إصرار إدارة بايدن على إنفاق كل مساعدات أوكرانيا قبل تسلم ترمب السلطة

الكرملين يتهم واشنطن بإطالة أمد الحرب... لكن شحنات الأسلحة قد لا تكفي من دون مجندين جدد

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الأمين العام لـ«الناتو» مارك روته في بروكسل في اجتماع وزراء خارجية «الناتو» (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الأمين العام لـ«الناتو» مارك روته في بروكسل في اجتماع وزراء خارجية «الناتو» (إ.ب.أ)
TT

إصرار إدارة بايدن على إنفاق كل مساعدات أوكرانيا قبل تسلم ترمب السلطة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الأمين العام لـ«الناتو» مارك روته في بروكسل في اجتماع وزراء خارجية «الناتو» (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الأمين العام لـ«الناتو» مارك روته في بروكسل في اجتماع وزراء خارجية «الناتو» (إ.ب.أ)

قال وزيرا الدفاع الأميركي والأوكراني إنهما ناقشا إطلاق روسيا صواريخ باليستية جديدة والاستعدادات للاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الداعمة لأوكرانيا وخطط المساعدات العسكرية التي ستقدمها واشنطن لأوكرانيا، العام المقبل.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الأمين العام لـ«الناتو» مارك روته في بروكسل في اجتماع وزراء خارجية «الناتو» (إ.ب.أ)

وجاءت مناقشات الوزيرين، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بحزمة دعم عسكري من الصواريخ والذخيرة والألغام المضادة للأفراد وأسلحة أخرى بقيمة 725 مليون دولار، في سياق تأكيد إدارة الرئيس جو بايدن المنتهية ولايتها دعمها لكييف قبل تسلُّم الرئيس المنتخب دونالد ترمب السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، الذي انتقد علناً المساعدات العسكرية لأوكرانيا. بينما قال الكرملين، الثلاثاء، إن قرار واشنطن بتزويد أوكرانيا بحزمة أخرى من الأسلحة يُظهر أن إدارة الرئيس جو بايدن التي أوشكت ولايتها على الانتهاء، ترغب في تأجيج وإدامة الحرب في أوكرانيا. وذكر ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن حزمة المساعدات لن تغير الوضع على جبهات المواجهة. وقال أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي في بيان، الاثنين، إن المساعدات الجديدة ستشمل صواريخ «ستينجر» وذخيرة لمنظومة راجمات الصواريخ الأميركية سريعة الحركة «هيمارس»، وطائرات مسيّرة وألغاماً أرضية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال تكريم الجنود الأوكرانيين الذين سقطوا في الحرب بكييف (أ.ب)

توقعات بتجاهل «الناتو» دعوة أوكرانيا لعضويته

طالبت أوكرانيا، الثلاثاء، بعضوية «كاملة» في حلف شمال الأطلسي، مشيرةً إلى أن ذلك سيكون الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن في مواجهة الغزو الروسي، وذلك قبيل اجتماع مقرر لوزراء خارجية «الناتو». وقالت وزارة الخارجية في كييف في بيان: «نحن مقتنعون بأن الضمانة الحقيقية الوحيدة للأمن بالنسبة لأوكرانيا والرادع لأي عدوان روسي آخر ضد أوكرانيا وبلدان أخرى، هي عضوية أوكرانيا الكاملة في (الناتو)». يجتمع وزراء خارجية بلدان «الناتو»، الثلاثاء، في بروكسل. ويقول دبلوماسيون إن من المستبعد إلى حد كبير أن يستجيب الحلف للدعوة أوكرانيا للانضمام لعضويته في اجتماع، الثلاثاء، ما يبدد آمال كييف في الحصول على دفعة سياسية في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات في ساحة القتال وتنتظر عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

تخطيط استراتيجي لعام 2025

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف إن الاجتماع ركز على «التخطيط الاستراتيجي لعام 2025، خصوصاً ما يتعلق بالحصول على الأسلحة والعتاد وتجهيز وحداتنا». ومع احتمال تغير الاستراتيجية الأميركية بشأن أوكرانيا عندما يتولى ترمب منصبه، تشعر كييف بالقلق من أن حجم المساعدات التي ستقدمها واشنطن، أكبر داعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، ستتراجع بشدة.

وقدم الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ، الذي اختاره ترمب ليكون مبعوثاً خاصاً لأوكرانيا وروسيا، اقتراحاً لإنهاء الحرب بين البلدين يتضمن مطالبة كييف بالتخلي عن هدفها المتمثل في استعادة الأراضي التي استولت روسيا عليها، لكنه اقترح أيضاً تسليح كييف بشكل أكثر عدوانية لدفع الكرملين إلى تقديم تنازلات.

