السويد تعرض على المهاجرين 34 ألف دولار ليعودوا إلى بلدانهم

عدته تحوُّلاً نموذجياً بسياسة الهجرة

مهاجرون يستعدون للصعود على متن قطار متجه إلى السويد في محطة بادبورج بجنوب الدنمارك (رويترز)
مهاجرون يستعدون للصعود على متن قطار متجه إلى السويد في محطة بادبورج بجنوب الدنمارك (رويترز)
TT

السويد تعرض على المهاجرين 34 ألف دولار ليعودوا إلى بلدانهم

مهاجرون يستعدون للصعود على متن قطار متجه إلى السويد في محطة بادبورج بجنوب الدنمارك (رويترز)
مهاجرون يستعدون للصعود على متن قطار متجه إلى السويد في محطة بادبورج بجنوب الدنمارك (رويترز)

أعلنت الحكومة السويدية أنها ستبدأ بعرض ما يصل إلى 350 ألف كرونة سويدية (34 ألف دولار) على بعض المهاجرين مقابل العودة إلى بلدانهم الأصلية بداية من عام 2026، وفق مجلة «نيوزويك».

أعلن وزير الهجرة يوهان فورسيل عن ذلك، يوم الخميس، معلقاً: «نحن في خضم تحول نموذجي في سياسة الهجرة لدينا».

أصبحت الهجرة مثيرة للجدل بشكل كبير في السويد على مدار السنوات الأخيرة، حيث جاء الديمقراطيون في المرتبة الثانية في أحدث انتخابات في السويد في سبتمبر (أيلول) 2022.

وفي حين لم يتمكنوا من تشكيل حكومة بأنفسهم، فقد دعم الديمقراطيون السويديون منذ ذلك الحين إدارة بقيادة رئيس الوزراء أولف كريسترسون، من حزب «الوسط» اليميني المعتدل الذي جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات.

وأشار فورسيل إلى أن هناك بالفعل برنامجاً حكومياً سويدياً يقدم للمهاجرين أموالاً لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم، لكن المبالغ المدفوعة أقل كثيراً بحد أقصى 10000 كرونة (976 دولاراً) لكل شخص بالغ و5000 كرونة لكل طفل، مع حد أقصى 40000 كرونة (3903 دولارات) لكل أسرة. ومع ذلك، قال إن العرض قليل الاستخدام؛ إذ لم يستخدمه سوى مهاجر واحد في عام 2023.

وفي حديثه إلى الصحافيين، اقترح لودفيغ أسبلنغ، وهو مشرع ومتحدث باسم الديمقراطيين السويديين بشأن الهجرة، أن السياسة ستجذب بشكل أكبر المهاجرين العاطلين عن العمل فترة طويلة، أو المعتمدين على الرعاية الاجتماعية من الدولة.

كما أشار أسبلنغ إلى مخطط الحكومة السويدية الحالي الذي يعرض على المهاجرين مبالغ أقل كثيراً للعودة إلى بلدهم الأصلي.

وقال: «كانت المنحة موجودة منذ عام 1984، لكنها غير معروفة نسبياً، وهي صغيرة وقليل من الناس يستخدمونها».

ومن غير الواضح ما هي المعايير الدقيقة لتلقي المبالغ الجديدة.

جاء قرار الحكومة السويدية بزيادة المبلغ المدفوع للمهاجرين الذين يغادرون بشكل كبير على الرغم من انتقاد السياسة، الشهر الماضي، في تقرير من لجنة تحقيق معينة من الحكومة، والتي زعمت أن الفوائد لا تبرر التكاليف.

