حزب «العمال» يتعهد بإعادة بناء الاقتصاد البريطاني رغم خلاف على هدايا تلقاها وزراء

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع وزيرة المال ريتشل ريفز بمؤتمر حزب «العمال» في ليفربول (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع وزيرة المال ريتشل ريفز بمؤتمر حزب «العمال» في ليفربول (أ.ف.ب)
TT

حزب «العمال» يتعهد بإعادة بناء الاقتصاد البريطاني رغم خلاف على هدايا تلقاها وزراء

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع وزيرة المال ريتشل ريفز بمؤتمر حزب «العمال» في ليفربول (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع وزيرة المال ريتشل ريفز بمؤتمر حزب «العمال» في ليفربول (أ.ف.ب)

سعى حزب «العمال» الحاكم في بريطانيا، اليوم الاثنين، إلى إظهار قدر أكبر من التفاؤل بشأن مستقبل البلاد الاقتصادي، في مواجهة ردود الفعل العنيفة على التخفيضات المقترحة في مخصصات الرعاية الاجتماعية، والخلاف حول تلقي كبار الوزراء هدايا.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد شددت وزيرة المال، ريتشل ريفز، في خطاب بمؤتمر الحزب في ليفربول، تخللته مقاطعات، على الحاجة إلى «انضباط صارم» في التعامل مع الاقتصاد مع تضخم الديون الحكومية.

وقالت أول امرأة تتولى المنصب إن الميزانية الأولى الشهر المقبل ستفتح الطريق أمام الاستثمار التجاري الذي من شأنه أن يمنح البلاد «نمواً مستداماً». وتعهدت بعدم العودة إلى التقشف كما حدث في ظل حكم «المحافظين».

ووافقت الحكومة الأسبوع الماضي على زيادات كبيرة في أجور الأطباء وسائقي القطارات، ولكن مع اقتراب ريفز من نهاية خطابها، وردت أنباء تفيد بأن الممرضات رفضن صفقة تحسين الأجور.

وقالت ريفز؛ داخل قاعة مكتظة في وقت تتطلع فيه إلى إعلان الميزانية الشهر المقبل: «يجب أن نتعامل مع إرث حزب (المحافظين)، وهذا يعني اتخاذ قرارات صعبة، لكنني لن أسمح لذلك بتخفيف طموحنا لبريطانيا».

وأشارت إلى أن خططها الضريبية وعلى صعيد الإنفاق ستظهر «طموحاً حقيقياً... ميزانية لإعادة بناء بريطانيا».

وأعلنت ريفز أيضاً تعيين مفوض جديد لمكافحة الفساد خلال تفشي «كوفيد19» لمحاولة استعادة مليارات الجنيهات الإسترلينية من أموال دافعي الضرائب التي أهدرت على العقود خلال الوباء.

جدل

بينما يحاول الحزب منع تصاعد الخلاف حول «الهدايا»، فإن الاقتصاد البريطاني يفشل في تحقيق أهدافه، فقد أظهرت البيانات الرسمية الأخيرة أن ديون الحكومة البريطانية بلغت أعلى مستوى لها منذ أكثر من 60 عاماً.

وفي الوقت نفسه، توقف النمو الاقتصادي في البلاد، وظل معدل التضخم السنوي أعلى من هدف «بنك إنجلترا»، مما أدى إلى إبطاء المسار نحو خفض أسعار الفائدة الذي من المرجح أن يعزز إنفاق المستهلكين.

وكان من المفترض أن يشكل المؤتمر مناسبة للاحتفال بالفوز الساحق الذي حققه حزب «العمال» في يوليو (تموز) الماضي على «المحافظين» بعد 14 عاماً من الحكم.

لكن رئيس الوزراء، كير ستارمر، واجه في الأيام الأخيرة مع عدد من وزرائه جدلاً بسبب قبول هدايا باهظة الثمن، في وقت تدعو فيه حكومته البريطانيين إلى تقبل صعوبات مالية على المدى القصير.

