زيلينسكي يسعى لحشد الدعم لقطاع الطاقة و«خطة النصر» في أوكرانيا

كييف تعدّ الصين المشكلة الكبرى وتقول إن 60 % من مكونات الأسلحة الروسية تأتي من بكين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)
TT

زيلينسكي يسعى لحشد الدعم لقطاع الطاقة و«خطة النصر» في أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (أ.ب)

يقوم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بزيارة الولايات المتحدة للحصول على دعم لما سماه بـ«خطة النصر». ومن المقرر أن يشارك زيلينسكي، خلال وجوده في الولايات المتحدة، في اجتماعات مجلس الأمن الدولي، ويلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال زيلينسكي، في منشور على تطبيق «إكس»، إن «خطة النصر الأوكرانية ستطرح للنقاش مع جميع حلفائنا».

وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، إن دعوة بلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تعدّ بالنسبة لكييف جزءاً من «خطة النصر» التي يطرحها زيلينسكي على الحلفاء أثناء وجوده في نيويورك.

وكان زعماء دول حلف الناتو أعلنوا، خلال قمة عقدت بواشنطن في وقت سابق العام الحالي، أن أوكرانيا تسير على «مسار لا رجعة فيه» نحو الانضمام للحلف، ولكنهم قالوا إن الشروط لم تتحقق بعد لتقديم دعوة رسمية. ويعتزم زيلينسكي تقديم «خطة النصر» الخاصة به، التي تحتوي على مكونات عسكرية ودبلوماسية، تشمل إجراء مفاوضات مع روسيا، بصفة شخصية، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، بعد غد (الخميس).

وقال أندريه يرماك، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، خلال حلقة نقاشية على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت متأخر من مساء الاثنين، إن حلفاء كييف عليهم أن يتجاهلوا تهديدات روسيا بالتصعيد في حال انضمام أوكرانيا إلى «الناتو».

وسعى زيلينسكي أيضاً لحشد الاستثمارات لقطاع الطاقة المتضرر في بلاده، وذلك خلال لقائه مع ممثلي الأعمال في الولايات المتحدة. وكتب زيلينسكي، عبر منصة «إكس»، صباح الثلاثاء: «التركيز الأساسي هو إعداد نظام الطاقة في أوكرانيا لفصل الشتاء».

ونتيجة للضرر الناجم عن هجوم روسيا على أوكرانيا، تخشى كييف من انقطاع الكهرباء مجدداً هذا الشتاء. واقترح زيلينسكي حوافز خاصة. وقال في رسالة مصورة: «هذا اقتراح منا. هذه إحدى نقاط خطتنا لتحقيق الانتصار». وحضر اللقاء في نيويورك ممثلون من شركات الطاقة والتمويل والتأمين، بالإضافة إلى سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية، الثلاثاء، إن روسيا أطلقت 81 طائرة مسيرة و4 صواريخ خلال الليل. وأضافت القوات الجوية، في بيان على «تلغرام»، إنها أسقطت 66 طائرة مسيرة، ولم تستطع تتبع 13 طائرة أخرى في عدة مناطق أوكرانية، فيما أسفر قصف روسي «مكثف» على مدينة زابوريجيا، بجنوب أوكرانيا، عن مقتل شخص وإصابة 6 آخرين، بينهم طفلان، وفق ما أفاد مسؤولون، الثلاثاء. وقالت خدمات الطوارئ إن العاصمة الإقليمية تعرضت للقصف لمدة ساعتين بسلسلة «ضربات جوية مكثفة» الاثنين.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يخاطب «قمة المستقبل» في «الأمم المتحدة» (إ.ب.أ)

وقالت السلطات المحلية الأوكرانية إن 16 شخصاً أصيبوا في الغارة الجوية. وأفادت تقارير إعلامية أوكرانية بأن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة لقصف بما يسمى القنابل الانزلاقية.

