الاتحاد الأوروبي يشتري كثيراً من المعدات الدفاعية خصوصاً من أميركا

طائرة لوكهيد مارتن «إف 35» أميركية الصنع تظهر بمعرض «آي إل إيه» الجوي في برلين بألمانيا 25 أبريل 2018 (رويترز)
طائرة لوكهيد مارتن «إف 35» أميركية الصنع تظهر بمعرض «آي إل إيه» الجوي في برلين بألمانيا 25 أبريل 2018 (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يشتري كثيراً من المعدات الدفاعية خصوصاً من أميركا

طائرة لوكهيد مارتن «إف 35» أميركية الصنع تظهر بمعرض «آي إل إيه» الجوي في برلين بألمانيا 25 أبريل 2018 (رويترز)
طائرة لوكهيد مارتن «إف 35» أميركية الصنع تظهر بمعرض «آي إل إيه» الجوي في برلين بألمانيا 25 أبريل 2018 (رويترز)

حذّر تقرير بارز حول القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، (الاثنين)، من أن دول الاتحاد الأوروبي تشتري كثيراً من معداتها الدفاعية من الخارج، ما يقرب من ثلثيها من الولايات المتحدة، وتفشل في الاستثمار بما يكفي في المشاريع العسكرية المشتركة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وذكر التقرير الذي أعده رئيس الوزراء الإيطالي السابق رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، أن الدول الأعضاء السبع والعشرين فشلت أيضاً في الاستفادة المُثلى من قدرات البحث والتطوير الأوروبية لتحديث قواتها المسلحة، مع جزء ضئيل فقط من مستوى الاستثمار الأميركي.

ويأتي التقرير في الوقت الذي يواصل فيه الاتحاد الأوروبي النضال من أجل العثور على ما يكفي من الأسلحة والذخيرة لمساعدة أوكرانيا على البقاء على قيد الحياة في مواجهة الغزو الروسي الكامل، الذي دخل عامه الثالث الآن، ولإنعاش صناعة الدفاع الأوروبية.

وقال دراغي في تقريره، الذي استغرق إعداده عاماً، ومن المرجح أن يطلق إصلاحاً شاملًا للاستراتيجية الصناعية للكتلة: «أوروبا تهدر مواردها المشتركة. لدينا قوة إنفاق جماعية كبيرة، لكننا نخففها عبر كثير من الوسائل الوطنية ووسائل الاتحاد الأوروبي المختلفة».

وقال التقرير إن جزءاً من المشكلة يكمن في الفشل في الاستثمار بشكل صحيح في أوروبا لإنشاء شركات دفاعية أقوى. وأضاف: «ما زلنا لم نجمع قوانا في صناعة الدفاع لمساعدة شركاتنا على التكامل والوصول إلى الحجم المطلوب». وأشار التقرير إلى أننا «لا نفضل أيضاً شركات الدفاع الأوروبية التنافسية».

ويشير التقرير إلى أنه بين منتصف عام 2022 ومنتصف عام 2023 تم تقديم 63 في المائة من جميع طلبات الدفاع في الاتحاد الأوروبي إلى شركات أميركية، و15 في المائة أخرى إلى موردين آخرين من خارج الاتحاد الأوروبي.

في الأسبوع الماضي، انضمت هولندا إلى قائمة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لطلب طائرات حربية أميركية الصنع من طراز «إف 35» بميزانية كبيرة.

في جميع الدول الـ27 في عام 2022 بلغ الإنفاق على البحث والتطوير الدفاعي 10.7 مليار يورو (11.8 مليار دولار) - 4.5 في المائة فقط من إجمالي الإنفاق الدفاعي - مقارنة بـ140 مليار دولار في الولايات المتحدة، أو نحو 16 في المائة من إجمالي الإنفاق الدفاعي.

عمل حلفاء الناتو - الذين ينتمي معظم أعضائه إلى الاتحاد الأوروبي - على زيادة الإنفاق الدفاعي منذ ضمت روسيا منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، ويتمثل هدفهم في أن تنفق كل دولة ما لا يقل عن 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على ميزانية الدفاع الوطنية.

وقد حض زعماء الولايات المتحدة المتعاقبون الحلفاء الأوروبيين وكندا على إنفاق المزيد على الدفاع لأكثر من عقد من الزمان.

والإنفاق الدفاعي الغربي مدفوع بشكل أكبر بالغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في عام 2022، وعلاوة على ذلك يريد حلفاء الناتو أيضاً تخصيص ما لا يقل عن 20 في المائة من إنفاقهم الدفاعي الوطني لمعدات جديدة رئيسية. ويشمل ذلك الأموال المخصصة للبحث والتطوير، وهو أمر بالغ الأهمية لتحديث قواتهم المسلحة.

وسلّط التقرير الضوء على أوجه القصور في البلدان التي تستثمر في صناعة الدفاع الوطنية بدلاً من المشتريات المشتركة. فعندما ناشدت أوكرانيا المدفعية، على سبيل المثال، قدمت دول الاتحاد الأوروبي 10 أنواع من مدافع الهاوتزر. ويستخدم البعض قذائف مختلفة مقاس 155 ملم، مما يسبب صداعاً لوجيستياً. في المقابل، تم تطوير طائرة النقل والتزود بالوقود متعددة الأدوار «إيه 330» بشكل مشترك، مما سمح للدول المشاركة بتجميع الموارد، وتقاسم تكاليف التشغيل والصيانة.


