ألمانيا تودع بايدن وتشكره على إرساء علاقات متينة عبر «الأطلسي»

الرئيس الأميركي يعقد لقاء رباعياً مع شولتس وماكرون وستارمر

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)
الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا تودع بايدن وتشكره على إرساء علاقات متينة عبر «الأطلسي»

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)
الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أعلى وسام استحقاق من الدولة الألمانية (أ.ف.ب)

ودّعت ألمانيا الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اختار أن يزور برلين قبل أشهر قليلة على مغادرته منصبه، في لفتة سريعة رمزية بقدر ما كانت سياسية.

وفي مؤشر إلى مخاوف برلين مما قد تحمله الانتخابات الأميركية المقبلة، بعد قرابة أسبوعين من إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، كرَّر المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس فرنك فالتر شتاينماير، اللذان استقبلا بايدن، عبارات الشكر والدعوات لضرورة إبقاء العلاقات عبر «الأطلسي» متينة.

وفي حفلٍ أقامه شتاينماير لتكريم بايدن بأعلى وسام في الدولة، وهو الصليب الأعظم من رتبة الاستحقاق؛ لـ«تفانيه في التحالف عبر الأطلسي»، قال إنه يأمل «أن يتذكر الأميركيون، في الأشهر المقبلة، أن حلفاءهم لا يمكن الاستغناء عنهم». وفي ذلك إشارة إلى احتمال عودة ترمب، والمخاوف من إعادة توتر العلاقات الأميركية الألمانية، كما حصل خلال إدارة الرئيس السابق.

المستشار الألماني أولاف شولتس مستقبلاً الرئيس الأميركي جو بايدن في برلين (أ.ب)

وأنحى المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترمب باللائمة جزئياً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقال ترمب، في «بودكاست» استمر نحو ساعة ونصف الساعة مع اليوتيوبر باتريك بيت-ديفيد: «لم يكن ينبغي عليه أن يَدَع تلك الحرب تبدأ». كما تساءل ترمب بشأن المساعدات الأميركية لأوكرانيا، كما فعل في السابق.

وأضاف: «أعتقد أن زيلينسكي هو واحد من أعظم مندوبي المبيعات الذين رأيتهم على الإطلاق. كلما جاء، نمنحه 100 مليار دولار - من الذي حصل على هذا القدر من المال في التاريخ؟ لم يحدث ذلك من قبل». وقال إنه لا يعني أنه لا يريد مساعدة أوكرانيا، حيث يشعر «بأسى كبير تجاه هؤلاء الناس». وقد عارض شريك ترمب في الحملة الانتخابية، السيناتور من ولاية أوهايو؛ جي دي فانس، بشدة تقديم أي مساعدة لأوكرانيا. وفي المقابلة، كرر ترمب مزاعمه المتكررة بأنه لو كان رئيساً، لما كانت تلك الحرب قد اندلعت. وأشار إلى أن الحرب لم تحدث خلال سنواته الأربع في البيت الأبيض، «وما كانت لتحدث مطلقاً».

وحرص الرئيس الألماني على ذكر تاريخ الصداقة الطويلة مع بايدن منذ كان «سيناتوراً» وقبل سقوط جدار برلين، وقال إن وصوله إلى البيت الأبيض «أعاد الأمل في العلاقات عبر (الأطلسي) خلال ليلة واحدة». وامتدح شتاينماير التزام بايدن بحلف شمال الأطلسي وبأمن ألمانيا، فيما بدا رسالة مبطّنة لترمب، الذي لم يتوقف عن انتقاد ألمانيا، خلال عهده، بسبب عدم وفائها بالتزاماتها المالية لحلف الناتو، وهدد بوقف دعم واشنطن للحلف ولبرلين التي تعتمد على المظلة الأمنية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

من اليمين: الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني والرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني (رويترز)

وتعهّد بايدن، في الأشهر الماضية، بنشر أسلحة بعيدة المدى على الأراضي الألمانية، في خطوة تؤكد استمرار التزام واشنطن بأمن ألمانيا، رغم أنها لقيت بعض المعارضة من الداخل الألماني.

وبدا بايدن متأثراً بتكريم وكلام الرئيس الألماني له. ووصف هو بدوره ألمانيا بأنها دولة «علّمتنا جميعاً أن التغيير ممكن، وأنه يمكن للدول أن تختار مصائرها». وروى عن زياراته السابقة لبرلين عندما كانت منقسمة وبعد سقوط الجدار. وامتدح بايدن قادة ألمانيا اليوم للخيارات التي اتخذوها؛ في إشارة إلى دعم أوكرانيا، وقال إن هذا الدعم «لا يمكن أن يتوقف الآن، وأنه يجب الإبقاء عليه كي تتمكن كييف من الفوز بسلام عادل».

