ترودو: حرائق الغابات في كندا تحدث بسبب تغير المناخ

أكد رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أن حرائق الغابات التي شهدتها بلاده مؤخراً، تحدث بسبب التغير المناخي.

وكتب ترودو، عبر حسابه على موقع «تويتر»: «نشهد المزيد والمزيد من هذه الحرائق بسبب تغير المناخ»، مضيفاً أن «هذه الحرائق تؤثر على الروتين اليومي والحياة وسبل العيش، وعلى جودة الهواء لدينا».

وقال رئيس الوزراء الكندي: «سنواصل العمل، هنا في الوطن ومع الشركاء حول العالم، للتعامل مع تغير المناخ ومعالجة الآثار المترتبة عليه».

جدير بالذكر أن كندا في طريقها الآن لتسجيل أسوأ موسم تشهده من حرائق الغابات على الإطلاق، حال استمر معدل الحرائق بنفس الوتيرة. وانتقل الدخان المتصاعد من مئات الحرائق في شرق كندا جنوباً، وغطى مدناً أميركية، من بينها نيويورك، بحجاب ضبابي منذ الثلاثاء الماضي.

سيدة ترتدي قناعاً للوجه حيث يتسبب دخان حرائق الغابات في كندا بظروف ضبابية في نيويورك (أ.ف.ب)

وتستعر مئات من حرائق الغابات الخارجة عن السيطرة في أنحاء كندا مهددة البنية التحتية الأساسية وأجبرت السلطات على إجلاء سكان. ويعد اندلاع حرائق الغابات أمراً شائعاً في الأقاليم الغربية لكندا، لكن النيران انتشرت بسرعة كبيرة هذا العام في شرق البلاد، ما يجعلها أسوأ بداية لموسم الحرائق على الإطلاق.

وقال وزير الاستعداد لحالات الطوارئ بيل بلير إن نحو 9.4 مليون فدان قد احترقت بالفعل، أي ما يزيد على متوسط ​​10 سنوات بمقدار 15 مِثلاً تقريباً. وأضاف في إفادة صحافية أمس (الأربعاء): «هناك 414 حريقاً مشتعلاً في أنحاء البلاد حتى اليوم، 239 منها مصنفة على أنها خارجة عن السيطرة». ويعد إقليم كيبيك الشرقي الكبير من الأقاليم الأكثر تضرراً.

وتابع بلير: «رأينا تداعيات مستمرة على البنية التحتية المهمة في كيبيك مثل إغلاق طرق ومناطق ريفية وانقطاع الاتصالات وتهديد خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي بسبب الحرائق المتزايدة».

وكشف ترودو عن أنه تحدث مع الرئيس الأميركي جو بايدن عبر الهاتف، أمس، لشكره على «الدعم المهم» في مكافحة الحرائق. ووصل المئات من رجال الإطفاء الأميركيين إلى كندا وهناك المزيد في طريقهم إلى هناك.

وخارج الحدود، صدرت تحذيرات من جودة الهواء في أكثر من 12 ولاية أميركية، أمس، مع انتشار الدخان المتصاعد من حرائق الغابات في كندا نحو الجنوب.

البيت الأبيض يدعو الأميركيين لاتّخاذ «احتياطات» بسبب التلّوث جراء الحرائق في كندا

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان - بيار: «نشجّع الجميع في المناطق المتضررة على التنبّه للظروف المحلية. احرصوا على التأكد من أن جيرانكم وأصدقاءكم وعائلتكم بخير».

واعتبرت جان - بيار أن الأوضاع تشكل «مثالاً مقلقاً على الطرق التي يؤثر من خلالها التغيّر المناخي على حياتنا».

وفيما لفّت سحابة من الضباب الكثيف أجواء العاصمة الأميركية، أشارت جان - بيار إلى أن الرئيس جو بايدن البالغ 80 عاماً لا يضع كمامة.

وأُطلع بايدن على الأزمة الصحية الناشئة التي أثرت بشكل كبير على نوعية الهواء في عدد من المدن الأميركية.

وأشارت المتحدثة إلى تواصل قائم بين مسؤولين أميركيين وكنديين.

وخيّمت على نيويورك سحابة ضباب دخاني يميل لونها إلى البرتقالي حجبت ناطحات السحاب وأجبرت السكان على وضع الكمامات.

وأرسلت الولايات المتحدة عناصر إطفاء وتجهيزات إلى كندا للمساعدة في إخماد الحرائق.

وتواصل مقاطعة كيبيك الكندية التي تحوّلت إلى بؤرة لحرائق الغابات التي تجتاح قسماً كبيراً من أراضي كندا، عمليات الإجلاء.

وتسعى سلطات المقاطعة إلى إجلاء آلاف الأشخاص في الساعات المقبلة، وفق رئيس حكومتها.

