هل يحق لبايدن اللجوء للتعديل الرابع عشر من الدستور لرفع سقف الدين؟

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

هل يحق لبايدن اللجوء للتعديل الرابع عشر من الدستور لرفع سقف الدين؟

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأحد)، إنه يعتقد أن لديه الحق القانوني في اللجوء إلى التعديل الرابع عشر من الدستور لرفع سقف دين الحكومة الاتحادية البالغ 31.4 تريليون دولار، لكن الوقت لا يسعفه للقيام بذلك.

ويحثه بعض الديمقراطيين على محاولة استخدام ذلك التعديل، الذي لم يسبق اللجوء إليه، من أجل تجاوز مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ورفع حد الاقتراض.

ما هو التعديل الرابع عشر؟

تنص الفقرة الرابعة من التعديل الرابع عشر، الذي أُقر بعد الحرب الأهلية بين عامي 1861 و1865، على أنه «لا يجوز التشكيك في صحة الدين العام للولايات المتحدة».

يقول مؤرخون إن الهدف من ذلك هو ضمان عدم تنصل الحكومة الاتحادية من ديونها، مثلما فعلت بعض الولايات الكونفدرالية السابقة. لكن المادة لم تتناولها المحاكم إلى حد بعيد، ويختلف خبراء القانون على ما يتطلبه الأمر من الكونجرس والرئاسة لتطبيقها.

يقول البعض مثل أستاذ القانون بجامعة كورنيل، مايكل دورف، إن الخيار «الأقل مخالفة للدستور» هو أن يتصرف بايدن بمفرده لحماية سلامة الدين القومي، مضيفاً: «هذا يعني اقتراض المال وأي إجراء من جانب بايدن سيؤدي بالتأكيد إلى رفع دعوى قضائية».

من يمكنه الاحتكام للقضاء بسبب سقف الدين؟

ليس من الواضح من يمكنه رفع دعوى قضائية. وقد يكون من الصعب على أي مدّع إثبات تعرضه للأذى بسبب الإجراء، وهو مفهوم يُعرف باسم «المكانة القانونية».

قضت المحكمة العليا الأميركية في عام 1997 بأن المشرعين الأفراد لا يتمتعون بالمكانة القانونية لرفع مثل هذه الدعاوى القضائية، ولكن من المحتمل أن يصوت الكونغرس ليقول إنه تعرض لأضرار جماعية.

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

يمكن للمحكمة العليا أيضاً أن تختار النظر في الدعوى من أجل حل المشكلة سريعاً، كما حدث مع تحرك بايدن لإسقاط 430 مليار دولار من ديون الطلاب.

وبتت المحكمة العليا في مسألة متعلقة ببند الدين العام مرة واحدة فقط، وذلك خلال طعن عام 1935 على قرار الرئيس الديمقراطي فرانكلين روزفلت بانسحاب الولايات المتحدة من «معيار الذهب». وقضت المحكمة بأن المدعي، وهو من حاملي السندات، لا يتمتع بالمكانة القانونية لرفع الدعوى.

موقف البيت الأبيض من التعديل الرابع عشر؟

عندما احتلت هذه المسألة بؤرة الاهتمام في واشنطن في عامي 2011 و2013، حث ديمقراطيون بارزون، مثل الرئيس الأسبق بيل كلينتون والرئيس الأسبق باراك أوباما على اللجوء إلى التعديل الرابع عشر. لكن المساعدين في البيت الأبيض قالوا إنهم لا يعتقدون أن لديهم السلطة القانونية للإقدام على ذلك.

قال بايدن اليوم إنه يعتقد أن لديه هذه السلطة، لكن لا يتسع الوقت لتنفيذ هذه الاستراتيجية حتى تؤتي ثمارها قبل الأول من يونيو (حزيران). وهذا هو الموعد الذي حذرت وزارة الخزانة من أن الحكومة قد لا تتمكن بحلوله من سداد جميع فواتيرها. وأصدرت وزيرة الخزانة جانيت يلين تصريحات مماثلة اليوم.

ماذا سيكون رد فعل الأسواق إذا لجأ بايدن للتعديل الرابع عشر؟

قال مسؤولون في الإدارة الأميركية وخبراء اقتصاد إن التخلف عن السداد الناجم عن تجاوز سقف الدين من شأنه أن يزعج النظام المالي العالمي ويؤدي إلى انزلاق الولايات المتحدة إلى هوة الركود. ويمكن تجنب هذه الكارثة العاجلة إذا لجأ بايدن إلى التعديل الرابع عشر. ومع ذلك، قد يشعر المستثمرون بالفزع مما يحدث ويطالبون برفع أسعار الفائدة لدرء المخاطر المتزايدة في حال حدوث مشكلات قانونية.



قبل نهاية ولايته... بايدن يتخذ أوسع تدابير رأفة في يوم واحد

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
TT

قبل نهاية ولايته... بايدن يتخذ أوسع تدابير رأفة في يوم واحد

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، اليوم (الخميس)، تخفيف الأحكام الصادرة في حق قرابة 1500 شخص، والعفو عن 39 آخرين أدينوا بجرائم غير عنيفة.

وقال بايدن، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «أمنح العفو لـ39 شخصاً أظهروا إعادة تأهيل ناجحة»، لافتاً إلى أنه خفف أيضاً «أحكام قرابة 1500 شخص يمضون عقوبات طويلة».

وأفاد البيت الأبيض بأنها أوسع تدابير رأفة تتخذ في يوم واحد، وأن الأشخاص الـ1500 الذين خففت أحكامهم كانوا يمضون عقوباتهم في المنازل منذ سنة على أقلّ تقدير.

وصرّح جو بايدن: «أسست أميركا على وعود بإمكانات وفرص ثانية. وبصفتي رئيساً، يشرّفني إلى أقصى الدرجات أن أمنح رأفتي إلى أشخاص أعربوا عن الندم وعن حسن سلوك».

وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول)، أصدر بايدن عفواً عن ابنه هانتر الذي كان ينتظر قرار المحكمة بشأن قضايا تهرّب ضريبي وحيازة أسلحة على نحو مخالف للقانون.