سويسرا تبدأ تنفيذ حظر «حماس» ابتداء من 15 مايو

مقاتلون من الجناح العسكري لحركة «حماس» (أرشيفية - رويترز)
مقاتلون من الجناح العسكري لحركة «حماس» (أرشيفية - رويترز)
TT

سويسرا تبدأ تنفيذ حظر «حماس» ابتداء من 15 مايو

مقاتلون من الجناح العسكري لحركة «حماس» (أرشيفية - رويترز)
مقاتلون من الجناح العسكري لحركة «حماس» (أرشيفية - رويترز)

أعلنت الحكومة الفيدرالية السويسرية، اليوم (الأربعاء)، أنه سيجري حظر حركة «حماس» الفلسطينية في سويسرا، ابتداء من 15 مايو (أيار)؛ «لمكافحة» أنشطتها، و«منع» حصولها على الدعم في البلاد، وذلك بعد تصويت برلماني في هذا الاتجاه، في أواخر 2024.

وأوضحت الحكومة، في بيان، أنه «في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي نفّذته (حماس) ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أدى إلى مقتل ما يقرب من 1200 شخص، وأَسْر كثيرين غيرهم، قدّمت لجان السياسة الأمنية في المجلس الوطني ومجلس الولايات اقتراحاً في أكتوبر 2023 لحظر (حماس)».

وترمي السلطات الفيدرالية من خلال هذا الإجراء إلى امتلاك الوسائل اللازمة «لمواجهة أنشطة (حماس) ومنع دعمها في سويسرا».

وجاء، في البيان، أن القانون «يسهل التدابير الوقائية التي تتخذها الشرطة، مثل حظر الدخول أو الطرد، فضلاً عن إدارة الأدلة في الإجراءات الجنائية المتعلقة بـ(حماس)».

وأضافت الحكومة أنه «بفضل القانون الجديد، سيكون من الصعب أيضاً على (حماس) استخدام النظام المالي السويسري لتمويلها»، مُعربة عن اعتقادها بأن التشريع الجديد يساعد سويسرا على تعزيز «أمنها الداخلي ويسهم في احترام القانون الدولي».

وأدّت الحرب التي شنتها إسرائيل ضد «حماس» في قطاع غزة، في أعقاب هجوم للحركة على علاف غزة، إلى مقتل 52 ألفاً و365 شخصاً، على الأقل، في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة، التابعة لحكومة «حماس»، التي تَعدُّها «الأمم المتحدة» موثوقة.


مقالات ذات صلة

«حماس» تدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة

المشرق العربي فلسطينيون يكافحون للحصول على حصص غذائية أمام مركز توزيع مكتظ في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«حماس» تدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة

دعت حركة «حماس»، الجمعة، أميركا للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعدما أطلقت الحركة سراح جندي إسرائيلي - أميركي رهينة، هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية الرئيس ترمب مغادراً أبوظبي الجمعة في ختام جولته الخليجية (إ.ب.أ)

ترمب «ممتعض وغاضب» من نتنياهو... ومساعٍ للتقريب بينهما

في الوقت الذي بات فيه الخلاف الأميركي - الإسرائيلي حول وقف النار في قطاع غزة، شبه علني، تسعى قوى في واشنطن إلى تسوية بين ترمب ونتنياهو.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون في أحد شوارع مدينة غزة المُدمَّرة... الجمعة (أ.ف.ب)

الهجمات الإسرائيلية تُفاقم الأزمات الطبية والإنسانية في غزة

تشهد الأوضاع الإنسانية تفاقماً متزايداً في قطاع غزة، مع تكثيف الهجمات الإسرائيلية بالتزامن مع استمرار فرض الحصار ومنع إدخال أي مساعدات غذائية وطبية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أهالي الرهائن المعتقلين في غزة خلال مظاهرة بتل أبيب يوم 12 مايو 2025 (رويترز)

عائلات الرهائن الإسرائيليين تدعو نتنياهو لعدم تفويت «فرصة تاريخية»

قال منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، الجمعة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفوّت «فرصة تاريخية» للإفراج عنهم.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي دبابات إسرائيلية تطلق سحابة دخانية على حدود قطاع غزة (رويترز) play-circle

«حماس» تؤكد إجراء محادثات مباشرة مع أميركا وتعلن استعدادها لتسليم غزة

أكد باسم نعيم العضو البارز في حركة «حماس» أن الحركة بصدد إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الكرملين يريد قمة روسية أميركية «شاملة» لا تُركز على ملف أوكرانيا وحده

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يترأس المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يترأس المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول (رويترز)
TT

الكرملين يريد قمة روسية أميركية «شاملة» لا تُركز على ملف أوكرانيا وحده

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يترأس المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يترأس المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول (رويترز)

شغلت الإشارات المتبادلة بين موسكو وواشنطن حول ضرورة ترتيب لقاء يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب حيّزاً كبيراً من الاهتمام، مع انطلاق جولة المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول. وبرز تباين واسع في أولويات الطرفين، ففي حين ركَّز ترمب على أهمية عقد لقاء سريع «يدفع عملية السلام في أوكرانيا»، فضّل الكرملين تأكيد ضرورة «إطلاق تحضيرات وإعداد دقيق لقمة شاملة، تبحث كل الملفات المطروحة على الطاولة وبينها الوضع في أوكرانيا».

