مسؤول أوروبي متفائل بقدرة القارة على الدفاع عن نفسها دون واشنطن

المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس (حسابه عبر «فيسبوك»)
المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس (حسابه عبر «فيسبوك»)
TT

مسؤول أوروبي متفائل بقدرة القارة على الدفاع عن نفسها دون واشنطن

المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس (حسابه عبر «فيسبوك»)
المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس (حسابه عبر «فيسبوك»)

في معرض لو بورجيه للطيران، قرب باريس، أعرب المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس عن تفاؤله بقدرة أوروبا على ضمان دفاعها الذاتي «في المستقبل»، دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

ورأى كوبيليوس، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، مستنداً إلى خبرة الأوكرانيين الذين يستشيرهم، أن الإنتاج الضخم للطائرات المُسيّرة في أوروبا، وهي المنتَج الرئيسي في المعرض، ليس الحل الأمثل.

وردّاً على سؤال حول انطباعه عن المعرض، خاصة في شأن قطاع الدفاع الجوي الأوروبي، قال كوبيليوس: «بالنظر إلى تطور الصناعة والتقنيات الجديدة، من الواضح جداً أنه يمكننا أن نفتخر في أوروبا».

المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس بجوار طائرة مُسيّرة (حسابه عبر «فيسبوك»)

وتابع: «هذا يُعطينا نوعاً من التفاؤل بإمكان تعزيز قدراتنا الدفاعية وقدراتنا الفضائية. لا توجد شركات كبيرة ومعروفة فحسب، بل كثير من الشركات الناشئة الجديدة أيضاً، وشركات صغيرة ذات أفكار مبتكرة جداً وطموحات كبيرة جداً».

وعن قدرة أوروبا في الدفاع عن نفسها دون الولايات المتحدة، رأى كوبيليوس أنه «لطالما كانت قدراتنا الدفاعية متطورة، مع الأخذ في الحسبان الوجود الأميركي في القارة الأوروبية».

وأضاف: «لكن عندما نتحدث عن المستقبل البعيد، علينا بالتأكيد أن نأخذ في الحسبان حقيقة أن الأميركيين سيُولون منطقة المحيطين الهندي والهادئ اهتماماً متزايداً نظراً لازدياد القوة العسكرية الصينية، وهذا يعني أنهم سيبدأون تقليص وجودهم في القارة الأوروبية، لكن هذا سيحصل خلال السنوات المقبلة، وليس غداً».

وأشار إلى أن أوروبا يجب أن تبدأ التخطيط لكيفية بناء قدراتها، وخصوصاً المُعدات الاستراتيجية التي تعتمد فيها حالياً بشكل كبير على الخدمات الأميركية، مثل طائرات إف-35 أو إف-16.

وتابع: «يمكننا أن نتفق مع شركائنا الأميركيين على أنه يجب أن تكون لدينا مثل هذه الخطة على المدى الطويل. ولردع احتمال العدوان، يجب أن نُغير طريقة تفكيرنا ونطور قدراتنا الدفاعية بسرعةٍ أكبر مما فعلنا في زمن السلم».

ويعتقد المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع «أن إنتاج طائرة دون طيار ليس المشكلة، المسألة تكمن في كيفية تعلم استخدامها»، مضيفاً: «يمكننا أن نتعلم كثيراً من الأوكرانيين الذين أصابوا 80 في المائة من الأهداف بمُسيّرات. بالقرب من خط الجبهة، تسيطر المسيّرات على الجانبين في منطقة تبلغ 20 كيلومتراً، حيث لا يمكن حدوث أي تحرك؛ لأن الروس يتمتعون بكفاءة مثل الأوكرانيين في هذا المجال. وتؤكد الإحصاءات الأوكرانية أن أي دبابة تبقى هناك لست دقائق فقط».

وقال: «الأوكرانيون مستعدّون لإنتاج 4 ملايين مسيّرة، هذا العام، وسيستخدمونها، وهذا يعني أن الروس سيكون لديهم عدد مماثل. إذا طبقنا هذا الوضع على بلادي (ليتوانيا) التي تمتد حدودها الحساسة مع بيلاروس وروسيا على مساحة 900 كيلومتر، فسنحتاج إلى استخدام نحو ثلاثة ملايين طائرة مُسيّرة».


