بينهم 3 أطفال... 7 قتلى بضربة روسية على لفيف في غرب أوكرانيا (صور)

سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)
سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)
TT

بينهم 3 أطفال... 7 قتلى بضربة روسية على لفيف في غرب أوكرانيا (صور)

سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)
سيارات مدمرة بمنطقة زاليزنيتشنا بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)

أسفرت ضربة روسية على مدينة لفيف في غرب أوكرانيا على بُعد مئات الكيلومترات من الجبهة، اليوم (الأربعاء)، عن مقتل 7 أشخاص، وفق ما أفاد به مسؤولون، في وقت أعلنت فيه موسكو عن إحراز تقدم في الشرق؛ الذي دمرته الحرب.

وجاءت الضربة في وقت قدم فيه عدد من الوزراء الأوكرانيين؛ بينهم وزير الخارجية ديميترو كوليبا، استقالاتهم، في إطار تعديل حكومي قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيأتي بـ«طاقة جديدة» إلى الحكومة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

سكان بموقع هجوم صاروخي في لفيف (أ.ف.ب)

وكثّفت موسكو ضرباتها الجوية على أوكرانيا بعد العملية العسكرية لكييف في منطقة كورسك الروسية التي باغتت القوات الروسية الشهر الماضي.

وجاء الهجوم على لفيف، التي تؤوي آلاف النازحين جراء الحرب المستمرة منذ عامين، غداة هجوم صاروخي روسي على مدينة بولتافا (وسط) أسفر عن 53 قتيلاً في قصف يعدّ من الأكثر دموية منذ بدء الحرب.

وأفاد وزير الداخلية الأوكراني، إيغور كليمنكو، عبر «تلغرام»: «بالمجموع؛ قُتل 7 أشخاص في لفيف، بينهم 3 أطفال. عمليات البحث والإنقاذ متواصلة».

وأدى الهجوم الصاروخي إلى إصابة 40 شخصاً بجروح، وفق ما أفاد به مكتب المدعي العام، وألحق أضراراً بمدارس ومنشآت طبية وأبنية في مركز المدينة التاريخي.

وتضم لفيف، المدينة الواقعة في غرب البلاد قرب الحدود البولندية، أحد المواقع المدرجة في «لائحة اليونيسكو للتراث العالمي»، وبقيت إلى حد كبير بمنأى عن الضربات العنيفة.

أشخاص خارج فندق بعد الهجوم الصاروخي الروسي على لفيف (د.ب.أ)

وأفاد الحاكم الإقليمي، ماكسيم كوزيتسكي، بأن 7 أبنية على الأقل «تحمل أهمية محلياً تضررت»، في قصف الأربعاء، مضيفاً أن جميعها في المنطقة التاريخية وفي المنطقة العازلة المحددة من «اليونيسكو».

وأثارت الهجمات الليلية دعوات جديدة من المسؤولين الأوكرانيين للشركاء الغربيين إلى تقديم دفاعات جوية؛ بما في ذلك أسلحة بعيدة المدى، للرد عبر ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.

ودوت صفارات الإنذار في لفيف قبل شروق شمس الأربعاء، وفق رئيس البلدية آندريه سادفوي، الذي نصح السكان بالتوجّه إلى الملاجئ، بينما عملت الدفاعات الجوية على اعتراض وابل من الصواريخ.

عمال إغاثة يحملون جثة أحد ضحايا غارة روسية في لفيف (رويترز)

«صرخات»

وقالت يليزافيتا (27 عاماً)، التي تقطن في لفيف وسارعت إلى الاحتماء بقبو منزلها: «سمعت صرخات فظيعة تتجاوز صوت البشر تقول: (أنقذونا)».

ولم يكن لدى آخرين، مثل أناستاسيا غرينكو، وهي نازحة من دنيبرو، ما يكفي من الوقت للوصول إلى مكان آمن.

وأوضحت: «ضرب الصاروخ منزلنا. طار كل شيء عند وقوع الانفجار. بمعجزة؛ كنت في الممر، ولذا لم أُصب بجروح بالغة».

من جانبه، ندد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بما وصفها بـ«الضربات الإرهابية الروسية على المدن الأوكرانية».

رجال إطفاء يعملون في موقع مبنى سكني تعرض لأضرار بالغة بسبب قصف روسي على لفيف (رويترز)

جاء هجوم لفيف في إطار قصف أوسع على أوكرانيا؛ حيث أُطلق 13 صاروخاً و29 مسيّرة فوق البلاد، وفق ما أعلن سلاح الجو، الذي أكد إسقاط 7 صواريخ و22 مسيّرة.

وسقط حطام صاروخ جرى اعتراضه فوق مدينة كريفي ريغ (وسط)، وفق ما أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية، ليؤدي إلى إصابة 5 أشخاص بجروح وإلحاق أضرار بفندق «أرينا».

وقال رئيس بلدية المدينة، أولكسندر فيلكوب، إن «الفندق دُمّر من الطابق الثالث نزولاً إلى الأول... الجميع على قيد الحياة».

وأكد رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميغال: «سيدفع العدو ثمن ما قام به». وطالب بمزيد من الدفاعات الجوية والأسلحة بعيدة المدى للرد على روسيا.