مقالات ذات صلة

بريطانيا تطلق مراجعات استراتيجية لسياستها الخارجية

أوروبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي يغادر «10 داونينغ ستريت» في لندن 9 سبتمبر 2024 بعد حضور اجتماع لمجلس الوزراء (أ.ف.ب)

بريطانيا تطلق مراجعات استراتيجية لسياستها الخارجية

أطلقت وزارة الخارجية البريطانية، الاثنين، 3 مراجعات استراتيجية لسياساتها الخارجية، قائلة إنها تريد تعزيز التأثير العالمي للبلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا عامل صحي يعطي لقاح شلل الأطفال لطفل بمدرسة في بيشاور (باكستان) الاثنين 9 سبتمبر 2024 (أ.ب)

انفجار قنبلة في سيارة بباكستان وإصابة 9 أشخاص

أصيب 6 ضباط و3 مدنيين بجروح في انفجار قنبلة على جانب الطريق، في سيارة تقل ضباطا مكلفين بحماية العاملين الصحيين الذين يقومون بحملة تطعيم ضد شلل الأطفال بباكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
تكنولوجيا رجل يتصفح هاتفه بالقرب من شعار شركة «أبل» خارج متجرها بشنغهاي في الصين... 13 سبتمبر 2023 (رويترز)

الليلة... «أبل» تكشف عن هواتفها الجديدة وتعوّل على الذكاء الاصطناعي

تعرض مجموعة «أبل»، اليوم (الاثنين)، مجموعتها الجديدة من أجهزة «آيفون»، وتدمج فيها للمرة الأولى نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله إيمي بوب في مقر الخارجية السعودية بالرياض الأحد (واس)

وزير الخارجية السعودي يلتقي مديرة المنظمة الدولية للهجرة

استعرض الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، الأحد، علاقات التعاون بين الجانبين وسبل دعمها وتعزيزها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق صورة في 5 سبتمبر 2024 لشحنة من 390 ضفدعاً مشرحاً من بحيرة تيتيكاكا تم ضبطها في منطقة بونو بالقرب من الحدود البيروفية مع بوليفيا (أ.ف.ب)

سلطات البيرو تصادر المئات من ضفادع «فياغرا الإنكا» المحفّزة جنسياً

أعلنت السلطات البيروفية أنها صادرت مئات ضفادع بحيرة تيتيكاكا، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض، تم اصطيادها خلافاً للقانون بسبب خصائصها المثيرة للشهوة الجنسية.

«الشرق الأوسط» (ليما)

رئيس الوزراء البريطاني يطلق ائتلافاً للحد من جرائم السكاكين

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)
TT

رئيس الوزراء البريطاني يطلق ائتلافاً للحد من جرائم السكاكين

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

أطلق رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، ائتلافاً لمنع الشباب من ارتكاب الجرائم بواسطة سكاكين، وانضم إليه الممثل والناشط في مكافحة جرائم السكاكين إدريس إلبا.

أطلق ستارمر الائتلاف لمحاربة «الأزمة الوطنية»، جامعاً بين مجموعات الحملات والأسر والشباب المتضررين من جرائم السكاكين، وهي الطريقة الأكثر شيوعاً للقتل في إنجلترا وويلز.

يهدف الاجتماع السنوي إلى زيادة فهم الأسباب وراء تورط الشباب في هذه الجرائم.

وتسعى الحكومة أيضاً إلى تشديد القوانين المتعلقة ببيع السكاكين عبر الإنترنت وحصول الشباب عليها.

وأكد ستارمر أن هناك حاجة إلى «محاولة الوصول لحياة الشباب الذين قد ينحرفون عن المسار ومحاولة إعادتهم قبل أن يفعلوا ذلك».

وأضاف رئيس الوزراء: «هناك الكثير من السكاكين المتاحة بسهولة، سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو من خلال البريد».

من جانبه، قال الممثل إدريس إلبا إن «الحديث جيد ولكن الأفعال مهمة».

وأوضح في الاجتماع: «كنا في حاجة إلى تفكير مترابط، وكنا في حاجة إلى العديد من وجهات النظر المختلفة: وجهات نظر الآباء، ووجهات نظر العاملين مع الشباب، والمنظمات الخيرية، والحوكمة، والشرطة»، بعد أن وصف اللقاء في وقت سابق بأنه خطوة «إيجابية».

وكان إلبا أطلق في يناير حملة «لا تعطلوا مستقبلكم»، مطالباً باتخاذ إجراءات حكومية عاجلة حيال عنف الشباب، بما في ذلك معالجة التخفيضات الجذرية في تمويل الخدمات المخصصة لهؤلاء خلال العقد الماضي.

ومع أن مستويات الجرائم المرتكبة بسكاكين في إنجلترا وويلز أقل مما كانت عليه قبل الوباء، فإنها في ازدياد مطرد منذ عام 2012.

ووفقاً لبيانات حكومية، فإن 41 في المائة من مجموع جرائم القتل في إنجلترا وويلز في العام المنتهي في مارس (آذار) 2023 نفذت بسكاكين.

ووقعت عدة هجمات بسكاكين في المملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة، من دون أن تبلغ الشرطة عن دوافع إرهابية، مثل حادثة طعن 3 فتيات في ساوثبورت (شمال غرب) في يوليو (تموز).