وأضاف أوميروف أنه ناقش مع أوستن الاستعدادات للاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في رامشتاين بألمانيا. لكن أوميروف لم يذكر موعد انعقاد الاجتماع، غير أن وسائل إعلام أوكرانية قالت إن الاجتماع قد ينعقد هذا الشهر، ومن المرجح أن يكون آخر اجتماع لحلفاء كييف قبل تولي ترمب منصبه.

الهدف تعطيل آلة الحرب الروسية

قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن بايدن وجَّه وزارة الدفاع بتسليم أوكرانيا بسرعة مواد تشمل «مئات الآلاف من قذائف المدفعية الإضافية، وآلاف الصواريخ الإضافية، وقدرات حاسمة أخرى» بين الآن ومنتصف يناير.

وقال سوليفان في بيان: «للمساعدة في استقرار خطوط أوكرانيا في الشرق، أذن الرئيس بتوفير ألغام أرضية مضادة للأفراد «مؤقتة» لأوكرانيا كاستثناء محدود لسياسة الألغام الأرضية المستمرة التي تنتهجها الإدارة». وأضاف قائلاً: «رداً على دخول جنود من كوريا الشمالية في هذه الحرب، قرر الرئيس تعديل التصاريح المتعلقة باستخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي تقدمها الولايات المتحدة، ولتعطيل آلة الحرب الروسية، نفَّذت الولايات المتحدة عقوبات كبرى ضد القطاع المالي الروسي، مع فرض مزيد من العقوبات في المستقبل».

وبينما تواصل روسيا هجومها المستمر منذ الشهر الماضي، شرق أوكرانيا، وتحاول استرجاع الأراضي التي احتلتها كييف في منطقة كورسك، بمساعدة قوات من كوريا الشمالية، أطلقت أيضاً هجوماً باستخدام صاروخ باليستي متوسط ​​المدى «تجريبياً».

قال مسؤولون محليون، الثلاثاء، إن روسيا شنت هجوماً على منشآت للطاقة في منطقتي ريفني وتيرنوبيل بغرب أوكرانيا، الليلة الماضية. وذكر سيرهي نادال رئيس مقر الدفاع في تيرنوبيل أن طائرة مسيَّرة قصفت منشأة للطاقة؛ ما تَسَبَّبَ في انقطاع التيار الكهربي عن جزء من المدينة. ولم يتضح بعد حجم الهجوم على تيرنوبل، وهي مدينة رئيسية في غرب أوكرانيا على مسافة نحو 220 كيلومتراً من شرق بولندا. وكان عدد سكان مدينة تيرنوبل والمنطقة المحيطة بها يتجاوز مليون نسمة قبل الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022. وتأتي الهجمات في ظل تكثيف الحملة الروسية لتدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا قبل بداية طقس الشتاء القارس.

وقال الجنرال باتريك رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن «وزير الدفاع أوستن يستنكر قصف روسيا في الآونة الأخيرة البنية التحتية المدنية في أوكرانيا بالصواريخ والمسيَّرات واستخدامها صاروخاً باليستياً متوسط ​​المدى في أوكرانيا، وهو ما يمثل تصعيداً آخر في الحرب الروسية على أوكرانيا».

وأضاف رايدر قائلاً: «الخلاصة هي أنه بناءً على توجيهات الرئيس، سننفق كل دولار خصصه الكونغرس لأوكرانيا وتجديد مخزوناتنا»، مؤكداً على «تفهُّم الوضع العاجل في أوكرانيا وتوجيهات الرئيس، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لضمان حصول أوكرانيا على المساعدة التي تحتاجها».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلاً بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)

تجنيد مقاتلين جدد أولوية

واستغلت روسيا فترة ما يسمى «البطة العرجاء» جزئياً لتزخيم هجومها، في الوقت الذي يخشى مؤيدو أوكرانيا من أنه بمجرد تولي ترمب السلطة، سيكون هناك تحوُّل مفاجئ في السياسة الأميركية تجاه الحرب. ومع ذلك، فقد أعلن البعض في إدارة بايدن، أنه بغضِّ النظر عما تفعله واشنطن، وحتى مع تسريع شحنات الأسلحة، فإن الجيش الأوكراني سيظل غير متكافئ، من دون مزيد من الجنود لدعم قتاله. ويعرب كثير منهم عن إحباطهم تجاه مقاومة المسؤولين الأوكرانيين الدعوات الأميركية لخفض سن التجنيد من 25 إلى 18 عاماً.

