مذكرة: المتهم بتسريب وثائق البنتاغون قام بأفعال «أثارت قلق رؤسائه» قبل أشهر من اعتقاله

دوّن ملاحظات على معلومات استخباراتية سرية وأجرى عمليات بحث متعمقة عنها

الطيار جاك تيكسيرا المشتبه في تسريبه الوثائق الاستخباراتية الأميركية (رويترز)
الطيار جاك تيكسيرا المشتبه في تسريبه الوثائق الاستخباراتية الأميركية (رويترز)
TT

مذكرة: المتهم بتسريب وثائق البنتاغون قام بأفعال «أثارت قلق رؤسائه» قبل أشهر من اعتقاله

الطيار جاك تيكسيرا المشتبه في تسريبه الوثائق الاستخباراتية الأميركية (رويترز)
الطيار جاك تيكسيرا المشتبه في تسريبه الوثائق الاستخباراتية الأميركية (رويترز)

ضبط مسؤولو القوات الجوية الطيار جاك تيكسيرا في أثناء تدوين ملاحظات وإجراء عمليات بحث متعمقة عن مواد سرية قبل أشهر من اتهامه بتسريب كم هائل من الأسرار الحكومية، لكنه لم يقل من وظيفته، وفقاً لمذكرة أصدرها محامو وزارة العدل، أمس (الأربعاء).

وتم القبض على تيكسيرا في 13 أبريل (نيسان)، بعد الاشتباه به في تسريب وثائق عسكرية توصف بأنها «سريّة للغاية» حول حرب أوكرانيا، وغيرها من قضايا الأمن القومي في الولايات المتحدة، في خرق أقلق المسؤولين الأميركيين على أرفع المستويات، بما في ذلك الرئيس جو بايدن، وأثار أسئلة جديدة حول قدرة أميركا على حماية أسرارها الأكثر حساسية.

ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد وجه رؤساء تيكسيرا (21 عاماً) تحذيرات للطيار الذي كان عضواً في الحرس الجوي الوطني الأميركي في ماساتشوستس، في مناسبتين في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) 2022، بعد تقارير تفيد بأنه «قام بتصرفات مثيرة للقلق» خلال تعامله مع معلومات سرية.

وكان من بين هذه «التصرفات المثيرة للقلق» تدوين تيكسيرا ملاحظات على معلومات استخباراتية سرية ووضعها في جيبه بعد مناقشة هذه المعلومات داخل وحدته، وفقاً لمذكرة مكونة من 11 صفحة كتبها محامو قسم الأمن القومي التابع لوزارة العدل وقدموها للمحكمة قبل جلسة استماع أمام قاضي الصلح الفيدرالي في مدينة ورسستر بولاية ماساتشوستس يوم الجمعة لتحديد ما إذا كان يمكن الإفراج عنه بكفالة.

وقال المحامون في المذكرة التي تطالب باحتجازه لأجل غير مسمى: «صدرت تعليمات لتيكسيرا في ذلك الوقت بعدم تدوين ملاحظات بأي شكل من الأشكال بشأن المعلومات الاستخباراتية السرية».

كما تلقى تيكسيرا أوامر من رؤسائه «بالتوقف والكف عن أي بحث عميق في معلومات استخباراتية سرية»، وفقاً للمذكرة، التي ذكرت أيضاً أنه، في أواخر يناير (كانون الثاني)، لاحظ رقيب كان يعمل في قاعدة القوات الجوية في كيب كود في ماساتشوستس أن المتهم كان يصل «بشكل مريب وغير لائق» إلى التقارير المتعلقة بنظام الاتصالات الاستخباراتية العالمية المشتركة، وهو نظام الإنترنت الآمن التابع للبنتاغون.

وكتب أحد رؤسائه في مذكرة بتاريخ 4 فبراير (شباط): «لقد تم إخطار تيكسيرا سابقاً بالتركيز على واجباته المهنية وعدم البحث عن أوراق أو وثائق استخباراتية».

وتهدف مذكرة وزارة العدل للتأكيد على أن سعي تيكسيرا الدؤوب للحصول على معلومات استخبارية لمشاركتها مع الأصدقاء عبر الإنترنت يجعل إطلاق سراحه خطراً على الأمن القومي.

لكن المذكرة أثارت أيضاً أسئلة جديدة مقلقة حول ما إذا كان الجيش قد أضاع فرصاً لوقف أو الحد من أحد أكثر التسريبات الاستخباراتية ضرراً في التاريخ الحديث.

فمن المثير للدهشة أن تيكسيرا لم يُسمح له بالبقاء في وظيفته فحسب، بل حصل لاحقاً أيضاً على شهادة تقر بتلقيه تدريباً يهدف إلى منع «الكشف غير المصرح به» عن معلومات سرية.

واستشهد المدعون في المذكرة بهذه الشهادة بوصفها دليلاً على أن تيكسيرا انتهك القانون عن عمد رغم أنه «على دراية تامة بالتزاماته» وتلقى تدريباً به، ومن ثم لا يمكن الوثوق به إذا أُطلق سراحه.

وفي ملفه الخاص، جادل الفريق القانوني لتيكسيرا، الذي يسعى للإفراج عنه بكفالة قدرها 20 ألف دولار، بأنه لا يشكل أي خطر فيما يخص الكشف عن معلومات استخباراتية جديدة، وأشار إلى حالات سابقة لم يتم فيها احتجاز المشتبه بهم في تسريب معلومات سرية إلى أجل غير مسمى.

