بدء العد التنازلي في واشنطن لتجنب «إغلاق» مؤسسات فيدرالية

مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
TT

بدء العد التنازلي في واشنطن لتجنب «إغلاق» مؤسسات فيدرالية

مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)
مبنى الكونغرس الأميركي (رويترز)

بعد أربعة أشهر من تجنب عجز كارثي على سداد الديون، يبدو أكبر اقتصاد في العالم على حافة أزمة مالية كبرى مع نزاع مرير بين الديمقراطيين بزعامة الرئيس جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس بشأن التصويت على ميزانية الحكومة الفيدرالية.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يتعين على الكونغرس التصويت على ميزانية لتمويل الحكومة الفيدرالية بحلول منتصف ليل الثلاثين من سبتمبر (أيلول).

ومن شأن الإغلاق تعريض الشؤون المالية لمئات الآلاف من العاملين في المتنزهات الوطنية والمتاحف ومواقع أخرى التي تعمل بتمويل فيدرالي للخطر، وقد ينطوي أيضاً على مخاطر سياسية كبيرة على بايدن أثناء ترشحه لإعادة انتخابه في عام 2024.

واتهم بايدن السبت «مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتطرفين» بأنهم يهددون بالتسبب في شل الإدارة الفيدرالية الأسبوع المقبل مع «إغلاق» عدد من مؤسساتها لانقطاع التمويل عنها.

وقال بايدن الذي كان يتحدث خلال عشاء في الكونغرس إنه اتفق مع الرئيس الجمهوري لمجلس النواب كيفن مكارثي على مستوى الإنفاق العام للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في الأول من أكتوبر (تشرين الأول).

وتابع قائلا: «اليوم، ثمة مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتطرفين لا تريد احترام الاتفاق، وقد يدفع جميع الأميركيين الثمن».

وأضاف أن «تمويل الحكومة هو من أهم المسؤوليات الأساسية للكونغرس، حان الوقت لكي يبدأ الجمهوريون في إنجاز العمل الذي انتخبتهم أميركا للقيام به، دعونا نفعل ذلك».

والكونغرس منقسم حاليّاً، إذ يُهيمن الديمقراطيّون على مجلس الشيوخ، في حين أنّ مجلس النواب خاضع لسيطرة المعارضة الجمهوريّة.

ويسعى البيت الأبيض لإدراج 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا في الميزانية. ويحظى هذا الإجراء بدعم الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ، لكن بعض أعضاء مجلس النواب يعارضونه بشدة.

وقالت النائبة الجمهورية المقربة من الرئيس السابق دونالد ترمب مارجوري تايلور غرين، في مقطع فيديو نشرته على منصة «إكس»: «لن أصوت لفلس واحد ليذهب إلى الحرب في أوكرانيا»، مؤكدة «أنا أضع أميركا أولا، أعمل من أجل الولايات المتحدة الأميركية، أنا أعمل من أجل الشعب الأميركي».

وردد الجمهوري في مجلس النواب إيلاي كرين هذا الرأي.

ووفق كرين في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي «الناس في كل البلاد تعبوا من تمويل الآخرين، نواصل الإنفاق والإنفاق والإنفاق بأموال لا نملكها»، ويضع كل هذا مكارثي في مأزق.

مواجهة متكررة

ويتحول التصويت على الميزانية في الكونغرس بانتظام إلى مواجهة بين الحزبين، حيث يستغل كل جانب احتمال حصول إغلاق لانتزاع تنازلات من الطرف الآخر، قبل التوصل إلى حل في اللحظة الأخيرة.

لكن هذا العام، فإن المواجهة تفاقمت بسبب مستويات غير مسبوقة من الاستقطاب.

وفي مجلس الشيوخ، فإن النقاش بقيادة شخصيتين تتمتعان بثقل، زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر، ومن الجانب الجمهوري، ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية.

وأكد شومر في حديث لـ«سي إن إن» الجمعة أنه وماكونيل يؤيدان بشدة مساعدة أوكرانيا، مضيفاً أنه يعتقد أن غالبية أعضاء الحزبين في مجلس الشيوخ يوافقون على ذلك.

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد يلجأ المشرعون إلى إجراء تمويل قصير الأمد، يعرف باسم القرار المستمر، ما يمنح فترة للمشرعين لإيجاد أرضية مشتركة.

ويأتي هذا بعد أربعة أشهر فقط من أزمة سقف الدين، التي اقتربت فيها واشنطن بشكل خطير من إمكانية التخلف عن السداد، ما كان سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد الأميركي وخارجه.

وفي إطار الاتفاق، وافق الديمقراطيون على تحديد بعض الإنفاق في مسعى للموافقة على الميزانية.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار: «الاتفاق اتفاق»، وألقت باللوم على الجمهوريين من أجل مخاطرتهم بما وصفته بـ«إغلاق غير ضروري».

وفي حال قامت الحكومة بوقف العمليات، لن تحصل العائلات ذات الدخل المنخفض على شيكات المساعدات الغذائية، وستتعطل الحركة الجوية، وقد يتم إغلاق المتنزهات الوطنية.

وعند الإغلاق، يُطلب من موظفي الخدمة المدنية الذين يعدون «غير أساسيين» البقاء في منازلهم، ولن يتلقوا رواتبهم إلا بحل المشكلة.

وشهدت الولايات المتحدة أربعة إغلاقات مهمة منذ 1976، كان آخرها في أواخر عام 2018 واستمر لخمسة أسابيع. وكلف الاقتصاد الأميركي 3 مليارات دولار.

ويؤكد نواب معارضتهم لتكرار ذلك، لكن تجنب الإغلاق قد يبدو صعبا.