صورة جوية تُظهر مباني سكنية تضررت بشدة خلال غارة روسية طالت لفيف (رويترز)

وعادة تترافق الأسلحة التي تتسلّمها أوكرانيا من شركائها الغربيين؛ منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، مع قيود تحظر استخدامها ضد أهداف تقع داخل الأراضي الروسية.

وجاء الهجوم الليلي الروسي عقب قصف روسي على مدينة بولتافا (وسط) يعدّ من الأكثر دموية منذ غزو أوكرانيا.

وقتل 53 شخصاً وجُرح 271 في القصف الذي استهدف معهداً تعليمياً عسكرياً. ولم تعلن السلطات عدد القتلى العسكريين أو المدنيين.

مبنى سكني يحترق بعد غارة روسية في لفيف (أ.ب)

تقدم روسي

وأكدت روسيا مواصلتها هجومها في شرق أوكرانيا، وأعلنت السيطرة على قرية كارليفكا، في أحدث حلقة من المكاسب الميدانية.

تبعد كارليفكا نحو 30 كيلومتراً عن بوكروفسك الواقعة على طريق إمداد رئيسية للجيش الأوكراني وكانت منذ فترة طويلة هدفاً لموسكو.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، إن جيشه يحرز تقدماً سريعاً في دونباس التي تغطي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين.

وأضاف: «لم يكن لدينا مثل هذه الوتيرة من الهجوم في دونباس منذ فترة طويلة».

رجال إنقاذ أوكرانيون يعملون على إخماد حريق بعد هجوم صاروخي في لفيف (أ.ف.ب)

وأجرت أوكرانيا هذا الأسبوع تعديلاً حكومياً كبيراً، في وقت يسعى فيه زيلينسكي إلى تعزيز كفاءة الحكومة بعد عامين ونصف العام من الغزو الروسي.

وقدم وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا استقالته اليوم، بعد يوم من إعلان 6 مسؤولين آخرين؛ بينهم وزراء في الحكومة، استقالاتهم.

وقال زيلينسكي للصحافيين توضيحاً للتعديلات: «نحن بحاجة إلى طاقة جديدة. وهذه الخطوات تتعلق بتعزيز دولتنا في مختلف المجالات».

ووافق البرلمان الأوكراني على بعض الاستقالات في جلسة الأربعاء، ومن المتوقع التصويت على استقالة كوليبا في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وأشار مصدر مقرب من المكتب الرئاسي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الى أن زيلينسكي وكوليبا «سيناقشان ويقرران» منصبه المستقبلي.

وفي هجوم منفصل اليوم، قتل 3 أشخاص في قصف أوكراني بشرق أوكرانيا المحتل، وفقاً لحاكم منطقة دونيتسك المعين من روسيا دنيس بوشيلين.


مقالات ذات صلة

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، فيما يدرس تعيين مبعوث خاص لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة بعد الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ب)

أوستن: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك في الحرب «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم (السبت)، أن بلاده تتوقع أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
TT

خطة هولندية لمكافحة «معاداة السامية»

اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)
اشتباكات في أمستردام بعد مباراة كرة قدم بين مكابي تل أبيب وأياكس بالقرب من محطة أمستردام سنترال (رويترز)

أعلنت الحكومة الهولندية، اليوم الجمعة، إطلاق خطة جديدة لمكافحة «معاداة السامية»، بعد أسبوعين من صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخصص مجلس الوزراء مبلغاً إضافياً قدره 4.5 مليون يورو سنوياً لهذه الخطة، سيجري استخدام جزء منه لتعزيز أمن المؤسسات اليهودية والكنس.

وقال وزير العدل ديفيد فان ويل: «للأسف، ازدادت معاداة السامية في هولندا، خلال العام الماضي، كما أظهرت الأحداث التي وقعت في أمستردام قبل أسبوعين».

بعد مباراة في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بين أياكس أمستردام وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تعرّض مشجعون للأخير إلى الملاحقة والضرب في شوارع العاصمة الهولندية، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح، وإثارة سخط في كثير من العواصم الغربية.

واندلعت حوادث متفرقة قبل المباراة، شملت هتافات معادية للعرب رددها مشجعو مكابي وحرق علم فلسطيني في ساحة دام المركزية، قبل أن يتعرض أنصار الفريق الإسرائيلي لأعمال عنف.

وعَدَّت إسرائيل والسلطات الهولندية أن هذه الأحداث «معادية للسامية».

ونُقل خمسة من مشجعي مكابي إلى المستشفى لفترة وجيزة؛ لتلقي العلاج بعد إصابتهم في أعمال العنف التي أثارت غضب قادة غربيين.

وتشمل استراتيجية الحكومة أيضاً تشكيل فريق عمل معنيّ بمعاداة السامية، وإصدار قوانين أكثر صرامة بشأن «تمجيد الإرهاب» والتحقيق في أعمال العنف المرتكبة خلال الاحتجاجات.

كما سيجري استهداف مشجعي كرة القدم من أجل القضاء على الهتافات المعادية للسامية في الملاعب.

وقال رئيس الوزراء ديك شوف، للصحافيين: «إنه مزيج من القمع والوقاية».