وتصاعد الجدل بعدما كشف تقرير عن أن ستارمر تلقّى هدايا وعروض ضيافة بقيمة أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني (132 ألف دولار) منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019؛ أي أكثر من أي نائب آخر.

كما تبين أن نائبة رئيس الوزراء، أنجيلا راينر، قبلت شقة في نيويورك لقضاء عطلة.

والجمعة، اتضح أيضاً أن ريفز، التي أغضبت النقابات العمالية وزملاءها في البرلمان بإعلانها عن خطط لإلغاء مدفوعات الوقود في فصل الشتاء لكثير من المتقاعدين، قد حصلت على ملابس بلغت قيمتها نحو 7500 جنيه إسترليني.

ودافعت ريفز عن إلغاء 300 جنيه إسترليني كانت تُدفع إلى 10 ملايين متقاعد لمساعدتهم في تدفئة منازلهم، وذلك بسبب ما وصفه حزب «العمال» بأنه «ثقب أسود بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني» خلفه حزب «المحافظين».

وقدمت اقتراحات في المؤتمر تدعو إلى التخلي عن التخفيضات.

ووصفت الأمينة العامة لنقابة «يونايت»، شارون غراهام، القرار بأنه «قاس» وحضت على التراجع عنه.

واعترف وزير التجارة، دوغلاس ألكسندر، بأن السرديات عن الهدايا «ليست عناوين رئيسية كنا سنختارها» لمؤتمر الحزب الأول إثر وصوله إلى الحكم.


مقالات ذات صلة

ساويرس يجدد الجدل حول تعيين بطرس غالي بمنصب اقتصادي في مصر

شمال افريقيا يوسف بطرس غالي (أرشيفية)

ساويرس يجدد الجدل حول تعيين بطرس غالي بمنصب اقتصادي في مصر

جدد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، الجدل حول تعيين وزير المالية الأسبق، يوسف بطرس غالي، عضواً في «المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية».

أحمد عدلي (القاهرة )
الاقتصاد وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)

وزارة الخزانة الأميركية: النظام المصرفي قوي والفائدة في طريقها للانخفاض

تحدثت رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي» السابقة ووزيرة الخزانة الحالية، جانيت يلين، على قناة «سي إن بي سي»، عن عدة مواضيع مهمة تتعلق بالاقتصاد الأميركي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً بواشنطن في 18 سبتمبر 2024 (رويترز)

باول: الاقتصاد تغيّر... لكن أهمية سوق سندات الخزانة لم تتغير

افتتح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول «مؤتمر سوق الخزانة الأميركية لعام 2024» صباح الخميس بتذكّر تقلبات أكتوبر 2014 في أسواق الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)

«بنك اليابان» منقسم حول مستقبل الفائدة

أظهر محضر اجتماع بنك اليابان المركزي في يوليو (تموز) الماضي انقسام صناع السياسات بشأن مدى سرعة «المركزي» في رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان عقب ضربة إسرائيلية في مدينة صور (رويترز)

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: نمو معتدل لمنطقة جنوب وشرق المتوسط 2.1 %

أظهر تقرير الآفاق الاقتصادية الإقليمية أن معدل النمو في منطقة جنوب وشرق المتوسط للنصف الأول من عام 2024 لن يتجاوز 2.1 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

النرويج تُصدر طلباً دولياً للبحث عن شخص على صلة بـ«أجهزة بيجر حزب الله»

إحدى ضحايا انفجارات أجهزة البيجر على نقالة خارج المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت (رويترز)
إحدى ضحايا انفجارات أجهزة البيجر على نقالة خارج المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت (رويترز)
TT

النرويج تُصدر طلباً دولياً للبحث عن شخص على صلة بـ«أجهزة بيجر حزب الله»

إحدى ضحايا انفجارات أجهزة البيجر على نقالة خارج المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت (رويترز)
إحدى ضحايا انفجارات أجهزة البيجر على نقالة خارج المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت (رويترز)

قالت الشرطة النرويجية، الخميس، إنها أصدرت طلباً دولياً للبحث عن رجل نرويجي من أصل هندي مرتبط ببيع أجهزة البيجر التي تستخدمها جماعة «حزب الله» اللبنانية وانفجرت الأسبوع الماضي.