وأكد النائب الجمهوري في مجلس النواب توني غونزاليس في حديث لشبكة «سي بي إس» يوم الأحد «لا أريد أن أرى إغلاقا، لكن لا شك لدي بأن البلاد تتجه نحو الإغلاق، ويجب على الجميع الاستعداد».


مقالات ذات صلة

عقوبات أميركية بحق مسؤولَين أفغانيين سابقين متهمين بالفساد

الولايات المتحدة​ البيت الأبيض في واشنطن (رويترز)

عقوبات أميركية بحق مسؤولَين أفغانيين سابقين متهمين بالفساد

أعلنت واشنطن، الاثنين، فرض سلسلة عقوبات بحق شخصيتين سياسيتين أفغانيتين سابقتين هما الرئيس السابق للبرلمان الأفغاني ونجله، بتهمة إنشاء شبكة اختلاس وفساد كبيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية لاعبو إنتر ميامي يحتفلون بنجمهم الأرجنتيني لونيل ميسي عقب مساهمته في تحقيق بطولة الدوري الأميركي (أ.ف.ب)

«التعاقد مع ميسي» يمنح أسينسي «جائزة الدوري الأميركي»

حصل أسينسي مدير إدارة الاستثمار في إنتر ميامي، الذي لعب دوراً محورياً في تعاقد النادي الواقع بجنوب فلوريدا مع ليونيل ميسي، على «جائزة دوج هاميلتون لأفضل إداري».

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادر الكونغرس بعد حفل تنصيب الرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير ميلي في بوينس آيرس بالأرجنتين يوم 10 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

زيلينسكي: تأخير المساعدات الأميركية لأوكرانيا «تحقيق لأحلام» بوتين

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أن كييف تعتمد على الولايات المتحدة، وأن تأخير المساعدات العسكرية يُعد «تحقيقاً لأحلام» الرئيس الروسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تظهر هذه الصور عند البحث عن كلمات (////// كلمات مثل) «أشخاص جذابون»

نظم الذكاء الاصطناعي المولدة للصور تزيّف الحقائق

تميل أدوات الذكاء الاصطناعي المخصّصة للصور إلى إبراز الكليشيهات المزعجة: الأفارقة بدائيون، والأوروبيون علمانيون، والقادة رجال، والمساجين سود البشرة. هذه الصور…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من «حزب الله» يودّعون ثلاثة من رفاقهم قُتلوا في غارة إسرائيلية بالقنيطرة جنوب غربي سوريا على طول هضبة الجولان خلال تشييعهم في الضاحية الجنوبية لبيروت 9 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

صحيفة: غانتس أكد لبلينكن حاجة إسرائيل للتخلص من «تهديد حزب الله»

أبلغ بيني غانتس الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن إسرائيل بحاجة إلى التخلص من «تهديد حزب الله» على حدودها الشمالية.

«الشرق الأوسط» (القدس)

عقوبات أميركية بحق مسؤولَين أفغانيين سابقين متهمين بالفساد

البيت الأبيض في واشنطن (رويترز)
البيت الأبيض في واشنطن (رويترز)
TT

عقوبات أميركية بحق مسؤولَين أفغانيين سابقين متهمين بالفساد

البيت الأبيض في واشنطن (رويترز)
البيت الأبيض في واشنطن (رويترز)

أعلنت الحكومة الأميركية، الاثنين، فرض سلسلة عقوبات بحق شخصيتين سياسيتين أفغانيتين سابقتين هما الرئيس السابق للبرلمان الأفغاني ونجله، بتهمة إنشاء شبكة اختلاس وفساد كبيرة تشمل 40 كياناً، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويتهم مير رحمن رحماني، رئيس البرلمان الأفغاني السابق، ونجله أجمل، باختلاس ملايين الدولارات من عقود مولتها المساعدات الأميركية المخصصة لقوات الأمن الأفغانية، وفقاً لوزارة الخزانة.

وأكد وكيل الوزارة المسؤول عن مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، براين نيلسون، في بيان أن هذه العقوبات «تؤكد التزام وزارة الخزانة بمحاسبة أولئك الذين يسعون إلى استغلال موقعهم لتحقيق مكاسب شخصية».

ويُتهم الرجلان بتضخيم فواتير خدمات مختلفة مخصصة لقوات الأمن الأفغانية، ووضع نظام للاحتيال الضريبي، وسرقة وقود لإعادة بيعه، وإنشاء شبكة فساد تسمح لهما بمواصلة هذه الأنشطة.

وتشمل العقوبات أيضاً نحو 40 شركة؛ معظمها أجنبي، يُتهم مير رحمن رحماني ونجله بامتلاكها أو الإشراف عليها والمشاركة في شبكة الفساد والاختلاس.

وبين الشركات نحو 20 شركة تم تأسيسها بألمانيا معظمها في قطاع العقارات، ونحو 10 شركات في قبرص، واثنتان في أفغانستان.

كما هي الحال دائماً، تشمل العقوبات تجميد جميع الأرصدة التي يمتلكها رحماني في الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر، وكذلك الشركات المتورطة.

يُحظر حالياً على الشركات أو الرعايا الأميركيين الدخول في علاقات تجارية مع الأشخاص أو الكيانات المستهدفة بالعقوبات، تحت طائلة التعرض لعقوبات.

كان الفساد بين السياسيين الأفغان مشكلة طوال فترة الدعم الأميركي للحكومة المحلية.

في أبريل (نيسان)، اعترف البيت الأبيض بحدوث إخفاقات استخباراتية خلال انسحاب القوات الأميركية من البلاد، خصوصاً في ما يتعلق بحجم الفساد في الحكومة الأفغانية.