وكتب الحاكم الإقليمي، إيفان فيدوروف، على تطبيق «تلغرام»، كما نقلت عنه «فرانس برس»: «توفي رجل وأصيب 6 أشخاص، بينهم فتاة تبلغ 13 عاماً وفتى يبلغ 15 عاماً، في أعقاب الضربات الروسية على زابوريجيا». وأضاف أن الضربات الجوية وبالمسيرات تسببت في اندلاع النيران في مبانٍ سكنية ومرافق عامة. وأفادت الموظفة في البلدية، ريجينا خارتشينكو، على «تلغرام»، بتضرر 24 منزلاً و74 شقة في عدة أحياء بالمدينة.

وأطلقت روسيا ما مجموعه 81 مسيرة، استهدفت بشكل رئيسي شمال ووسط أوكرانيا، بالإضافة إلى 4 صواريخ، بحسب المصدر نفسه.

وفي منطقة بولتافا، بوسط أوكرانيا، ألحقت مسيرات أضراراً بمنشآت للطاقة، ما أثّر على إمدادات نحو 20 منطقة، بحسب السلطات الإقليمية.

ولمواجهة مثل هذه الهجمات، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإذن باستخدام الأسلحة الغربية ضد القواعد الجوية الروسية بالقرب من خطوط المواجهة، لكن أقوى حلفاء كييف مترددين في ذلك خشية من دفع أنفسهم أكثر نحو مواجهة مباشرة مع روسيا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذّر من أنه إذا سمح الغرب لكييف باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، فإن ذلك يعني دخول حلف شمال الأطلسي الحرب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستمع إلى الخطاب الافتتاحي للجمعية العمومية (د.ب.أ)

وفي روسيا، أعلنت وزارة الدفاع اعتراض وتدمير 13 مسيّرة أوكرانية فوق المناطق الحدودية خلال الليل وصباح الثلاثاء. وفي الجزء الذي تحتله روسيا من منطقة دونيتسك بأوكرانيا، أصيب مدنيان جراء قصف أوكراني استهدف بلدة غورليفكا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، بحسب رئيس البلدية المعين من جانب روسيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، القضاء على نحو 40 عسكرياً أوكرانياً في منطقة كوبيانسك، بعد استهداف أماكن تجمعهم بقنبلة فراغية من طراز «أوداب 1500». وجاء في بيان وزارة الدفاع، الذي نقلته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، الثلاثاء، إنه «نتيجة للضربة، بلغت خسائر العدو نحو 40 عسكرياً وما يصل إلى 5 وحدات من الأسلحة والمعدات العسكرية والخاصة».

وقال فلاديسلاف فلاسيوك، مستشار الرئيس الأوكراني، للصحافيين، الثلاثاء، كما نقلت عنه «رويترز»، إن نحو 60 بالمائة من المكونات المستوردة التي عثر عليها في الأسلحة الروسية بساحة المعركة في أوكرانيا تأتي من الصين. وأردف قائلاً: «بالنظر إلى كل أنواع الأسلحة المعتادة وعدد المكونات المصنوعة في الخارج، سنجد أن نحو 60 بالمائة منها يأتي من الصين. وأجرينا نقاشات مطولة مع بعض الشركات المصنعة حول هذا الموضوع». وأضاف: «يمكنني القول إن جمهورية الصين الشعبية هي المشكلة الكبرى».


مقالات ذات صلة

هاريس: تنازل أوكرانيا عن أراض هو صيغة للاستسلام وليس السلام

العالم فولوديمير زيلينسكي يصافح كامالا هاريس (رويترز)

هاريس: تنازل أوكرانيا عن أراض هو صيغة للاستسلام وليس السلام

أكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي تتنافس مع دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر، للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن «دعمها للشعب الأوكراني راسخ».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا زيلينسكي يزور مصنعاً للذخيرة في الولايات المتحدة (أ.ب)

تعديل العقيدة النووية الروسية... بوتين يصعّد لهجة تحذيراته للغرب

بوتين يضع تعديلات استحدثها في العقيدة النووية الروسية؛ مما وضع مجالاً أوسع لاستخدام محتمل للسلاح غير التقليدي.

