كل شيء بداية من أكياس النوم إلى أدوات النظافة لنحو 300 ألف من جنود الاحتياط، ويعيش بعضهم في الولايات المتحدة، بعد استدعائهم من قبل الجيش الإسرائيلي في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من هذا الشهر.

وقال لينر "أعتقد أن الناس هنا يشعرون بالعجز إلى حد ما لكونهم بعيدين جدا، لذا فإن استجابتهم كانت مؤثرة حقا بأفضل طريقة ممكنة"، وأشار إلى أن العديد من أفراد المجتمع اليهودي لديهم أقارب في إسرائيل.

وفي الأيام التي تلت هجوم حماس على إسرائيل، تُرجمت هذه الاستجابة إلى مساهمات بملايين الدولارات وكميات كبيرة من المعدات العسكرية والملابس والأغذية واللوازم المنزلية قدمها اليهود في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وتنوعت المساعدات من ألواح الشوفان إلى الأحذية والسترات الواقية من الرصاص. وجاءت تدفقات المساعدات من أصغر كنيس يهودي إلى أغنى أقطاب مجتمع الأعمال اليهودي. ويعيش نحو 5.8 مليون يهودي في الولايات المتحدة، بحسب مركز بيو للأبحاث.

وفي حين لا توجد مؤشرات على أن إسرائيل تعاني من نقص في الإمدادات الأساسية، فإن التبرعات تؤكد الاهتمام والارتباط اللذين يشعر بهما اليهود في الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وقال الملياردير يوري ميلنر يوم الثلاثاء إن مؤسسته الخيرية ستتبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار للوكالة اليهودية من أجل إسرائيل، وهي منظمة غير ربحية، لتقديم مساعدات طارئة وإعادة التأهيل.

وعلى الرغم من أن شركات الطيران علقت رحلاتها إلى إسرائيل وسط أعمال العنف، تعتمد المجتمعات المحلية على شبكات التواصل الشفهي ووسائل التواصل الاجتماعي للتنسيق مع المنظمين الذين يقومون بشحن الإمدادات على متن رحلات جوية قليلة تنطلق من المدن الرئيسية واستئجار طائرات خاصة لنقل جنود الاحتياط والتبرعات.

على الجانب الآخر، دعت جمعية إغاثة أطفال فلسطين إلى التبرع عبر موقعها الإلكتروني للمساهمة في تقديم المساعدات الطبية والإغاثة الإنسانية للأطفال في غزة مع استهداف الضربات الجوية الإسرائيلية للمناطق المدنية.

وتقبل منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكلاهما تعملان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، التبرعات عبر موقعيهما الإلكترونيين، على الرغم من أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على دخول الغذاء والإمدادات لغزة قد يقوض جهود المساعدات.



«معلَّقون مثل الخفافيش»... ناجون من انقلاب طائرة بمطار كندي يروون لحظات الفوضى

طائرة «دلتا إيرلاينز»عقب انقلابها خلال هبوطها في مطار بيرسون الدولي بتورونتو (أ.ف.ب)
طائرة «دلتا إيرلاينز»عقب انقلابها خلال هبوطها في مطار بيرسون الدولي بتورونتو (أ.ف.ب)
TT

«معلَّقون مثل الخفافيش»... ناجون من انقلاب طائرة بمطار كندي يروون لحظات الفوضى

طائرة «دلتا إيرلاينز»عقب انقلابها خلال هبوطها في مطار بيرسون الدولي بتورونتو (أ.ف.ب)
طائرة «دلتا إيرلاينز»عقب انقلابها خلال هبوطها في مطار بيرسون الدولي بتورونتو (أ.ف.ب)

وصف ناجون من حادث تحطم طائرة «دلتا» في تورونتو بكندا كيف كانوا «معلقين مثل الخفافيش»، والفوضى داخل الطائرة التي انقلبت على ظهرها.

وأصيب 17 شخصاً على الأقل بجروح في حادث انقلاب وتحطم الطائرة التابعة لشركة «دلتا» التي كان على متنها 80 شخصاً، هم: 76 راكباً وطاقم من 4 أفراد، خلال هبوطها أمس (الاثنين) بمطار تورونتو في كندا، وفق سلطات المطار.

وقالت شركة الطيران إن رحلة «إنديفور 4819» كانت بصدد الهبوط في نحو الساعة 15:30 بأكبر مدينة في كندا، آتية من مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأميركية عندما تحطّمت.

وقال جهاز الإسعاف إن 17 شخصاً أصيبوا؛ جروح 3 منهم بالغة؛ هم طفل ورجل ستيني وامرأة أربعينية.

من جهتها، أعلنت شركة «دلتا» أنّ عدد الجرحى هو 18، وأكّدت في بيان: «عدم سقوط قتلى» في الحادث، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأفادت شبكة «سي إن إن»، نقلاً عن «مستشفى الأطفال» في تورونتو، بأن طفلاً كان من بين المصابين، لكنه في حالة جيدة.

طائرة شركة «دلتا» منقلبة على ظهرها بعد تحطمها خلال هبوطها في «مطار تورونتو بيرسون» بكندا (أ.ف.ب)

«مقلوب رأساً على عقب»

في غضون دقيقتين، انقلبت الطائرة، ثم اندلعت النيران. واصطدمت الطائرة بالمدرج، وأطلقت كرة نارية ضخمة وتركت الركاب معلقين في مقاعدهم، وفق ما قال الراكبان جون نيلسون وبيتر كوكوف لشبكة «سي إن إن».

