«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

مديرة المنظمة: الدعم يعزز جرأة روسيا والصين

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

قالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، اليوم (الجمعة)، إن الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة في صراعاتها في غزة ولبنان على الرغم من وجود أدلة على انتهاكات للقانون الدولي؛ تشجع الدول المحاربة في مناطق أخرى.

وأضافت أن دولاً مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا بوسعها التأثير على تصرفات إسرائيل، ويجب عليها وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وقالت في مقابلة مع «رويترز»: «إذا استمر الدعم العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلية و(الحكومات الغربية) تعلم أن هذه الأسلحة تستخدم في ارتكاب جرائم حرب، فيجب أن يكون هذا كافياً لوقف بيع الأسلحة ونقلها».

وأضافت: «في الوقت الراهن، الأطراف التي ربما يكون لها تأثير ما ويمكنها كبح سلوك الأطراف المتحاربة، فيما يتعلق بإسرائيل، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وذلك من خلال مبيعات الأسلحة وشحنها». وتقول إسرائيل إنها تحرص على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين، وتنفي ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في صراعها مع حركة «حماس» في قطاع غزة، و«حزب الله» في لبنان.

وتقول إسرائيل إن أعداءها يقاتلون مندسين وسط السكان المدنيين، مما يجعل عملياتها أكثر صعوبة، وإنها تتصرف دفاعاً عن النفس.

وقالت تيرانا حسن إن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان تزداد جرأة في أعمالها حين تجد أن مثل هذه الأمور تمر بلا عواقب. وأضافت أن الحكومات التي تزود هذه الدول بالأسلحة تقوض مصداقيتها بصفتها مدافعة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن مصداقية النظام الدولي.

وقالت: «هذا ينقل رسالة مفادها بأن هذه القواعد تطبق علينا وعلى حلفائنا بطريقة مختلفة عما تطبق به على الآخرين، وهذا له عواقب وخيمة حقاً». وأضافت أن هذا يتناقض مع مطالبة الدول الغربية بالمساءلة عن غزو أوكرانيا، وتستغله أيضاً دول مثل روسيا والصين. وأوضحت: «إنهم يسارعون إلى الإشارة إلى المعايير المزدوجة من الغرب ويحاولون استغلال ذلك لتقويض النظام».

وتحدثت تيرانا حسن لـ«رويترز» في الوقت الذي أصدر فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريراً عن حصيلة القتلى في الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، قال فيه إن نحو 70 في المائة من الأعداد التي تم التحقق منها من القتلى من النساء والأطفال.

وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 43500 شخص قتلوا في غزة خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهراً، التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة. وأضافت تيرانا حسن: «يجب أن يحفز هذا العالم على التحرك الآن. لا مسوغ حقيقي لقتل الأطفال».

وفي 13 أكتوبر، فرضت واشنطن موعداً نهائياً على حليفتها إسرائيل لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.

وحين سُئلت عن التأثير المحتمل لانتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة، قالت إنه لم تكن هناك «ضمانات تذكر» لالتزامه بالقانون الدولي في فترة ولايته السابقة. وأضافت: «رأينا الآن في بعض التصريحات في الحملة الانتخابية تهديدات بالترحيل الجماعي لملايين الأشخاص، وهذا ينقل رسالة مثيرة للقلق بشدة».


مقالات ذات صلة

غارات إسرائيلية على محيط مدينة السفيرة بريف حلب

المشرق العربي غارات إسرائيلية على محيط مدينة السفيرة بريف حلب

غارات إسرائيلية على محيط مدينة السفيرة بريف حلب

استهدفت غارات إسرائيلية محيط مدينة السفيرة بريف حلب، حسبما وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي أشارت إلى «معلومات أولية عن عدوان إسرائيلي» على محيط المدينة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)

السوداني وترمب يتفقان على التنسيق لإنهاء الحروب في المنطقة

أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجمعة، محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، واتفقا على التنسيق لإنهاء الحروب في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال لقاء سابق في البيت الأبيض (صفحة الرئيس الفلسطيني عبر «فيسبوك»)

الرئيس الفلسطيني لترمب: مستعدون لتحقيق السلام العادل

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، استعداده لتحقيق السلام العادل القائم على أساس الشرعية الدولية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي فتى فلسطيني نازح من شمال قطاع غزة يجلس على أنقاض منزل مهدم على مشارف مدينة غزة (أ.ف.ب)

خبراء في الأمن الغذائي: المجاعة الوشيكة في شمال غزة «احتمال قوي»

حذّرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي من «احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق» شمال قطاع غزة، فيما تواصل إسرائيل هجومها على حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي متظاهرون مؤيديون للفلسطينيين في أمستردام ليلة الخميس (د.ب.أ)

حرب غزة تمتد إلى شوارع أمستردام

الاشتباك الذي وقع ليلة الخميس - الجمعة في أمستردام، بين مشجعي فريق كرة القدم إسرائيلي، وشبان عرب ومسلمين، بدا وكأنه أحد إفرازات حرب غزة.

نظير مجلي (تل أبيب)

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)
رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)
TT

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)
رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)

منع طلاب يهود، اليوم (الجمعة)، أول رئيس للبرلمان النمسوي من اليمين المتطرف، من وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، واتهموه بـ«البصق في وجوه أسلافنا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وانتخب البرلمان النائب عن حزب الحرية، فالتر روزنكرانتس، رئيساً بعد أن تصدر حزبه اليميني المتطرف الانتخابات العامة في سبتمبر (أيلول) لأول مرة في تاريخه. ويواجه روزنكرانتس انتقادات واسعة، كونه كان ينتمي إلى نادٍ طلابي يميني متطرف معروف بقوميته الألمانية. وأعلنت المنظمة اليهودية الرئيسية في البلاد امتناعها عن المشاركة في أي مناسبات بحضوره.

وبينما أحيت النمسا، الجمعة، الذكرى الـ86 لمجزرة كريستال ناخت، أو ليلة الزجاج المكسور ضد اليهود، منع كثير من المتظاهرين اليهود روزنكرانتس من وضع إكليل على النصب التذكاري الرئيسي للمحرقة اليهودية في فيينا. وحمل الطلاب لافتة تحمل شعار اتحاد الطلاب اليهود النمسويين، كُتب عليها: «كلام كل من يكرم النازيين لا قيمة له»، متوجهين لروزنكرانتس بالقول إنهم لا يريدون إحياء ذكرى المجزرة معه.

ووفقاً لمقطع فيديو بثّته هيئة الإذاعة العامة (أو آر إف)، قال أحدهم: «لا نريدك أن تبصق في وجوهنا ووجوه أسلافنا».

وبعد أن رفضوا السماح له بالمرور، غادر روزنكرانتس الذي بدا عليه الانزعاج بشكل واضح. ولم تتم دعوته إلى حفل التأبين الرسمي الذي أقامته المنظمة اليهودية الرئيسية في النمسا، وقال رئيسها: «من المستحيل تذكر الضحايا مع مثل هذا الشخص».

وبعد انتخابه رئيساً للبرلمان، تعهد روزنكرانتس مواصلة نضال البلاد ضد معاداة السامية، ورفض اتهامه بأنه يشكل تهديداً للمجتمع اليهودي، ووصف ذلك بأنه «كذبة». وواجه حزب الحرية النمسوي، الذي أسّسه نازيون سابقون، اتهامات متكررة بمعاداة السامية، وهو ما ينفيه الحزب.