فكّر مرتين أيها النازي... ميدفيديف يهاجم ميرتس بعد تصريحاته عن تدمير جسر القرم

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال مقابلة خارج موسكو... روسيا 25 يناير 2022 (رويترز)
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال مقابلة خارج موسكو... روسيا 25 يناير 2022 (رويترز)
TT
20

فكّر مرتين أيها النازي... ميدفيديف يهاجم ميرتس بعد تصريحاته عن تدمير جسر القرم

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال مقابلة خارج موسكو... روسيا 25 يناير 2022 (رويترز)
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف خلال مقابلة خارج موسكو... روسيا 25 يناير 2022 (رويترز)

أثارت تصريحات المستشار الألماني المحتمل فريدريش ميرتس بشأن احتمال تدمير الجسر الروسي المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، انتقادات حادة من جانب موسكو.

وكتب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، على منصة «إكس»: «فكر مرتين، أيها النازي».

ويأتي منشور الرئيس الروسي السابق تعليقا على تصريحات أدلى بها ميرتس في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الألماني. وفي هذه المقابلة، لم يكتف ميرتس فقط بالإبقاء على انفتاحه على تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز «تاوروس»، بل إنه قال أيضا إن تدمير جسر القرم يمكن أن يكون مفيدا لأوكرانيا، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال ميدفيديف: «فريدريش ميرتس تطارده ذكرى والده الذي خدم في جيش (الزعيم النازي أدولف) هتلر».

وبدوره، اتهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، المستشار الألماني المحتمل بالسعي إلى تصعيد الحرب في أوكرانيا.

وكان ميرتس قال في المقابلة أيضا إنه يجب جعل الجيش الأوكراني في وضع يمكنه من تحديد جزء من مجريات الأحداث بنفسه.

صورة ملتقطة في 14 مارس 2025 تظهر زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا فريدريش ميرتس خلال اجتماع في «البوندستاغ» (مجلس النواب في البرلمان) في العاصمة الألمانية برلين (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 14 مارس 2025 تظهر زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا فريدريش ميرتس خلال اجتماع في «البوندستاغ» (مجلس النواب في البرلمان) في العاصمة الألمانية برلين (أ.ف.ب)

وتابع زعيم «الاتحاد المسيحي»: «يجب أن يخرج الجيش الأوكراني من وضعية الدفاع»، لافتا إلى أن تدمير الجسر الذي يعد أهم رابطة بين روسيا والقرم، يمكن أن يساعد أوكرانيا. وأضاف: «قد يكون ذلك وسيلة لجعل هذا البلد يتمكن أخيرا من إحراز تقدم على صعيد الوضع الاستراتيجي».

يُذكر أن أوكرانيا أعلنت مرارا، بعد عدة هجمات على الجسر، أنها تسعى إلى قصف الجسر.

وكانت روسيا حذّرت مرارا من مثل هذا الهجوم. كما نشرت موسكو في وقت سابق تسجيلا لمكالمة تم التنصت عليها بين ضباط في الجيش الألماني ناقشوا فيها بشكل محدد إمكانية تدمير جسر القرم باستخدام صواريخ كروز.

وقال ميرتس في المقابلة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يتفاعل بشكل إيجابي مع الضعف وعروض السلام، وأردف أنه كان دائما منفتحا على تزويد أوكرانيا بصواريخ تاوروس عندما كان في صفوف المعارضة، مضيفا أن هذا الموقف لا يزال قائما.

وقال: «ليس لأننا نريد التدخل في هذه الحرب بأنفسنا، بل لأننا نريد تزويد الجيش الأوكراني بمثل هذه الأسلحة».

في الوقت نفسه، أكد ميرتس في رد على سؤال أنه لن يقدم على ذلك إلا بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين.

في المقابل، يرفض المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس بشكل قاطع تزويد أوكرانيا بهذا النوع من السلاح، لأن السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي يخشى أن يؤدي ذلك إلى تورط ألمانيا في الحرب، على سبيل المثال، إذا استخدمتها أوكرانيا لقصف أهداف في عمق الأراضي الروسية.