ومع استيلاء القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية بأسرع وتيرة منذ عام 2022، تصاعد القلق في واشنطن. ويقول مسؤولو الإدارة إن تسليم الأسلحة في نهاية ولاية بايدن، مصحوباً بقرار الرئيس، إعطاء الضوء الأخضر لضربات صاروخية في عمق الأراضي الروسية ونشر الألغام الأرضية المضادة للأفراد، يمكن أن يمنح كييف بعض مساحة التنفس. لكنهم يحثون القادة الأوكرانيين على استغلال اللحظة لتوسيع جيشهم إلى ما يتجاوز 160 ألف مجند. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، الأسبوع الماضي: «سنستمر بالتأكيد في إرسال الأسلحة والمُعَدَّات إلى أوكرانيا. نحن نعلم أن هذا أمر حيوي. ولكن القوى المقاتلة أيضاً مهمة في هذه المرحلة». وأضاف: «في الواقع، نعتقد أن هذه القوى هي الحاجة الأكثر حيوية لديهم؛ لذلك نحن مستعدون أيضاً لزيادة قدرتنا التدريبية إذا اتخذوا الخطوات المناسبة لملء صفوفهم».

كييف تبرر النقص

يقول القادة الأوكرانيون إن جهود التجنيد تأثرت سلباً بالمساعدات العسكرية المتضائلة في وقت سابق من هذا العام، حيث لم يكن الجنود المحتملون راغبين في التطوع عندما لم يتمكنوا من التأكد من أن لديهم أي أسلحة لإطلاقها على عدوهم، وأن شحنات الأسلحة الغربية لا تزال متأخرة.

وكتب ديميتري ليتفين، مستشار الاتصالات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: «لا معنى لرؤية دعوات لأوكرانيا لخفض سن التعبئة، ربما من أجل تجنيد مزيد من الأشخاص، عندما نرى أن المعدات التي تم الإعلان عنها سابقاً لا تصل في الوقت المحدد. وأضاف: «بسبب هذه التأخيرات، تفتقر أوكرانيا إلى الأسلحة اللازمة لتجهيز الجنود المعبَّأين بالفعل». وقال: «لا يمكن أن نتوقع من أوكرانيا أن تعوض التأخير في اللوجيستيات أو التردد في دعم شباب رجالنا على الخطوط الأمامية».

وأعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، أن قواتها صدّت محاولة أوكرانية لعبور نهر أوسكيل الذي دائماً ما عُدَّ خط مواجهة بحكم الأمر الواقع في شرق أوكرانيا. لكن في هذه الأثناء، أعلن الجيش الروسي أن قواته سيطرت على قريتي نوفوداريفكا في منطقة زابوريجيا في الجنوب ورومانيفكا في منطقة دونيتسك، مؤكداً تحقيق تقدُّم على طول الجبهة في جنوب شرقي أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

«الناتو» يطالب بتوفير دعم كافٍ لأوكرانيا «لتغيير مسار» الحرب

أوروبا وزير الخارجية الروسي خلال اجتماع الأسبوع الماضي في العاصمة الكازاخية أستانة (رويترز)

«الناتو» يطالب بتوفير دعم كافٍ لأوكرانيا «لتغيير مسار» الحرب

حضّ مارك روته الأربعاء أعضاء «الناتو» على تزويد أوكرانيا ما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب فيما تحقق القوات الروسية مكاسب على طول الجبهة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف (رويترز)

قديروف: هجوم مسيّرة أطلقتها أوكرانيا يسقط مدنيين في عاصمة الشيشان

نقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن رمضان قديروف رئيس الشيشان قوله اليوم الأربعاء إن طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا هاجمت العاصمة غروزني وتسببت في سقوط مدنيين.

«الشرق الأوسط» (غروزني)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (رويترز)

«الناتو» يدعو الغرب لتوفير «دعم كافٍ» لأوكرانيا لـ«تغيير مسار» الحرب

حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الأربعاء، أعضاء الناتو على تزويد أوكرانيا بما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
العالم فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

نداء أممي لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا مبنى كلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية التي أجرت الدراسة (رويترز)

تقرير: طائرات الكرملين نقلت أطفالا أوكرانيين قسراً للتبني في روسيا

أظهر تقرير صادر عن كلية الصحة العامة بجامعة ييل الأميركية أن طائرات رئاسية روسية استُخدمت ضمن برنامج لنقل أطفال من الأراضي الأوكرانية المحتلة وتجريدهم من هويتهم