مقالات ذات صلة

أميركا تتهم صينيين اثنين بمحاولة تجنيد أفراد من الجيش

الولايات المتحدة​ وزارة العدل الأميركية (رويترز)

أميركا تتهم صينيين اثنين بمحاولة تجنيد أفراد من الجيش

قالت وزارة العدل الأميركية، اليوم الثلاثاء، إن ممثلي ادعاء أميركيين اتهموا مواطنين صينيين بأنهما عميلان للحكومة الصينية وبمحاولة تجنيد أفراد من الجيش الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية صورة بالأقمار الأصطناعية نشرتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» تُظهر أضراراً لحقت منشأة «فوردو» النووية بإيران بعد الضربات الأميركية (أ.ب) play-circle

صور جديدة تُظهر نشاطاً بمجمع «فوردو» النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية

كشفت صورٌ حديثة التقطتها الأقمار الصناعية عن نشاط وأدلة جديدة على وجود أضرار كبيرة لحقت الأنفاق والطرق المؤدية إلى موقع «فوردو» الإيراني لتخصيب اليورانيوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في موسكو (إ.ب.أ)

عراقجي: لا «خطة» إيرانية حتى الآن لاستئناف المفاوضات مع واشنطن

أكّدت إيران أن لا «خطة» حتى الآن لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما أعلن ترمب أن محادثات ستُجرى «الأسبوع المقبل».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية هيغسيث يتحدث خلال مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين حول تأثير الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية (أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي يدافع بشراسة عن نجاح الضربات ضد إيران

بلهجة غاضبة وحماسة شديدة للتأكيد على قوة الضربات الأميركية ضد المنشآت الإيرانية، دافع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث عن الرئيس دونالد ترمب وقراره شن الهجوم.

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي نائب الأدميرال براد كوبر (متداولة)

مرشح قيادة «سنتكوم»: البقاء في سوريا ضروري لمواجهة خطر «داعش»

قال نائب الأدميرال في البحرية الأميركية براد كوبر إن تنظيم «داعش» الإرهابي «لا يزال يشكل تهديداً في سوريا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع المقبل

 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)
TT

أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع المقبل

 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أن كييف اقترحت على موسكو جولة جديدة من محادثات السلام الأسبوع المقبل، بعد تعثر المفاوضات في بداية يونيو (حزيران).

وفشلت جولتان من المحادثات في إسطنبول بين موسكو وكييف في تحقيق أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، وأسفرت فقط عن اتفاق لعمليات تبادل كبيرة للأسرى وجثث العسكريين القتلى.

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي: «أفاد سكرتير مجلس الأمن (رستم) عمروف أيضاً بأنه اقترح عقد الاجتماع المقبل مع الجانب الروسي الأسبوع المقبل»، مضيفاً أنه «يجب تعزيز زخم المفاوضات»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

كما أكد الرئيس الأوكراني مجدداً استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه، قائلاً: «لا بد من لقاء على مستوى القيادة لضمان سلام حقيقي - سلام دائم».

خلال المحادثات التي جرت الشهر الماضي، حددت روسيا قائمة من المطالب الصارمة، من بينها تنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي ورفض جميع أشكال الدعم العسكري الغربي لها.

ورفضت كييف المقترحات عادّة أنها غير مقبولة، وتساءلت في ذلك الوقت عن جدوى إجراء مزيد من المفاوضات إذا لم تكن موسكو مستعدة لتقديم تنازلات.

وقال الكرملين، في وقت سابق من هذا الشهر، إنه مستعد لمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بعد أن أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة مزيد من العقوبات.

وتعهّد ترمب أيضاً تزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية جديدة، برعاية شركاء من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فيما تتعرض مدنها لهجمات جوية روسية متزايدة.

وصعّدت روسيا هجماتها الجوية البعيدة المدى على المدن الأوكرانية، فضلا عن الهجمات والقصف على الخطوط الأمامية خلال الأشهر الأخيرة، متجاهلة تحذيرات ترمب.

والسبت، شنّت روسيا هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في أوكرانيا.

ولقي شخصان حتفهما بعد أن سقط صاروخ روسي على منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط أوكرانيا، وهي مركز صناعي مهم تقدمت باتجاهه القوات الروسية مؤخرا.

وأدى هجوم روسي سابق بعشرين طائرة مسيّرة على مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية إلى مقتل شخص واحد على الأقل خلال الليل.

اضطرت روسيا إلى تعليق حركة القطارات لنحو أربع ساعات خلال الليل، مما تسبب في تأخيرات واسعة النطاق في منطقة روستوف الجنوبية، بعد هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية أدى إلى إصابة أحد عمال السكك الحديد.

وتستعمل موسكو وكييف أسرابا من الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة لإغراق الدفاعات الجوية لكل منهما، وأعلن الطرفان المتحاربان السبت اعتراض مئات من المسيّرات التي يتم إطلاقها بأعداد كبيرة بشكل شبه يومي.

وفي إطار اتفاقات إسطنبول، تسلمت كييف جثث ألف عسكري الخميس، فيما قالت روسيا إنها تسلمت 19 جثة من أوكرانيا.

وفرض الاتحاد الأوروبي الجمعة الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على موسكو، مستهدفا البنوك روسية وخفض سقف أسعار صادرات النفط الروسي، في محاولة للحد من قدرتها على تمويل الحرب.