مقالات ذات صلة

روسيا: اتفاق المعادن يعني أن ترمب أجبر أوكرانيا على دفع ثمن المساعدات

أوروبا المسؤول الأمني الروسي دميتري ميدفيديف (إ.ب.أ) play-circle

روسيا: اتفاق المعادن يعني أن ترمب أجبر أوكرانيا على دفع ثمن المساعدات

كشف المسؤول الأمني الروسي دميتري ميدفيديف الخميس أن توقيع اتفاق المعادن يعني أن ترمب أجبر كييف أخيراً على دفع ثمن المساعدات الأميركية

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مبانٍ متضررة في بوروفا بمنطقة خاركيف وسط استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا (إ.ب.أ) play-circle

قتلى في ضربة أوكرانية على مدينة تحتلها روسيا

أسفرت ضربة بمسيّرات أوكرانية على مدينة أوليشكي التي تحتلّها روسيا في منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا عن مقتل 7 أشخاص على الأقلّ وجرح أكثر من 20.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا العلم الروسي يظهر ضمن القنصلية الروسية في مارسيليا بفرنسا (رويترز)

«لا أساس لها»... روسيا تندد باتهامات بشن هجمات سيبرانية على مصالح فرنسية

ندّدت السفارة الروسية في فرنسا اليوم الأربعاء بـ«اتهامات لا أساس لها»، غداة تصريحات حمّلت موسكو مسؤولية هجمات سيبرانية ضدّ مصالح فرنسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود أوكرانيون يطلقون النار من دبابة أثناء مناورة في منطقة زابوريجيا بأوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا: الروس يقاتلون بشراسة رغم محادثات وقف إطلاق النار

قال قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، اليوم الأربعاء، إن القوات الروسية زادت، بشكل كبير، من كثافة أنشطتها القتالية بشرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: بوتين يصرّ على المطالبة ﺑ4 مناطق أوكرانية خلال المحادثات مع أميركا

أشارت مصادر إلى إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المطالبة بسيطرة روسيا على 4 مناطق أوكرانية لا تحتلها بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الصحة النفسية مرتع جديد للمعالجين المزيفين في فرنسا

الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)
الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)
TT
20

الصحة النفسية مرتع جديد للمعالجين المزيفين في فرنسا

الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)
الصحة العقلية أصبحت سوقاً سريعة التوسع يُعتمد فيها على مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية غير منضبطة في فرنسا (أ.ف.ب)

يغزو أشخاص يدّعون أنهم «مدربون نفسيون» أو «مستشارون نفسيون» أو غير ذلك قطاع الصحة النفسية في فرنسا، مستغلين الطلب المتزايد وغياب التنظيم، ما ينذر بمخاطر كبيرة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

«هذه المعالجة كادت تدمر حياتي»... بهذه العبارة تصف ماري (ليس اسمها الحقيقي)، البالغة 25 عاماً، وضعها. فهذه الشابة التي تعاني مشكلات نفسية تؤثر على حياتها الجنسية، أحالها إخصائي في العلاج الطبيعي كانت ترتاد عيادته إلى معالجة «تساعد النساء على استعادة أجسادهن».

هذه الأخيرة، وهي عالمة سوفرولوجيا (علم يستخدم تقنيات التنفس والحركة والتصورات للمساعدة في علاج الاضطرابات النفسية)، تمارس التنويم المغناطيسي. وخلال الجلسة الثانية، ظهرت لماري صورة غريبة، إذ تخيلت نفسها في سنّ السنتين، فيما جدّها يلمس جسمها.

وتقول: «لقد صُدمتُ تماماً. سألتها ماذا يعني ذلك، فأجابت، لقد كنتِ ضحية سفاح القربى، لا شكّ في ذلك».

بعد جلسة أخرى تحدثت خلالها المعالِجة عن وجود «قدرة على التواصل مع الأرواح» لدى ماري، قطعت الأخيرة علاقاتها مع عالمة السوفرولوجيا، وأكملت مسيرتها وحيدة «مع هذا التشخيص».

وبعد 8 أشهر، فقدت كل شيء، فاستشارت طبيبة نفسية. وتقول ماري: «غضبَت على الفور، وقالت لي: التنويم المغناطيسي ليس علماً حقيقياً! قد يرسل إليك عقلك ذكريات كاذبة، لذا عليك أن تكوني حذرة للغاية».

وبعد متابعة مكثفة، باتت ماري تعتقد أنها كانت ضحية لتفعيل ذكريات كاذبة مفتعلة.

الذكريات الكاذبة المستحثة مفهوم معقد، وهي تنجم عن علاجات «قد تكون غير مناسبة أو منحرفة حقّاً»، وفق تحذيرات البعثة الوزارية لمكافحة الانتهاكات الطائفية (ميفيلوديس) في أحدث تقرير لها بعدما تلقت الكثير من البلاغات عن حالات مماثلة في السنوات الأخيرة.