وقال فرانسوا لوغو، رئيس وزراء إقليم كيبيك، إن نحو 520 من رجال الإطفاء يكافحون النيران. وعبر عن أمله في وصول 500 آخرين في الأيام القليلة المقبلة من إقليم نيو برونزويك المجاور، وكذلك من فرنسا والولايات المتحدة والبرتغال وإسبانيا والمكسيك. وأضاف أن نحو 11400 شخص تم إجلاؤهم حتى الآن من المناطق النائية في شمال كيبيك وسيتم إجلاء 4 آلاف آخرين قريباً.

من الأقنعة إلى التكييف... ما يجب عليك فعله للحماية من دخان حرائق الغابات

واجهت مدينة نيويورك الأميركية تنبيهات ترتبط بجودة الهواء السيئة، حيث يستمر الدخان الناجم عن حرائق الغابات في كندا في خلق سماء ضبابية بالمنطقة.

تحتل المدينة حالياً المرتبة الخامسة من حيث جودة الهواء الأسوأ في العالم، بعد تورنتو وهانوي ودكا ونيودلهي، حيث وصل مؤشر جودة الهواء يوم الأربعاء إلى مستويات «غير صحية» عبر نيويورك والمدن الأميركية الكبرى الأخرى، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

جاءت نوعية الهواء الرديئة نتيجة لأكثر من 400 حريق هائل في كندا، مما أدى إلى عمليات إجلاء جماعية في مقاطعة كيبيك. وفي الوقت نفسه، ألغت المدارس في مدينة نيويورك وواشنطن العاصمة الأنشطة الخارجية.

الضباب يغطي تمثال الحرية في نيويورك (د.ب.أ)

حثَّ العديد من المسؤولين الناس على الحد من وقتهم في الهواء الطلق وارتداء أقنعة لحماية أنفسهم من الدخان. في الواقع، يحمل دخان حرائق الغابات عدداً من الملوثات التي يمكن أن تشكل الكثير من المخاطر والآثار السامة.

فيما يلي قائمة بالأمور التي يجب عليك فعلها للمساعدة في الحفاظ على سلامتك وسط جودة الهواء السيئة:

ارتداء الأقنعة

إذا علّمنا فيروس «كورونا» أي شيء، فهو أن الأقنعة تساعدنا في الحفاظ على سلامتنا من الإصابة بالمرض. الشيء نفسه ينطبق على دخان الهشيم. يمكن للأقنعة أن تحميك من ملوثات الهواء القاتلة الموجودة في دخان حرائق الغابات مثل الجسيمات الدقيقة، والمعروفة أيضاً باسم PM 2.5. لكن ليست كل الأقنعة متشابهة.

بينما تعمل الأقنعة الجراحية بشكل جيد في حماية رئتيك من الدخان، فإن أفضل طريقة للحماية هي أقنعة N95 أو KN95. تعمل أقنعة N95 وKN95 عن طريق تركيبها بإحكام على الوجه وترشيح الهواء باستخدام طبقات متعددة من المواد، التي تم تصميمها لاحتجاز الجزيئات الصغيرة للغاية.

البقاء بالداخل أو اتخاذ الحيطة والحذر إذا احتجت للخروج

قال عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، لسكان نيويورك في بيان: «يجب الحد من النشاط في الهواء الطلق إلى أقصى حد ممكن».

وبالفعل، يجب على الأشخاص تجنب القيام بأنشطة شاقة بالخارج - مثل ممارسة الرياضة أو ركوب الدراجات - وتغيير ملابسهم بمجرد عودتهم إلى المنزل.

الدخان المنبعث من حرائق الغابات في كندا يتسبب في ظروف ضبابية بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)

أجهزة تنقية الهواء والمكيفات

يمكن للهواء الخارجي، بما في ذلك الجسيمات الدقيقة الناتجة عن دخان حرائق الغابات، أن يدخل منزلك من خلال النوافذ المفتوحة أو الفتحات أو وحدات تكييف الهواء. توصي وكالة حماية البيئة (EPA) باستخدام جهاز تنقية الهواء المحمول للمساعدة في تحسين جودة الهواء الداخلي. يمكن أيضاً استخدام المراوح الداخلية للمساعدة في تدوير الهواء.

وتوضح وكالة حماية البيئة أيضاً أن أنظمة التكييف المركزية، التي يتم فيها تبريد الهواء وتوزيعه عبر القنوات، آمنة للاستخدام.

أما بالنسبة لوحدات تكييف «الشباك»، تحذر وكالة حماية البيئة من تشغيلها أثناء «انتشار الدخان لأنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى دخول المزيد من المواد إلى الداخل».

اتخاذ خطوات لتوفير الطاقة وتقليل التلوث

يتم تشجيع سكان نيويورك على تجنب الأنشطة التي يمكن أن تخلق المزيد من الجزيئات الدقيقة داخل المنزل، مثل تدخين السجائر؛ رش منتجات الهباء الجوي، استخدام مواقد وأفران تعمل بالغاز أو البروبان أو الخشب؛ قلي أو شواء الطعام؛ وحرق الشموع أو البخور.

وتوصي وزارة المحافظة على البيئة بولاية نيويورك أيضاً بإغلاق الستائر للحفاظ على الهواء البارد، والحد من استخدام الأجهزة المنزلية.