واختفى رينسون فوسه (39 عاماً) أثناء رحلة عمل إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وهو مؤسس شركة بلغارية ذكرت تقارير أنها جزء من سلسلة توريد أجهزة البيجر.

وقالت شرطة أوسلو، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوكالة «رويترز» للأنباء، «أمس، 25 سبتمبر/أيلول، تلقت شرطة أوسلو بلاغاً عن شخص مفقود فيما يتعلق بقضية البيجر».

وأضافت «فتحت الشرطة قضية أشخاص مفقودين، وأرسلنا مذكرة دولية (للبحث) عن الشخص».

وأحجم فوسه عن التعليق على مسألة أجهزة البيجر عند الاتصال به هاتفياً، يوم (الأربعاء) الموافق 18 سبتمبر (أيلول)، وأنهى المكالمة عندما سُئل عن الشركة البلغارية. ولم يستجب لعدة محاولات للتواصل معه عبر مكالمات هاتفية ورسائل نصية.

وقالت شركة «دي إن ميديا» النرويجية التي يعمل بها فوسه إنه غادر لحضور مؤتمر في بوسطن في 17 سبتمبر (أيلول)، ولم تتمكن الشركة من الوصول إليه منذ اليوم التالي. ويعمل فوسه في قسم المبيعات بالشركة.

ووفقاً لسجل الشركات البلغارية أسس فوسه شركة «نورتا جلوبال» ومقرها صوفيا في 2022. وتحقق بلغاريا في دور الشركة في توريد أجهزة البيجر المفخخة، لكنها لم تعثر على أي دليل على تصنيعها في البلاد أو تصديرها منها.

وفي وقت سابق اليوم، قال الادعاء في تايوان إنه استجوب حتى الآن 4 شهود في تحقيقاته بشأن شركة تايوانية على صلة بأجهزة البيجر التي انفجرت الأسبوع الماضي في لبنان.

وقالت مصادر أمنية إن إسرائيل مسؤولة عن انفجارات أجهزة اللاسلكي التي زادت من حدة الصراع المتنامي مع جماعة «حزب الله» اللبنانية، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي تورطها.

وما زالت كيفية زرع المتفجرات في أجهزة البيجر، ومتى حدث ذلك، وتفجيرها عن بُعد، لغزاً لم يتم حله. واستدعت عمليات البحث عن أجوبة تحقيقات في تايوان وبلغاريا والنرويج ورومانيا.

ونفت شركة «جولد أبوللو»، ومقرها تايوان، الأسبوع الماضي تصنيع الأجهزة المستخدمة في الهجوم، وقالت إن شركة «بي إيه سي» في المجر لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية. كما قالت حكومة تايوان إن أجهزة البيجر لم تُصنع في تايوان.

وقال متحدث باسم مكتب الادعاء العام لمنطقة شيلين في تايبه، الذي يقود التحقيق في قضية «جولد أبوللو»، إنه جرى استجواب موظف حالي وموظف سابق، بصفتهما شاهدين، إضافة إلى شخصين الأسبوع الماضي.

وأضاف المتحدث: «نحقق في هذه القضية على وجه السرعة، ونسعى إلى حلها في أقرب وقت ممكن». وأحجم عن ذكر اسمي الشخصين اللذين جرى استجوابهما، أو القول ما إذا كان المدعون يخططون لاستجواب مزيد.

وفي الأسبوع الماضي، استجوب ممثلو الادعاء رئيس شركة «جولد أبوللو» ومؤسسها هسو تشينج كوانج، وتيريزا وو الموظفة الوحيدة في شركة تدعى «أبوللو سيستمز».

ولم تعلق «جولد أبوللو» على هذا التحقيق، ولم ترد على طلب آخر للتعليق، الخميس.