خطوة استباقية مفاجئة... الجيش الأوكراني يكشف أهداف «التوغل في كورسك»

جنود أوكرانيون بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)
TT

خطوة استباقية مفاجئة... الجيش الأوكراني يكشف أهداف «التوغل في كورسك»

جنود أوكرانيون بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)
جنود أوكرانيون بالقرب من الحدود مع روسيا (رويترز)

قال أوليكساندر سيرسكي قائد الجيش الأوكراني، اليوم الخميس، إن روسيا كانت تخطط لشن هجوم جديد على أوكرانيا من منطقة كورسك قبل التوغل المفاجئ الذي قامت به كييف عبر الحدود، وأشار إلى أن «التوغل في منطقة كورسك بجنوب روسيا ناجح»، وأن روسيا لم تحقق أي تقدم في قطاع رئيسي من الجبهة الشرقية منذ ستة أيام.

وأضاف سيرسكي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية أنه «خلال الأيام الستة الماضية لم يتقدم العدو متراً واحداً باتجاه بوكروفسك. وبعبارة أخرى، نقول إن استراتيجيتنا ناجحة». ومضى قائلاً إن الجيش لاحظ أيضاً تراجعاً في القصف وفي شدة الهجوم الروسي في قطاعات أخرى.

وأكد سيرسكي، في أول مقابلة تلفزيونية له منذ توليه منصب قائد الجيش في فبراير (شباط)، أن الهجوم الأوكراني «قلل من خطر هجوم العدو»، وقال: «لقد منعناهم من التحرك. نقلنا القتال إلى أراضي العدو حتى يشعر (العدو) بما نشعر به كل يوم».

والشهر الماضي، اقتحمت القوات الأوكرانية كورسك في توغل بري عبر الحدود فاجأ الداعمين الغربيين لكييف وعلى رأسهم واشنطن. وكشف الهجوم أنه رغم تفوق روسيا من حيث عدد الجنود والسلاح، فإن جيشها يعاني من نقاط ضعف أيضاً.

وقبل نحو أسبوع، أعلنت كييف السيطرة على 100 بلدة و1294 كيلومتراً مربعاً في منطقة كورسك الحدودية الروسية وأسر نحو 600 جندي روسي.

وفي أكثر تفسير تفصيلي للأساس المنطقي وراء التوغل، حدد سيرسكي الأهداف الرئيسية للعملية في «منع روسيا من استخدام كورسك كنقطة انطلاق لهجوم جديد، وتشتيت انتباه القوات الروسية في مناطق الحرب الأخرى، وإنشاء منطقة أمنية، ومنع القصف عبر الحدود للأهداف المدنية، وأسر جنود روس لتعزيز الروح المعنوية للقوات الأوكرانية والأمة بشكل عام».

وقال قائد الجيش الأوكراني من مكان غير معلن بالقرب من خط المواجهة إن موسكو نقلت عشرات الآلاف من القوات إلى كورسك، بما في ذلك بعض من أفضل قواتها المحمولة جواً.

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الخميس) إن التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية لم ينجح في إبطاء التقدم الروسي في شرق أوكرانيا، بل أدى إلى إضعاف دفاعات كييف على الجبهة بشكل عزز موقف موسكو.

وأكد سيرسكي، بعد تفقده الخطوط الأمامية لقواته (الخميس)، أنه لا شك في أن أوكرانيا «أقل تسليحاً وعتاداً في محاولتها الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي». وقال: «يتمتع العدو بميزة في الطيران والصواريخ والمدفعية وكمية الذخيرة التي يستخدمونها. وبالطبع، في الأفراد والدبابات ومركبات المشاة القتالية».

لكن سيرسكي قال أيضاً إن حقيقة أن روسيا تتمتع بميزة مادية كهذه أجبرت أوكرانيا على أن تصبح أكثر ذكاءً وكفاءة في الطريقة التي تخوض بها الحرب. وأوضح: «لا يمكننا القتال بطريقتهم نفسها، لذلك يجب علينا أولاً وقبل كل شيء استخدام النهج الأكثر فعالية واستخدام قواتنا ووسائلنا مع أقصى قدر من استخدام ميزات التضاريس وأيضاً استخدام التفوق التقني»، مسلطاً الضوء على برنامج الطائرات من دون طيار المتقدم في أوكرانيا والأسلحة عالية التقنية الأخرى المصنعة محلياً.


