قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي هو تهديد وجودي، مؤكدا أنه لا يستطيع أحد إنكار أن ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل ناتج عن التغير المناخي.
وكشف بايدن عن إجراءات لضمان سلامة العمال الذين يعملون في الهواء الطلق، وهو ما أصبح أزمة حقيقية مع ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر في حياة 150 مليون أميركي، كما أعلن زيادة تمويل خدمات الأرصاد الجوية.
وقال بايدن: «أريد أن يعرف الشعب الأميركي أننا سنوفر المساعدة لأي شخص يحتاجها»، داعياً الأميركيين إلى البقاء في منازلهم إذا كانوا معرضين للخطر.
وتحدث الرئيس الأميركي في خطاب اليوم (الخميس) عن تأثير الحرارة وتغير المناخ، وقال: «لا أعتقد أن أي شخص يمكنه إنكار تأثير تغير المناخ بعد الآن، لا أعرف أي شخص يعتقد بصدق أن تغير المناخ ليس مشكلة خطيرة»، مشيراً إلى الجفاف والأعاصير وحرائق الغابات ودرجات الحرارة القياسية.
وأشار إلى أن درجة الحرارة في مدينة فينيكس تجاوزت 110 درجات فهرنهايت، لمدة 27 يوماً متتالياً، مؤكدا أن درجات حرارة المحيط بالقرب من مدينة ميامي بولاية فلوريدا تتجاوز 100 درجة فهرنهايت.
وأضاف بايدن أن 600 شخص يموتون سنوياً بسبب الحرارة الشديدة أكثر من عدد ضحايا الفيضانات والأعاصير. وروى قصة امرأة مسنة في مدينة فينيكس سقطت من كرسيها المتحرك وأصيبت بحروق من الدرجة الثالثة بعد خمس دقائق من سقوطها على الأرض الساخنة، وأشار إلى أن عمال المزارع ورجال الإطفاء وعمال البناء «يخاطرون بحياتهم» وهم يعملون في ظروف شديدة الحرارة.
ويخضع نحو 150 مليون أميركي من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي لتنبيهات حول ارتفاع درجات الحرارة الشديدة التي أدت إلى إصابات خطرة، وتمتلئ غرف الطوارئ بضحايا الحروق المرتبطة بالحرارة، والوفيات المرتبطة بها.
ومن المتوقع أن تصل مؤشرات الحرارة إلى 100 درجة فهرنهايت عبر الكثير من المناطق في الغرب الأوسط ووسط المحيط الأطلسي والشمال الشرقي حتى يوم الجمعة.
وأعلن بايدن أنه طلب من وزيرة العمل بالوكالة جولي سو إصدار «تحذير من مخاطر الحرارة» لتوضيح إجراءات الحماية للعمال.
وأشار إلى منح دائرة الغابات الأميركية أكثر من مليار دولار من المنح لزراعة الأشجار التي تهدف إلى المساعدة في خفض درجات الحرارة على المدى الطويل، وتوفير «مليارات الدولارات» لجعل المباني أكثر كفاءة وأكثر مقاومة للحرارة.
ويقول الخبراء إن الحرارة الشديدة تكلف أميركا 100 مليار دولار سنوياً، وتصيب أكثر الفئات ضعفاً مثل كبار السن والمشردين، وتهدد أيضا المزارع ومصايد الأسماك والغابات التي تعتمد عليها الكثير من العائلات لكسب الرزق.