بايدن يشن حرباً على شركات الأدوية الأميركية لتخفيض أسعارها

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن يشن حرباً على شركات الأدوية الأميركية لتخفيض أسعارها

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

شن الرئيس الأميركي جو بايدن حملة لملاحقة شركات الأدوية الكبرى، داعياً إلى التفاوض مع الحكومة الفيدرالية لخفض أسعار 10 أدوية بحلول عام 2026 مع برنامج الرعاية الصحية «ميدي كير». وتشمل الحملة الأدوية الأكثر استخداماً والباهظة الثمن مثل أدوية القلب والسكري وأدوية علاج الجلطات والسكتة الدماغية وأمراض المناعة وأدوية الإنسولين، وهي المنتجات التي تكلف برامج الرعاية الصحية مليارات الدولارات سنوياً.

وهاجم بايدن في بيان، الثلاثاء، شركات الأدوية، مشيراً إلى أن الأميركيين يدفعون أموالاً طائلة لشراء الأدوية أكثر من أي دولة أخرى، وقال: «تحقق صناعة الأدوية أرباحاً قياسية، ويضطر الأميركيون إلى الاختيار بين دفع ثمن الأدوية التي يحتاجونها، أو دفع ثمن الطعام والإيجار وغيرها من الضرورات الأساسية، وتلك الأيام يجب أن تنتهي».

وتقول إدارة بايدن إن هناك 52 مليون شخص يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر يعانون أمراضاً حادة، ويحتاجون إلى هذه الأدوية باهظة التكلفة.

ووضعت إدارة بايدن أمام صناع الأدوية مهلة حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) للإعلان عما إذا كانوا سيشاركون في المفاوضات مع الحكومة أم لا، ولوحت الإدارة بأن الشركات التي سترفض التفاوض سيكون عليها دفع ضريبة إنتاج كبيرة أو سحب منتجاتها من الأدوية من برنامجي الرعاية الصحية «ميدي كير» و«ميدي كيد»، وهما برنامجا الرعاية الصحية الحكومية اللذان يوفران التغطية الصحية لذوي الدخل المنخفض.

ويعتمد بايدن في المفاوضات الجديدة على قانون الحد من التضخم، وهو التشريع الشامل للمناخ والصحة الذي أقره الكونغرس العام الماضي. وإذا نجحت المفاوضات فإنها ستوفر للحكومة الأميركية ما يقدر بنحو 98.5 مليار دولار على مدى 10 سنوات، كما ستؤدي إلى خفض أقساط برامج التامين الصحي وتكاليف الدواء للعديد من الأميركيين الأكبر سناً.

وتسعى إدارة بايدن بهذه الإجراءات إلى استمالة الناخبين من كبار السن، حيث يسعى الديمقراطيون الذين يستعدون لإعادة انتخابهم في العام المقبل إلى تسليط الضوء على هذا البرنامج بوصفه إنجازاً كبيراً. لكن الجمهوريين يعارضون خفض الأسعار، وانتقدوا هذه الخطوة بوصفها بمثابة فرض ضوابط حكومية على الأسعار وحرية الأسواق. وأبدى المشرعون الجمهوريون مخاوفهم من تراجع شركات الأدوية عن تقديم أدوية جديدة يمكن أن تخضع للمساومات في المستقبل.

وفي المقابل أقامت 6 شركات تصنيع أدوية دعوى على إدارة بايدن في محاولة لمنع برنامج التفاوض، كما رفعت غرفة التجارة الأميركية دعوى قضائية أخرى، أشارت فيها أن اشتراط قيام شركات الأدوية بالتفاوض، أو دفع غرامة ينتهك الحظر الذي يفرضه التعديل الخامس في الدستور الأميركي والمتعلق بالاستيلاء العام دون توفير التعويض العادل.

وقالت شركة «فارما» في شكواها إلى المحكمة الفيدرالية إن القانون يجبر صناع الأدوية على الموافقة على سعر تمليه الحكومة تحت التهديد بفرض ضريبة باهظة، ويمنح وزارة الصحة الأميركية سلطة واسعة في تحديد الأسعار.


