أوروبا تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة الشهر المقبل بعد «صيف الموجات الحارة»

2023 أكثر السنوات سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة (إ.ب.أ)
2023 أكثر السنوات سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة (إ.ب.أ)
TT

أوروبا تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة الشهر المقبل بعد «صيف الموجات الحارة»

2023 أكثر السنوات سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة (إ.ب.أ)
2023 أكثر السنوات سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة (إ.ب.أ)

من المتوقَّع أن تشهد أوروبا ارتفاعاً في درجات الحرارة، مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، بشكل غير معتاد، في أعقاب صيف من موجات الحر والجفاف في جنوب شرقي القارة.

ومن المتوقَّع أن تكون درجات الحرارة في البر الرئيسي أعلى بمقدار 5 إلى 8 درجات مئوية، من المتوسط على مدار 30 عاماً، في بداية الشهر المقبل، طبقاً لما ذكرته هيئة «أتموسفيريك جي 2» للأرصاد الجوية.

وقال ماثيو دروس، عالم الأرصاد الجوية في مؤسسة «ماكسار تكنولوجيز» إن جنوب ألمانيا ومنطقة البلقان وأوكرانيا ودول البلطيق، ستشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بشكل خاص. ويؤدي الاحتباس الحراري إلى تمديد فترة الصيف إلى سبتمبر وحتى أكتوبر (تشرين الأول) في أوروبا، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم الجمعة.

وهذا يزيد من التهديد الناجم عن أحداث الطقس السيئ، مثل الفيضانات والعواصف العنيفة وحرائق الغابات، لكن ظروف الطقس الأكثر اعتدالاً يمكن أيضاً أن تؤدي إلى تأخير بدء موسم التدفئة، في تكرار لعام 2023، وشهر سبتمبر مهم لتجار الطاقة لأنه يشهد التفاوض بشأن عقود موسم التدفئة في نهايته.

ودفع الطلب المتزايد على التبريد أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية، في إيطاليا في أغسطس (آب)، لكن الشتاء سيشكل اختباراً أكبر للمنطقة على نطاق واسع.

وستمتد ظروف الجفاف أيضاً إلى سبتمبر في بعض المناطق، بما في ذلك معظم شبه جزيرة ايبيريا والبلقان وشرق أوروبا، طبقاً لما ذكره جيسون نيكولز، عالم الأرصاد الجوية في مؤسسة «أوكوويذر».


مقالات ذات صلة

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

بيئة حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

قررت فنلندا البدء في طمر الوقود النووي المستنفد في أول مقبرة جيولوجية بالعالم، حيث سيتم تخزينه لمدة 100 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
بيئة قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)

دراسة: خفض التلوث في العالم قد يضيف سنتين إلى أعمارنا

كشفت دراسة جديدة عن أنه من الممكن إضافة نحو عامين إلى متوسط ​​عمر الفرد المتوقع إذا خفض العالم بشكل دائم التلوث المرتبط بالجسيمات الدقيقة لتلبية المعايير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تعمل هيئة المساحة على إبراز كافة المواقع المكتشفة من فوهات وأحافير وكهوف تجاوزت 300 كهف (هيئة المساحة الجيولوجية السعودية) play-circle 00:37

السعودية: فوهة الوعبة ضمن أجمل المعالم الجيولوجية بالعالم

كشف المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن فوهة الوعبة جرى اختيارها وترشيحها ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بيئة من أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل (رويترز)

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

قررت منظمتان بيئيتان رفع دعوى قضائية ضد المفوضية الأوروبية لأنها حددت أهدافاً مناخية «غير كافية» للدول الأعضاء في انتهاك لالتزاماتها بموجب اتفاق باريس المناخي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
عالم الاعمال «إفكو» تحقق نجاحات لافتة وتؤكد التزامها بتعزيز الاستدامة

«إفكو» تحقق نجاحات لافتة وتؤكد التزامها بتعزيز الاستدامة

أصدرت «مجموعة إفكو العالمية» تقريرها الثاني الخاص بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

في شرق أوكرانيا المدمّر تتراجع شعبية زيلينسكي

أوكرانيون يحتمون بأنفاق المترو في كييف من الهجمات الروسية أمس (إ.ب.أ)
أوكرانيون يحتمون بأنفاق المترو في كييف من الهجمات الروسية أمس (إ.ب.أ)
TT

في شرق أوكرانيا المدمّر تتراجع شعبية زيلينسكي

أوكرانيون يحتمون بأنفاق المترو في كييف من الهجمات الروسية أمس (إ.ب.أ)
أوكرانيون يحتمون بأنفاق المترو في كييف من الهجمات الروسية أمس (إ.ب.أ)

قبل 6 سنوات صوتت أولينا سيميكينا لصالح فولوديمير زيلينسكي في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، على أمل أن يضمن لها هذا المرشح، الذي كان شاباً من دون خبرة، السلام.

وفي قرية كليبان - بيك الخضراء في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث تقطن أولينا تذكرها أصوات المدفعية وأعمدة الدخان الأسود التي تغطي الأفق بالواقع القاسي. وقالت المرأة البالغة 43 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع انتهاء الحرب، كما وعد (زيلينسكي)، لكن الحرب لم تتوقف. وازداد القتال. أشعر بأن الأمر أسوأ».

الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بالفيديو في ذكرى استقلال أوكرانيا (أ.ف.ب)

في هذه المنطقة، لم يبدأ القتال مع الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، بل قبل ذلك بـ8 سنوات، عندما دفع الانفصاليون المسلحون من موسكو شرقَ أوكرانيا إلى حرب أهلية.

وخاض المرشح الرئاسي آنذاك فولوديمير زيلينسكي، وهو فنان كوميدي سابق، حملته الانتخابية واعداً بالنضال من أجل السلام. واليوم، تغزو القوات الروسية قرية تلو أخرى في شرق أوكرانيا، وتقترب من قرية أولينا سيميكينا.

وعلى غرارها، يقول سكان منهكون إنهم فقدوا ثقتهم بالرئيس الذي فاز بأصواتهم في عام 2019، حتى لو كان آخرون ما زالوا يدعمونه.

ويرى أكثر هؤلاء انتقاداً، أن زيلينسكي لا يفهم واقع الحياة اليومية للأوكرانيين الذين يعيشون بالقرب من الجبهة، إذ يختلف تماماً عن واقع سكان كييف أو غرب البلاد.

وقال أحد سكان سيليدوفي وهي بلدة أخرى يقترب منها الجنود الروس ويُدعى فاديم: «بصراحة، لم أعد أستمع إليه على الإطلاق»، متحدثاً عن زيلينسكي. وأضاف الرجل (42 عاماً) بقلق، وهو من عمّال المناجم، وقد أرسل عائلته إلى كييف لتكون بأمان: «لا فائدة من ذلك. لا أصدق ما يقوله. إنه يتحدث كثيراً لكنه لا يفعل الكثير».

جانب من الدمار جراء القصف الروسي على مدينة كريفي ريه الأوكرانية (رويترز)

شعبيته في تراجع

حظي فولوديمير زيلينسكي باحترام المجتمع الدولي عندما قرر البقاء في كييف في فبراير 2022، أثناء غزو القوات الروسية لبلاده.

وتراجعت شعبيته في أوكرانيا بعد انتخابه في عام 2019، قبل أن ترتفع بشكل كبير عندما بدأت الصواريخ الروسية تسقط بكثافة على بلاده، إذ نظر إليه نحو 90 في المائة من الأوكرانيين بإيجابية حينها.

ولكن تراجعت شعبية زيلينسكي من جديد مع استمرار الحرب منذ عامين ونصف العام في بلاده، وتبلغ حالياً 55 في المائة، وفقاً لمعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع.

ويحظر القانون الأوكراني إجراء أي انتخابات ما دام قانون الطوارئ المعمول به منذ فبراير 2022 سارياً. وستواجه أي انتخابات تُجرى عقبات لوجيستية كثيرة على أي حال، حيث يعيش ملايين الأوكرانيين في الخارج، بينما يعيش آخرون تحت الاحتلال الروسي، أو يقاتلون في خنادق.

ويعارض ما لا يقل عن 70 في المائة من الأوكرانيين إجراء انتخابات في ظل هذه الظروف، وفقاً لأرقام المعهد.

«احترام»

ولكن ما زال هناك مؤيدون لزيلينسكي في منطقة دونيتسك على الرغم من تراجع شعبيته. وفي مستشفى عسكري قرب بوكروفسك، يحيِّي طبيب يُدعى ليوبيستوك (اسم مستعار) شجاعة رئيسه الذي لم يهرب عندما اقتربت القوات الروسية من العاصمة عام 2022. وقال قبل أن يُهرع لمساعدة جندي جريح: «إنه تصرف قوي جداً، ويستحق الاحترام». ويتمتع الرئيس أيضاً بصورة الموحِّد، بعد أن تمكن من توحيد الحلفاء الغربيين حول أوكرانيا.

وعلى الصعيد العسكري، حصل زيلينسكي على أسلحة متطورة من الغرب، مثل وسائل الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة من طراز «إف - 16». وعلى الصعيد الدبلوماسي، وضع الرئيس الأوكراني بلاده على طريق عضوية الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن المسار طويل ومعقد.

زيلينسكي مع ضباط ميدان قرب الحدود الروسية (أ.ف.ب)

شخصية تاريخية

وفي مدينة نوفوغروديفكا التي اقتربت القوات الروسية كثيراً منها حالياً، ما زالت أيرينا تشريدنيتشنكو تعتقد أن فولوديمير زيلينسكي الذي صوتت له «شخص جيد». ولكن أكدت سيدة الأعمال البالغة 62 عاماً أنها كانت تأمل أن يحقق نتائج أفضل في مجال مكافحة الفساد وهو ما يمثّل مشكلة في أوكرانيا، خصوصاً في منطقة دونيتسك. وأضافت بينما تُسمع أصوات المعارك: «فقد الناس الثقة»، متحدثة عن «الفساد» و«عدم مسؤولية السلطات».

بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بواشنطن في 11 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وأكد المحلل فولوديمير فيسينكو أن الرؤساء الأوكرانيين عموماً تتراجع شعبيتهم بعد عامهم الأول في السلطة، ويميل الأوكرانيون إلى عدم الثقة في الدولة والمؤسسات السياسية. ورأى الخبير أنه من المحتمل ألا تعود شعبية فولوديمير زيلينسكي من جديد إلى ذروتها، لكنه «سيبقى أحد أكثر الشخصيات السياسية المؤثرة وغير العادية في تاريخ أوكرانيا».