هانتر بايدن يواجه تهماً ترخي بثقلها على رئاسيات والده

يستعد للطعن في القضية بوصفها «غير دستورية»

هانتر بايدن أمام رجال الأمن في يوم مثوله أمام محكمة فيدرالية في ديلاوير (رويترز)
هانتر بايدن أمام رجال الأمن في يوم مثوله أمام محكمة فيدرالية في ديلاوير (رويترز)
TT

هانتر بايدن يواجه تهماً ترخي بثقلها على رئاسيات والده

هانتر بايدن أمام رجال الأمن في يوم مثوله أمام محكمة فيدرالية في ديلاوير (رويترز)
هانتر بايدن أمام رجال الأمن في يوم مثوله أمام محكمة فيدرالية في ديلاوير (رويترز)

دفع هانتر بايدن، الثلاثاء، ببراءته من ثلاث تهم فيدرالية يواجهها أمام محكمة جنائية، في ثاني ظهور له أمامها في مدينة ويلمينغتون بولاية ديلاوير، في قضية تتعلق بحيازته أسلحة نارية ومخالفات ضريبية، يمكن أن تؤدي إلى سجنه فترات طويلة، ويمكن أن يكون لها أثر ثقيل على الحملة الانتخابية لوالده الرئيس جو بايدن، الذي يسعى إلى البقاء في البيت الأبيض أربع سنوات إضافية.

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

ولم تستغرق جلسة المحكمة التي غلب عليها الطابع الإجرائي سوى نحو 30 دقيقة، في محاكمة هي الأولى من نوعها لأحد أبناء أو بنات الرؤساء الأميركيين خلال تأدية مهماتهم في البيت الأبيض.

ودخل هانتر بايدن إلى مبنى المحكمة قبيل الساعة العاشرة صباحاً ليخرج منها عند العاشرة والنصف تماماً، بعدما تلا عليه القاضي الفيدرالي كريستوفر ج. بيرك القرار الاتهامي، موضحاً أن التهمة الأولى هي تقديم «بيان كاذب في شأن سلاح ناري»، والثانية حول تقديم «بيان كاذب يتعلق بالمعلومات المطلوب أن يحتفظ بها التاجر المرخص للأسلحة النارية الفيدرالية». أما التهمة الثالثة فترتبط بـ«حيازة سلاح ناري من شخص يستخدم بشكل غير قانوني مادة خاضعة للرقابة أو مدمن عليها».

هانتر بايدن يغادر المحكمة في ويلمينغتون برفقة محاميه (أ.ب)

مسار محاكمة

وكما كان متوقعاً، دفع بايدن بأنه غير مذنب في الجنايات الثلاث الفيدرالية الموجهة ضده، علماً بأنه كان عقد اتفاقاً في السابق للإقرار بأنه مذنب. لكن هذا الاتفاق انهار، ليضع القضية على مسار محاكمة محتملة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث يواجه احتمال مواجهة انتخابية مستعادة مع خصمه اللدود الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، الذي يواجه متاعب قضائية جمة، أبرزها يتعلق بتهم السعي إلى منع الكونغرس من المصادقة على انتخابات عام 2020 التي فاز فيها بايدن.

وكشف وكيل الدفاع عن هانتر بايدن المحامي آبي لويل أمام المحكمة الفيدرالية في ويلمينغتون عن أن موكله يعتزم تقديم طلب لرفض القضية، والطعن في دستوريتها.

موظفون وأشخاص آخرون أمام مبنى ج. كاليب بوغز الفيدرالي في ويلمينغتون بولاية ديلاوير (أ.ف.ب)

معاملات فيدرالية كاذبة

وكان نجل الرئيس بايدن يواجه اتهامات بالكذب في شأن تعاطيه المخدرات في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، حين ملأ استمارة فيدرالية لشراء مسدس احتفظ به لمدة 11 يوماً تقريباً. واعترف بايدن الابن لاحقاً بأنه يعاني إدمان الكوكايين خلال تلك الفترة. لكن وكلاء الدفاع عنه اعتبروا أنه لم يخالف القانون، علماً بأن مثل هذه الاتهامات بالأسلحة النارية نادرة، ووجدت محكمة الاستئناف أن الحظر المفروض على حيازة متعاطي المخدرات للأسلحة ينتهك التعديل الثاني بموجب المعايير الجديدة للمحكمة العليا.

ويشير محامو هانتر بايدن أيضاً إلى أن المدعين العامين أذعنوا لضغوط الجمهوريين الذين أصروا على أن نجل الرئيس الديمقراطي حصل على صفقة محاباة، وأن الاتهامات كانت نتيجة لضغوط سياسية.

الإقرار بالذنب

متظاهرون خلف حاجز للشرطة أثناء انتظار وصول هانتر بايدن إلى مبنى ج. كاليب بوغز الفيدرالي حيث تقع المحكمة في ويلمينغتون بولاية ديلاوير (أ.ف.ب)

ووجه القرار الاتهامي ضد بايدن الابن بعدما انهار اتفاق الإقرار بالذنب خلال الصيف مع المدعين الفيدراليين في شأن تهم الضرائب والأسلحة. وحصل التحول بعدما أثار القاضي الذي كان يفترض أن يصادق على الاتفاق، سلسلة من الأسئلة حول الصفقة، في وقت كان فيه المدعون الفيدراليون ينظرون في تعاملات هانتر بايدن التجارية خلال السنوات الخمس السابقة. وكان من شأن الاتفاق أن يغني عن الإجراءات الجنائية قبل أن يقوم والده بحملة ناشطة للانتخابات الرئاسية عام 2024.

وبعد تعيين وزارة العدل للمستشار القانوني الخاص، ديفيد ويس، للتعامل مع هذه القضية، لا يبدو أن هناك نهاية سهلة في الأفق أمام هانتر بايدن. ولم تقدم أي تهم ضريبية جديدة حتى الآن، لكن المستشار القانوني الخاص أشار إلى احتمال أن يأتي إلى واشنطن أو كاليفورنيا، حيث يعيش هانتر بايدن.

جمهوريو الكونغرس

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

وفي الكونغرس، يسعى الجمهوريون في مجلس النواب إلى ربط تعاملات هانتر بايدن بمعاملات والده من خلال المساءلة. ويحقق الجمهوريون مع بايدن الابن منذ سنوات، حين كان والده نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما. وبينما أثيرت تساؤلات حول الأخلاقيات المحيطة بالأعمال الدولية لعائلة بايدن، لم يظهر أي دليل حتى الآن يثبت أن الرئيس بايدن، في ولايته الحالية أو في السابق، أساء استخدام دوره أو قَبِل أي رشاوى.

وقد تمتد المشاحنات القانونية إلى عام 2024، مع حرص الجمهوريين على تحويل الانتباه عن لوائح الاتهام الجنائية المتعددة التي يواجهها ترمب، المرشح الأوفر حظاً حتى الآن في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، والذي يمكن أن تتكشف محاكماته في الوقت نفسه.

هجوم مضاد ومحاباة؟

بعد التزامه الصمت لسنوات، اتخذ هانتر بايدن موقفاً قانونياً أكثر تشدداً في الأسابيع الأخيرة؛ إذ رفع سلسلة من الدعاوى القضائية في شأن نشر معلومات شخصية يدعي أنها من جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص به، وبياناته الضريبية من عملاء مصلحة الضرائب الأميركية الذين أدلوا بشهادتهم أمام الكونغرس بوصفها جزءاً من التحقيق.

مسبار الحزب الجمهوري

ويواجه نجل الرئيس، في حال إدانته بالتهم الموجهة إليه، عقوبة بالسجن قد تصل إلى 25 عاماً عند إدانته.

ويجادل محامو الدفاع بأن هانتر بايدن لا يزال محمياً بموجب بند الحصانة الذي كان جزءاً من اتفاق الإقرار بالذنب الملغى، لكن المدعين الذين يشرف عليهم المستشار القانوني الخاص يختلفون مع ذلك.

وكان هانتر بايدن طلب عقد جلسة، الثلاثاء، عن بعد عبر الفيديو، لكن القاضي كريستوفر بيرك انحاز إلى رأي المدعين العامين، قائلاً إنه لن تكون هناك «معاملة خاصة» لنجل الرئيس.



غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس

مقيمون يتفقدون الدمار الذي ألحقته الحرائق بكنيسة في «باسيفيك باليسايدز» 11 يناير (أ.ف.ب)
مقيمون يتفقدون الدمار الذي ألحقته الحرائق بكنيسة في «باسيفيك باليسايدز» 11 يناير (أ.ف.ب)
TT

غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس

مقيمون يتفقدون الدمار الذي ألحقته الحرائق بكنيسة في «باسيفيك باليسايدز» 11 يناير (أ.ف.ب)
مقيمون يتفقدون الدمار الذي ألحقته الحرائق بكنيسة في «باسيفيك باليسايدز» 11 يناير (أ.ف.ب)

بينما بدأ أحد أكبر الحرائق في لوس أنجليس في الاتجاه شرقاً، عبّّرَ سكّان مناطق استحالت بمعظمها رماداً عن استيائهم من فشل السلطات في احتواء النيران. وأوقعت الحرائق الكثيرة المتواصلة على مشارف لوس أنجليس 11 قتيلاً على الأقل، فيما أتت النيران على أكثر من 10 آلاف مبنى، وأجبرت أكثر من 100 ألف شخص على مغادرة منازلهم.

