ذكرت مصادر مقربة من الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، أنه يستعد لإعلان ترشحه رسمياً في السباق الرئاسي لعام 2024، في الأسبوع المقبل. ويحظى ديسانتيس باهتمام كبير ومتابعة دؤوبة، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، لكونه أكثر منافسي الحزب الجمهوري قدرة على مواجهة الرئيس السابق دونالد ترمب. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مساعديه أنه يخطط للإعلان عن هذا الترشح، الذي عمل لشهور لوضع أسسه، في حفل يجمع كبار المانحين الجمهوريين في مدينة ميامي الأسبوع المقبل.
وحملت خطب ديسانتيس التي ألقاها في الأيام الأخيرة، في جولاته على بعض الولايات، إشارات واضحة إلى نيته الترشح، مقدماً نفسه ضمنياً، على أنه خيار أفضل من ترمب للفوز في الانتخابات. ويتوقع أن يقيم أيضاً حدثاً لإطلاق ترشيحه في مدينة دنيدن بولاية فلوريدا، مسقط رأسه، بعد يوم واحد من إحياء الأميركيين «يوم الذكرى» لقتلى الجيش الأميركي، الذي كان ديسانتيس واحدا من أفراده.
وكانت الشكوك تزايدت في الآونة الأخيرة، حول حظوظ ديسانتيس في مواجهة منافسه المباشر، ترمب، الذي تصاعدت نسب تفضيله في استطلاعات الرأي، بنسبة تجاوزت ضعف نسبة قبول ديسانتيس. كما مني مرشحوه في انتخابات حاكم ولاية كنتاكي، ورئيس بلدية مدينة جاكسونفيل في فلوريدا، بهزيمة يوم الثلاثاء، الأول في مواجهة مرشح ترمب، والثاني في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي.
وواصل ترمب شن الهجمات عليه، فيما أعلن العديد من المانحين الجمهوريين، عن مخاوفهم بشأن سياساته. وهو ما حاول ديسانتيس الرد عليه، عبر إعادة الزخم لتحركاته في ولايات أيوا ونيوهامشر وفلوريدا، وتصحيح بعض مواقفه السياسية، وخصوصاً الخارجية منها. ووقع العديد من القرارات والقوانين، المثيرة للجدل، لكنها تلقى قبولاً لدى قواعد الجمهوريين المتشددين، من حظر الإجهاض إلى الصدام مع شركة ديزني حول قضايا جندرية.
وقال أشخاص مطلعون، إن فريق ديسانتيس، سيجمع المانحين في فندق «فور سيزونز» بميامي، في الفترة من 24 مايو (أيار) إلى 26 منه، لحضور تجمع من المتوقع أن يبدأ في جمع الأموال لحملته الرئاسية. وكانت لجنة العمل السياسي الداعمة لديسانتيس، باشرت عملها بالفعل في جمع التبرعات له، وتنظيم جولاته الانتخابية.
ووجه ديسانتيس خلال تجمع في ولاية أيوا، التي تشهد أولى الانتخابات التمهيدية، انتقادات شديدة لترمب، من دون تسميته، متحدثاً عن انتخابات عام 2020. وقال: «الحكم لا يتعلق ببناء علامة تجارية أو التحدث على وسائل التواصل الاجتماعي وإشارات الفضيلة. الأمر في النهاية يتعلق بالفوز وتحقيق النتائج»، في إشارة إلى تحميل ترمب، مسؤولية فشل الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي عام 2022.
وكان ترمب وجّه ضربة له الشهر الماضي، عندما حصل على تأييد عدد من المشرّعين في ولاية فلوريدا. وهو ما ردت عليه حملة ديسانتيس يوم الأربعاء، بإعلان حصوله على تأييد 99 مشرّعاً في كونغرس ولايته، على رأسهم رئيس مجلس الشيوخ، وزعيم الأغلبية في مجلس النواب. ووصف ترمب مرارا ديسانتيس بأنه غير موالٍ، مشيراً إلى أن تأييده له عام 2018، هو الذي مكّنه من الفوز في انتخابات حاكم ولاية فلوريدا، في مواجهة المرشح المدعوم من مؤسسة الحزب الجمهوري. وواصل تسليط انتقاداته على مهاراته السياسية، قائلا إنه يحتاج «زرع شخصية».