ألمانيا تلاحق غواصاً أوكرانياً زرع عبوات ناسفة على خطوط أنابيب نورد ستريم

تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم  28 سبتمبر 2022 (أسوشييتد برس)
تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 28 سبتمبر 2022 (أسوشييتد برس)
TT

ألمانيا تلاحق غواصاً أوكرانياً زرع عبوات ناسفة على خطوط أنابيب نورد ستريم

تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم  28 سبتمبر 2022 (أسوشييتد برس)
تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 28 سبتمبر 2022 (أسوشييتد برس)

أصدرت النيابة العامة الألمانية مذكرة اعتقال بحق أوكراني على خلفية تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم عام 2022، حسبما ذكرت وسائل إعلام ألمانية الأربعاء.

ووفقاً لقناة «إيه آر دي» وصحيفتي «داي تسايت» و«زود دويتشه تسايتونغ»، طلبت ألمانيا إصدار مذكرة اعتقال أوروبية في يونيو (حزيران) بحق الرجل الذي كان آخر عنوان معروف له في بولندا.

وقالوا إنه لم يتضح بعد سبب عدم تمكن السلطات البولندية من اعتقال المشتبه به، ويعتقد الآن أن الرجل فر.

يعتقد المحققون الألمان أن الأوكراني، الذي تم الكشف عنه باسم فولوديمير ز.، كان أحد الغواصين الذين زرعوا عبوات ناسفة على خطوط أنابيب نورد ستريم، بحسب وسائل الإعلام.

ورفضت النيابة العامة الفيدرالية التعليق عندما اتصلت بها «وكالة الصحافة الفرنسية».

في وارسو، قال مكتب المدعي العام البولندي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه تلقى مذكرة اعتقال بحق «فولوديمير ز». في يونيو «فيما يتعلق بإجراءات ضده في ألمانيا» لكن المشتبه به غادر إلى أوكرانيا قبل أن يتم اعتقاله.

وأفادت وسائل الإعلام أن المحققين الألمان تعرفوا أيضاً على أوكرانيين هما رجل وامرأة يعتقدون أنهما كانا من بين الغواصين الذين نفذوا الهجوم، ومع ذلك لم تصدر أوامر اعتقال بحقهما حتى الآن.

مواقع تسريب للغاز

عثر على أربعة مواقع تسريب كبيرة للغاز في سبتمبر (أيلول) 2022 على خطي أنابيب نورد ستريم قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية، بعد أن سجلت معاهد الزلازل انفجارين تحت الماء.

كان خطا الأنابيب في قلب التوتر الجيوسياسي مع قطع روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا في خطوة جاءت للرد على العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو إثر غزو أوكرانيا.

وبينما وقعت التسريبات في المياه الدولية، كان اثنان منها في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للدنمارك واثنان في تلك التابعة للسويد.

لم يكن خطا الأنابيب في الخدمة عندما وقع التسرّب لكنهما كانا يحتويان على الغاز الذي تسرّب في المياه والجو.

فتحت الدنمارك والسويد وألمانيا تحقيقات في الانفجارات. لكن الدنمارك والسويد أغلقتا تحقيقاتهما في وقت سابق من هذا العام.


مقالات ذات صلة

العراق يوقع عقوداً لتطوير 13 رقعة استكشافية وحقلاً للنفط والغاز

الاقتصاد وزير النفط العراقي خلال مراسم التوقيع على عقود تطوير واستكشاف للنفط والغاز (الموقع الإلكتروني لوزارة النفط العراقية)

العراق يوقع عقوداً لتطوير 13 رقعة استكشافية وحقلاً للنفط والغاز

وقعت وزارة النفط العراقية بالأحرف الأولى عقود تطوير 13 رقعة استكشافية وحقلاً للنفط والغاز مع الشركات الفائزة ضمن جولتي التراخيص الخامسة التكميلية والسادسة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة للانتخابات الرئاسية (رويترز)

هاريس تنتهج سياسة للطاقة تتسم بـ«الغموض الاستراتيجي»

حبست نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أنفاس المسؤولين في قطاع الطاقة الأميركي، منذ أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة فيما يقرب من 25 يوماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد حقل «أنكور» التابع لشركة شيفرون في خليج المكسيك قبالة ساحل لويزيانا الأميركية (الموقع الإلكتروني لشركة شيفرون)