وأخبر والد تيكسيرا القاضي في ورسستر، الشهر الماضي، أنه سيتحمل مسؤولية مراقبة ابنه إذا تم الإفراج عنه وأنه سيستخدم الكاميرات الأمنية حول منزله لتنبيهه إلى أي سلوك مشبوه خلال عمله.



إرجاء إطلاق مهمة لإعادة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية

مركبة الفضاء «دراغون» التابعة لشركة سبايس إكس على منصة الإطلاق لدى قاعدة كاب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
مركبة الفضاء «دراغون» التابعة لشركة سبايس إكس على منصة الإطلاق لدى قاعدة كاب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
TT

إرجاء إطلاق مهمة لإعادة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية

مركبة الفضاء «دراغون» التابعة لشركة سبايس إكس على منصة الإطلاق لدى قاعدة كاب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
مركبة الفضاء «دراغون» التابعة لشركة سبايس إكس على منصة الإطلاق لدى قاعدة كاب كانافيرال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)

أرجئ الأربعاء، بسبب مشكلة فنية، إطلاق مهمة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية عبر مركبة فضائية تابعة لشركة سبايس إكس المملوكة لإيلون ماسك كان من المفترض أن تعيد إلى الأرض رائدي فضاء أميركيين عالقين في الفضاء منذ تسعة أشهر.

وكان مقررا أن تنطلق الرحلة في الساعة 19,48 بالتوقيت المحلّي (23,48 بتوقيت غرينيتش) من قاعدة كاب كانافيرال بولاية فلوريدا، لكنّ المهمة ألغيت قبل 45 دقيقة من الموعد المحدّد بسبب مشكلة فنية. وقالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إنّه «بينما كنّا نجري كل الفحوصات (قبل الإطلاق)، لاحظنا وجود مشكلة في النظام الهيدروليكي لذراع التثبيت»، مطمئنة في الوقت ذاته إلى أنّ «كل شيء كان على ما يرام مع الصاروخ والمركبة الفضائية نفسها».

ولم يتم الإعلان في الحال عن موعد إطلاق جديد للمهمة، لكنّ هيئة تنظيم الطيران الأميركية قالت إن نوافذ إطلاق جديدة ستُفتح يومي الخميس والجمعة. ولو سارت المهمة كما كان مخططا لها لتمكّن رائدا الفضاء العالقان من العودة إلى الأرض بحلول الأحد.

وكان رائد الفضاء بوتش ويلمور وزميلته سوني وليامز وصلا إلى محطة الفضاء الدولية في يونيو (حزيران) بمركبة الفضاء «ستارلاينر» التابعة لشركة بوينغ. وكان من المفترض أن يبقيا في المختبر المداري لثمانية أيام، لكن مشكلات فنية واجهتها المركبة الفضائية دفعت وكالة «ناسا» إلى تغيير خططها.

وقد أخذت المهمة في الأسابيع الماضية منحى سياسيا مع عودة دونالد ترمب إلى السلطة، إذ يتهم الرئيس الجمهوري وحليفه المقرب إيلون ماسك إدارة الرئيس السابق جو بايدن بترك رائدي الفضاء لمصيرهما. وكان الملياردير كُلّف من جانب وكالة ناسا بإعادتهما منذ صيف عام 2024، لكنه أكد أخيرا أنه كان بإمكانه إنقاذهما منذ فترة طويلة، من دون تحديد الطريقة.

وأرسلت شركته «سبايس إكس» التي تنفذ منذ سنوات مهمات لنقل الطواقم من محطة الفضاء الدولية وإليها، مركبة فضائية إلى هناك في نهاية سبتمبر (أيلول) وعلى متنها رائدا فضاء فقط، بدلا من أربعة كما كان مخططا في البداية، من أجل إفساح المجال لعودة بوتش ويلمور وسوني وليامز. ومن أجل العودة إلى الأرض، ينتظر رائدا الفضاء وصول المهمة التالية، كرو-10 (Crew-10) التي من المقرر أن تنطلق الأربعاء.

ويتكون الطاقم الجديد من رائدتي فضاء من وكالة ناسا، آن ماكلين ونيكول آيرز، ورائد الفضاء الياباني تاكويا أونيشي، ورائد الفضاء الروسي كيريل بيسكوف. ومن المقرر أن يجري الرواد الأربعة سلسلة تجارب علمية وعروض تكنولوجية على متن محطة الفضاء الدولية.

ولو لم يتمّ إرجاء المهمّة لكان من المفترض أن تلتحم مركبة الفضاء «دراغون» التابعة لشركة سبايس إكس عند الساعة العاشرة صباحا (ت غ الخميس) لتبدأ بعد ذلك فترة تسليم وتسلّم تستمر بضعة أيام، قبل أن يتمكن بوتش ويلمور وسوني وليامز من العودة إلى الأرض إلى جانب الأميركي نيك هيغ والروسي ألكسندر غوربونوف من مهمة «كرو-9».

وبحسب دانا ويغل المهندسة في وكالة ناسا فقد كان متوقعا أن تغادر مركبة الفضاء «دراغون» محطة الفضاء الدولية الأحد إذا كان الطقس مناسبا لتهبط قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة باستخدام المظلات.

وعلى الرغم من أن وقتهما في الفضاء قد طال، إلا أن بوتش ويلمور وسوني وليامز لم يتجاوزا بعد الرقم القياسي الذي سجله رائد الفضاء الأميركي فرانك روبيو. وكان الأخير قد أمضى 371 يوما على متن محطة الفضاء الدولية في عام 2023، بدلا من الأشهر الستة التي كان مخططا لها في البداية، بسبب تسرب سائل تبريد على متن مركبة فضائية روسية كان مقررا أن يعود من خلالها.