البيت الأبيض: أميركا قلقة إزاء تقارير عن استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض

جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض (أ.ف.ب)
جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

البيت الأبيض: أميركا قلقة إزاء تقارير عن استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض

جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض (أ.ف.ب)
جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض (أ.ف.ب)

قال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، اليوم (الاثنين)، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تستخدم قذائف الفوسفور الأبيض.

وحسب «رويترز»، أشار كيربي إلى أن واشنطن ستسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن هذه المسألة.


ترمب يتراجع عن الإدلاء بشهادته في محاكمة الاحتيال المالي

ترمب لدى مثوله في المحكمة بنيويورك في 7 ديسمبر الحالي (أ.ب)
ترمب لدى مثوله في المحكمة بنيويورك في 7 ديسمبر الحالي (أ.ب)
TT

ترمب يتراجع عن الإدلاء بشهادته في محاكمة الاحتيال المالي

ترمب لدى مثوله في المحكمة بنيويورك في 7 ديسمبر الحالي (أ.ب)
ترمب لدى مثوله في المحكمة بنيويورك في 7 ديسمبر الحالي (أ.ب)

تراجع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن الإدلاء بشهادته في قضية الاحتيال المالي في نيويورك، والتي كانت مقررة صباح الاثنين، وقال مساء الأحد إنه لن يشهد مرة أخرى في محاكمته، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي أنه أدلى الشهر الماضي بشهادته بنجاح كبير وحاسم، ولا يرى حاجة للقيام بذلك مرة أخرى.

وفي منشورين بأحرف كبيرة على منصته للتواصل الاجتماعي، قال ترمب إنه شهد بالفعل «بنجاح وبشكل قاطع» بأن أفعاله كانت قانونية، وليس لديه ما يضيفه في محاكمة وصفها بالفاسدة. وأضاف «لقد شهدت بالفعل على كل شيء وليس لدي ما أقوله سوى أن هذا تدخل كامل وشامل في الانتخابات من حملة بايدن».

ومن المقرر أن يعرض محامو ترمب دفاعهم الأخير، الاثنين، في المحاكمة التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتدور القضية حول البيانات المالية التي قدمها ترمب للمقرضين، للحصول على قروض بمئات الملايين من الدولارات بفائدة منخفضة، وبيانات مالية أخرى للحصول على تخفيضات ضرائبية.

رسم فني لترمب بالمحكمة العليا بنيويورك في 7 ديسمبر الحالي (رويترز)

وقالت المدعية العامة، ليتشيا جيمس، التي أقامت الدعوى، إن ترمب وأبناءه ومحاسبيه تآمروا لتضخيم صافي ثروة ترمب بمليارات الدولارات لحضّ البنوك على إقراضه الأموال بشروط أكثر ملاءمة. وأشارت أوراق الدعوى القضائية إلى أن ترمب بالغ في قيمة ناطحات السحاب وملاعب الغولف والعقارات، بما في ذلك مقر إقامته في مارالاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا.

أسباب التراجع

وجاء تراجع ترمب عن الإدلاء بشهادته في «تغير غير معهود» ومفاجئ من ترمب، الذي حرص خلال الشهرين الماضيين على حضور المحاكمة وانتقاد القاضي وموظفي المحكمة، ووصف القضية بأنها مدفوعة سياسيا لتهديد إمبراطوريته التجارية.

جو بايدن ودونالد ترمب في أولى المناظرات الرئاسية بينهما في كليفلاند في 29 سبتمبر 2020 (أ.ب)

وجاء تراجع ترمب عن الإدلاء بشهادته بناء على نصيحة فريق محاميه، حيث كان يصر على الشهادة للمرة الأخيرة قبل انتهاء المحاكمة لتفنيد الاتهامات، لكنه استجاب لنصائح المحامين بالتراجع عن الشهادة لئلا يضطر للإجابة عن استجوابات المدعي العام وفريق المحامين العامين، ما قد يضعف موقفه. وأبدى محامو ترمب مخاوفهم من إدلاء ترمب بشهادته مرة أخرى خاصة مع احتمالات انتقاده للقاضي وخروجه على النص، وقد سبق وطالب القاضي آرثر إنجورون محامي ترمب بـ«السيطرة على موكلهم» ومنعه من إلقاء خطابات سياسية من منصة الشهادة داخل المحكمة.

وقد سبق للقاضي (الذي تم انتخابه بوصفه ديمقراطيا) أن فرض عقوبات على ترمب مرتين لانتهاكه أمر منع النشر الذي يمنعه من التعليق على موظفي المحكمة.

وقد أدلى ترمب بشهادته قبل أكثر من شهر، عندما استجوبه محامو المدعي العام في نيويورك حول ما يعرفه عن تقييمات أصوله، وحصوله على قروض بمئات الملايين من الدولارات على مدى عشر سنوات قبل صعوده السياسي لمنصب رئيس الولايات المتحدة.

المرشحان الجمهوريان رون ديسانتوس ونيكي هيلي خلال مناظرة في 6 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

وأكد ترمب بقوة في شهادته أن التقييميات المالية سليمة، ونفى تضليل المقرضين، وألقى بالمسؤولية في بياناته المالية على فريق المحاسبين لديه، وأشار إلى أنه كان يطلب منهم أحيانًا إجراء تعديلات على التقييمات التي كان يعتقد أنها منخفضة أو مرتفعة جداً، وأكد أنه لم يتخلف قط عن سداد القروض.