«شيفرون» تتغلب على ضغط المياه الشديد وتنجح في استخراج النفط من أعماق البحار

قالت شركة شيفرون الأميركية للطاقة، الاثنين، إنها حققت انفراجة تكنولوجية بإنتاجها أول نفط من حقل أميركي في خليج المكسيك تحت الضغط الشديد في أعماق البحر.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد مؤشر قياس ضغط الغاز في إحدى المحطات (رويترز)

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا لأعلى مستوى منذ ديسمبر 2023

واصلت أسعار الغاز الطبيعي مكاسبها التي حققتها الأسبوع الماضي، في أوروبا جراء مخاوف تتعلق بإمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية التي تمر بأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منصة بحرية لإنتاج الغاز (رويترز)

«القابضة الكويتية» تعتزم ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر

تعتزم الشركة القابضة المصرية الكويتية ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر لتعزيز عمليات الاستكشاف وزيادة إنتاج الغاز من خلال شركتها التابعة «شمال سيناء للبترول».

«الشرق الأوسط» (الكويت)

أوكرانيا تواصل تقدمها في روسيا وبايدن يصف العملية «بالمعضلة الحقيقية» لموسكو

قوات روسية تقصف مواقع القوات الأوكرانية في كورسك (إ.ب.أ)
قوات روسية تقصف مواقع القوات الأوكرانية في كورسك (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تواصل تقدمها في روسيا وبايدن يصف العملية «بالمعضلة الحقيقية» لموسكو

قوات روسية تقصف مواقع القوات الأوكرانية في كورسك (إ.ب.أ)
قوات روسية تقصف مواقع القوات الأوكرانية في كورسك (إ.ب.أ)

قالت كييف إنها حققت المزيد من المكاسب على الأرض في توغل داخل الأراضي الروسية وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه «معضلة حقيقية» لموسكو؛ إذ أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، السيطرة على 74 بلدة في منطقة كورسك، بعد أسبوع من شن آلاف الجنود الأوكرانيين هجوماً مفاجئاً عبر الحدود، وأنها شنت حملة قصف مركّز على منطقة بيلغورود المجاورة.

دمار ناتج عن غارة أوكرانية في بيلغورود (أ.ف.ب)

وأعلن فياتشيسلاف جلادكوف، حاكم منطقة بيلغورود الحدودية الواقعة جنوب كورسك، الأربعاء، حالة الطوارئ، وأرجع ذلك إلى استمرار الهجمات من قبل القوات الأوكرانية. وقال إنه سيطلب من موسكو إعلان حالة طوارئ اتحادية. وقال جلادكوف في مقطع فيديو نشر على تطبيق «تلغرام»: «لا يزال الوضع في منطقة بيلغورود صعباً ومتوتراً للغاية».

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير 117 طائرة مسيرة و4 صواريخ تكتيكية أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على عدة مناطق، من بينها كورسك. وأضافت الوزارة عبر تطبيق «تلغرام» أن الصواريخ و37 طائرة مسيرة دُمرت فوق كورسك، كما تم تدمير 37 مسيرة فوق منطقة فورونيج. ولم تذكر الوزارة العدد الإجمالي للأسلحة الجوية التي أطلقتها أوكرانيا صوبها.

وأعلنت السلطات المحلية في عدة مقاطعات روسية قريبة من الحدود مع أوكرانيا عن التصدي للمسيرات الأوكرانية، فجر الأربعاء. وأعلن حاكم مقاطعة فورونيج، ألكسندر جوسيف، عن إسقاط «عدد كبير» من الطائرات المسيرة الأوكرانية، مشيراً إلى أن قوات الدفاع الجوي ووسائل التشويش الإلكتروني تواصل تدمير المسيرات، بحسب قناة «آر تي» الروسية.

وفي مقاطعة كورسك، أعلن القائم بأعمال الحاكم أليكسي سميرنوف عن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية. وتم إلغاء الإنذار من الهجوم الجوي في المقاطعة بعد ساعات من إعلانه، حيث أكد القائم بأعمال الحاكم تشغيل أنظمة الدفاع الجوي للتصدي للهجوم. وفي مقاطعة ليبيتسك، أعلن الحاكم إيغور أرتامونوف عن خطر الهجوم بالطائرات المسيرة، داعياً السكان للبقاء في أماكن آمنة حتى إلغاء الإنذار. كما تم إعلان «المستوى الأحمر» لخطر الهجمات بالمسيرات في مدينة ليبيتسك، المركز الإداري للمقاطعة.

