زيلينسكي يحصل على مزيد من الأسلحة... ويطالب برفع الحظر عن بعيدة المدى

خلال اجتماع لمجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في «رامشتاين» بألمانيا بحضور كبار العسكريين

زيلينسكي وأوستن وبراون (إ.ب.أ)
زيلينسكي وأوستن وبراون (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يحصل على مزيد من الأسلحة... ويطالب برفع الحظر عن بعيدة المدى

زيلينسكي وأوستن وبراون (إ.ب.أ)
زيلينسكي وأوستن وبراون (إ.ب.أ)

هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قاعدة «رامشتاين» الجوية الأميركية بولاية راينلاند-بفالتس الألمانية لمخاطبة مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا. واستغل ظهوره العلني الجمعة للتأكيد على أن ما هو مطلوب الآن أكثر من أي شيء آخر، هو أن تسمح له الولايات المتحدة والغرب باستخدام الأسلحة التي قدموها له لضرب عمق أكبر داخل روسيا - وهو أمر لم تؤيده الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية الأخرى خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الحرب بشكل أكبر.

زيلينسكي وأوستن وبراون (إ.ب.أ)

قال زيلينسكي في تغريدة على موقع «إكس» إنه انضم للاجتماع الذي يرأسه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وإنه يريد من شركاء أوكرانيا أن يظهروا «عزيمة وقدرة على وقف اعتداءات روسيا الجوية». وأضاف أنه من «الضروري أن تصل كل الأسلحة التي تمت الموافقة عليها سابقاً إلى الفرق المقاتلة، ونحن بحاجة أيضاً إلى قرارات دعم قوي طويل المدى من شركائنا لتقريب السلام الذي نطمح له».

وأضاف زيلينسكي أن جنوده بحاجة لأسلحة إضافية لردع الهجوم الروسي خاصة في منطقة دونيتسك، إضافة إلى الحاجة لأسلحة بعيدة المدى «ليس فقط لتحرير الأراضي الأوكرانية بل أيضاً الروسية من أجل التحفيز». وأضاف: «نحتاج إلى إجبار روسيا على السعي إلى السلام... روسيا تطالب بالسلام، ولكن علينا أن نجبر بوتين (الرئيس الروسي) على السعي إلى السلام، علينا أن نجعل المدن الروسية وحتى الجنود الروس يفكرون في حقيقة أنهم بحاجة إلى سلام حقيقي».

زيلينسكي مع شولتس (إ.ب.أ)

وضغط زيلينسكي من أجل الحصول على المزيد من الدعم بالأسلحة، خلال الاجتماع الذي حضره كبار القادة العسكريين للولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة شريكة في المجموعة، واستجابت واشنطن وأعلنت أنها ستقدم 250 مليون دولار أخرى كمساعدات أمنية لكييف. وقال أوستن إن الحلفاء بحاجة إلى زيادة دعمهم لأوكرانيا، مضيفاً أن هذه «لحظة حرجة». وذكر أوستن أن الرئيس الأميركي جو بايدن وقع على حزمة المساعدات الإضافية.

ودافع زيلينسكي عن التوغل في كورسك، وأوضح أن العملية تساعد على إزالة خطر شن روسيا هجوماً جديداً على منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا. ودعم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن التوغل.

والهجوم المفاجئ داخل إقليم كورسك الروسي - الذي قال زيلينسكي بشأنه إن الجيش الأوكراني تمكن من الاستيلاء على نحو 1300 كيلومتر مربع (800 ميل مربع) من الأراضي الروسية، وقتل أو إصابة نحو 6000 جندي روسي - لم ينجح حتى الآن في صرف انتباه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاستيلاء على مدينة بوكروفسك الأوكرانية. وقد يؤدي فقدان بوكروفسك إلى تعريض مدن أوكرانية أخرى للخطر.

وقال أوستن إن اجتماع القادة يجري خلال لحظة ديناميكية فيما يخص قتال أوكرانيا ضد روسيا؛ إذ تجري أولى عملياتها الهجومية في الحرب، في حين تواجه تهديداً كبيراً من جانب القوات الروسية بالقرب من مركز رئيسي في دونباس.

آلية عسكرية أوكرانية عند الحدود الروسية - الأوكرانية (أ.ف.ب)

وقال أوستن: «إن جيش العدوان التابع للكرملين يدافع عن نفسه الآن على أرضه»، وذكر وهو إلى جانب زيلينسكي أن شركاء أوكرانيا «يركزون بشدة» على الاحتياجات ذات الأولوية لكييف. وجدد زيلينسكي قوله إن العالم لديه ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي المتاحة لمساعدة أوكرانيا، وأشار إلى أن بلاده تحتاج أسطولاً أكبر بكثير من طائرات «إف-16».

وبدورها، قالت الحكومة البريطانية الجمعة إنها ستزود أوكرانيا بإجمالي 650 صاروخاً خفيف الوزن ومتعدد الأدوار بقيمة 162 مليون جنيه إسترليني (213.13 مليون دولار) للمساعدة في حماية البلاد من الطائرات المسيّرة والقصف الروسي.

