محكمة ألمانية تدين ناشطة هتفَت: «من النهر إلى البحر»

بدفع غرامة قدرها 600 يورو

متظاهر يرفع لافتة كتب عليها «من النهر إلى البحر» خلال تجمع تضامني مع الفلسطينيين في ساحة أورانينبلاتز في منطقة كروزبرغ في برلين بألمانيا يوم 11 نوفمبر الماضي (أرشيفية- أ.ف.ب)
متظاهر يرفع لافتة كتب عليها «من النهر إلى البحر» خلال تجمع تضامني مع الفلسطينيين في ساحة أورانينبلاتز في منطقة كروزبرغ في برلين بألمانيا يوم 11 نوفمبر الماضي (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

محكمة ألمانية تدين ناشطة هتفَت: «من النهر إلى البحر»

متظاهر يرفع لافتة كتب عليها «من النهر إلى البحر» خلال تجمع تضامني مع الفلسطينيين في ساحة أورانينبلاتز في منطقة كروزبرغ في برلين بألمانيا يوم 11 نوفمبر الماضي (أرشيفية- أ.ف.ب)
متظاهر يرفع لافتة كتب عليها «من النهر إلى البحر» خلال تجمع تضامني مع الفلسطينيين في ساحة أورانينبلاتز في منطقة كروزبرغ في برلين بألمانيا يوم 11 نوفمبر الماضي (أرشيفية- أ.ف.ب)

أدانت محكمة في برلين ناشطة مؤيدة للفلسطينيين، بتهمة هتاف شعار: «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة» في تظاهرة بالعاصمة الألمانية، بعد 4 أيام من 7 أكتوبر (تشرين الأول)، فيما وصفه فريق الدفاع عنها بأنه «هزيمة لحرية التعبير».

وأمرت القاضية بريغيت بالزر التي ترأست المحكمة، المواطنة الألمانية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاماً، آفا مويري، بدفع غرامة قدرها 600 يورو (515 جنيها إسترلينياً) أمس (الثلاثاء)، رافضة حجتها بأنها كانت تقصد فقط التعبير عن دعمها «للسلام والعدالة» في الشرق الأوسط، من خلال التلفظ بهذه العبارة في شارع مزدحم.

وقالت بالزر إنها «لم تستطع فهم» منطق أحكام المحكمة الألمانية السابقة التي قررت أن الشعار «غامض»، قائلة لها إنه من الواضح أنه «ينكر حق دولة إسرائيل في الوجود».

كانت القضية التي نظرتها المحكمة تحت حراسة أمنية مشددة، واحدة من عدة قضايا منذ هجمات «حماس» في السابع من أكتوبر الماضي، والتي لحقها تدمير غزة ومقتل 39 ألف فلسطيني. وركزت القضايا على القيود الصارمة التي تفرضها ألمانيا على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. ووصف محامو مويري هذه القضية بأنها أول محاكمة في برلين تركز على استخدام العبارة التي انتشرت عقب الحرب الإسرائيلية على غزة، في عدة تظاهرات حول العالم.

وقالت بالزر إن الشعار كان مثيراً للجدال بشكل خاص في ألمانيا التي تُعد داعمة لإسرائيل. وأضافت أن الألمان ملزمون بجعل اليهود في البلاد يشعرون «بالأمان والراحة»، وخصوصاً في مواجهة ارتفاع الجرائم «المعادية للسامية» منذ السابع من أكتوبر.

وكان من الممكن سماع نحو 100 متظاهر تجمعوا خارج المحكمة، وهم يهتفون: «فلسطين حرة حرة» أثناء قراءة الحكم. وابتسمت مويري لعشرين من المؤيدين الذين سُمح لهم بحضور الجلسة، وكان كثير منهم يرتدون الكوفية، وقوبلوا بالهتافات عندما غادروا المبنى. وبعد أن أنهى القاضي المحاكمة، هتف اثنان من أفراد الجمهور «ضد القمع»، حسبما نقلت صحيفة «الغارديان».

وكان الحكم الصادر بحق مويري التي لم يكن لها سجل جنائي سابق، ووصفت نفسها بأنها ناشطة في مجال القضايا النسوية وقضايا اللاجئين، أقل من الغرامة البالغة 900 يورو التي طالب بها ممثلو الادعاء العام، الذين قالوا في وقت لاحق إنهم سينظرون في الاستئناف.

ومن جانبه، أدان محامي مويري، ألكسندر جورسكي، ما سمَّاه انتصاراً لـ«قمع الدولة» للمحتجين، وقال إنه سيطعن في الحكم أمام محكمة أعلى.

كانت المتهمة إحدى المشاركات في تنظيم احتجاج يوم 11 أكتوبر بالقرب من شارع سونينالي في حي نويكولن، في العاصمة برلين، وهو شارع مزدحم كان مسرحاً لكثير من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

وقال الفريق القانوني لمويري إن الشعار يجب أن يُنظر إليه على أنه «تعبير مركزي عن حركة التضامن العالمية مع فلسطين» ذات الأصل التاريخي الذي يسبق «حماس». وقالوا إنه يجب أن تؤخذ مويري على محمل الجد بأنها رفضت «أي شكل من أشكال معاداة السامية».

ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن شعار «بين النهر والبحر» يتم استخدامه منذ ستينات القرن العشرين، من قبل عدد من الناشطين الذين لديهم أجندات مختلفة. وله مجموعة من التفسيرات في مختلف أنحاء العالم، من الإبادة الجماعية إلى الديمقراطية. وفلسطينياً، يشير الشعار إلى الأرض الواقعة بين نهر الأردن إلى الشرق والبحر الأبيض المتوسط ​​إلى الغرب، والتي تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حظرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايزر أنشطة حركة «حماس» في ألمانيا، وكذلك شعار «من النهر إلى البحر»، الذي أعلنت أنه شعار «حماس».

في فبراير (شباط)، قال وزير العدل الألماني ماركو بوشمان، إن العبارة يمكن أن تشكِّل «تحريضاً معادياً للسامية» ويمكن فهمها على أنها «تتغاضى عن عمليات القتل المرتكبة في إسرائيل».

وكثيراً ما تستخدم الشرطة الألمانية هذا القول مبرراً لإلغاء الإذن بالاحتجاجات المنظمة، أو جعل تجنبه شرطاً لمنح إذنها.

وفي يونيو (حزيران)، قضت محكمة بافارية بأن العبارة التي من المتوقع استخدامها في مظاهرة مقبلة في ميونيخ، لا تشكل جريمة، ولا يمكن حظرها بشكل قاطع، ووجدت أن «فائدة الشك» حول الشعار يجب أن تسود.

وانتقد المجلس المركزي لليهود في ألمانيا الذي يمثل مجتمعاً يبلغ عدده نحو 200 ألف شخص، هذا القرار، ووصفه بأنه «غير مفهوم». وقال المجلس: «إن صرخة (حماس) تعني إبادة إسرائيل، وطرد وتدمير اليهود الذين يعيشون هناك»، مضيفاً أن «الواجب العاجل» للدولة الألمانية هو «إيجاد الوضوح» بشأن العبارة.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تستعد لتشويش «أفراح حماس» عند تنفيذ الصفقة

شؤون إقليمية غزيون يتفقدون الدمار الذي خلَّفته غارة إسرائيلية على مدرسة الفارابي وسط مدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تستعد لتشويش «أفراح حماس» عند تنفيذ الصفقة

تحتل مهمة التشويش على ما يسمى في تل أبيب «أفراح حماس» مكانة رفيعة.

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي أنباء عن التوصل لاتفاق بشأن غزة (د.ب.أ) play-circle 01:33

«حماس» وافقت «شفهياً» على اتفاق وقف النار... واجتماع لحكومة نتنياهو لإقراره

وافقت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» شفهياً على اتفاق وقف النار في غزة، فيما تستعد الحكومة الإسرائيلية للاجتماع لإقراره.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط في أوسلو (أ.ف.ب)

«أونروا» تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل

أكد المفوض العام لوكالة «أونروا»، فيليب لازاريني، أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية رغم الحظر الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى (أ.ب)

رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو العالم لمواصلة الضغط على إسرائيل حتى بعد هدنة غزة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الأربعاء، إن المجتمع الدولي يجب أن يواصل الضغط على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

كيت ميدلتون تكشف أنها في مرحلة الشفاء من السرطان

كيت ميدلتون زوجة الأمير البريطاني ويليام (أ.ف.ب)
كيت ميدلتون زوجة الأمير البريطاني ويليام (أ.ف.ب)
TT

كيت ميدلتون تكشف أنها في مرحلة الشفاء من السرطان

كيت ميدلتون زوجة الأمير البريطاني ويليام (أ.ف.ب)
كيت ميدلتون زوجة الأمير البريطاني ويليام (أ.ف.ب)

كشفت كيت ميدلتون، زوجة الأمير البريطاني ويليام، الثلاثاء، أنها في مرحلة الشفاء من مرض السرطان الذي تعاني منه، وذلك بعد زيارة للمستشفى الذي تلقت فيه العلاج في وقت سابق من العام الحالي.

وأعربت الأميرة، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، عن شكرها العميق لأولئك الذين ساعدوها وزوجها الأمير ويليام.

وكتبت: «لم يكن بمقدورنا أن نطلب أكثر من ذلك... فما تلقيناه من رعاية ونصيحة خلال فترتي كمريضة كانتا من قبيل الاستثناء».

وتابعت كيت: «في منصبي الجديد كراعية مشتركة لمستشفى رويال مارسدن، آمل أن نتمكن من خلال دعم الأبحاث الرائدة والتميز السريري، فضلاً عن تعزيز رفاهية المرضى والعائلات، من إنقاذ مزيد من الأرواح، وتحويل تجربة كل المتأثرين بالسرطان».

وأضافت الأميرة: «إنه لمن دواعي السرور أن أكون الآن في مرحلة الشفاء وأن أركز على التعافي. وكما يعلم أي شخص عانى من السرطان، فإن الأمر يستغرق وقتاً للتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد. ومع ذلك، أتطلع إلى عام حافل بالنجاحات... شكراً للجميع على دعمكم المستمر».