لكن القاضي آرثر إنجورون، الذي يرأس المحكمة، أصدر قراره بالفعل بأن ترمب والمتهمين معه، انتهكوا قانون الاحتيال الحكومي من خلال إخفاء التقييمات العقارية، وتجاهل القيود على استخدام الأراضي، وتحريف قيمة الممتلكات النقدية والاعتماد على مقاييس استثمارية زائفة. ويتبقى أن يعلن القاضي حكمه بالغرامة المالية التي يقررها على ترمب وإمبراطوريته العقارية، حيث يقوم بحسابات لتحديد مكاسب ترمب غير المشروعة، التي حققها من خلال التقييمات العقارية غير الدقيقة، والمزايا التي حصل عليها من قروض وتخفيضات للضرائب.

وطالبت المدعية العامة ليتشيا جيمس بالحكم بغرامة تصل إلى 250 مليون دولار، كما طالبت بمنع ترمب من ممارسة الأعمال التجارية في نيويورك.

ترمب يتقدم على كل منافسيه

على الرغم من العواقب الوخيمة للحكم المحتمل على إمبراطورية ترمب التجارية، فإن قضية نيويورك إلى جانب القضايا القانونية الأخرى التي يواجهها، بما في ذلك اثنتان تتعلقان بمحاولته إلغاء انتخابات عام 2020، جعلته أقوى وهو يسعى للعودة إلى البيت الأبيض.

وقد احتشد الناخبون الجمهوريون والمسؤولون المنتخبون وكذلك منافسوه الأساسيون في الحزب الجمهوري حول مزاعمه المتعلقة بالاضطهاد السياسي. ويقول المحللون إن ترمب تمكن من جمع ملايين الدولارات لحملته الانتخابية، وحقق تقدماً لا يمكن التغلب عليه تقريباً في استطلاعات الرأي.

وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» حصول ترمب على 59 في المائة من الأصوات على المستوى الوطني ليكون مرشح الحزب الجمهوري، وهو أعلى بكثير من 15 في المائة التي حصلت عليها سفيرة الأمم المتحدة السابقة وحاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي و14 في المائة لحاكم فلوريدا رون ديسانتوس. لا يوجد مرشح جمهوري آخر استطاع تحقيق هذا التقدم الكبير في استطلاعات رأي الناخبين. ويتمتع ترمب أيضاً بتقدم كبير في ولايات التصويت الأولى المبكرة، وذلك قبل أقل من خمسة أسابيع فقط من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري المقرر إجراؤها في ولاية أيوا في 15 يناير (كانون الثاني).

وأظهر استطلاع أجرته «إن بي سي نيوز» و«ميدياكوم أيوا» و«دي موين ريجستر» ارتفاع نسبة أعضاء الحزب الجمهوري، الذين يعتقدون أن ترمب قادر على هزيمة الرئيس جو بايدن، على الرغم من التحديات القانونية، من 65 في المائة في استطلاع أكتوبر الماضي إلى 73 في المائة الآن. وانخفضت نسبة الناخبين الذين يقولون إن التحديات القانونية التي يواجهها ترمب ستجعل من المستحيل فوزه في الانتخابات ضد جو بايدن من 32 في المائة في أكتوبر الماضي إلى 24 في المائة.

ومن المعروف أن ولاية أيوا تحمل الكثير من المفاجآت. ولكن مع بقاء خمسة أسابيع حتى انعقاد المؤتمرات الحزبية، يبدو ترمب أقوى، وليس أضعف، في هذه الولاية، كما وجد الاستطلاع أن ترمب يتمتع بأعلى تصنيف تفضيل بين المرشحين الرئاسيين في الحزب الجمهوري لعام 2024.

صورة مركبة لترمب وبايدن (أ.ب)

ترمب يتقدم على بايدن

وأظهر استطلاع للرأي لشبكة «سي إن إن» تقدم ترمب على بايدن في اثنتين من الولايات الحاسمة في المعركة الانتخابية، هما ولايتا ميتشيغان وجورجيا. وقال الاستطلاع الذي نشر نتائجه الاثنين إن أغلبية واسعة من الناخبين في الولايتين لديهم آراء سلبية حول الأداء الوظيفي للرئيس الحالي ومواقفه السياسية.

ففي ولاية جورجيا، التي فاز بها بايدن بهامش ضيق للغاية في عام 2020، يقول الناخبون المسجلون إنهم يفضلون ترمب (49 في المائة) على بايدن (44 في المائة) للرئاسة. وفي ميشيغان، التي فاز بها بايدن بهامش أوسع، حصل ترمب على دعم بنسبة 50 في المائة مقابل 40 في المائة لبايدن، حيث قال 10 في المائة إنهم لن يدعموا أياً من المرشحين حتى بعد سؤالهم عن الاتجاه الذي يميلون إليه. وفي كل من ميشيغان وجورجيا، فإن نسبة الناخبين الذين يقولون إنهم لن يدعموا أياً من المرشحين هي على الأقل كبيرة مثل الهامش بين بايدن وترمب.

ويواجه بايدن تحديات كبيرة في كلتا الولايتين، حيث يحمل الناخبون انطباعات منخفضة عن أداء بايدن بوصفه رئيسا ومواقفه السياسية، حيث يوافق 35 في المائة فقط في ميشيغان على أداء بايدن، وتصل النسبة إلى 39 في المائة في جورجيا. وتقول الأغلبية في كلتا الولايتين إن سياساته أدت إلى تفاقم الظروف الاقتصادية في البلاد (54 في المائة في جورجيا، و56 في المائة في ميشيغان).

وتشير معظم الاستطلاعات إلى أن المباراة الانتخابية المقبلة ستكون بين اثنين من ساكني البيت الأبيض، ترمب وبايدن، لكنها تحمل في طياتها أيضا تحديات محتملة في الحملة الانتخابية الطويلة المقبلة. وتعتمد ميزة ترمب على افتراض أنه قادر على الحفاظ على الدعم بين مجموعة متقلبة ومنفصلة سياسيا وإقناعهم بالتصويت فعليا، في حين سيحتاج بايدن إلى استعادة دعم المؤيدين السابقين الساخطين الذين لا يبدون حماسا كبيرا بشأن محاولته إعادة انتخابه.