قوات أوكرانية (أ.ف.ب)

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه في ضوء التزام الحكومة الجديدة بتسريع تسليم المساعدات إلى أوكرانيا، فمن المتوقع أن تصل الدفعة الأولى من الصواريخ التي أُعلن عنها الجمعة بحلول نهاية العام. وقالت وزارة الدفاع إن الصواريخ التي تصنعها شركة «تاليس» يبلغ مداها أكثر من ستة كيلومترات، ويمكن إطلاقها من منصات متنوعة من البر والبحر والجو.

والتقى زيلينسكي بوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على هامش الاجتماع، وحصل منه على تعهد بأن ترسل ألمانيا 12 مدفع «هوفيتزر» الألماني الصنع بمدى يتراوح بين 30 و56 كيلومتراً، تقدر قيمتها بـ150 مليون يورو، على أن تسلم 6 منها إلى أوكرانيا هذا العام والـ6 الأخرى العام المقبل. واتفق الشركاء الأوروبيون كذلك، بحسب بيستوريوس، على تسليم 77 دبابة «ليوبارد» إضافية بأسرع وقت ممكن.

ورغم ذلك كرر بيستوريوس موقف برلين الرافض لاستخدام كييف الأسلحة الألمانية لضرب العمق الروسي، وقال إن ألمانيا لم تغير موقفها في هذا الخصوص.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس الأركان الأميركية المشتركة تشارلز براون خلال مؤتمرهما الصحافي في قاعدة «رامشتاين» بألمانيا (رويترز)

كما التقى زيلينسكي لاحقاً بالمستشار الألماني أولاف شولتس في فرنكفورت، وأكد شولتس في تغريدة على منصة «إكس» أن «ألمانيا ستبقى الداعم الأقوى لأوكرانيا في أوروبا»، مضيفاً: «سنبقي على دعمنا لأوكرانيا مهما استغرق الأمر»، واصفاً لقاءه بزيلينسكي بأنه كان «جيداً».

وتعتبر ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وقد خصصت برلين أكثر من سبعة مليارات يورو مساعدات عسكرية لكييف هذا العام، وأربعة مليارات يورو العام المقبل. وقالت إنها خفضت المساعدات لأنها ستعوض الباقي من قرض يبلغ نحو 50 مليار دولار أميركي من دخل الفوائد من أصول الدولة الروسية المجمدة، رغم أنه لم يتم التوضيح بعدُ كيف سيتم تنفيذ ذلك.

وأعلن الاتحاد الأوروبي كذلك عن حزمة مساعدات إضافية لكييف، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تغريدة على منصة «إكس»، إن بروكسل ستقدم حزمة بقيمة 40 مليون يورو لدعم البنى التحتية المدمرة في أوكرانيا قبيل فصل الشتاء. وكتبت فون دير لاين أن «روسيا تستهدف بشكل لا يتوقف بنى الطاقة في أوكرانيا. درجة الحرارة ستبدأ قريباً بالانخفاض؛ ولذلك نحن نزيد من مساعداتنا الإنسانية للأوكران». وأضافت أن الحزمة الجديدة ستساعد في إصلاح شبكات الكهرباء والتدفئة.

وحصل زيلينسكي كذلك على تعهدات بمساعدات عسكرية إضافية من بريطانيا وكندا كذلك. وحدد وزير الدفاع الأوكراني المشارك في اللقاء أولويات بلاده في الاجتماع بأنها «تأمين أنظمة دفاعات جوية وذخيرة ومعدات لقواتنا، وتقوية قدرات أوكرانيا البعيدة المدى».


مقالات ذات صلة

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
أوروبا أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز) play-circle 01:26

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

أكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أشار مراراً إلى أن روسيا مستعدة للحوار بشأن أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

عقوبات بريطانية على 30 سفينة إضافية تابعة للأسطول «الشبح» الروسي

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (رويترز)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (رويترز)
TT

عقوبات بريطانية على 30 سفينة إضافية تابعة للأسطول «الشبح» الروسي

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (رويترز)
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (رويترز)

أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الاثنين فرض عقوبات على 30 سفينة إضافية من «الأسطول الشبح» الذي يسمح لموسكو بتصدير النفط والغاز الروسي من خلال التحايل على القيود الغربية المفروضة منذ غزو أوكرانيا.

ووفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن العقوبات تستهدف الآن 73 سفينة، مؤكدة أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على 39 سفينة والاتحاد الأوروبي على 19.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع قرب روما «أعلن هذا الصباح عن أكبر حزمة عقوبات على الأسطول الروسي الشبح. وهذا يؤكد التزام المملكة المتحدة بدعم أوكرانيا».

وقال البيان إن نصف السفن الخاضعة للعقوبات الأخيرة نقلت أكثر من 4.3 مليار دولار من النفط والمنتجات النفطية خلال العام المنصرم.

وجاء في البيان أن «عائدات النفط مصدر تمويل رئيسي لحرب الكرملين غير الشرعية في أوكرانيا».

بحسب المصدر نفسه، فإن ناقلتي النفط اللتين تم حجزهما ترفعان علمي الغابون وهندوراس.

كما أعلنت المملكة المتحدة فرض عقوبات على شركتي تأمين روسيتين.

بحسب البيان وقعت 46 دولة والاتحاد الأوروبي على الدعوة للتحرك ضد «الأسطول الشبح» التي أطلقتها لندن في يوليو (تموز) خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي عقدت في إنجلترا.

والأسطول الذي يضم 600 سفينة ينقل نحو 1.7 مليون برميل من النفط يوميا، وفق تقديرات لندن في يوليو (تموز).