تحقيق مستقل

وفي تفسير ما حصل، تتحدث السلطات حتى الآن عن الرياح العاتية التي بلغت سرعتها أحياناً 160 كيلومتراً في الساعة، والجفاف المسجل في الأشهر الأخيرة. إلا أن سكان كاليفورنيا المتضررين يعدون أن ذلك غير كافٍ. ويكثر الجدل والانتقادات من غياب رئيسة بلدية لوس أنجليس، كارين باس، التي كانت في زيارة لغانا عندما انطلقت الحرائق، وعدد عناصر الإطفاء المنخفض، ونضوب المياه في بعض الخزانات المخصّصة لمحاربة النيران، ونقص في عمليات تنظيف الأحراج.

جانب من جهود إخماد الحرائق في منطقة «باليسايدز» 11 يناير (أ.ب)

وانتقدت رئيسة جهاز الإطفاء في لوس أنجليس، كريستين كرولي، البلدية، مندّدة باقتطاعات في الميزانية طالت جهازها. وقالت إن «ثمة نقصاً متواصلاً في الطواقم والموارد والأموال». وأشارت إلى أن «حجم المدينة تضاعف منذ 1960، لكن عدد ثكنات الإطفاء تراجع». وأوضحت كذلك أنها لم تُبلّغ بأن أحد الخزانات التي تغذي المنطقة كان فارغاً، لأنه أغلق بسبب أشغال.

ويقول جيمس براون، وهو متقاعد مقيم في ألتادينا، الذي لا يزال مصدوماً بتحول مدينته إلى «ساحة حرب»: «أظن أن السلطات لم تكن بحالة جهوزية بتاتاً»، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية».

جانب من الدمار الذي خلّفته الحرائق بمنطقة «باسيفيك باليسايدز» 11 يناير (رويترز)

ووعدت رئيسة البلدية بفتح تحقيق، فيما أمر حاكم الولاية غافين نيوسوم بـ«تحقيق مستقل» حول عمليات التزود بالمياه في ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، مندّداً بمشاكل «مثيرة جداً للقلق».

جدل «سابق لأوانه»

والتحدي كبير لهذا الثنائي الديمقراطي، إذ إن كاليفورنيا، وهي أكثر ولايات البلاد تعداداً للسكان، والمعروفة بـ«غولدن ستايت»، تُعد منارة لليسار الأميركي.

الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا يستعدون للانتشار في المناطق المدمّرة 11 يناير (رويترز)

واستغلّ الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب فشل السلطات في احتواء النيران، لتوجيه انتقادات لاذعة لإدارة جو بايدن، وذلك قبل أيام قليلة على عودته إلى البيت الأبيض. وندّد ترمب بـ«عدم كفاءة وسوء إدارة» الرئيس الديمقراطي الحالي والحاكم نيوسوم. وهو لم يتردد في نشر معلومات خاطئة، أكّد من خلالها أن كاليفورنيا تفتقر إلى المياه بسبب السياسات البيئية الديمقراطية التي تحول مياه الأمطار لاستخدامها في حماية «نوع غير مفيد من الأسماك». لكن في الواقع تتأتى غالبية المياه المستهلكة في لوس أنجليس من نهر كولورادو، وتستخدم في القطاع الزراعي بصفته أولوية.

منازل دمّرتها الحرائق في حي بمنطقة «باسيفيك باليسايدز» 11 يناير (رويترز)

وفيما يتفق كثيرون من موقف الرئيس المنتخب، أثارت تصريحاته غيظ بعض الناجين في ألتادينا. ويقول روس رامسي، متنهداً وهو يزيل الرماد من بين أنقاض منزل والدته: «هذا أمر معتاد لدى ترمب، يحاول إثارة جدل من خلال معلومات خاطئة». ويرى المهندس المعماري، البالغ 37 عاماً، متحدّثاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «من السابق لأوانه توجيه أصابع الاتهام إلى أي طرف»، مضيفاً: «يجب أن نركز على الناس الذين يحاولون استعادة حياتهم وإيجاد السبل لمساعدتهم». ومضى يقول: «بعدها يمكننا أن نستوضح الأمور بالوقائع والمعطيات الصحيحة».