الكرملين يكرر استبعاده عقد قمة بين بوتين وزيلينسكي

قال إن اللقاء لا يمكن أن يتم إلا كخطوة أخيرة قبل اتفاق السلام

وزير الخارجية التركي يتوسط الطرفين الأوكراني (يسار) والروسي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية التركي يتوسط الطرفين الأوكراني (يسار) والروسي (إ.ب.أ)
TT

الكرملين يكرر استبعاده عقد قمة بين بوتين وزيلينسكي

وزير الخارجية التركي يتوسط الطرفين الأوكراني (يسار) والروسي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية التركي يتوسط الطرفين الأوكراني (يسار) والروسي (إ.ب.أ)

كرر الكرملين، الجمعة، موقفه من عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستبعداً أن يتم ذلك خلال 30 يوماً كما اقترحت كييف، على أن يتم ذلك في المراحل النهائية من مفاوضات السلام بين البلدين. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن من غير المرجح عقد مثل هذا الاجتماع بحلول نهاية أغسطس (آب) مثلما اقترحت أوكرانيا. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في موسكو: «يمكن بل ينبغي عقد قمة تكون بمثابة المرحلة الختامية للتسوية من شأنها ترسيخ آليات واتفاقيات توصل إليها الخبراء... من المستحيل القيام بذلك بطريقة أخرى».

ومضى يقول: «هل يمكن إنجاز عملية معقدة كهذه في غضون 30 يوماً؟ حسناً، من الواضح أن ذلك مستبعد».

صورة مُركّبة تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

وجدد بيسكوف وصفه لمواقف الجانبين التفاوضية بأنها «متعارضة تماماً». وقال: «من غير المرجح أن يجتمعا بين عشية وضحاها. سيتطلب ذلك عملاً دبلوماسياً معقداً للغاية».

وقال الرئيس زيلينسكي في تصريحات نُشرت، الجمعة، إن مفاوضين من كييف وموسكو بحثوا في إمكان عقد لقاء بينه ونظيره الروسي، خلال محادثاتهم في إسطنبول، هذا الأسبوع. وقال زيلينسكي لصحافيين: «نحتاج إلى إنهاء الحرب الذي يبدأ على الأرجح بلقاء بين القادة».

رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي أمام طاقمه (إ.ب.أ)

وتؤكد أوكرانيا على ضرورة عقد اجتماع للزعيمين من أجل إحراز تقدم في عملية تمضي بوتيرة بطيئة، وشهدت عقد الجانبين 3 جولات قصيرة من محادثات السلام في تركيا منذ منتصف مايو (أيار).

وقال زيلينسكي للصحافيين إن روسيا بدأت في مناقشة إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع. وأضاف: «بدأوا الآن مناقشة الأمر في محادثات معنا. وهذا تقدم بالفعل نحو التوصل لصيغة لعقد اجتماع».

وقال مندوب أوكراني بعد أحدث جولة من محادثات السلام، الأربعاء، والتي استغرقت 40 دقيقة فقط، إن كييف اقترحت عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي في أغسطس؛ لأن ذلك سيندرج في إطار مهلة تبلغ 50 يوماً حددها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، للتوصل إلى اتفاق. وهدد ترمب بفرض عقوبات جديدة على روسيا ومشتري صادراتها ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول مطلع سبتمبر (أيلول).

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إنه ربما يتحدث مع نظيريه الروسي والأميركي، هذا الأسبوع، لمعرفة ما إذا كان بالإمكان عقد اجتماع قادة في إسطنبول لمناقشة الحرب في أوكرانيا.

وقال لصحافيين بعد صلاة الجمعة: «بالاتصال مع بوتين وترمب هذا الأسبوع، سنرى ما إذا كان بإمكاننا جمع هذين الزعيمين في إسطنبول».

واتهمت أوكرانيا روسيا بإرسال مسؤولين من الصف الثاني لا يملكون سلطة اتخاذ القرار.

دعت روسيا أوكرانيا إلى الانسحاب من المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر 2022، ولا تسيطر عليها بالكامل، وهو مطلب وصفته كييف بأنه غير مقبول. واستبعدت أوكرانيا أي مساومة بشأن الأراضي حتى بعد وقف إطلاق النار، وقالت إنها لن تعترف مطلقاً بضم روسيا لأراضٍ تحتلها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.