وأبدت موسكو حذراً تجاه توقع اختراقات كبرى خلال الجولة التفاوضية الأولى منذ 3 سنوات، ومع تأكيد أنها أعدت وثائق تضع «آلية للتسوية» لكنها شككت في نيات كييف، وقالت إنه «لا يمكن التنبؤ بسلوك أوكرانيا» وحلفائها في أوروبا.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (وسط) يلقي كلمة للترحيب بالوفدين الروسي والأوكراني قبل محادثات في إسطنبول عام 2022 (أ.ب)

وجاء رد الكرملين سريعاً على دعوة ترمب لعقد لقاء عاجل مع بوتين. وأعرب الرئيس الأميركي للصحافيين خلال زيارته للإمارات العربية، عن قناعته بأن «العالم سيصبح أكثر أماناً خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع»، بمجرد أن يتم ترتيب اللقاء المنتظر مع بوتين.

وقال ترمب، الجمعة، إنه يسعى لإجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي في أقرب وقت ممكن، مضيفاً ربما يتصل ببوتين قريباً، «أعتقد أنه حان الوقت بالنسبة لنا للقيام بذلك». وقال: «سنلتقي أنا وهو، وأعتقد أننا سنحل (القضية) أو ربما لا. على الأقل سنعرف، وإذا لم نحلها سيكون الأمر مثيراً للاهتمام بشكل كبير».

لكن الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف، قال إن «مثل هذه اللقاءات تتطلب تحضيراً واسعاً وإعداداً دقيقاً». وبدا أن التباين بين الطرفين ينحصر في رؤية كل طرف للأهداف المتوخاة من القمة التي طال انتظارها. وفي حين ركّز ترمب على ملف أوكرانيا وقضايا الأمن، فإن الكرملين رأى أن القمة يجب أن تكون شاملة، وأن تناقش كل الملفات المطروحة على أجندة الطرفين.

وقال بيسكوف إن «مثل هذا الاجتماع ضروري بالتأكيد. لكن يجب أن يكون هناك تحضير جيد لمثل هذه القمة، ويجب أن تسفر عن نتائج ملموسة. فالقمة تسبقها دائماً مفاوضات ومشاورات على مستوى الخبراء وتحضيرات طويلة ومكثفة، خاصة إذا كان الحديث يدور عن اجتماع قمة بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة».

وأوضح أن «اللقاء الشخصي بين الرئيسين ضروري، سواء من وجهة نظر العلاقات الثنائية الروسية الأميركية أو من وجهة نظر المناقشة والمحادثة الجادة على أعلى مستوى حول الشؤون الدولية والمشكلات الإقليمية، بما في ذلك، بالطبع، الأزمة حول أوكرانيا». كما تطرّق بيسكوف إلى ملف الأمن الأوروبي، وقال إنه من الضروري الشروع في مناقشة القضايا المتعلقة بالاستقرار الاستراتيجي في القارة الأوروبية، في أسرع وقت ممكن.

وكانت موسكو قد رفضت مشاركة الأطراف الأوروبية في مفاوضات إسطنبول، في مسعى للفصل بين الخطين التفاوضيين. ووفقاً لموسكو، فإن مفاوضات إسطنبول تهدف إلى وضع آلية للتسوية في أوكرانيا، في حين أن النقاشات حول الأمن في أوروبا تحتاج إلى مسار تفاوضي مستقل، يرتبط بتحديد أسس لعلاقات موسكو مع الغرب. وقال بيسكوف رداً على سؤال حول آفاق استئناف عمل مجلس «روسيا-الناتو» المعطل حالياً إنه «يجب مناقشة جميع القضايا المتعلقة بالأمن، وبعملية الاستقرار في القارة الأوروبية، ويجب القيام بذلك في أسرع وقت ممكن».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يمين) يلتقي رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي في إسطنبول (رويترز)

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مصدر، أن الولايات المتحدة استكملت اقتراحها لحل الصراع في أوكرانيا بطرح فكرة حول استئناف عمل مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي.

