عبَّرت كييف، السبت، عن قلقها العميق، بعد نشر تقارير عن احتمال نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا، وعدَّت الخطوة تهديداً لأوكرانيا وأوروبا والشرق الأوسط؛ إذ أفادت مصادر مطلعة بأن إيران أرسلت صواريخ باليستية لروسيا، لمساعدتها في الحرب ضد أوكرانيا رغم أشهُر من التحذيرات من جانب المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، بينما نفت طهران ذلك.
وأطلعت واشنطن الحلفاء على الدليل، ومن المرجح أن تقابَل الخطوة بمزيد من العقوبات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على طهران، حسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، وهي تناقش تقييمات سرية.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، وشبكة «سي إن إن»، أول من تحدَّث عن نقل الصواريخ. وأفادت «بلومبرغ» أوائل الأسبوع، بأن المسؤولين الروس توقعوا أن إرسال إيران الصواريخ لروسيا وشيك.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت: «حذرنا من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، ونحن منزعجون من هذه الأنباء».
ولطالما اتهمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إيران بتزويد روسيا بمُسيَّرات، خلال الحرب الروسية المستمرة منذ عامين ونصف عام، لتستخدمها موسكو في حربها ضد أوكرانيا؛ لكن حلفاء كييف عَدُّوا أن نقل الصواريخ الباليستية يمثل تورطاً أعمق في الحرب؛ غير أن طهران وموسكو نفتا الاتهام.
وتفيد المزاعم بأن إيران زودت روسيا بمئات من المُسيَّرات. وقالت واشنطن، الجمعة، إن أي نقل إيراني لصواريخ باليستية إلى روسيا من شأنه أن يمثل تصعيداً كبيراً في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، السبت، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير إعلامية عن احتمال نقل وشيك لصواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا. وأضافت الوزارة في بيان أرسلته للصحافيين عبر البريد الإلكتروني، أن تعزيز التعاون العسكري بين إيران وروسيا يشكل تهديداً لأوكرانيا وأوروبا والشرق الأوسط، داعية المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على البلدين.
وقالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيان لـ«بلومبرغ»، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية، إن موقف طهران من «الصراع الأوكراني لم يتغير» وإنها لا تقدم مساعدة عسكرية لأطراف متورطة في الحرب. وأضافت: «تعدُّ إيران تقديم مساعدة عسكرية للأطراف الضالعة في الصراع -وهو ما يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية، والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار- غير إنساني. وبالتالي لا تمتنع إيران عن الانخراط في مثل تلك الأفعال نفسها فحسب، ولكن أيضاً تدعو الدول الأخرى لوقف توريد الأسلحة للأطراف الضالعة في الصراع».
يأتي ذلك في أعقاب أنباء تفيد بأن البلدين عمقا العلاقات في الأسابيع القليلة الماضية، بنقل أسلحة من هذا النوع.
وكانت «رويترز» قد ذكرت في أغسطس (آب) أن روسيا تتوقع أن تتسلم على نحو وشيك مئات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، من طراز «فتح-360» من إيران، وأن عشرات من العسكريين الروس يتدربون في إيران على الأسلحة الموجهة بالأقمار الاصطناعية لاستخدامها في نهاية المطاف في الحرب ضد أوكرانيا.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الجمعة، نقلاً عن مسؤول أميركي لم تسمِّه، أن إيران سلَّمت صواريخ قصيرة المدى إلى روسيا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت: «أي نقل للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا، من شأنه أن يمثل تصعيداً جذرياً في دعم إيران لحرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا». وقال مسؤول أميركي آخر لـ«رويترز»، إنهم يراقبون من كثب النقل المحتمل للصواريخ الإيرانية إلى روسيا.