ووفقًا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن عدداً من الدول الأوروبية الأخرى لديها بالفعل خطط تدفع للمهاجرين للعودة إلى بلدانهم الأصلية، مع عروض تبلغ نحو 2000 دولار في ألمانيا، و2800 دولار في فرنسا، و1400 دولار في النرويج وأكثر من 15000 دولار في الدنمارك.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا نزوح كبيراً إلى حدودنا مع سوريا هرباً من حرب لبنان

شؤون إقليمية نازحون سوريون من لبنان وصلوا الأربعاء إلى مناطق محاذية للحدود التركية شمال غربي سوريا عبر معبر «عون الدادات» بعد رحلة نزوح طويلة (د.ب.أ)

تركيا: لا نزوح كبيراً إلى حدودنا مع سوريا هرباً من حرب لبنان

أكد مصدر عسكري تركي مسؤول أنه لا توجد موجة جديدة من النزوح إلى حدود تركيا مع سوريا بعد الهجمات الإسرائيلية في لبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا أحد باصات لندن الحمراء يمرّ قرب قصر ويستمنستر مقر مجلسَي اللوردات والعموم في لندن (أ.ف.ب)

عدد سكان بريطانيا يزيد بنسبة واحد في المائة بسبب المهاجرين

أظهرت بيانات رسمية، الثلاثاء، أن عدد سكان بريطانيا زاد بنسبة واحد في المائة على أساس سنوي إلى 68.3 مليون نسمة بحلول منتصف عام 2023 بسبب الهجرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا رصد تقرير للمنظمة الدولية للهجرة وجود أكثر من 700 ألف مهاجر غير نظامي في ليبيا (إ.ب.أ)

«الوحدة» الليبية تطلق حملة لترحيل «المهاجرين»

قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إنها ستطلق حملة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، تبدأ من العاصمة طرابلس لتتوسع لاحقاً وتشمل باقي المدن الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مهاجرون أفارقة تم اعتراض قاربهم من خفر السواحل التونسي (أرشيفية - رويترز)

مصرع 12 مهاجراً تونسياً وإنقاذ 29 آخرين إثر غرق مركب قبالة سواحل جربة

قضى وفُقد أكثر من 1300 مهاجر عام 2023 في غرق قوارب قبالة الساحل التونسي

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مهاجرون أفارقة تم اعتراض قاربهم من خفر السواحل التونسي (رويترز)

سواحل تونس تلفظ 13 جثة متحللة لمهاجرين غرقى

أفاد مسؤول قضائي تونسي، اليوم (الأربعاء)، بأن 13 جثة لمهاجرين غرقى ينحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء لفظتها سواحل ولاية المهدية.

«الشرق الأوسط» (تونس)

تقرير: قوات كورية شمالية تساعد الجيش الروسي في حرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: قوات كورية شمالية تساعد الجيش الروسي في حرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤولون كبار في أوكرانيا وكوريا الجنوبية، لصحيفة «الغارديان» البريطانية، إن مهندسين عسكريين كوريين شماليين تم نشرهم لمساعدة روسيا في استهداف أوكرانيا بالصواريخ الباليستية، وقد قُتل بالفعل كوريون شماليون يعملون في المناطق المحتلة من أوكرانيا.

وذكر مسؤول في أوكرانيا أن هناك العشرات من الكوريين الشماليين خلف الخطوط الروسية، في فرق تدعم أنظمة إطلاق الصواريخ.

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، سافر العام الماضي إلى روسيا لحضور قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث عززا علاقاتهما العميقة بصفقة أسلحة سرية، وكانت شحنات الذخيرة من بيونغ يانغ حيوية في السماح للقوات الروسية بالتقدم في حرب استنزاف طاحنة في شرق أوكرانيا هذا الصيف، لكن يبدو من الواضح بشكل متزايد أن الاتفاق تجاوز توريد الذخيرة، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية وأوكرانيا إن كوريين شماليين كانوا من بين القتلى بعد ضربة صاروخية أوكرانية على أراضٍ تحتلها روسيا بالقرب من دونيتسك الأسبوع الماضي، ولم يتضح ما إذا كانوا مهندسين عسكريين أو قوات أخرى.

وقاتل أجانب كمرتزقة لصالح روسيا، ولكن إذا كان الكوريون الشماليون على الأرض، فسيكون ذلك أول مرة ترسل فيها حكومة أجنبية قوات رسمية لدعم حرب موسكو.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يتبادلان الوثائق خلال حفل توقيع الشراكة الجديدة في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونج هيون لأعضاء البرلمان في سيول هذا الأسبوع، إنه «من المرجح للغاية» أنه تم نشر ضباط كوريين شماليين للقتال إلى جانب الروس، وإن العديد منهم ماتوا في الهجوم، رغم أنه لم يذكر تفاصيل أخرى.