بسبب حرائق كندا... نيويورك تسجل أسوأ تلوث للهواء في العالم (صور)

تصدرت مدينة نيويورك الأميركية مؤشر أسوأ تلوث للهواء في العالم أمس (الثلاثاء)، حيث هبَّ دخان ضار جنوباً من أكثر من مائة حريق غابات مشتعل في كيبيك بكندا.

اجتاح الدخان المنبعث من حرائق كندا بشكل دوري شمال شرق ووسط المحيط الأطلسي لأكثر من أسبوع، مما أثار مخاوف بشأن أضرار استمرار رداءة نوعية الهواء، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

مدينة نيويورك سجلت أسوأ نوعية هواء مقارنةً بأي منطقة حضرية كبرى (أ.ب)

كان مؤشر جودة الهواء في مدينة نيويورك أعلى من 200 عند نقطة محددة ليلة الثلاثاء، وهو مستوى «غير صحي للغاية»، وفقاً لشركة IQair. وسجلت المدينة أسوأ نوعية هواء مقارنةً بأي منطقة حضرية كبرى الثلاثاء الساعة 10 مساءً.

في وقت لاحق من ليلة الثلاثاء، سجلت مدينة نيويورك ثاني أسوأ مستويات تلوث للهواء في العالم بعد نيودلهي بالهند، حسبما أفادت IQair، ومن المدن الأخرى على القائمة بغداد في العراق، ولاهور في باكستان.

وسط مانهاتن محاط بالضباب والدخان بعد انتشار الحرائق في كندا (رويترز)

وتصدرت نيويورك القائمة لفترة وجيزة صباح الثلاثاء. ونتيجة لذلك، ألغت 10 مناطق تعليمية على الأقل في وسط ولاية نيويورك الأنشطة والفعاليات الخارجية.

ويحتوي دخان حرائق الغابات على جسيمات دقيقة جداً، أو PM2.5 -وهي أصغر ملوثات، ولكنها أيضاً الأكثر خطورة. عند استنشاقها، يمكن أن تنتقل إلى عمق أنسجة الرئة وتدخل مجرى الدم. تأتي الجسيمات من مصادر مثل احتراق الوقود الأحفوري والعواصف الترابية وحرائق الغابات، وقد تم ربط ذلك بعدد من المشكلات الصحية مثل الربو وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

يموت الملايين من الناس كل عام بسبب مشكلات صحية متعلقة بتلوث الهواء. في عام 2016، ارتبط نحو 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة بالجسيمات الدقيقة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

يوم الثلاثاء، كان تركيز PM2.5 في هواء نيويورك أكثر بـ10 أضعاف من المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية.

«تايمز سكوير» في مانهاتن يكتنفه الضباب والدخان بسبب حرائق الغابات في كندا (رويترز)

قال ويليام باريت، المدير الأعلى لمناصرة الهواء النظيف في جمعية الرئة الأميركية: «إذا كان بإمكانك رؤية الدخان أو شمه، فاعلم أنك تتعرض للتلوث... ومن المهم أن تفعل كل ما في وسعك للبقاء في الداخل خلال فترات التلوث العالية، ومن المهم حقاً أن تراقب صحتك أو أي تطور للأعراض».

وأوضح باريت أن الأشخاص المعرضين بشكل خاص للخطر بسبب دخان الحرائق هم «الأطفال أو كبار السن أو الحوامل أو الأشخاص المصابون بأمراض الجهاز التنفسي أو القلب والأوعية الدموية» والذين قد تتفاقم أعراضهم أو تتطور حديثاً عند تنشقهم للدخان.

صورة جوية لبروكلين ومانهاتن تُظهر الضباب الناجم عن دخان حرائق الغابات المشتعلة في كندا (إ.ب.أ)

وهناك أكثر من 150 حريق غابات نشطة مشتعلة في كيبيك هذا الأسبوع، وفقاً لمركز حرائق الغابات الكندي المشترك -أكثر من ضعف عدد الحرائق المشتعلة في أي مقاطعة كندية أخرى.

واندلع أكثر من 400 حريق هائل في جميع أنحاء كيبيك حتى الآن في عام 2023، وهو ضعف متوسط هذا الوقت من العام. ودمرت حرائق الغابات في كندا ما يقرب من 9 ملايين فدان حتى الآن هذا العام، مع حرق ما يقرب من نصف مليون فدان في كيبيك وحدها.

كانت تنبيهات جودة الهواء سارية في أجزاء من الشمال الشرقي والغرب الأوسط يوم الثلاثاء مع انتشار دخان حرائق الغابات غرباً في ديترويت وشيكاغو.

الضباب والدخان يحيط بالمباني في مانهاتن بنيويورك وسط حرائق الغابات الكندية (أ.ب)

وأُدرجت ديترويت في قائمة أسوأ 10 مواقع ترتبط بتلوث الهواء وفقاً لـIQair بعد ظهر يوم الثلاثاء. كانت جودة الهواء في شيكاغو معتدلة بعد ظهر أمس، ومن المتوقع أن تظل كذلك في اليومين المقبلين.