جانب من إجلاء سكان بلدة ريلسك في منطقة كورسك الروسية الجمعة (أ.ف.ب)

وتتعارض رواية أوكرانيا مع تأكيدات روسيا بأن تقدم قوات كييف توقف وتم صد الهجمات في قرى على بُعد نحو 26 إلى 28 كيلومتراً من الحدود. وقالت وسائل إعلام غربية إنها لم تتحقق بشكل مستقل من الوضع في ساحة المعركة.

وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن معارك «صعبة وكثيفة»؛ إذ توغلت قوات كييف في السادس من أغسطس (آب) في أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. وكتب زيلينسكي على «تلغرام»: «أوكرانيا تسيطر على 74 بلدة. تجري عمليات تفتيش وإجراءات لإرساء الاستقرار»، مشيراً إلى أسر «مئات» الروس. وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن قواته «تقدمت في بعض المناطق ما بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات» خلال النهار، وسيطرت على «40 كيلومتراً مربعاً» إضافية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهجوم يهدف إلى تحسين موقف كييف التفاوضي قبل أي محادثات محتملة، وإبطاء تقدم روسيا على الخطوط الأمامية.

وتسبب الهجوم الأوكراني حتى الآن بفرار أكثر من 120 ألفاً من سكان المنطقة، بحسب السلطات الروسية، وأسفر عن مقتل 12 مدنياً على الأقل، وإصابة أكثر من مائة بجروح. وبمواجهة هذه النكسة غير المتوقعة، أمر بوتين الجيش الروسي بـ«طرد العدو»، متهماً الغرب «الذي يخوض حرباً ضدنا» بالوقوف خلف الهجوم.

وقال البيت الأبيض إن أوكرانيا لم تبلغه مسبقاً بتوغلها في منطقة كورسك. ونفت المتحدثة باسمه كارين جان بيير أي دور لواشنطن في العملية. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن التوغل العسكري الأوكراني في روسيا «خلق معضلة حقيقية» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن مسؤولي بلاده على اتصال دائم بالأوكرانيين بشأن هذه الخطوة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

وقال مسؤول أميركي إن هدف التوغل الأوكراني في كورسك يبدو أنه إجبار روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا للدفاع عن الأراضي الروسية ضد الهجوم عبر الحدود.

وقدمت الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا لأغراض دفاعية إلى حد كبير؛ إذ تحاول كييف صد الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022. وفي مايو (أيار) الماضي، سمح بايدن لكييف بإطلاق أسلحة أميركية على أهداف عسكرية داخل روسيا تدعم هجوماً ضد مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.

وبعد تحقيق القوات الأوكرانية تقدماً سريعاً على مدى أكثر من أسبوع منذ بدء هجومها المباغت، أعلن الجنرال سيرسكي السيطرة على أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية. وأقرت السلطات الروسية، الاثنين، بأن القوات الأوكرانية توغلت في المنطقة على عمق 12 كيلومتراً على الأقل، وعرض 40 كيلومتراً، وسيطرت على 28 بلدة.

وأظهر تحليل أجرته «الصحافة الفرنسية» لبيانات نشرها «معهد دراسة الحرب» ومقره واشنطن، استناداً إلى مصادر روسية، أن القوات الأوكرانية سيطرت، حتى الاثنين، على 800 كيلومتر مربّع على الأقل من الأراضي الروسية. في المقابل، سيطرت القوات الروسية على 1360 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية منذ الأول من فبراير 2024.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي إن «أوكرانيا لا تود ضم أراض في منطقة كورسك»، معتبراً هجوم كييف «مشروعاً تماماً» بوجه الاحتلال الروسي لنحو 20 في المائة من أوكرانيا. وأكد أن الهجوم سيتوقف إذا وافقت موسكو على شروط أوكرانيا، موضحاً: «كلّما سارعت روسيا إلى الموافقة على إحلال سلام عادل... عجّلت بوقف عمليات توغل قوات الدفاع الأوكرانية في الأراضي الروسية».

عمال الإنقاذ في فولغوغراد (رويترز)

غير أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا متوقفة تماماً؛ إذ يرى كل من الطرفين مطالب الطرف الآخر غير مقبولة. وقال زيلينسكي إنه سيعد بحلول نوفمبر (تشرين الثاني)، تاريخ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، خطة تكون بمثابة قاعدة لقمة مقبلة من أجل السلام، يُدعى إليها الكرملين.

وناقش أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، الأربعاء، الوضع في ساحة المعركة والصفقات الأمنية مع جيمس أوبراين، مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية والأوراسية، خلال زيارته البلاد. وتأتي زيارة أوبراين في الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا توغلها داخل الحدود الروسية في منطقة كورسك.