الرئيس بوتين يحضر اجتماعاً مع النائب الأول لرئيس الوزراء دينيس مانتوروف في موسكو بروسيا 20 نوفمبر 2024 (رويترز)
موسكو:«الشرق الأوسط»
TT
موسكو:«الشرق الأوسط»
TT
روسيا: بوتين مستعد لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا
الرئيس بوتين يحضر اجتماعاً مع النائب الأول لرئيس الوزراء دينيس مانتوروف في موسكو بروسيا 20 نوفمبر 2024 (رويترز)
أعلن المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإجراء اتصالات ومفاوضات بشأن أوكرانيا، وهو يتحدث عن ذلك.
وقال بيسكوف، للصحافيين، تعليقاً على تقارير حول استعداد بوتين للمحادثات: «الرئيس يصرح مراراً وتكراراً بأنه مستعد للاتصالات والمفاوضات»، وفق ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وأضاف أن المهم بالنسبة لروسيا هو تحقيق أهدافها في الصراع الأوكراني، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال بالفعل إن خيار التجميد لن ينجح، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».
وقال بيسكوف، للصحافيين، رداً على سؤال حول ما إذا كان «الكرملين» مستعداً لمناقشة كيف ستكون الحدود بين روسيا وأوكرانيا: «قال الرئيس بالفعل إن أي خيار لتجميد هذا الصراع لن يناسبنا. ومن المهم لنا أن نحقق أهدافنا المعروفة للجميع».
وأعلن «الكرملين» أن بوتين أجرى، اليوم، محادثة هاتفية مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أركانج تواديرا، ناقش خلالها الطرفان حالة وآفاق مواصلة تطوير العلاقات الثنائية الودية في مختلف المجالات.
أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.
الكرملين يؤكد استعداده لحوار مع واشنطن ولا يستبعد استهداف كييفhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5083744-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%81
الكرملين يؤكد استعداده لحوار مع واشنطن ولا يستبعد استهداف كييف
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس دونالد ترمب خلال لقاء في اليابان (أ.ب)
تصاعدت المخاوف الأربعاء من تدهور أسوأ للوضع في أوكرانيا، مع صدور تحذيرات غربية من ضربة روسية قوية تستهدف مراكز صنع القرار في العاصمة كييف. وأعلنت الولايات المتحدة وبلدان غربية عدة إغلاق سفاراتها في العاصمة الأوكرانية، فيما تجنب الكرملين نفي المعطيات حول التحضيرات لهجوم عسكري واسع، وأعلن أن هذا الأمر «متروك لتقديرات وخطط المؤسسة العسكرية».
وشهدت التطورات حول أوكرانيا مساراً متسارعاً بعد مرور يومين على أول هجوم أوكراني في العمق الروسي باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى.
واستخدمت أوكرانيا، الثلاثاء، صواريخ أميركية من طراز «أتاكمز» في قصف مستودع أسلحة داخل روسيا، مستغلة تصريحات صدرت مؤخراً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في اليوم الألف للحرب.
وقالت السفارتان الإيطالية واليونانية إنهما أغلقتا أبوابهما أيضاً بعد التحذير الأميركي غير المعتاد، وأبقت السفارة الفرنسية أبوابها مفتوحة، لكنها حثّت رعاياها على توخي الحذر. ودوّت صفارات الإنذار من الغارات الجوية لفترة وجيزة في كييف، بعد ظهر الأربعاء، وطلبت القوات الجوية من السكان البحث عن مأوى بسبب التهديدات من هجوم صاروخي. وطالب كبار المسؤولين المواطنين الأوكرانيين بعدم تجاهل التحذير.
وركّزت تعليقات سياسيين روس ووسائل الإعلام الحكومية على أن الهجوم الأوكراني تمّ بتعاون مباشر مع عسكريين أميركيين ساهموا في التخطيط وتوجيه الضربات. ومع توقيع الرئيس فلاديمير بوتين، الثلاثاء، على النسخة المحدثة للعقيدة النووية الروسية، ترقب الغرب الردّ الروسي الذي قال الكرملين إنه سيكون «متناسباً مع حجم التطور والتهديدات الجديدة».
ورغم ذلك، استبعدت أوساط روسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن يسارع بوتين لاستخدام التفويض الذي تمنحه العقيدة النووية المحدثة، وأشار بعضهم إلى أن الخطوات الجوابية الروسية قد تبدأ باستهداف واسع لمناطق إطلاق الصواريخ الغربية، وبعض مراكز القرار والتحكم في كييف ومناطق أخرى. ولم يستبعد مصدر عسكري أن تكون الخطوة التالية لموسكو في حال تواصلت الهجمات على العمق الروسي تنفيذ تهديدات سابقة باستهداف ناقلات السلاح الغربية إلى أوكرانيا، مثل السفن أو الطائرات الحربية، مع إشارة إلى أن هذا التطور لا يشكل أولوية في الوقت الراهن.
في هذه الأثناء، برزت تقارير غربية حول استعداد روسي لتوجيه ضربة قوية للعاصمة كييف، وأغلق عدد من البلدان الغربية سفاراتها في العاصمة الأوكرانية، وسط ترقب بأن الضربة ستكون كبيرة وسيتم تنفيذها في أقرب وقت.
وتعمد الناطق الرئاسي الروسي، ديمتري بيسكوف، إبقاء نوع من الغموض حول الخطوة الروسية المحتملة، فهو لم ينفِ صحة المعطيات الغربية، لكنه قال إن هذا الأمر متروك للمستوى العسكري، ما أوحى بأن المستوى السياسي الروسي منح بالفعل الضوء الأخضر للخطوة.
في الوقت ذاته، أكد بيسكوف أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة جميع مرافق البنية التحتية الحيوية في روسيا، بما في ذلك جسر القرم.
وقال للصحافيين: «لقد وجّه القائد الأعلى (بوتين) تعليمات منذ فترة طويلة، وتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة جميع مرافق البنية التحتية الحيوية».
في المقابل، واصل بيسكوف التأكيد على استعداد روسيا للحوار حول الوضع في أوكرانيا، مع إشارة إلى أن هذا الاستعداد موجّه بالدرجة الأولى لحوار محتمل مع الإدارة الأميركية الجديدة. وقال الناطق الروسي إن الرئيس بوتين مستعد للاتصالات والمفاوضات بشأن أوكرانيا، ويتحدث عن ذلك باستمرار. وأضاف أن «المهم بالنسبة لروسيا أن تحقق أهدافها الموضوعة في الملف الأوكراني».
لكنه نفى في الوقت ذاته تسريبات غربية حول احتمال أن توافق روسيا على خطة للتسوية يتم إنضاجها من جانب إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، تقوم على تجميد الصراع في أوكرانيا عند خطوط التماس الحالية، أو أن تتخلى عن بعض الأراضي التي تسيطر عليها، وبينها مناطق حول مدينة خاركيف (شرقاً).
وقال بيسكوف رداً على سؤال بهذا الشأن: «لقد قال الرئيس بالفعل إن بعض خيارات تجميد هذا الصراع لن تناسبنا. ومن المهم بالنسبة لنا أن نحقق أهدافنا المعروفة للجميع».
وفي إشارة إلى الاستعداد لتعزيز قنوات التواصل مع إدارة ترمب فور توليها السلطة، قال بيسكوف إن موسكو سوف تقدم ترشيحاً في وقت قريب لتعيين سفير روسي جديد لدى الولايات المتحدة. لكن بيسكوف شنّ هجوماً عنيفاً على الإدارة الأميركية الحالية، وقال إنها تواصل صبّ الزيت على النار.
وقال، في مقابلة مع وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية، إن قرار منح القوات المسلحة الأوكرانية الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي بأسلحة بعيدة المدى، يعكس حقيقة أن السياسيين الغربيين ما زالوا يحاولون استخدام أوكرانيا كأداة لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، مؤكداً أن روسيا سوف تواصل تنفيذ الخطوات التي تضمن أمن روسيا ومصالحها. وأشار بيسكوف إلى أن الإدارة الأميركية التي تشارف ولايتها على نهايتها «تبذل قصارى جهدها لمواصلة الحرب في أوكرانيا».
وكشفت وكالة «أسوشييتد برس» تفاصيل حول حزمة المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة لأوكرانيا. ووفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الوكالة، «سيرسل البنتاغون إلى أوكرانيا أسلحة جديدة بقيمة لا تقل عن 275 مليون دولار، تشمل أسلحة دفاع جوي، بما في ذلك راجمات صواريخ من طراز (هيمارس)، وقذائف مدفعية عيار 150 و155 مليمتراً، وذخائر (جافلين) المضادة للدبابات، بالإضافة إلى معدات وقطع غيار أخرى».
وتعليقاً على توريد واشنطن ألغاماً مضادة للأفراد إلى أوكرانيا، قال الناطق إنه «من الصعب تحديد مدى صحة ذلك، ولكن إذا انطلقنا بشكل عام من التوجه الذي أظهرته الإدارة الأميركية التي تشارف ولايتها على الانتهاء، فإنهم ملتزمون بمواصلة الحرب، ويبذلون كل ما في وسعهم لتنفيذ ذلك في الوقت المتبقي لهم، بما في ذلك القرار بشأن الضربات الصاروخية على أراضينا، وربما القرار بشأن هذه الألغام المضادة للأفراد أيضاً».
وأعلن مسؤول أميركي كبير أنّ الولايات المتّحدة ستزوّد أوكرانيا «ألغاماً مضادّة للأفراد غير دائمة»، أي مجهّزة بنظام ذاتي التدمير أو التعطيل، وذلك لتعزيز دفاعات كييف في التصدّي للغزو الروسي. وأوضح المسؤول الأميركي أنّ واشنطن حصلت من كييف على ضمانات بأن هذه الألغام لن تستخدم إلا في أراضيها، وحصراً في مناطق غير مأهولة، وذلك بغية تقليل المخاطر التي تشكّلها على المدنيين. وهذه الألغام «غير دائمة»، لأنّها تصبح خاملة بعد فترة زمنية محدّدة، عندما تنفد طاقة بطاريتها. ويهدف تزويد الإدارة الأميركية كييف بكميات كبيرة من الألغام المضادة للأفراد لعرقلة تقدم القوات الروسية في مناطق دونباس، وفقاً لتحليل عسكريين.
ولفت بيسكوف كذلك إلى أن كييف من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لحظر الألغام المضادة للأفراد، وتابع: «من الملفت هو أن روسيا والولايات المتحدة لم توقعا على هذه الاتفاقية، لكن أوكرانيا نفسها من الدول الموقعة على هذه الاتفاقية».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، نقلاً عن مصادر، أن الولايات المتحدة لم تعد تعترض على استخدام القوات المسلحة الأوكرانية صواريخ «ستورم شادو» لشنّ ضربات في عمق روسيا. وتشكل هذه ثاني خطوة من نوعها، بعد السماح أخيراً للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ «أتاكمز» لاستهداف مواقع داخل روسيا.
إلى ذلك، حملت زيارة سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، الأربعاء، إلى مركز ساروف النووي، دلالات إلى مستوى التأهب الذي وصلت إليه القوات النووية الروسية، في حال دعت الحاجة لاستخدامها في الصراع. وأفاد بيان لمجلس الأمن الروسي أن شويغو اطلع خلال الزيارة على «عمل وحدات المركز، وخصوصاً التطورات المتعلقة بالتقنيات، التي يمكن استخدامها في العملية العسكرية الخاصة» (الاسم الرسمي للحرب في أوكرانيا).
ووفقاً للبيان، فقد تفقد شويغو معهد أبحاث فيزياء الليزر، ومعهد الفيزياء النظرية والرياضية، وأقساماً أخرى في المركز النووي... كما تم استعراض التقنيات التي يجري تطويرها لصالح المنطقة العسكرية الشمالية.
من جانب آخر، قالت أوكرانيا، الأربعاء، إن موقعاً للقيادة الروسية في بلدة جوبكين في منطقة بيلغورود الروسية على بعد نحو 168 كيلومتراً من الحدود «تم ضربه بنجاح». لكن البيان لم يحدد الجهة التي نفّذت الهجوم، ولا توقيت تنفيذه، ولا نوع السلاح المستخدم فيه. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أنها اعترضت 44 طائرة مسيرة أطلقتها القوات المسلحة الأوكرانية ليلاً، منها 3 فوق منطقة بيلغورود.
فيما أكدت هيئة الاستخبارات الكورية الجنوبية، الأربعاء، تصدير كوريا الشمالية دفعات إضافية من مدافع الهاوتزر، ومنصات إطلاق الصواريخ إلى روسيا.
وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن الهيئة قالت أمام لجنة الاستخبارات البرلمانية إنها على علم بأن الجنود الكوريين الشماليين، الذين تم إرسالهم إلى روسيا، للمشاركة في الحرب في أوكرانيا، شاركوا جزئياً في القتال بجانب وحدات البحرية والقوات المحمولة جواً الروسية. وأوضحت الهيئة أن 11 ألف جندي كوري شمالي أكملوا بالفعل تدريب التأقلم في مناطق بشمال شرقي روسيا. وأضافت الهيئة أن الجنود الذين تم نقلهم إلى كورسك يخضعون لتدريب تكتيكي، وتدريب آخر لمواجهة الطائرات المسيرة. وأوضحت أن بعض الجنود شاركوا بالفعل في عمليات قتالية. وتحاول وكالة المخابرات الكورية الجنوبية معرفة العدد الدقيق للقتلى من القوات الكورية الشمالية، وما إذا كان أي منهم استسلم وسط معلومات متضاربة.
وأعلنت روسيا الأربعاء السيطرة على بلدة جديدة قرب مدينة كوراخوفيه، شرق أوكرانيا، حيث تحقق قواتها تقدماً متواصلاً على الجبهة بمواجهة الجيش الأوكراني منذ أشهر. وقال الجيش الروسي، في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية، إنه «على إثر هجوم حررت (القوات) بلدة إيلينكا» في منطقة دونيتسك. وتبعد إيلينكا بضعة كيلومترات عن كوراخوفيه، التي كانت تعد قبل الحرب نحو 18 ألف نسمة، وتقع قرب حقل ليثيوم. ووصل الجيش الروسي إلى أبواب محيط هذه المدينة.