وعاد بايدن وكرر شكره لألمانيا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شولتس؛ لوقوفها إلى جانب أوكرانيا، وتقديمها أكبر دعم عسكري لكييف بعد واشنطن. وامتدح، مرة جديدة، «حكمة» قادة ألمانيا، وتحدّث عن «نقطة التحول» التي طبعت مرحلة جديدة في ألمانيا ما بعد الحرب الأوكرانية، تمثلت بتغيير مبدأ عدم تقديم أسلحة لدول في نزاعات.

وفي إشارة كذلك إلى خليفته المحتمل ترمب، شكر بايدن المستشار؛ لموافقته على إنفاق 2 في المائة من ناتج ألمانيا الإجمالي على الدفاع، ودعا برلين «للاستمرار في ذلك».

وبقدر احتفاء شتاينماير ببايدن، شكر شولتس كذلك الرئيس الأميركي الذي أعاد الدفء للعلاقات الألمانية الأميركية بعد رئاسة ترمب. وعاد شولتس، وشدد على تلازم خطوات برلين مع واشنطن فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وأكد الاستمرار بالوقوف إلى جانب كييف، «مهما تطلّب الأمر»، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أخطأ في حساباته ولن ينجح بالجلوس والانتظار» كي يتعب الحلفاء ويوقفوا دعمهم.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين إلى ممارسة «ضغط مشترك على روسيا»، بعد أيام من تقديم خطة «النصر» لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وفي تفسير جديد لرفضه خطة السلام التي حملها الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي معه إلى بروكسل قبل يوم وطرحها أمام القمة الأوروبية، قال شولتس إنه «منذ بداية الحرب نسّقنا معاً»، مع الولايات المتحدة، «ومع الناتو للتأكد من أن حلف الأطلسي لا يصبح طرفاً في الحرب منعاً لأن تتحول إلى كارثة أكبر». ومن النقاط التي طرحها زيلينسكي على القادة الأوروبيين، تسليم برلين صواريخ طوروس بعيدة المدى لكييف، وأن هذه الأسلحة قد تدفع، وفقاً لزيلينسكي، موسكو إلى طاولة المفاوضات.

لكن شولتس رفض الفكرة في بروكسل قبل يوم، وقال إنه لا يعتقد «أنها فكرة جيدة»، معرباً عن مخاوفه، مرة جديدة، من أنها قد تؤدي إلى توسع الحرب. كما رفض شولتس كذلك نقطة ثانية في خطة زيلينسكي تتعلق بمنح أوكرانيا عضوية فورية في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وقال المستشار الألماني إنه متمسك بما جرى الاتفاق عليه في قمة الحلف بواشنطن في الصيف، حيث تعهدت الدول الأعضاء بأنها «لم يعد بإمكانها ثَنْيها عن الانضمام» لـ«الناتو»، لكنها اشترطت ذلك بإصلاحات في مجالات الديمقراطية والاقتصاد والأمن.

وكان من المفترض أن يزور بايدن برلين، الأسبوع الماضي، حيث كان مخططاً لقاء زيلينسكي كذلك، ومشاركته بمؤتمر حلفاء أوكرانيا في رامشتاين؛ القاعدة الأميركية العسكرية في غرب ألمانيا، لكنه أجَّل الزيارة بسبب إعصار فلوريدا. وكان من المفترض بأن يقدم زيلينسكي خطة السلام في ذلك المؤتمر، لكنه عاد وطرحها أمام القادة الأوروبيين في قمة بروكسل، وكذلك أمام وزراء دفاع «الناتو».

وبهذا الخصوص عقد بايدن لقاء رباعياً حول أوكرانيا مع شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر؛ لإجراء محادثات بشأن الصراع في الشرق الأوسط.

الرباعي بايدن وماكرون وشولتس وستارمر في برلين (أ.ف.ب)

وإلى جانب أوكرانيا، تطرَّق القادة إلى الحرب في غزة ولبنان، ووصف بايدن مقتل قائد حركة «حماس» يحيى السنوار، بأنه «لحظة عدالة»، ووصفه بأنه يحمل «كثيراً من الدماء على يديه». ودعا بايدن إلى تحويل «هذه اللحظة إلى فرصة لسلام في غزة من دون (حماس)».