وقال أندريه كوفالينكو، رئيس مركز مكافحة التضليل الأوكراني، في منشور على «تلغرام»، إن بعض الكوريين الشماليين قُتلوا في روسيا.

وقال الجيش الأوكراني يوم الأربعاء إنه دمر ذخيرة كورية شمالية في ضربة على مستودع في منطقة بريانسك، على بُعد 60 ميلاً من الحدود الأوكرانية.

ويمنح الانضمام إلى الحرب لكوريا الشمالية فرصة لاختبار الأسلحة واكتساب الخبرة القتالية لقواتها وتعزيز مكانتها مع روسيا.

وقال ليم يول تشول، أستاذ في معهد دراسات الشرق الأقصى في سيول: «بالنسبة لكوريا الشمالية، التي زوّدت روسيا بالعديد من القذائف والصواريخ، من المهم أن تتعلم كيفية التعامل مع الأسلحة المختلفة واكتساب الخبرة القتالية في قتال حقيقي، قد يكون هذا أيضاً عاملاً دافعاً وراء إرسال جنود كوريين شماليين لتزويدهم بخبرات متنوعة وتدريب في الحرب».

والصواريخ والقذائف الكورية الشمالية ذات جودة رديئة وغير موثوقة، ولكنها كانت حلاً لإبقاء البنادق الروسية تطلق النار.

وقال مصدر أوكراني إن بيونغ يانغ قدمت ما يقرب من نصف الذخيرة المستخدمة في المعارك هذا العام؛ أي أكثر من مليوني طلقة. كما قدمت صواريخ «KN-23»، التي استُخدمت في عشرات الضربات عبر أوكرانيا في الشتاء الماضي، حسبما ذكرت وسائل إعلام أوكرانية، وبعد توقف دام عدة أشهر تم نشرها مرة أخرى اعتباراً من يوليو (تموز).

و«KN-23» صاروخ باليستي قصير المدى تم اختباره لأول مرة في عام 2019، وتمت مقارنته بصواريخ «إسكندر» الروسية، ويُعتقد أن مداه يبلغ نحو 280 ميلاً (450 كيلومتراً) عند حمل رأس حربي يزن 500 كيلوغرام.

ونفت موسكو وبيونغ يانغ بيع الأسلحة حتى مع احتفالهما علناً بتعميق العلاقات في الأشهر الأخيرة، ونفى الكرملين يوم الخميس نشر القوات الكورية الشمالية في أوكرانيا، ووصفه بأنه «خبر كاذب آخر».

وفي رسالة عيد ميلاد أرسلها كيم هذا الأسبوع، وصف بوتين بأنه «أقرب رفيق» له. وقام بوتين بزيارة إلى كوريا الشمالية في يونيو (حزيران)، حيث وقّع الزعيمان على اتفاقية مساعدة متبادلة.

وفي مقابل صواريخها وغيرها من المعدات العسكرية، يُعتقد أن كوريا الشمالية تسعى للحصول على مساعدة روسية في برنامجها للأقمار الاصطناعية التجسسية، والذي عانى من إخفاقات محرجة على مدى العامين الماضيين.

وليس من الواضح إلى أي مدى قد تكون روسيا على استعداد للذهاب في مشاركة التكنولوجيا العسكرية الحساسة مع كوريا الشمالية في مقابل الدعم المستمر في أوكرانيا.

وتحاول بيونغ يانغ، بعد عقود من العقوبات التي تقودها الأمم المتحدة والتي استهدفت برامجها للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين كجزء من تحالف ضد «الهيمنة الغربية والإمبريالية». وأتت الاستراتيجية بثمارها في مارس (آذار) عندما استخدمت روسيا «حق النقض» في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإنهاء مراقبة الأمم المتحدة لانتهاكات العقوبات، وهي الخطوة التي رحبت بها بيونغ يانغ علناً.