الكرملين: واشنطن متورطة مباشرة في صراع أوكرانيا

قلل من أهمية فكرة «الحل السريع» التي يقترحها ترمب

مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)
مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)
TT

الكرملين: واشنطن متورطة مباشرة في صراع أوكرانيا

مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)
مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)

قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الصراع الدائر حول أوكرانيا.

وأضاف بيسكوف: «الولايات المتحدة، رغم الكثير من التصريحات التي تشير إلى عكس ذلك، منخرطة بشكل مباشر في الصراع حول أوكرانيا. إنهم يظهرون ميلاً لزيادة درجة التورط في هذا الصراع»، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها موقف عدائي علني تجاه روسيا. وأوضح أن الولايات المتحدة هاجمت باستمرار مصالح روسيا وضغطت على البلاد لعدة عقود.

وعلق بيسكوف، على الوعود الانتخابية للمرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترمب، الذي وعد بحل القضايا الإشكالية، قائلا: «لا أعتقد أن هناك عصا سحرية. من المستحيل فعل أي شيء خلال 24 ساعة». وأوضح أن «التأثير التراكمي لخطوات الولايات المتحدة لانتهاك مصالح بلادنا تجاوز المستويات المقبولة». وأضاف: «كانت فترة رئاسة (الرئيس الأميركي جو) بايدن تتويجاً لكل هذه العمليات فيما يتعلق بمصير العلاقات الثنائية، وهي الآن بالفعل، تاريخياً على الأرجح، في أدنى مستوياتها». وقال بيسكوف متحدثاً عن نتائج رئاسة بايدن للعلاقات بين البلدين: «لقد وصلنا إلى نقطة الانهيار التي ربما كانت تقترب لا محالة». وأشار إلى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة هي الآن في أدنى مستوياتها التاريخية، موضحاً أنه «لا توجد احتمالات للدخول في مسار النمو حتى الآن». وأشار إلى أن «الافتراضات بأن الرئيس الأميركي الجديد سيعلن في خطاب تنصيبه عن انتهاء الدعم لأوكرانيا، وسيدعو الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، هي افتراضات خارجة عن نطاق الخيال».

وأكد بيسكوف أن روسيا لا تتوقع نجاحاً سريعاً للوساطة في حسم الحرب إذا أعيد انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة. ومع ذلك، تلاعب بيسكوف بهذه الفكرة، قائلاً إنه من المعقول أن «يعلن الرئيس الأميركي المقبل في خطاب تنصيبه أن الولايات المتحدة تؤيد السلام، وبالتالي فإنها بصدد إنهاء دعمها لأوكرانيا». وأضاف بيسكوف: «وحينذاك ربما يتغير شيء ما في التفكير في صباح اليوم التالي، خصوصاً في كييف». لكنه أكد أن هذا مجرد افتراض، في ضوء حجم الدعم الأميركي للمجهود الحربي الأوكراني في الحرب ضد روسيا.

وأوضح بيسكوف أن الولايات المتحدة بالفعل تمثل إلى حد كبير طرفاً في الصراع من خلال ما توفره من إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، ووصف العلاقة بين موسكو وواشنطن بأنها أسوأ مما كانت عليه «منذ عقود» نتيجة لذلك. ورسمياً، تَمَسَّكَ بيسكوف بالموقف القائل إن روسيا لا تفضل أحداً في الحملة الانتخابية بين ترمب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.


مقالات ذات صلة

مسؤول روسي: موسكو قد تعدّل عقيدتها النووية

أوروبا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (رويترز)

مسؤول روسي: موسكو قد تعدّل عقيدتها النووية

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا ستجري تعديلات على عقيدتها النووية رداً على أفعال الغرب بشأن النزاع في أوكرانيا.