زيلينسكي إلى واشنطن للقاء بايدن وقادة الكونغرس

يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)
يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)
TT

زيلينسكي إلى واشنطن للقاء بايدن وقادة الكونغرس

يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)
يسعى زيلينسكي لإقناع المعارضين للتمويل بإقراره سريعاً (د.ب.أ)

يتوجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن في زيارة مصيرية لبلاده يسعى من خلالها إلى الإفراج عن المساعدات التي فشل الكونغرس في إقرارها.

ويلتقي زيلينسكي، خلال الزيارة التي تأتي بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في بوينس آيرس، بالرئيس الأميركي جو بايدن ومجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ضمن جهوده الرامية إلى إقناع المعارضين للمساعدات بتمريرها في أسرع وقت ممكن.

وبينما شدد البيت الأبيض في تصريح صادر عن المتحدثة باسمه كارين جان بيير على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) على «التزام الولايات المتحدة الصلب بدعم الشعب الأوكراني في الدفاع عن أنفسهم ضد الغزو الروسي الوحشي»، يكمن التحدي الأكبر بوجه زيلينسكي في إقناع المعارضين بضرورة إقرار مبلغ الـ60 مليار دولار الذي طلبه بايدن من الكونغرس، إذ يقف الرئيس الأوكراني بمواجهة انقسامات داخلية عميقة أدت إلى إصرار الجمهوريين على ربط ملف تمويل أوكرانيا بملف أمن الحدود الأميركية، وهو من أصعب الملفات التي فشلت الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة في إيجاد تسوية حولها.

وبالإضافة إلى اجتماعه مع بايدن في البيت الأبيض، يلتقي زيلينكسي، الذي يزور الكونغرس للمرة الثالثة منذ بدء الحرب، بزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الجمهوريين ميتش مكونيل، كما يعقد لقاءً مع رئيس مجلس النواب الجديد مايك جونسون.

زيلينسكي مع زعيمي الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي في 21 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة

لكن هذه الاجتماعات مع المشرعين لن تكون بالسهولة نفسها، فعلى الأرجح أن يصطدم زيلينسكي خلالها بحائط التجاذبات الحزبية، التي دفعت بالجمهوريين إلى رفض أي تمويل لكييف من دون تسوية متعلقة بأزمة المهاجرين غير الشرعيين. وهي أزمة لم تنجم عنها حتى الساعة أي انفراجات تذكر، وهذا ما أشار إليه المسؤولان عن ملف المفاوضات حول الحدود السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، والجمهوري جيمس لانكفورد.

ميرفي اتهم الجمهوريين بالعرقلة فقال: «لو كنت متشائماً لقلت إن الجمهوريين قرروا ربط دعم أوكرانيا بإصلاحات في ملف الهجرة لأنهم يريدون لأوكرانيا أن تفشل». وتابع ميرفي في مقابلة مع شبكة «إن بي سي»: «لكنني لست متشائماً، ونحن لا نزال نسعى لحل بعض الاختلافات الجذرية».

ومن ناحيته، شدّد لانكفورد على أن الجمهوريين لن يوافقوا على فصل تمويل أوكرانيا عن أمن الحدود فقال: «نسمع من الكثيرين أسئلة عن تركيزنا على الأمن القومي لبلدان أخرى في وقت نتجاهل فيه الأمن القومي الأميركي». وتابع لانكفورد في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»: «يمكننا أن نقوم بالأمرين معاً في الولايات المتحدة».

بايدن مع زيلينسكي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في 21 سبتمبر 2023 (أ.ب)

وفي ظل غياب تسوية حتى الساعة، كرر البيت الأبيض تحذيره من الفشل في إقرار التمويل؛ إذ قالت شالاندا يونغ مديرة مكتب الموازنة في مقابلة على شبكة «سي بي إس»: «ماذا سيحدث لو بسط (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين سيطرته على أوكرانيا؟ بلدان (الناتو) وأبناؤنا في خطر الدخول في صراع أوسع».

وكان بايدن قد أرسل طلب الموازنة الإضافية الطارئة إلى الكونغرس الشهر الماضي، مدرجاً تمويل إسرائيل وتايوان ضمن الموازنة نفسها التي وصلت قيمتها إلى 106 مليارات دولار. وفي حال لم يتمكن المشرعون من التوصل إلى تسوية الأسبوع الحالي، ستُرْفع الجلسات حتى مطلع العام المقبل من دون أي تمويل لكييف.


قاعدة أميركية مضادة للصواريخ في بولندا تبدأ العمل الجمعة

ممثلو القوات الأميركية المتحالفة يسيرون في عرض عسكري ضخم لإظهار الإمكانات الدفاعية لبولندا (أرشيفية - أ.ب)
ممثلو القوات الأميركية المتحالفة يسيرون في عرض عسكري ضخم لإظهار الإمكانات الدفاعية لبولندا (أرشيفية - أ.ب)
TT

قاعدة أميركية مضادة للصواريخ في بولندا تبدأ العمل الجمعة

ممثلو القوات الأميركية المتحالفة يسيرون في عرض عسكري ضخم لإظهار الإمكانات الدفاعية لبولندا (أرشيفية - أ.ب)
ممثلو القوات الأميركية المتحالفة يسيرون في عرض عسكري ضخم لإظهار الإمكانات الدفاعية لبولندا (أرشيفية - أ.ب)

أعلن رئيس الوزراء البولندي، ماتوش مورافيتسكي، اليوم الاثنين، أن قاعدة الدفاع الأميركية المضادة للصواريخ، التي جرى بناؤها في شمال بولندا، ستبدأ العمل اعتباراً من الجمعة 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وقال مورافيتسكي، في خطاب حول السياسة العامة أمام البرلمان: «أبلغنا الأميركيون أن درع ريدزيكوفو المضاد للصواريخ (على بُعد 250 كيلومتراً عن جيب كالينينغراد الروسي) سيبدأ العمل في 15 ديسمبر».

وقاعدة ريدزيكوفو صُمّمت، في إطار مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما في 2009، بهدف الدفاع عن الغرب ضد الصواريخ البالستية التي قد تطلقها دول مثل إيران.

ومنذ البداية، رأت موسكو في القاعدة، كما في المنشآت العسكرية الأخرى بالمنطقة، تهديداً لروسيا.

وبدأ تركيب القاعدة الجديدة في 2016، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

واشترت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي والحليف الوثيق جداً لواشنطن، مؤخراً مُعدات عسكرية أميركية، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي الأميركية «باتريوت» ومقاتلات «إف-35» وقاذفات هيمارس ودبابات أبرامز.

وتستضيف بولندا حالياً أكثر من 10 آلاف جندي أميركي على أراضيها.


استطلاع: غالبية الأميركيين يعارضون سياسة بايدن إزاء حرب غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

استطلاع: غالبية الأميركيين يعارضون سياسة بايدن إزاء حرب غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

أظهر استطلاع جديد للرأي أن غالبية الأميركيين لا يوافقون على سياسة الرئيس جو بايدن بشأن حرب غزة.

وأُجري الاستطلاع بواسطة شبكة «سي بي إس نيوز»، بالتعاون مع مؤسسة «يوغوف» البحثية، وقال 61 في المائة من البالغين، الذين شملهم الاستطلاع، إنهم لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب، بينما قال 39 في المائة من المشاركين إنهم يوافقون على ذلك.

وفي استطلاع مماثل أُجري في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال 56 في المائة من المشاركين إنهم يعارضون سياسة بايدن في هذا الشأن، في حين قال 44 في المائة إنهم متفقون معها.

كما انخفضت نسبة الموافقة على موقف بايدن من الصراع بشكل طفيف بين الأحزاب السياسية منذ أكتوبر، وقال نحو 63 في المائة من الديمقراطيين، في الاستطلاع الأخير، إنهم يوافقون على طريقة تعامله مع الصراع، في انخفاض بنسبة 3 في المائة عن أكتوبر.

أما بالنسبة للجمهوريين، فقد اتفق 22 في المائة منهم مع بايدن، في الاستطلاع الأخير، في انخفاض بنسبة 6 في المائة عن أكتوبر.

وقال نحو 35 في المائة من المستقلّين إنهم يوافقون على تعامل الرئيس الأميركي مع الصراع، في الاستطلاع الأخير، مقارنة بـ39 في المائة قالوا الشيء نفسه في الاستطلاع السابق.

ولطالما أكد بايدن دعمه الثابت لإسرائيل، ويوم الجمعة الماضي، استخدمت واشنطن حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار لـ«مجلس الأمن»، التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف لإطلاق النار.

وعبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تقديره استخدام واشنطن حق النقض، في حين ندّد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، بهذا الموقف، ووصفه بأنه «لا إنساني».

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن استخدام حق النقض جعل الولايات المتحدة شريكة في جرائم الحرب الإسرائيلية.


بايدن يدعو زيلينسكي لاجتماع في البيت الأبيض الثلاثاء

جانب من لقاء سابق بين بايدن وزيلينسكي (رويترز)
جانب من لقاء سابق بين بايدن وزيلينسكي (رويترز)
TT

بايدن يدعو زيلينسكي لاجتماع في البيت الأبيض الثلاثاء

جانب من لقاء سابق بين بايدن وزيلينسكي (رويترز)
جانب من لقاء سابق بين بايدن وزيلينسكي (رويترز)

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد اجتماع بعد غدٍ (الثلاثاء) في البيت الأبيض؛ لمناقشة الحرب الجارية مع روسيا و«الأهمية البالغة» لاستمرار الدعم الأميركي لجهود كييف الدفاعية، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيسين سيناقشان «الاحتياجات الملحة» لأوكرانيا. وقالت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار، في بيان، إنّ الاجتماع بين بايدن وزيلينسكي يأتي في لحظة حرجة «إذ إنّ روسيا تكثّف قصفها بالصواريخ والمسيّرات ضدّ أوكرانيا».

من جهتها، قالت الرئاسة الأوكرانية، في بيان، إنّ الاجتماع سيركّز على قضايا رئيسية مثل «مزيد من التعاون الدفاعي بين أوكرانيا والولايات المتّحدة، لا سيّما من خلال مشروعات مشتركة لإنتاج الأسلحة وأنظمة دفاع جوّي، فضلاً عن تنسيق الجهود بين البلدين خلال العام المقبل». وتأتي دعوة بايدن نظيره الأوكراني لزيارته بعدما عرقلت المعارضة الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء الماضي، طلباً قدّمه البيت الأبيض لإقرار حزمة مساعدات طارئة بقيمة 106 مليارات دولار تستفيد منها بالدرجة الأولى أوكرانيا وإسرائيل. ورهن السيناتورات الجمهوريون تصويتهم على المضيّ قدماً بإقرار هذه الحزمة بتضمينها إصلاحات لسياسة الهجرة التي تنتهجها الإدارة الديمقراطية. ومثّلت هذه الخطوة هزيمة للرئيس بايدن الذي كان قد حذّر الكونغرس قبل ساعات من ذلك من أنّه إذا انتصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه في أوكرانيا فإنّ جيشه لن يتوقّف عند حدود هذا البلد، إذ يمكن أن يذهب إلى مواجهة مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وكان البيت الأبيض حذّر البرلمانيين من أنّ الأموال المخصّصة لتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا ستنفد بحلول نهاية العام في حال لم يوافق الكونغرس على تخصيص أموال جديدة لكييف. ويشترط الجمهوريون في مجلس الشيوخ من أجل دعم التمويل الإضافي لأوكرانيا قبول الديمقراطيين إقرار إصلاحات على نظام اللجوء، إضافة إلى تشديد الأمن على الحدود.