وقالت ماري: «أنا غاضبة جداً منها. كان ينبغي عليها أن تُحذّرني».

دعم بـ3900 يورو

تحدثت «ميفيلوديس» عن «مخاوف متزايدة في مجال الصحة العقلية الذي لا يخضع للتنظيم الجيد».

وبحسب المنظمة التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، فإن الصحة العقلية أصبحت «سوقاً سريعة التوسع، يُعتمد فيها على نطاق واسع على مستشارين أو مدربين يلجأون إلى ممارسات علاجية نفسية غير منضبطة يمكن أن تسبب أضراراً نفسية فادحة».

وباتت الصحة العقلية مجالاً مفضلاً لدى المتمرسين في العلوم الزائفة منذ جائحة «كوفيد».

يقول ميكائيل وورمز إيرمينجر، وهو طبيب صحة عامة متخصص في الاضطرابات العقلية: «على الشبكات المهنية والترفيهية، يزعم عدد كبير من الناس أنهم قادرون على علاج مشكلات الصحة العقلية من خلال تقديم علاجات كالعلاج النفسي المنظم، من دون أن يكونوا قد خضعوا لأي تدريب».

ويدعي البعض أنهم قادرون على علاج اضطرابات القلق ونقص الانتباه، في حين أن البعض الآخر يعالج مرض التوحد، أو الفصام، أو الاضطراب ثنائي القطب.

ولاحظت «ميفيلوديس» تضاعف «التقارير الواردة على مدى السنوات العشر الماضية على صعيد حالات التوحد»، استناداً إلى خيارات العلاج البديلة، مثل: «المكملات الغذائية، أو القنب، أو بروتوكولات الاستخلاب» التي تدعي إزالة السموم من الجسم عن طريق إزالة المعادن الثقيلة منه، وفق ما قال رئيس الهيئة دوناسيان لو فايان لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتشكل الصحة والرفاهية موضوع العدد الأكبر من التقارير التي تلقتها هيئة «ميفيلوديس» بين عامي 2022 و2024 (37 في المائة)، وكان 80 في المائة من الحالات يرتبط بأشخاص غير متخصصين في المجال الصحي.

في الآونة الأخيرة، ظهرت تجارة جديدة تتعلق بالإرهاق لدى الأمهات، وتستهدف الأمهات الشابات المنهكات.

تتحدث «ميفيلوديس» عن حالة «مدرِّبة زائفة» تستغل الأمهات «الهشات والمكتئبات» اللواتي يتم تشخيصهن بأنهن «حساسات للغاية»، قبل أن تتيح لهن الحصول على دعم عبر الإنترنت... مقابل 3900 يورو.

«كثير من الارتباك»

يزدهر نشاط هؤلاء الأشخاص الذين يسمون أنفسهم معالجين نفسيين، في ظل غياب التنظيم على صعيد الألقاب المعترف بها من الدولة، حيث ألقاب عالم النفس والطبيب النفسي والمعالج النفسي فقط هي التي تحظى بالحماية.

يقول لو فايان: «يمكن لأي شخص أن يطلق على نفسه لقب مدرب نفسي أو مستشار نفسي... هذا لا يشمله القانون، ولكنه يسبب كثيراً من الارتباك».

ويلفت ميكائيل وورمز إيرمينجر إلى أن هذه الأسماء «تشير إلى وجود صلة مشروعة بعلم النفس».

ويرى فرانك بيليفييه، المندوب الوزاري للصحة العقلية والطب النفسي، أن السلطات الصحية يجب أن تستمر في «التواصل بشكل فعّال» لمكافحة «الجهل» الذي يدفع الناس نحو هذه الممارسات.

وتقول كاترين كاتز، القاضية السابقة ورئيسة الاتحاد الوطني للدفاع عن أسر وأفراد ضحايا الطوائف: «علينا التخلص من الصورة الفولكلورية للمعلم الروحي». وتضيف: «المعلم الروحي في الزمن الراهن لديه خيال لا حدود له».

ويشير ميكائيل وورمز إيرمينجر إلى أن التصحر الطبي قد يصبّ أيضاً في مصلحة «مدربين من شتى الأنواع»، في حين قد تبلغ «أوقات الانتظار» مستويات «مخيفة» للحصول على رعاية نفسية «مكلفة».