وقال زيلينسكي إن روسيا ما زالت تحاول التقدم على الجبهة من دون تحقيق أي اختراقات كبيرة.

أعلن حاكم منطقة خاركيف، أوليه سينيهوبوف، الجمعة، إصابة 14 شخصاً على الأقل في قصف روسي استهدف منشأة طبية في مدينة خاركيف، الواقعة شرق أوكرانيا. وقال سينيهوبوف أن فرق الإنقاذ انتشلت 4 ناجين من تحت الأنقاض، ولا تزال تواصل البحث عن شخصين آخرين. وكان أكثر من 40 شخصاً قد أصيبوا في خاركيف، الخميس، جراء هجمات روسية بقنابل انزلاقية. وتقع خاركيف على مسافة نحو 25 كيلومتراً من الحدود الروسية.

رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي خلال المؤتمر الصحافي في إسطنبول (أ.ف.ب)

وتطالب أوكرانيا داعميها الغربيين بإرسال أسلحة لجيشها ولتمكينها من الدفاع عن المدن الأوكرانية في وجه الهجمات الروسية. وذكر زيلينسكي أن القوات الأوكرانية تصد الهجوم الروسي المنظم خلال الصيف لاختراق الدفاعات على طول أجزاء من خط المواجهة. وقال زيلينسكي للصحافيين، الخميس، في تصريحات محظورة النشر حتى الجمعة: «إنهم لا يتقدمون. إنه أمر صعب للغاية لرجالنا هناك. الوضع صعب في كل مكان. إنه أمر صعب للغاية للروس أيضاً - وهذا أمر جيد بالنسبة لنا».

ومع دخول الحرب الآن عامها الرابع، فإن الجهود المبذولة تستنزف الموارد على الجانبين، على الرغم من أن روسيا لديها المزيد من الموارد والأشخاص لدعم قتالها. وتسعى أوكرانيا للحصول على المزيد من الدعم من شركائها الغربيين. وأعلنت روسيا سيطرتها على بعض القرى، لكن المناطق الحضرية الأكثر قوة دفاعياً لم تسقط في أيدي قواتها.

جنود من الحرس الوطني الأوكراني يطلقون مدفع «هاوتزر» من طراز «M101» باتجاه القوات الروسية في خاركيف (رويترز)

يشار إلى أن زيلينسكي يطالب داعميه الغربيين بتزويده بالأسلحة بهدف تعزيز قدرات الدفاع الأوكرانية، بما في ذلك الإنتاج المشترك للأسلحة، وتصنيع المسيرات، وتزويد البلاد بأنظمة الدفاع الجوي.

وفي إطار صفقة تسمح للدول الأوروبية بشراء أسلحة أميركية وتسليمها لكييف، قال زيلينسكي إنه يعمل على تأمين التمويل اللازم لشراء 10 أنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت». وقال زيلينسكي: «سيحول رئيس الولايات المتحدة هذه الأنظمة إلينا، ويبيعها لنا. مهمتنا هي إيجاد تمويل لها». وأضاف أن أوكرانيا حصلت على المبلغ اللازم لشراء 3 منها، من ألمانيا والنرويج.

وقال زيلينسكي: «اتفقنا مع أميركا والرئيس ترمب على أن يشتروا منا مُسيَّرات، هذه الاتفاقية سارية المفعول».

وقال زيلينسكي أيضاً إن واشنطن وكييف اتفقتا على صفقة بقيمة تراوح بين 10 و30 مليار دولار تقوم بموجبها أوكرانيا بتزويد الولايات المتحدة مسيَّرات. ويعد ذلك تراجعاً عن موقف أوكرانيا غير الرسمي المعارض لتصدير الأسلحة. وقال زيلينسكي إن أوكرانيا لديها أموال لثلاثة من أنظمة صواريخ «باتريوت»، وتتطلع إلى تمويل 7 أنظمة أخرى منها بمساعدة شركائها. وأضاف في تصريحات أصدرها مكتبه أن أوكرانيا بحاجة إلى تغطية فجوة تمويلية قدرها 40 مليار دولار في العام المقبل.



يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة الحلفاء الأوروبيين بالمساعدة في تمويل تحسين الرواتب للقوات التي تقاوم لغزو الروسي، في محاولة لتخفيف النقص المتزايد في المجندين.

وقال زيلينسكي: «في السابق، رفض الأوروبيون توفير التمويل لرواتب أفرادنا العسكريين، بل فقط الأسلحة. جنودنا أنفسهم يمكن أن يكونوا سلاحاً لحماية الجميع»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، الجمعة. ومع ازدياد الرفض الشعبي بشكل كبير لحملة التعبئة في أوكرانيا بين السكان المنهكين من الحرب التي تدخل عامها الرابع، تريد حكومة زيلينسكي تحفيز المزيد من المتطوعين بتقديم مدفوعات كبيرة لهؤلاء الذين يوقعون على تعاقدات عسكرية. وازدادت تقارير مؤخراً عن هجمات، أحياناً ما تكون عنيفة، ضد موظفي مكاتب التجنيد. وقررت أوكرانيا السماح لبعض السجناء بالتطوع في الخدمة العسكرية، في ظل النقص في عدد الجنود الواجب توفرهم للتصدي للغزو.

من جهة أخرى، تعرض روسيا منذ زمن طويل مكافآت ورواتب كبيرة لجذب عشرات الآلاف لجيشها شهرياً، سعياً لتفادي أي تكرار في زيادة القلق الشعبي عندما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتجنيد جزئي بعد بضعة أشهر من الغزو عام 2022.


مقالات ذات صلة

تركيا: سنفعل ما يلزم لحماية المنشآت الاستراتيجية بالبحر الأسود دون استشارة أحد

شؤون إقليمية السلطات التركية فرضت طوقاً أمنياً في موقع سقوط المسيرة الروسية في كوجا إيلي في شمال غربي البلاد في 19 ديسمبر (أ.ف.ب) play-circle

تركيا: سنفعل ما يلزم لحماية المنشآت الاستراتيجية بالبحر الأسود دون استشارة أحد

أعلنت تركيا اتخاذ تدابير لحماية المنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية في البحر الأسود دون التشاور مع أحد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ خلال المفاوضات الأوكرانية - الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس بقاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب) play-circle

ماراثون ميامي على مسارين لإنهاء حرب أوكرانيا

تتجه الأنظار إلى ميامي، لا بوصفها مدينة ساحلية أميركية فحسب، بل بوصفها مسرحاً دبلوماسياً لمحاولة جديدة قد تكون الأكثر حساسية منذ اندلاع الحرب الروسية -…

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب في المكتب البيضاوي في 11 ديسمبر 2025 (رويترز)

الموازنة الدفاعية... التشريع الذي لا يفشل

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق» أولويات الإنفاق العسكري الأميركي وانعكاساته على التحالفات والحروب والنفوذ وأبرز البنود فيه.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ) play-circle 00:21

زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)

السيسي: مصر لم توجه أي تهديد لإثيوبيا رغم الخلاف

أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لا تُواجه أي إشكالية مع إثيوبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
TT

رئيس وزراء المجر يطرح بدائل لرئاسة الحكومة 

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يتحدث خلال فعالية ضد الحرب في مدينة سيجيد بجنوب البلاد (مكتب رئيس الوزراء المجري - إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إنه ليس الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكون مرشح الحزب الحاكم لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات العام المقبل، لكنه سارع في الوقت نفسه إلى الدفاع عن أهليته وجدارته لمواصلة قيادة البلاد.

وجاءت تصريحات أوربان رداً على سؤال طرحه عليه وزير النقل والإنشاءات الطموح يانوش لازار، خلال لقاء جماهيري، حول سبب تصويت المجريين له بعد ما يقرب من عقدين في رئاسة الحكومة، وهو سؤال بدا أنه فاجأ أوربان بشكل واضح، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وبدأ أوربان بتعداد بعض البدائل المحتملة، من بينهم لازار نفسه، وكذلك وزير ماليته المخضرم وحاكم البنك المركزي حالياً ميهالي فارغا، قبل أن يؤكد أنه، في سن الثانية والستين، «في أفضل عمر» لمواصلة قيادة البلاد، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف أوربان، خلال فعالية انتخابية مشتركة مع لازار لصالح حزب «فيدس» الحاكم في مدينة سيجيد بجنوب البلاد: «لدينا مجتمع رائع، ويمكننا دائماً أن نفرز أفضل قائد نحتاج إليه».