مقالات ذات صلة

بايرن يصر على استعادة توازنه بعد الخروج من كأس ألمانيا

رياضة عالمية البايرن يصر على استعادة توازنه سريعاً بعد خسارته في كأس ألمانيا (إ.ب.أ)

بايرن يصر على استعادة توازنه بعد الخروج من كأس ألمانيا

يصر بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم على استعادة توازنه سريعاً بعد خسارته الأخيرة في بطولة كأس ألمانيا، ويعتزم مانويل نوير التواجد في حراسة مرمى الفريق.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ليفركوزن يجعل بايرن يتعرض لأول هزيمة في الموسم (رويترز)

كأس ألمانيا: ليفركوزن يسقط البايرن من دور الـ16

سجل باير ليفركوزن، حامل اللقب، هدفاً على عكس سير اللعب، بواسطة ناثان تيلا في الشوط الثاني، ليفوز 1-صفر على مستضيفه بايرن ميونيخ الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية إنفانتينو رئيس «فيفا» (أ.ف.ب)

رغم الانتقادات... قرعة مونديال الأندية تسحب الخميس في ميامي

تُسحب الخميس في ميامي قرعة النسخة الأولى من كأس العالم لأندية كرة القدم، بمشاركة 32 فريقاً، وسط لا مبالاة من هيئات كبرى وانتقادات واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ألونسو: أتوقع مباراة صعبة في ميونيخ

قال تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن إن تعادل بايرن ميونيخ 1 - 1 مع بروسيا دورتموند لن يلعب أي دور في تحضيرات فريقه لمواجهة الفريق البافاري.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية فينسن كومباني (إ.ب.أ)

كومباني: بايرن يملك خيارات هجومية لتعويض غياب كين

قال مدرب بايرن ميونيخ إن فريقه يضم ما يكفي من مواهب لتعويض غياب المهاجم المصاب هاري كين بداية بمواجهة باير ليفركوزن حامل لقب كأس ألمانيا لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري  للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
TT

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري  للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)

حتى الآن، لا تزال «التخمينات» تهيمن على قراءة المشهد المتفجر في سوريا لفهم أسبابه ودلالاته، وموقف الولايات المتحدة منه. فالهجوم المفاجئ الذي شنته مجموعات سورية معارضة، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، المصنفة إرهابية من واشنطن، وأدى إلى تغيير خريطة الحرب الأهلية في سوريا، كان لافتاً بتوقيته، فقد بدأ بعد يومين من إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، بين إسرائيل و«حزب الله».

ورغم ما يراه معلقون أن تركيا قد تكون هي التي تقف وراء اندلاع هجوم المعارضة المسلحة في سوريا، فإنهم يلاحظون وجود «غض نظر» من إدارة بايدن على الحدث، قد يكون من بين أهدافه، ليس فقط الضغط على إيران وروسيا، بل ومحاولة التأثير على إدارة ترمب المقبلة، لضمان عدم سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، والحفاظ على مظلتها لحماية الأكراد من أي هجوم تركي، في حال لم تفلح محاولات التوصل إلى صيغة مقبولة للحل في سوريا.

يلفت برايان كاتوليس، كبير الباحثين في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، إلى إن الحرب الأهلية في سوريا «لم تنتهِ حقاً، فقد استمرت لسنوات دون أن يلاحظ العالم ذلك، ولكنها كانت تجري بمستوى أقل من الشدة».

ويتابع في حديث مع «الشرق الأوسط» أن نظام الأسد واصل قتل شعبه بدعم من روسيا وإيران وجماعات مثل «حزب الله»، لكن الصراع المتجدد (في المنطقة) أدى إلى تعقيد الأمور بالنسبة لمجموعة أخرى معارضة للأسد: المقاتلون الأكراد الذين كانوا قد سيطروا على أجزاء من محافظة حلب، وقال مسؤولون من المهاجمين، يوم الاثنين، إنهم يخلون المنطقة بالحافلات.

معارك عنيفة بين الجيش السوري والفصال المسلحة في حماة (أ.ب)

ويرى كاتوليس أن المحرك الرئيسي للأحداث الأخيرة «داخلي»؛ لأن الوضع لم يصل قط إلى فترة من الاستقرار المستدام، «فقد استغلت قوات المعارضة نقاط الضعف في بنية النظام، بسبب الفساد والركود والافتقار إلى الشرعية السياسية في أجزاء من سوريا، وتمكنت من إعادة تجميع صفوفها. فملايين السوريين يريدون العيش في حرية، وهذا لم يتغير، ويبقى أن نرى ما إذا كانوا سيحققون هذه الطموحات».