بلينكن: تجب حماية المدنيين الفلسطينيين وأن يعقب القتالَ سلام دائم

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)
TT

بلينكن: تجب حماية المدنيين الفلسطينيين وأن يعقب القتالَ سلام دائم

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)

قالت وكالة «رويترز»، نقلاً عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إنه من الضروري أن تحمي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة المدنيين الفلسطينيين، مضيفاً أن القتال يجب أن يعقبه سلام دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.


استقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا الأميركية بعد شهادة اعتبرت معاداة للسامية

ليز ماجيل رئيسة جامعة بنسلفانيا (رويترز)
ليز ماجيل رئيسة جامعة بنسلفانيا (رويترز)
TT

استقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا الأميركية بعد شهادة اعتبرت معاداة للسامية

ليز ماجيل رئيسة جامعة بنسلفانيا (رويترز)
ليز ماجيل رئيسة جامعة بنسلفانيا (رويترز)

استقالت ليز ماجيل رئيسة جامعة بنسلفانيا، التي تعرضت لانتقادات بسبب موقفها من معاداة السامية في الحرم الجامعي، وفقاً لما ذكرته رابطة «اللبلاب»، وهي اتحاد يضم جامعات أميركية عريقة.

وكانت ماجيل أحد ثلاثة من كبار رؤساء الجامعات الذين تعرضوا لانتقادات بعد أن أدلوا بشهادتهم في جلسة استماع بالكونغرس حول تزايد معاداة السامية في الحرم الجامعي، بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر (تشرين الأول).

ليز ماجيل تدلي بشهادتها أمام لجنة التعليم بمجلس النواب الأميركي (رويترز)

وقال سكوت بوك، رئيس مجلس أمناء الجامعة ومقرها فيلادلفيا، اليوم، في بيان منشور على موقع الجامعة الإلكتروني، إنها وافقت على البقاء في منصبها حتى يتم تعيين رئيس مؤقت. وأضاف بوك، الذي استقال أيضاً، أنه سيتم الكشف عن خطط القيادة المؤقتة في الأيام المقبلة.

وقال بوك في إعلان أصدرته الجامعة: «أكتب لأعلن أن الرئيسة ليز ماجيل قدمت استقالتها طوعاً من منصب رئيسة جامعة بنسلفانيا». مشيراً إلى أن ماجيل ستظل عضواً في هيئة التدريس في كلية الحقوق بالجامعة.

وأدلت ماجيل ورئيسة جامعة هارفارد كلودين جاي، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث، بشهادتهم أمام لجنة بمجلس النواب الأميركي يوم الثلاثاء.

كلودين جاي رئيسة جامعة هارفارد تدلي بشهادتها أمام لجنة التعليم بمجلس النواب الأميركي (إ.ب.أ)

وتصاعدت الدعوات لاستقالة ماجيل وجاي على وجه الخصوص في الأيام التي تلت مثولهما أمام الكونغرس. وبينما حاولن الحفاظ على خيط رفيع لحماية حرية التعبير، فإنهن رفضن الرد بنعم أو لا على سؤال النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك حول ما إذا كانت الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود ستنتهك قواعد السلوك في جامعاتهن فيما يتعلق بالتنمر والتحرش.

واتهم الطلاب والأسر والخريجون اليهود الجامعات بالتسامح مع معاداة السامية، خاصة في تصريحات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين منذ أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وأدى هذا الهجوم إلى هجوم مضاد واسع النطاق من قبل إسرائيل أدى إلى مقتل أكثر من 17700 فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وأصدرت ماجيل مقطعاً مصوراً يوم الأربعاء أعربت فيه عن أسفها لشهادتها. واعتذرت جاي أمس الجمعة.

وقالت ستيفانيك، إن استقالة ماجيل كانت «الحد الأدنى لما هو مطلوب»، وحثت جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على اتخاذ إجراءات مماثلة.

وتصاعدت معاداة السامية بشكل حاد في الولايات المتحدة وأماكن أخرى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.


متاعب هانتر بايدن القانونية تضعف حظوظ والده أمام ترمب

بايدن يردّ على أسئلة الصحافيين الجمعة (أ.ب)
بايدن يردّ على أسئلة الصحافيين الجمعة (أ.ب)
TT

متاعب هانتر بايدن القانونية تضعف حظوظ والده أمام ترمب

بايدن يردّ على أسئلة الصحافيين الجمعة (أ.ب)
بايدن يردّ على أسئلة الصحافيين الجمعة (أ.ب)

التزم الرئيس الأميركي جو بايدن الصمت حيال المصاعب القضائية المتزايدة التي يواجهها نجله هانتر، بعد توجيه تهم جديدة له بالتهرب الضريبي على الرغم من أسلوب حياته الباذخ والإنفاق على تعاطي المخدرات. ولطالما دافع بايدن (81 عاماً)، عن نجله البالغ 53 عاماً، رغم أن الحزمة الجديدة من التهم الموجّهة إلى هانتر تشكّل إحراجا إضافيا للرئيس الديمقراطي، الذي يأمل الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض عام 2024. وفي حين رأى هانتر في تصريحات، بثت الجمعة، أن الجمهوريين يشنّون حملة تهدف إلى القضاء على الإدارة الديمقراطية في واشنطن، التزم والده في اليوم ذاته الصمت حيال التهم، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

الرئيس جو بايدن مع ابنه هانتر في واشنطن يونيو الماضي (أ.ب)

وعندما سُئل لدى مغادرته البيت الأبيض متوجها في رحلة إلى نيفادا وكاليفورنيا إن كان يعتقد أن ابنه بريء، اكتفى بايدن بالتلويح بيده للمراسلين من دون الإجابة عن السؤال. وكرّر بايدن الأمر ذاته قبيل صعوده على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، التي نقلته إلى مدينة لاس فيغاس، حيث أعلن أن أول قطار فائق السرعة في البلاد سيتم تدشينه عام 2028. ويأمل بايدن من خلال ذلك، في إقناع الناخبين المترددين بصوابية خططه الاقتصادية خصوصا لجهة المشاريع الكبرى المرتبطة بالبنى التحتية. ويتوقع أن تكون الانتخابات المقررة في 2024، نسخة مكررة عن 2020، مع فارق أن بايدن سيكون هذه المرة في البيت الأبيض ساعيا لولاية ثانية، في حين أن منافسه المرجح الجمهوري دونالد ترمب، سيسعى للعودة إلى مقر الرئاسة الأميركية في واشنطن بعدما أخرجه منه بايدن في الانتخابات الماضية.

وإضافة إلى المصاعب القانونية لهانتر، يواجه بايدن محاولات جمهورية لعزله بتهمة استغلال منصبه في دعم أنشطة ابنه التجارية في أوكرانيا والصين.

صمت رئاسي

في مقابل صمته الشخصي، لم يخفِ البيت الأبيض موقف جو بايدن حيال هانتر. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة، كارين جان-بيار، للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الجمعة: «سبق للرئيس أن قال ذلك، وسيستمر في قوله، هو يحب ابنه ويدعمه في محاولته المتواصلة لإعادة بناء حياته». وشددت على أنه «فخور بنجله».

بايدن لدى وصوله إلى لوس أنجليس الجمعة (أ.ب)

وهانتر محامٍ درس في جامعتي «جورجتاون» و«يال» المرموقتين، وانتقل لاحقا إلى عالم الفن. لكنه عانى من الإفراط في شرب الكحول وإدمان الكوكايين. والخميس، وجه المحقق الخاص ديفيد وايس، الذي ينظر في تعاملات هانتر بايدن الشخصية والتجارية، تهما عدة للمرة الثانية إلى نجل الرئيس، تشمل تهربا ضريبيا بقيمة 1.4 مليون دولار على الأقل بين عامي 2016 و2020. وقال وايس في لائحة الاتهام: «أنفق المدّعى عليه ملايين الدولارات على أسلوب حياة مترف، في نفس الوقت الذي اختار فيه عدم دفع ضرائبه». وأشار إلى أن «المتهم أنفق هذه الأموال على المخدرات والمرافقات والفنادق الفاخرة واستئجار العقارات والسيارات الفارهة والملابس وأمور أخرى ذات طبيعة شخصية... باختصار أنفق (أمواله) على كل شيء ما عدا ضرائبه». وورد في لائحة الاتهام أن مدخول هانتر فاق سبعة ملايين دولار خلال الفترة ذاتها، وقام بعمليات سحب نقدي من الصراف الآلي بلغت قيمتها الإجمالية 1.6 مليون دولار، وأنفق أكثر من 680 ألفا على «نساء عدة»، ونحو 189 ألفا على «الترفيه للبالغين». إلا أن المحامي آيب لويل أكد في بيان لوسائل إعلام أميركية، أن موكله هانتر بايدن دفع كل مستحقاته الضريبية. وأشار إلى أنه «لو كان من عائلة أخرى، لما وجّهت إليه التهم في ديلاوير، والآن في كاليفورنيا». وكان هانتر قد اتهم سابقا بالكذب، عندما أخفى حقيقة تعاطيه المخدرات خلال تقدمه بطلب فيدرالي لشراء سلاح.

«ذخيرة سياسية»

في ظل تخلفه عن ترمب في استطلاعات الرأي، وانشغاله بالحربين في غزة وأوكرانيا، تأتي التهم الجديدة الموجهة إلى هانتر لتوفّر لخصوم بايدن ذخيرة إضافية للتصويب عليه.

الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفه ابنه هانتر في نيويورك 4 فبراير 2023 (أ.ف.ب)

ويشكّل التهرب الضريبي مسألة حساسة بالنسبة لبايدن، الذي يشكو دائما من عدم دفع الأثرياء ما يكفي من الضرائب. وفي حديث إذاعي تمّ تسجيله قبل التهم الجديدة وبثّ الجمعة، عد هانتر بايدن أنه يتعرض لمضايقات من يمينيين في الولايات المتحدة يريدون الدفع به مجددا إلى إدمان المخدرات. وقال إنهم «يحاولون تدمير الرئاسة. والأمر لا يتعلق بي... هم يحاولون قتلي، لأنهم يدركون أن ذلك سيسبّب لوالدي ألماً يفوق طاقته على التحمل». وسبق للرئيس بايدن في عام 2015، أن فقد نجله البكر بو عن عمر 46 عاما بعد معاناته من مرض السرطان. وكان بو وهانتر أصيبا بجروح بالغة في حادث سيارة عام 1972 أودى بشقيقتهما ووالدتهما، الزوجة الأولى لجو بايدن. وقال هانتر في حديثه الإذاعي: «حين توفي بو، انهرت تماما. هذا ليس عذرا، لكنه كان السبب» لما عاناه لاحقا.