وقال كوكوف: «لم أكن أعلم أن هناك أي شيء حتى اصطدمت الطائرة بالأرض، وشعرت كأنها انقلبت»، كما قال في برنامج «إيرين بورنيت آوت فرونت» على شبكة «سي إن إن».

وفي السياق ذاته، قال جون نيلسون: «عندما توقفت الطائرة، كنت مقلوباً رأساً على عقب، وكان الجميع كذلك أيضاً. حاولنا الخروج من هناك بأسرع ما يمكن». وأضاف أنه بمجرد خروجه من الطائرة، حدث انفجار آخر، ولكن «لحسن الحظ خرج رجال الإطفاء من هناك».

ونشر نيسلون في حسابه على «فيسبوك»، مقطع فيديو يظهر الطائرة المحطمة، معلقاً: «تحطمت طائرتنا. إنها منقلبة». وتابع: «يبدو أن معظم الناس بخير. نحن جميعاً بصدد النزول». وقال نيلسون إنه «في حين أصيب بعض الناس، فقد بدا أن معظمهم بخير. لكن الحادث ترك الكل متوترين ومرتجفين بعد الثواني القليلة التي استغرقتها الطائرة حتى انقلبت».

وغيرت مروحية طبية كانت تحلق بالقرب من هناك مسارها للمساعدة في الحادث. ومع اقتراب طياري المروحيات، حذرهم عمال مراقبة الحركة الجوية من وجود أشخاص خارج الطائرة ويتجولون حولها، وأجاب طيار المروحية: «نعم، لقد وجدناها. الطائرة مقلوبة وتحترق».

وأظهرت لقطات فيديو من كوكوف أن المضيفات ساعدن الركاب على الخروج من أبواب الخروج المفتوحة، وأنهن حثثن الركاب على ترك متعلقاتهم خلفهم، رغم أن بعضهم خرجوا ومعهم حقائبهم.

طائرة شركة «دلتا» منقلبة على ظهرها بعد تحطمها خلال هبوطها في «مطار تورونتو بيرسون» بكندا (أ.ف.ب)

وقفز الناجون من الأبواب على الأرض المغطاة بالثلوج، بينما كانت المطافئ تمطر الرذاذ فوق رؤوسهم. واحتضن الركاب بعضهم بعضاً للحماية من الرياح وهم يبتعدون عن الطائرة وينظرون خلفهم إلى ما رأوه للتو.

سبب غامض للحادث... وفوضى بالمطار

وإثر الحادث، أوقف المطار كلّ الرحلات الجوية، قبل أن يستأنفها بعد أكثر من ساعتين في نحو الساعة الخامسة مساء.

ونقل جميع المصابين إلى مستشفيات المنطقة بسيارات الإسعاف والمروحيات. ولم يتّضح في الحال سبب الحادث ولا تبيّن كيف انقلبت الطائرة على ظهرها وتقطَّع جناحاها، لكنّ السلطات أكّدت عدم تسبب أيّ طائرة أخرى في الحادث.

وبثّت محطات تلفزيونية محلية لقطات على شبكات للتواصل الاجتماعي تظهر أشخاصاً يبتعدون عن الطائرة المنقلبة، وهي من طراز «سي آر جاي900»، وسط رياح قوية. وبدا في اللقطات عناصر الإطفاء وهم يرشون الطائرة بمواد الإطفاء مع تصاعد الدخان منها.

وأعلن «مطار تورونتو بيرسون» في المدينة الكندية عبر منصة «إكس» عن «حادث خلال هبوط طائرة تابعة لشركة (دلتا) بعد وصولها من مينيابوليس»، مضيفا أنّ «فرق الإغاثة تستجيب، وعُثر على جميع الركاب وأفراد الطاقم».

مسافر أمام لوحات تظهر الرحلات المتأخرة والملغاة داخل صالة الوصول بالمبنى رقم «3» بعد تحطم طائرة تابعة لشركة «دلتا إيرلاينز» في «مطار تورونتو بيرسون الدولي»... (رويترز)

وتسبب الحادث المروع في توقف الحركة لفترة وجيزة بأكثر مطارات كندا ازدحاماً، ومن المؤكد أنه سيثير تساؤلات وسط مخاوف متنامية بشأن سلامة الطيران في الولايات المتحدة؛ إذ يعد هذا الحادث رابع حادث طيران كبير في أميركا الشمالية خلال الشهر الماضي، ويأتي بعد 3 أسابيع من اصطدام طائرة تابعة لشركة «أميركان إيرلاينز» في الجو بطائرة هليكوبتر «بلاك هوك» تابعة للجيش الأميركي في واشنطن العاصمة؛ ما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص البالغ عددهم 67 شخصاً، وفق «سي إن إن».

ووصف ركاب لم يكونوا على متن الطائرة ولكن في المطار قبل إلغاء الرحلات، يوم الاثنين، الحادث والدمار اللاحق في بيرسون بأنه «فوضوي»، قائلين إن الأمر «سيستغرق أسابيع» حتى يتعافى المطار، وفقاً لشبكة «سي بي سي».

وضربت عاصفة ثلجية هائلة شرق كندا أول من أمس (الأحد). وواصلت رياح قوية الهبوب أمس (الاثنين)، كما أنّ درجات الحرارة ما زالت شديدة الانخفاض في تورونتو. وفي وقت سابق حذّر المطار بأن «تساقط الثلوج توقف، لكن درجات الحرارة أصبحت جليدية وبدأت تهب رياح عاتية»، وأشار إلى أنه يتوقع «يوماً مزدحماً في محطاتنا للركاب مع أكثر من 130 ألف مسافر في نحو ألف رحلة».