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

«الناتو» يطالب بتوفير دعم كافٍ لأوكرانيا «لتغيير مسار» الحرب

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)
TT

«الناتو» يطالب بتوفير دعم كافٍ لأوكرانيا «لتغيير مسار» الحرب

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أ.ب)

حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، الأربعاء، أعضاء «الناتو» على تزويد أوكرانيا ما يكفي من أسلحة لـ«تغيير مسار» الحرب، حيث تحقق القوات الروسية مكاسب على طول خط المواجهة، فيما يتوجَّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مالطا، الخميس، للمشاركة في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في أول زيارة لدولة عضو بالاتحاد الأوروبي، منذ شنّت روسيا هجومها على أوكرانيا، في فبراير (شباط) 2022.

الثلاثاء، أعلن الجيش الروسي أن قواته سيطرت على قريتين في جنوب أوكرانيا وفي شرقها، حيث تحرز قواته مكاسب بسرعة غير مسبوقة، منذ مارس (آذار) 2022.

أنتوني بلينكن متحدثاً خلال اجتماع الناتو في بروكسل (أ.ف.ب)

وقال روته، بعد اجتماع مع وزراء خارجية الحلف في بروكسل: «علينا تقديم دعم كافٍ (لأوكرانيا) لتغيير مسار هذه الحرب بشكل نهائي».

أعلن سلاح الجو في أوكرانيا، الأربعاء، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 29 من أصل 50 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على البلاد، الليلة الماضية. وأوضح بيان أن القوات الروسية شنَّت هجوماً منسقاً على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام صاروخ موجَّه طراز «كيه إتش69 - 59»، تم إطلاقه من منطقة كورسك الروسية، إلى جانب 50 طائرة مسيرة طراز «شاهد»، وطرازات أخرى مجهولة الهوية، تم إطلاقها من مناطق بريمورسكو - أختارسك وأوريول وميليروفو، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم».

وأوضح روته أمين عام التكتل العسكري الغربي: «هذا يعني أننا نريد أن نضع أوكرانيا في موقع قوة، حتى تتمكن الحكومة الأوكرانية يوماً ما من الشروع في مفاوضات مع الروس». ودعا مجدداً إلى منح أوكرانيا المزيد من المساعدات العسكرية لتمكينها من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل ضد الضربات الروسية التي تقوم منذ أسابيع بتدمير منشآت الطاقة.

طلبت أوكرانيا الثلاثاء 20 منظومة دفاع جوي على الأقل، لحماية أكبر عدد ممكن من منشآت الطاقة الاستراتيجية على أراضيها، في معرض تعليقه على الوضع الصعب الذي تواجهه كييف ميدانياً.

قال الأمين العام لحلف إن روسيا «تدعم» البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية مقابل حصولها على أسلحة وجنود من بيونغ يانغ في حربها ضد أوكرانيا. وأضاف: «يمكن لهذه التطورات أن تزعزع استقرار شبه الجزيرة الكورية، وتهدد حتى الولايات المتحدة». واعتبر أن «الحرب غير الشرعية في أوكرانيا تهددنا جميعاً». وأشار إلى الخطر العالمي الذي يمثله، حسب قوله، «التنسيق المتزايد» بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، في هذا الصراع.

ويحاول روته والعديد من الدول الأوروبية المنضوية في «الناتو» إقناع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، قبل تسلمه السلطة، في يناير (كانون الثاني)، بضرورة مواصلة دعم أوكرانيا. وتعهَّد الملياردير الأميركي، خلال حملته الانتخابية، بإنهاء الحرب في أوكرانيا «خلال 24 ساعة»، لكنه لم يكشف عن طريقة تحقيق هذا الهدف. وأرسلت كوريا الشمالية ما بين 10 آلاف و12 ألف جندي إلى روسيا، لمساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما اعتبره الغرب «تصعيداً كبيراً».

قال غابريليوس لاندسبيرجيس، وزير الخارجية الليتواني، الأربعاء، إن أعضاء حلف شمال الأطلسي سيتعيَّن عليهم تقديم ضمانات من أجل إحلال السلام في أوكرانيا. وأضاف: «إذا كنا نريد إحلال السلام في أوكرانيا، فسيتعين علينا تقديم ضمانات أمنية. لا توجد طريقة أرخص للضمانات الأمنية من المادة الخامسة في (ميثاق) حلف شمال الأطلسي». وتابع: «ستُسوى الحرب في ساحة المعركة فحسب. من يقول إننا لا نستطيع تزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه واهم».