في غضون ذلك، قلل سفير المهام الخاصة في الخارجية الروسية روديون ميروشنيك من أهمية تدخل ترمب بشكل مباشر في ملف التسوية في أوكرانيا. وأوضح السفير المكلف بإدارة ملف «الانتهاكات وجرائم نظام كييف» أن موسكو «تقدر عالياً رغبة إدارة الرئيس الأميركي في حل الصراع في أوكرانيا سلمياً، لكننا نحتاج إلى تفاصيل، ونحتاج إلى مناهج عملية، وإلى عمل دؤوب وجاد، ونحن مستعدون لهذا العمل».

وزاد أن الولايات المتحدة، غيّرت منهجها خلال الأشهر القليلة الماضية جذرياً تجاه روسيا، والرغبة في دفع تسوية سياسية ونحن بطبيعة الحال، نُقدّر هذه الرغبة تقديراً كبيراً، لكنه أضاف أن تدخل ترمب الشخصي «ليس ضرورياً في هذه المرحلة».

وعلّق على تصريح الرئيس الأميركي بأنه «من دونه لن ينجح شيء»، بتأكيد أنه «يمكن إجراء هذه المفاوضات ببساطة من دون مشاركة ترمب، ولم تكن مشاركة ترمب الشخصية متوقعة، بطبيعة الحال، لأن هذه مبادرة روسية. إنها مفاوضات عمل يجب أن تُشكّل موقفاً موحداً، وأن تجد خيارات تسوية، وتصنفها، وتضعها على الورق، وتبلور مشروعات. على غرار ما حدث خلال جولة المفاوضات السابقة في 2022، عندما ظهرت وثيقة معينة وقّع عليها الطرفان بالأحرف الأولى؛ لذلك، فإن فريقي التفاوض حالياً مدعوان لإنجاز هذه المهمة».

صورة مُركّبة تُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

وفي الوقت نفسه، أكد السفير أنه لا يمكن التقليل من تأثير الولايات المتحدة على نظام كييف؛ ولذلك، وفقاً لميروشنيك، سيكون من المفيد أن تستمر واشنطن في الضغط على أوكرانيا للبحث عن خيارات للتسوية السلمية.

وحول سير المفاوضات التي تجري خلف أبواب مغلقة، أوضح ميروشنيك، جانباً من التفاصيل المتعلقة بالاقتراحات المقدمة من جانب موسكو. وقال إن هناك فرصة لأن تتمكن مجموعات التفاوض الروسية والأوكرانية في إسطنبول من إيجاد آلية لتسوية الصراع في أوكرانيا.

وقال مسؤول أوكراني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن روسيا قدّمت إلى أوكرانيا مطالب «غير مقبولة» خلال المباحثات في إسطنبول، شملت تخلي كييف عن مزيد من الأراضي. وأوضح المسؤول أن «أعضاء الوفد الروسي قدّموا مطالب غير مقبولة، تتجاوز ما تمّ البحث به قبل الاجتماع»، من ضمنها «انسحاب القوات الأوكرانية من مساحات واسعة من الأراضي الأوكرانية التي تُسيطر عليها، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار». وعدّ المصدر أن هذه الطلبات «غير مقبولة» وتهدف إلى حرف المفاوضات عن مسارها.

وأشار إلى أنه «علينا أن نمر عبر المسار الأول، أي التوصل إلى اتفاق لتحقيق السلام، أي إيجاد آلية التسوية نفسها، والمجموعات التي تشكلت من الجانبين قادرة تماماً على القيام بذلك».

وتابع أن فريقي التفاوض «يمكنهما تطوير نموذج يكون مقبولاً لكل من روسيا وأوكرانيا، ويقبله المجتمع الدولي. هناك مثل هذه الفرص»، لكنه شكك في الوقت ذاته بجدية كييف، وقال إن الجانب الروسي فعل كل ما بوسعه لتنظيم المفاوضات في إسطنبول، و«قدمنا صياغات باقتراحات محددة في إطار وثائق معروضة للنقاش، لكن لا يمكن تحمل مسؤولية تصرفات وسلوك خصم غير مسؤول ومتقلب وغير قابل للتنبؤ». وزاد أن كييف «حاولت تحويل عملية عقد محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول إلى نوع من الاستعراض المسرحي، لكنها فشلت».

وجدد ميروشنيك رفض بلاده وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، وقال إن اقتراح أوروبا حول «وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً سيسمح لكييف بإعادة التسلح والوصول إلى مستوى جديد من التصعيد، وهذه ليست خطوة نحو السلام».

وشدد: «نحن نفهم بوضوح أن الجانب الأوكراني يحتاج إليها (الهدنة) فقط لتعزيز مواقعه بشكل أكبر، وبناء التحصينات، والتزود بالأسلحة، وإعادة تجميع القوات والموارد، وما إلى ذلك. أي من أجل الوصول إلى مستوى تصعيد جديد خلال شهر. ومن الطبيعي أن هذه الخطوة ليست في اتجاه التسوية، بل في الاتجاه المعاكس».