ودعا شولتس إلى استغلال لحظة مقتل السنوار لوقف النار في غزة، والتوصل لاتفاق يؤدي لإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس»، قائلاً: «الآن، من المهم قبل أي وقت مضى، منع تدهور الوضع». وأشار إلى دعم ألمانيا الجهود الأميركية في المنطقة، ومن بينها حل الدولتين. وأشار إلى استمرار العمل الدبلوماسي في لبنان؛ «لوقف الحرب في أسرع وقت»، مضيفاً أن «لبنان يستحق الأمن والاستقرار وحق تقرير المصير».


مقالات ذات صلة

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

العالم نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

عبر جعل التهديد النووي عادياً، وإعلانه اعتزامه تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، نجح بوتين في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا خبراء أوكرانيون يتفقدون الأضرار في موقع الهجوم الصاروخي الذي ضرب وسط خاركيف شمال شرقي أوكرانيا في 25 نوفمبر 2024 وسط الغزو الروسي للبلاد (إ.ب.أ) play-circle 01:26

روسيا تعلن إسقاط 8 «صواريخ باليستية» أطلقتها أوكرانيا

قالت موسكو إن دفاعاتها الجوية أسقطت 8 صواريخ باليستية أطلقتها أوكرانيا وسط تصاعد التوتر مع استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى زودها بها الغرب ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مدنيون أوكرانيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تدريبات عسكرية نظمها الجيش الأوكراني في كييف (أ.ف.ب)

القوات الروسية تعتقل رجلاً بريطانياً يقاتل مع أوكرانيا في كورسك

قال مصدر أمني لوكالة الإعلام الروسية إن القوات الروسية ألقت القبض على بريطاني يقاتل مع الجيش الأوكراني في منطقة كورسك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المرشح لمنصب الرئيس كالين جورجيسكو يتحدّث لوسائل الإعلام في بوخارست (أ.ب)

مرشح مُوالٍ لروسيا يتصدّر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا

أثار مرشح مؤيّد لروسيا مفاجأة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية برومانيا، بحصوله على نتيجة متقاربة مع تلك التي حقّقها رئيس الوزراء المؤيّد لأوروبا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

TT

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز)
أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز)

أعلن الكرملين، الاثنين، أنه لاحظ أن دائرة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تتحدّث عن خطة سلام محتملة بشأن أوكرانيا، في حين أن نظيرتها الحالية للرئيس جو بايدن لا تفعل ذلك، بل تسعى إلى تصعيد الصراع.

وأدلى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بهذه التصريحات، رداً على طلب للتعليق على ما قاله مايك والتز الذي اختاره ترمب مستشاراً للأمن القومي، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، الأحد.

وقال والتز إن ترمب «قلق للغاية» من تصعيد القتال بين روسيا وأوكرانيا، وإن الحرب يجب أن تنتهي «بشكل مسؤول».

رجل إنقاذ قرب مبنى أُصيب بصاروخ روسي في أوديسا الاثنين (رويترز)

وأشار والتز إلى ما وصفه بتدخل كوريا الشمالية وإيران في الصراع، واستخدام روسيا صاروخاً باليستياً فرط صوتي ضد أوكرانيا، وكذلك قرار بعض الدول الغربية بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ زوّدتها بها لضرب مناطق داخل روسيا، وقال إن كوريا الجنوبية تدرس ما إذا كانت ستتدخل هي أيضاً في الصراع.

وقال والتز: «نحتاج إلى المناقشة بشأن من سيجلس على الطاولة، وما إذا كان اتفاقاً أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، ثم ما هو إطار الاتفاق».

وذكر بيسكوف أن الكرملين أُحيط علماً بهذه التصريحات، وأن الرئيس فلاديمير بوتين أشار مراراً إلى أن روسيا مستعدة للحوار بشأن أوكرانيا.

ورداً على سؤال عن تصريحات والتز، قال بيسكوف: «نسمع في الحقيقة كلمة (سلام) أو (خطة سلام) من دائرة أنصار ترمب الذين رشحهم لمناصب في الإدارة المستقبليّة... لم نسمع مثل هذه الكلمات من إدارة (بايدن) الحالية، في حين تستمر الإجراءات التصعيدية الاستفزازية. هذا هو الواقع الذي نواجهه».