ويقول كاتوليس إن العوامل الخارجية مثل تركيا وروسيا وإيران مهمة، لكن التحدي المركزي يظل الانقسامات الداخلية في سوريا والصراع على السلطة والنفوذ بين مجموعة واسعة من الجماعات المتنافسة.

لا إزاحة للأسد

ورغم الأوضاع التي تحدث عنها الباحث الأميركي فإن الموقف الأميركي لم يتغيّر كثيراً على مدى عقد من الزمن، وأكده مجدداً المتحدث باسم الخارجية الأميركية قبل يومين. إذ وعلى الرغم من خسارة الأسد مصداقيته، فإن الولايات المتحدة لا ترى إزاحته من السلطة أولوية، مثلما أنها لا تدعم الفصائل المعارضة أيضاً.

صحيفة «نيويورك تايمز»، من جهتها، تحدثت عن أن المبادرات التي جرى تقديمها للأسد من الولايات المتحدة وبعض دول الخليج وحتى إسرائيل، للتخلي عن تحالفه الإقليمي الأكثر أهمية مع «حزب الله» وإيران، قد تنحرف عن مسارها بسبب هجوم الفصائل المستمر. لافتة إلى أن الأسد سيكون الآن «أكثر تردداً في التخلي عن إيران وحلفائها، الذين ما زالوا أفضل رهان له للقتال مرة أخرى، من أجل بقاء نظامه».

صورة من لقاء الأسد وعراقجي يوم 1 ديسمبر 2024 (الخارجية الإيرانية)

من جهة أخرى، تحدثت أوساط مطلعة في واشنطن، عن واقع مختلف على الأرض، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الأسد أكثر استعداداً الآن للتجاوب مع تلك المبادرات لفك الارتباط مع إيران.

وألمحت إلى اتفاق أوّلي لفتح مسار التفاوض بين الأسد مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بضغط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشارت المصادر إلى أن «تلقي الجيش النظامي مساعدات روسية في الدفاع عن حماة، هو «للقول إنه لن يتم التخلي عن النظام».

تابعت المصادر أنه، في الوقت نفسه، يجري الحديث عن ضمانات لانسحاب المسلحين من حلب، قد تتم إما قبل تسلم ترمب منصبه، وإما بعده بقليل، على أن يتم التخلص من العناصر غير السورية في الفصائل، وتشكيل فيلق تابع لوزارة الدفاع السورية يضم العناصر السورية المسلحة، بضمانة تركية روسية، وفتح مسار نهائي لإخراج إيران من المعادلة في سوريا.

دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)

ورغم أن هجوم الفصائل الذي يقال إن تركيا تتعاون ضمناً معها عبر حدودها في شمال سوريا، قد تكون من بين أهدافه تحقيق أهداف تكتيكية لأنقرة، حيث تحظى بنفوذ أكبر في الصراع، لكن لا يخفى أيضاً أنه جاء أيضاً في الفترة الانتقالية بين إدارتي الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب.

ويرى مراقبون أن تركيا قد تكون تحاول استغلال هذه الفترة، لتوجيه ضربة للنفوذين الروسي والإيراني في سوريا، بعدما أضعفت إسرائيل إيران و«حزب الله» اللبناني، الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد، وانشغال روسيا بحربها في أوكرانيا. وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، (الأربعاء)، قائلاً إن رفض الرئيس السوري بشار الأسد المشاركة «بأي شكل ملموس» في عملية سياسية، فتح المجال لهجوم تلك الفصائل وتقدمها يظهر أن داعميه، مثل روسيا وإيران، مشتتون.

وقال مراقبون إن المقاتلين الأكراد الذين تعدهم تركيا عدواً تاريخياً وضعيفاً للغاية لمواجهة الفصائل التي تدعمها ويقودون الهجوم، لم يكن لديهم خيار سوى قبول عرض الخروج الآمن إلى شمال شرقي سوريا، حيث أشركتهم الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم «داعش»، خلال العقد الماضي.

ومع مراوحة هجوم الفصائل على أبواب مدينة حماة، في تغيير جذري لاستجابة دمشق للهجوم على حلب، بدا أن شبح تجدد الحرب الأهلية صار حقيقياً، وقلب المعادلة بالنسبة للولايات المتحدة التي حاولت قبل سنوات طي صفحة الحرب من دون أن يثمر ذلك عن أي نتائج إيجابية تذكر.