رائد جبر (موسكو)
العالم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

عدَّ وزير الخارجية الأميركي، الخميس، التهديدات الجديدة للرئيس الروسي بشأن الأسلحة النووية «غير مسؤولة على الإطلاق»، بعد إعلانه خططاً لتوسيع استخدامها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)

بايدن يستبق لقاءه زيلينسكي بإعلانه عن 8 مليارات دولار مساعدات عسكرية جديدة لكييف

استبق الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، اجتماعه مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بإعلانه عن «زيادة» في الدعم لأوكرانيا.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتصافحان خلال اجتماع ثنائي في أثناء قمة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي في واشنطن بالولايات المتحدة في 11 يوليو الماضي (رويترز)

بايدن يعلن «زيادة» في المساعدات العسكرية لأوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن «زيادة» في المساعدات لأوكرانيا، بما في ذلك نحو 8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية والذخائر الجديدة البعيدة المدى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صيف 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق في جنوب شرقي أوروبا

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في أوروبا (أرشيفية - رويترز)
درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في أوروبا (أرشيفية - رويترز)
TT

صيف 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق في جنوب شرقي أوروبا

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في أوروبا (أرشيفية - رويترز)
درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في أوروبا (أرشيفية - رويترز)

أفاد تقييم أولي لخدمة «كوبرنيكوس» للتغير المناخي، التابعة للاتحاد الأوروبي، بأن درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في منطقة جنوب شرقي أوروبا.

وأشارت خدمة «كوبرنيكوس»، الخميس، إلى أن السكان في المنطقة تعرضوا لـ«إجهاد حراري شديد» -وصلت درجة الحرارة القصوى المحسوسة اليومية إلى 32 درجة مئوية على الأقل- على مدار 66 يوماً بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب).

وكان هذا العدد هو الأكبر من الأيام حتى الآن، والتي شهدت مثل هذا الإجهاد الحراري في جنوب شرقي أوروبا، حيث بلغ المتوسط 29 يوماً.

وأضافت خدمة «كوبرنيكوس» أن المناطق في جنوب شرقي أوروبا وفي فينوسكانديا -شبه الجزيرة التي تشمل الدول الإسكندنافية وفنلندا وشبه جزيرة كولا التابعة لروسيا- سجلت درجات حرارة قياسية.

لكن، في شمال غربي أوروبا، كان متوسط درجات الحرارة في الفترة من يونيو إلى أغسطس قريبة من المتوسط أو أقل منه.

وأفادت النتائج الأولية بأن البحر المتوسط وصل أيضاً إلى أعلى مستوى قياسي؛ حيث بلغ متوسط درجة الحرارة على سطح الماء في كامل حوض البحر 28.45 درجة مئوية في 13 أغسطس.

وقالت سامانثا بورجيس، نائبة مدير خدمة «كوبرنيكوس»: «إن درجات الحرارة القصوى في مناطق مثل جنوب شرقي أوروبا تؤثر على سلامة الأوروبيين، حيث يعاني المواطنون في هذه المنطقة من إجهاد حراري أكثر من أي وقت مضى».

وكان هناك أيضاً تباين صارخ في هطول الأمطار بين مختلف المناطق في أوروبا.

وسجلت معظم مناطق القارة -خصوصاً منطقة الجنوب الشرقي- أعداداً أقل من المتوسط من الأيام الممطرة.

وفي مناطق أخرى، منها شمال المملكة المتحدة وفينوسكانديا ودول البلطيق، كان هناك ما يصل إلى 20 يوماً ممطراً أكثر من المتوسط.

وكانت مستويات المياه في أكثر من ثلث الأنهار الأوروبية (35 في المائة) -خصوصاً في جنوب شرقي أوروبا- منخفضة للغاية. وعلى النقيض، كانت مستويات المياه في الأنهار في أجزاء كبيرة من أوروبا الوسطى مرتفعة بشكل استثنائي في هذا الوقت من العام.