ودافع المستشار الألماني أولاف شولتس مجدداً عن رفضه تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز طراز «تاوروس» بعيدة المدى، وقال إن المهم الآن هو «الحفاظ على التفكير بهدوء». كما دافع عن رحلته الأخيرة إلى أوكرانيا. وخلال جلسة استجواب الحكومة في البرلمان الأربعاء، أكد شولتس أن هذه الزيارة بالنسبة له محورية في هذا الوقت بالذات قبل حلول الشتاء الذي يشكل مخاطر كبيرة على أوكرانيا، مشيراً إلى أن الغرض من الزيارة هو التباحث مع الأوكرانيين حول خططهم لهذه المرحلة. وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن هذا الأمر «يجب أن يتم ذلك بشكل مفصل ومكثَّف للغاية».

وأكد شولتس على أن الأمر يتعلق الآن بمبدأ يجب مراعاته دائماً، وأردف: «هذا المبدأ يعني أنه لا ينبغي اتخاذ قرارات تتجاوز الأوكرانيين».

ولا ينبغي تحديد كيفية المضي قدماً عن طريق محادثات هاتفية وتفاهمات يقوم بها آخرون، بل يجب أن تتمكن أوكرانيا من النظر في ذلك، من خلال التباحث مع أفضل أصدقائها وحلفائها. وهذا بالضبط ما قمت به».

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن أوكرانيا بحاجة إلى إشراك الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً في الحرب ضد روسيا. وأضاف أن وجود العنصر البشري في ساحة المعركة يسبق الذخائر والأسلحة في الأهمية لتحقيق النجاح. وقال لـ«رويترز» خلال مقابلة في بروكسل: «هذه قرارات صعبة جداً... لكنَّ كثيرين منا يعتقدون أن إشراك الشباب في المعركة على سبيل المثال أمر ضروري. لا يشارك في المعركة حاليا من تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً».

لافروف مع نظيره الصيني (أ.ف.ب)

من جانب آخر، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا لصحافيين إن وزير الخارجية الروسي سيترأس الوفد الروسي في القمة التي ستُعقَد يومي 5 و6 ديسمبر (كانون الأول) في مالطا، رغم أنه يخضع لعقوبات أوروبية، منذ فبراير (شباط) 2022.

تأتي هذه الزيارة وسط تكهنات بشأن إطلاق عملية سلام محتملة حول أوكرانيا المدعومة عسكرياً من دول الاتحاد الأوروبي، وقبل شهر ونصف الشهر من عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وسط خشية كييف من توقف المساعدات الأميركية.

بوتين في اجتماع تحالف أمني للدول السوفياتية السابقة في أستانة بكازاخستان... وإلى جانبه وزير الخارجية لافروف (إ.ب.أ)

قالت روسيا، الأربعاء، إنه لا يوجد أساس حتى الآن لإجراء مفاوضات بشأن كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك في تصريحات عن محادثات السلام أصبحت أكثر تواتراً، منذ فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية، في نوفمبر (تشرين الثاني). وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف لصحيفة «إزفستيا»: «لا يوجد أساس للمفاوضات حتى الآن»، مؤكداً موقف موسكو الثابت بخصوص المحادثات.

وأضاف: «العديد من الدول أعلنت استعدادها لاستضافة المحادثات... ونحن ممتنون لجميع الدول على هذه النيات الحسنة، ومنها قطر».

وأعلنت كييف، الثلاثاء، أنها لن تقبل بأي شيء أقل من عضوية حلف الأطلسي لضمان أمنها في المستقبل، كما قالت إنها لن تتنازل عن أراضيها.

وتعود آخر زيارة للافروف إلى الاتحاد الأوروبي لديسمبر (كانون الأول) 2021، في السويد، بحسب وزارته، بمناسبة اجتماع آخر لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي أُسِّست خلال الحرب الباردة لتكون منصة حوار بين الشرق والغرب.

ومنذ أمر فلاديمير بوتين جيشه بمهاجمة أوكرانيا في 24 فبراير 2022. اقتصرت التبادلات الدبلوماسية بين لافروف والغرب بشكل أساسي على اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.

وفي نهاية عام 2023، زار وزير الخارجية الروسي مقدونيا الشمالية، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لحضور اجتماع آخر لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكانت زيارته إلى سكوبيي قد دفعت دولاً عدة (أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا) إلى مقاطعة هذا التجمُّع الوزاري. ووجهت الغالبية العظمى من المشاركين الآخرين انتقادات للافروف، ودانوا بدورهم «العدوان غير المبرر»، فيما غادر الوزير الروسي قاعة الاجتماع في عدة مناسبات.