وتتجه المجر نحو انتخابات مفصلية، في ظل تصدر حزب «تيسا» المعارض الجديد، بقيادة بيتر ماجيار، وهو أحد رموز النظام السابق، معظم استطلاعات الرأي، قبيل اقتراع يرجح أن يُجرى في أبريل (نيسان) المقبل.

وقد غذى الإرهاق من حكم أوربان المتواصل منذ عام 2010، إلى جانب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة وتفشي الفساد، الدعم المتزايد لماجيار، الذي تعهد بتفكيك تركيز السلطة بيد أوربان وإعادة المجر إلى المسار السائد داخل الاتحاد الأوروبي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أشار إلى تراجع سيادة القانون وانتشار الفساد كسببين لتجميد جزء كبير من التمويل المخصص للمجر.

وفي الوقت ذاته، أفادت «بلومبرغ»، في وقت سابق من هذا الشهر، بأن أوربان، ومع تراجع حزب «فيدس» بفارق رقمين في بعض استطلاعات الرأي، يدرس فكرة تولي منصب الرئاسة وتحويل الدور الشرفي حالياً لرئيس الدولة إلى أقوى منصب في البلاد.


الشرطة الفرنسية تقتل رجلاً مسلحاً بسكين في كورسيكا بعد تهديده المارة

محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الفرنسية تقتل رجلاً مسلحاً بسكين في كورسيكا بعد تهديده المارة

محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)
محققون وعناصر من الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو بينما تظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الفرنسية أن رجلاً مسلحاً بسكين قُتل برصاص الشرطة في جزيرة كورسيكا، اليوم (السبت)، بعدما هدَّد المارة وأصحاب المتاجر، وذلك في وقت عزَّزت فيه السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية خلال موسم الأعياد.

وأفادت الشرطة بأنها تلقت بلاغاً قرابة الظهيرة عن شخص يهدِّد أحد المتاجر بسكين في مدينة أجاكسيو. وعند وصول عناصر الأمن إلى المكان، كان الشاب الذي يبلغ 26 عاماً قد غادر الموقع، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وفي وقت لاحق، عثرت الشرطة عليه في مكان آخر بوسط المدينة، وكان لا يزال يحمل السكين. وأمره الضباط بإلقاء السلاح، لكنه لم يمتثل للأوامر، بحسب الشرطة.

أحد عناصر الشرطة الفرنسية في مدينة أجاكسيو وتظهر على الأرض جثة رجل كان مسلحاً بسكين أردته الشرطة بعد تهديده المارة (أ.ف.ب)

واستخدمت الشرطة سلاح الصعق الكهربائي، إلا أنه فشل في إيقافه. وعندها تقدم الرجل نحو الضباط وهو يحمل السكين، ما دفعهم إلى إطلاق النار عليه. وقد فارق الحياة في المكان رغم تدخل فرق الإسعاف. وأشارت الشرطة إلى إصابة أحد عناصرها بجروح طفيفة في اليد. ولم تعرف دوافع المهاجم على الفور.

من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز: «إن مستوى اليقظة في أعلى درجاته» خلال موسم الأعياد، مضيفاً أنه أصدر تعليمات بتعزيز الدوريات الأمنية في الأماكن العامة.


زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

TT

زيلينسكي: واشنطن اقترحت اجتماعاً أميركياً - أوكرانياً - روسياً في ميامي

 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي لإجراء جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإنهاء الحرب. وكان آخر اجتماع رسمي مباشر بين وفدي أوكرانيا وروسيا في يوليو (تموز)في إسطنبول، وأسفر عن عمليات تبادل للأسرى، من دون إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات. ولم تكن هناك طاولة مستديرة تجمع جميع الأطراف بداية على جدول المحادثات، وقال الرئيس الأوكراني: «لقد اقترحوا هذا الشكل كما أفهم: أوكرانيا، أميركا، روسيا»، مضيفاً أن الأوروبيين يمكن أن يكونوا حاضرين، وأنه سيكون من «المنطقي عقد اجتماع مشترك مماثل... بعد أن نفهم النتائج المحتملة للاجتماع الذي انعقد بالفعل»، غير أنه شكّك في إمكان أن يأتي اجتماع من هذا القبيل بـ«نتائج جديدة». وأكّد أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إقناع روسيا بإنهاء الحرب في بلاده، قائلاً: «أعتقد أن قوة مماثلة موجودة في الولايات المتحدة ولدى الرئيس (دونالد) ترمب. وأعتقد أنه ينبغي ألا نبحث عن بدائل من الولايات المتحدة. ثمة تساؤلات حول مدى قدرة جميع البدائل على القيام بذلك». ورأى أن «على الولايات المتحدة أن تقول بوضوح: إذا لم يكن هناك مسار دبلوماسي، فسيكون هناك ضغط كامل»، مشيراً مثلاً إلى إمكان تزويد كييف بمزيد من الأسلحة، وتوسيع نطاق العقوبات لتشمل الاقتصاد الروسي برمته.

ووصل الموفد الروسي للمسائل الاقتصادية كيريل دميترييف، السبت، إلى المدينة الواقعة في ولاية فلوريدا، حيث توجد فرق أوكرانية وأوروبية للمشاركة في المفاوضات التي يقودها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، وفق ما كشف مصدر روسي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وكان دميترييف قد كتب على «إكس»: «في الطريق إلى ميامي»، مرفقاً منشوره برمز حمامة السلام ومقطع فيديو قصير يظهر شروق الشمس من خلف غيوم فوق شاطئ عليه أشجار نخيل. وقال إن «دعاة الحرب يواصلون العمل بلا كلل من أجل تقويض خطة السلام الأميركية لأوكرانيا، تذكرت هذا الفيديو من زيارتي السابقة: النور يشع من خلال غيوم العاصفة». وكان ويتكوف وكوشنر قد التقيا، الجمعة، قرب ميامي المفاوض الأوكراني رستم عمروف وممثلين لفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وقال عمروف في ختام المحادثات إنّ وفده اتفق مع الأميركيين على «مواصلة العمل المشترك في المستقبل القريب». تُعد المشاركة المباشرة للأوروبيين تطوراً جديداً مقارنة بالاجتماعات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين وفود أوكرانية وأميركية في جنيف وميامي وبرلين. وأكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، مع بداية الجولة الجديدة من المحادثات، أن أي اتفاق لن يُفرض على أوكرانيا. وقال في مؤتمر صحافي بواشنطن إن «هذه الرواية برمّتها التي تقول إنّنا نحاول فرض شيء على أوكرانيا سخيفة... لا يمكننا إجبار أوكرانيا على إبرام اتفاق، ولا يمكننا إجبار روسيا على إبرام اتفاق. يجب أن ترغبا في التوصل إلى اتفاق». تسارعت خلال الأسابيع الأخيرة بعد نشر خطة إدارة ترمب، وتيرة المساعي الدبلوماسية لإنهاء النزاع، الذي سيدخل عامه الخامس في فبراير (شباط)، من دون أن تُسفر عن وقف إطلاق نار.

وفي وقت سابق، أفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية، بمقتل 8 أشخاص وإصابة 27 آخرين جراء غارة صاروخية روسية استهدفت بنية تحتية لميناء أوديسا.

جنود روس يحملون العلم الوطني في بوكروفسك بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا (أ.ب)

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أنها استهدفت، خلال اليوم السابق، «بنية تحتية للنقل والتخزين تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية»، بالإضافة إلى منشآت طاقة وأخرى تُزوّد ​​كييف بالمجهود الحربي.

إضافة إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني إن أي ‌انتخابات ‌في بلاده ⁠لا ​يمكن ‌أن تجرى في المناطق التي تحتلها روسيا ⁠في البلاد، ولا ‌يمكن ‍إجراء ‍عملية التصويت ‍قبل ضمان الأمن.

وأضاف أن وزير الخارجية ​الأوكراني بدأ إجراءات أولية ⁠بالبنية التحتية اللازمة لتمكين الأوكرانيين المقيمين في الخارج من التصويت.