أوروبا الأهالي يغادرون بوكروفسك بعد تقدم القوات الروسية هناك (رويترز)

روسيا تواصل تقدمها في شرق أوكرانيا... وكييف تقر بوضع «صعب»

أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على تجمعين سكنيين آخرين في شرق أوكرانيا، في حين أقر رئيس أركان الجيش الأوكراني الجنرال أولكسندر سيرسكي بأن قواته تواجه ضغوطاً.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي (رويترز)

قائد الجيش الأوكراني: الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي

قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، اليوم (الأحد)، إن الوضع «صعب» في مواجهة الهجوم الروسي الرئيسي، ولكن تم اتخاذ جميع القرارات اللازمة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجلس داخل مقصورة طائرة «إف - 16» بالدنمارك في 20 أغسطس (آب) 2023 (أ.ب)

زيلينسكي يطلب ضوءاً أخضر أميركياً لشن ضربات أعمق في روسيا

كثف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغوط على الولايات المتحدة للسماح لكييف بالتوغل في عمق الأراضي الروسية، بعد أن التقى ممثلوه بمسؤولين أميركيين كبار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة نشرها حساب حاكم منطقة ساراتوف لمبنى تضرر إثر هجوم بمسيرات أوكرانية الاثنين الماضي (إ.ب.أ)

«الدفاع» الروسية تعلن إسقاط 158 مسيرة أوكرانية

أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 158 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق 15 منطقة روسية ليلاً بينها اثنتان فوق العاصمة موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روسيا: سنغير عقيدتنا النووية بسبب دور الغرب في أوكرانيا

العاصمة الروسية موسكو (أ.ب)
العاصمة الروسية موسكو (أ.ب)
TT

روسيا: سنغير عقيدتنا النووية بسبب دور الغرب في أوكرانيا

العاصمة الروسية موسكو (أ.ب)
العاصمة الروسية موسكو (أ.ب)

نقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية القول، اليوم (الأحد)، إن موسكو ستُدْخِل تعديلات على عقيدتها النووية؛ رداً على ما تعدّه تصعيداً غربياً للحرب في أوكرانيا، وفقاً لـ«رويترز».

وتنصّ العقيدة النووية الروسية الحالية، وفقاً لمرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في 2020، على أن روسيا «قد تستخدم أسلحة نووية في حالة وقوع هجوم نووي من عدو، أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة».

وحثّ محللون عسكريون، معروفون بمواقفهم المتشددة، بوتين على أن يغيّر ذلك لشروط أقل؛ لاستخدام الأسلحة النووية من أجل «إفاقة» أعداء روسيا في الغرب، على حد قولهم.

وقال بوتين في يونيو (حزيران) إن العقيدة النووية «أداة حية» ربما تتغير وفقاً لما يجري في العالم. وتعدّ تعليقات ريابكوف، اليوم (الأحد)، أوضح تصريح حتى الآن يؤكد أن تغييرات ستتم بالفعل.

ونقلت وكالة «تاس» عن ريابكوف القول: «إن العمل في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات».

وقال إن القرار «مرتبط بمسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون» فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.

وتتهم روسيا الغرب باستغلال أوكرانيا لشنّ حرب عليها بالوكالة؛ بهدف إنزال «هزيمة استراتيجية» بروسيا وتفكيكها.

وتنفي الولايات المتحدة وحلفاؤها ذلك، قائلين إنهم يساعدون أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة حرب عدوانية ذات أسلوب استعماري تشنها روسيا.

«خطوط حمراء»

قال بوتين، في أول يوم من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إن مَن يحاول منعه أو تهديده سيعاني «من عواقب لم يشهدها في تاريخه».

ويصدر بوتين منذ ذلك الحين سلسلةً من التصريحات التي يعدّها الغرب تهديدات نووية، كما أعلن نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية في روسيا البيضاء.

ولم يُثْنِ هذا الولايات المتحدة وحلفاءها عن تكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا بطرق لم يكن من الممكن تصورها عند بدء الحرب، بما في ذلك إرسال دبابات وصواريخ بعيدة المدى، ومقاتلات من طراز «إف-16».

وباغتت كييف موسكو، الشهر الماضي، باختراق حدودها الغربية في توغل، لآلاف القوات، لا تزال روسيا تكافح لصده.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن العملية تهزأ «بالخطوط الحمراء» التي رسمها بوتين. ويضغط زيلينسكي أيضاً بقوة لدفع الولايات المتحدة إلى السماح له باستخدام أسلحة غربية متقدمة في مهاجمة أهداف في عمق روسيا.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مقابلة نُشرت اليوم (الأحد)، إن الغرب «يتمادى»، وإن روسيا ستفعل كل ما بوسعها لحماية مصالحها.

ولم يفصح ريابكوف عن الموعد الذي ستكون فيه العقيدة النووية المُحدّثة جاهزة. وقال: «وقت إكمال هذا العمل سؤال صعب بالنظر إلى أننا نتحدث عن أهم جوانب ضمان أمننا القومي».