خبراء أوكرانيون يعاينون بقايا صاروخ روسي الاثنين في خاركيف (إ.ب.أ)

وأعلنت موسكو أن دفاعاتها الجوية أسقطت ثمانية صواريخ باليستية أطلقتها أوكرانيا، وسط تصاعد التوتر مع استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى زوّدها بها الغرب ضد روسيا.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحافي، بأن «الدفاعات الجوية أسقطت 8 صواريخ باليستية، و6 قنابل جوية موجّهة من طراز (JDAM) أميركية الصنع بالإضافة إلى 45 مسيّرة»، من دون تفاصيل حول نوع الصواريخ أو المكان الذي أُسقطت فيه.

في المقابل، ذكر مسؤولون أوكرانيون، الاثنين، أن صواريخ روسية ألحقت أضراراً ببنايات سكنية في مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا وأوديسا في الجنوب، كما تسبّب هجوم بسرب من الطائرات المسيّرة في انقطاع مؤقت للتيار الكهربائي عن منطقة ميكولايف واستهدف أيضاً العاصمة كييف. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 71 من أصل 145 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل. وأضافت أنها فقدت أثر 71 طائرة مسيّرة ربما بسبب التشويش الإلكتروني.

انفجارات في سماء كييف خلال هجوم روسي بالمسيرات الاثنين (أ.ب)

وسمع سكان العاصمة صوت أزيز تحليق طائرات مسيّرة فوق المدينة لعدة ساعات خلال الليل. كما سُمعت أصوات إطلاق نار من حين إلى آخر مع محاولة الدفاعات الجوية إسقاطها. وحثّ الرئيس فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين على تكثيف الضغط على روسيا لمنع وصول المكونات المطلوبة لأنظمة الأسلحة إليها. وقال: «هذه الهجمات الروسية على الأرواح الأوكرانية يمكن وقفها... بالضغط وبالعقوبات وبمنع وصول المحتلين إلى مكونات يستخدمونها لصنع أدوات لهذا الإرهاب».

وقال حاكم منطقة في شمال شرقي أوكرانيا وقوات الشرطة، إن هجوماً صاروخياً روسياً على مدينة خاركيف أدى إلى إصابة 23 شخصاً على الأقل، وألحق أضراراً بأكثر من 40 منشأة. وذكرت وزارة الداخلية الأوكرانية أن هجوماً صاروخياً آخر على مدينة أوديسا الجنوبية ألحق أضراراً أيضاً بالمباني السكنية، وتسبّب في إصابة 10. وقالت سلطات محلية إن الهجوم باستخدام الطائرات المسيّرة خلال الليل استهدف البنية التحتية للطاقة في منطقة ميكولايف جنوب البلاد؛ مما تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي، كما تعرّضت منشآت صناعية في منطقة زابوريجيا في جنوب شرقي البلاد للقصف.

وقصفت مسيّرات أوكرانية منشأة للوقود والطاقة في منطقة كالوغا الروسية، وفق ما أفاد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، في أحدث هجوم عبر الحدود على منشآت الطاقة.

وكثّفت موسكو وكييف الهجمات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة عبر الحدود، وأطلقت روسيا الأسبوع الماضي صاروخها الجديد «أوريشنيك» على أوكرانيا؛ مما أثار دعوات دولية إلى وقف التصعيد.

وقال المصدر: «نتيجة عملية قامت بها الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، أُصيبت منشأة للوقود والطاقة في منطقة كالوغا في روسيا ليلاً».

وقال حاكم مدينة كالوغا الروسية، الواقعة إلى جنوب العاصمة موسكو، إن أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة أسقطت ثماني مسيّرات، مؤكداً أن «مؤسسة صناعية» اشتعلت فيها النيران.

وأوضح المصدر الأوكراني أن «هدف الهجوم كان مستودع نفط لشركة (Kaluganefteprodukt JSC) التي تشارك في دعم العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا».

وأعلن الجيش الأوكراني ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إلى نحو 732 ألفاً و350 جندياً، بينهم 1610 لقوا حتفهم، أو أُصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

جاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).

وحسب البيان، دمّرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 9429 دبابة، و19236 مركبة قتالية مدرعة، و20787 نظام مدفعية، و1254 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1004 من أنظمة الدفاع الجوي.

وأضاف البيان أنه تم أيضاً تدمير 369 طائرة حربية، و329 مروحية، و19480 طائرة مسيّرة، و2764 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و29948 من المركبات وخزانات الوقود، و3681 من وحدات المعدات الخاصة. ويتعذّر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.