مقالات ذات صلة

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
أوروبا أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز) play-circle 01:26

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

أكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أشار مراراً إلى أن روسيا مستعدة للحوار بشأن أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيطاليا تدعو «مجموعة السبع» لموقف موحد تجاه روسيا

الصورة التقليدية للمشاركين في اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة فيوجي الاثنين (د.ب.أ)
الصورة التقليدية للمشاركين في اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة فيوجي الاثنين (د.ب.أ)
TT

إيطاليا تدعو «مجموعة السبع» لموقف موحد تجاه روسيا

الصورة التقليدية للمشاركين في اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة فيوجي الاثنين (د.ب.أ)
الصورة التقليدية للمشاركين في اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة فيوجي الاثنين (د.ب.أ)

دعت إيطاليا، الاثنين، إلى موقف موحد تجاه روسيا، وذلك خلال افتتاح الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة السبع» في مدينة فيوجي.

وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنطونيو تاياني، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجموعة إن «الوحدة هي قوتنا في الوقت الحالي، وأعني بذلك (حيال) الاتحاد الروسي، لكن القوة لا تعني التحصن»، معلناً أنه وجَّه الدعوة إلى بلدان أخرى من أجل إجراء مناقشة «أوسع وأكثر اكتمالاً».

أضاف رئيس الدبلوماسية الإيطالية: «ينبغي لنا عدم الانغلاق على أنفسنا».

هذا، وسيناقش المؤتمر الوزاري حزمة من الموضوعات، من الأزمة في الشرق الأوسط إلى الحرب في أوكرانيا، وكذلك الوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

مصافحة بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيطالي أنطونيو تاياني قبل مشاركة وزراء عرب في اجتماع «مجموعة السبع» في مدينة فيوجي الاثنين (أ.ف.ب)

وكان تاياني قد أعرب خلال لقائه صحافيين على هامش منتدى «حوارات روما المتوسطية»، الاثنين، عن «الأمل بأن تتفهم موسكو الخطأ الذي ارتكبته، وآمل أن تتمكن الصين من الضغط على روسيا وإقناعها بسحب قواتها من أراضي أوكرانيا»، وأكد أنه يؤيد «عقد مؤتمر سلام تشارك فيه الصين وروسيا أيضاً».

ثم نقل رئيس الدبلوماسية الإيطالية عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله: «العام المقبل سيكون عام السلام». واختتم حديثه بالقول: «نريد أن نؤمن بأن هذا هو العام الذي يتحقق فيه السلام. وسنعمل من أجل ذلك».

وقال تاياني إن دول «مجموعة السبع» تسعى إلى اتخاذ موقف موحد بشأن أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أضاف: «نحن بحاجة إلى أن نتحد بشأن هذا الأمر». ورفضت الولايات المتحدة، وهي إحدى دول المجموعة، قرار المحكمة.

ويجتمع وزراء خارجية «مجموعة السبع» قرب روما لإجراء محادثات تستمر يومين، وتركز على النزاع في الشرق الأوسط، بحضور نظرائهم الإقليميين، وكذلك على الحرب في أوكرانيا.

الأمن يقف في حراسة قبل اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» بأناني بمنطقة لاتسيو بإيطاليا (إ.ب.أ)

وبدأت الأعمال بعد ظهر الاثنين، بحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع جلسة أولى مكرَّسة للوضع في الشرق الأوسط والبحر الأحمر، بعد 5 أيام على استخدام الولايات المتحدة حقها في النقض «فيتو» في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة.

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، إنه «ستجري مع الشركاء مناقشة سبل دعم الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والمبادرات الهادفة لدعم السكان، وتعزيز أفق سياسي موثوق به من أجل استقرار المنطقة».

وتتولى إيطاليا الرئاسة الدورية لمجموعة الدول السبع الأكثر تقدماً (فرنسا والولايات المتحدة واليابان وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا)، وقد أدرجت في جدول أعمال هذا الاجتماع جلسة حوارية موسَّعة ستضم وزراء من السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، فضلاً عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

والثلاثاء، سيتناول اليوم الثاني من المناقشات الحرب في أوكرانيا، والوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بحضور وزراء من دول آسيوية عدة. وسيناقش وزراء مجموعة السبع أيضاً الأزمات المستمرة في هايتي والسودان وفنزويلا.

بينما اجتمع وزراء خارجية دول منطقة البحر الأبيض المتوسط في روما في النسخة العاشرة من «الحوارات المتوسطية»، بمشاركة دول غرب البلقان، للمرة الأولى. ومن بين المشاركين وزراء خارجية كرواتيا والأردن ومصر والهند وليبيا ولبنان واليمن وفلسطين، إضافة إلى ألبانيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود.